فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6973 - 2021 / 7 / 29 - 11:49
المحور:
الادب والفن
حينَ كتبَ " بُودْلِيرْ " أزهارَ شرِّهِ ...
كانَ إبليسُ يقطفُ ثمارَ الخلدِ
منْ شجرةِ اللهِ...
حينَ قالَ :
كنْ أيهَا الكلامُ إبليسَ ...
فكانَ لسانَ النارِ
يبتلعُ الماءَ ...
فلَا يكونُ صلصالاً
ولَا أَرْجِيلاً مقدساً ...
في الحبرِ الأزرقِ
أو البحرِ الميتِ ...
كانَ لهباً ...
كانَ مسماراً
في عقلِ اللهِ / في كلامِهِ /
وفي نعشِ الإنسانِ
كانَ آخرَ كلمةٍ ...
أنزعُ منْ رأسِ الزمنِ المساميرَ ...
وأمشِي في الغمامِ دونَ قدميْنِ
أمشِي في الكلامِ صمتاً /
وفي الصمتِ أولَ الكلامِ /
أُقَطِّرُ السماءَ نبيذاً ...
بفمٍ خالٍ منَ الشتيمةِ
وأرَى اللهَ في كلِّ الجهاتِ ...
ماشياً على قدمينِ
يوزعُ الكلامَ خرائطَ للنسيانِ ...
في رأسِهِ ...
السماواتُ والكواكبُ
في دماغِهِ ...
المجرَّاتُ والأفلاكُ
بينَ قدميهِ ...
كرةٌ أرضيةٌ
تلعبُ الرَّكْمَجَةَ في الأُوقيَانُوسْ ...
والرقصَ على سلمِ رَيْشْتَرْ
وعلى لسانِهِ ...
كتابٌ أولُّهُ حرفُ نداءٍ :
يَا إبليسُ ...!
لَا تقلْ إنَّكَ لستَ بقارئٍ
كتابِيَ ...!
وبإسمِهِ
ينزعُ الشرَّ منْ عقلِ الفراغِ
ومنْ زهرةِ الكلامِ ...!
ذاكَ كتابُ اللهِ ...
يتلُو براءةَ إبليسَ
منْ دمِنَا ...!
وتلكَ أزهارُ الشعرِ
أَبْلَسَهَا الخيالُ ...!
والبَدْءُ
كلمةُ اللهِ ...
والكلمةُ شعرٌ
وكانَ الشعرُ إبليساً ...
وما اجتمعَ الآبالِسَةُ
إلَّا ليكتبُوا بالنارِ
إسمَ اللهِ ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟