أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزهة أبو غوش - تحليل رواية اليتيمة لجميل السلحوت














المزيد.....

تحليل رواية اليتيمة لجميل السلحوت


نزهة أبو غوش
روائيّ وكاتبة، وناقدة


الحوار المتمدن-العدد: 6968 - 2021 / 7 / 24 - 15:51
المحور: الادب والفن
    


الأنثروبولوجيا الاجتماعية ( العلوم الانسانيّة)
صدرت رواية "اليتيمة" للأديب المقدسي جميل السلحوت عام 2021 عن مكتبة كل شيء في حيفا، وتقع الرواية التي يحمل غلافها الأوّل لوحة للفنّان التشكيلي محمد نصرالله ومنتجها وأخرجها شربل الياس في 260 صفحة من الحجم المتوسط.
عندما قامت الحرب العالمية الثّانية تناول المستعمر دراسة الأنثروبولوجيا للمجتمعات البدائية، حيث تناولت المجتمعات الرّيفية، والمدنيّة، ودرست العلاقات الاجتماعية، والنظم الاجتماعية، كالعائلة، والعشيرة، والزّواج، والقرابة، والطّبقات، والنّظم الاقتصادية فيها، وتطوّرت هذه الدّراسة فيما بعد بالاهتمام بتحليل البناء الاجتماعي للمجتمعات الإنسانية، بالدراسة العميقة.
تصنّف رواية الأديب جميل السّلحوت " اليتيمة" من نوع العلوم الإنسانيّة الأنثربولوجيا الاجتماعيّة. ومن المعروف أنّ دراسة المجتمعات الرّيفيّة والمدنيّة قد ظهرت بعد الحرب العالميّة الثّانية؛ كي يتعرّف المستعِمر على طبيعة البلد المستعمَر، حيث درست العلاقات الاجتماعيّة، والنظم الاجتماعيّة كنظام العائلة والعشيرة، والزّواج والاقرباء، والنظام الاقتصادي وغيره .
وقد تطوّر ت هذه الدّراسة فيما بعد للتّعرّف على الحياة الإنسانيّة في بلاد مختلفة.
عندما قرأت رواية اليتيمة، أردت أن أجد لها تصنيفا أدبيّا، فوجدت أنّنا هنا نقف أمام رواية تحمل الكثير من مواصفات الحياة الإِنسانيّة، الخاصة في فلسطين.
ظهرت القيم والمعايير الاجتماعية بشكل بارز في الرّواية، في العلاقات بين الأفراد في المجتمع، واظهار الحلال، والحرام، والمسموح والممنوع بما يتلاءم مع طبيعة المجتمع الّذي تدور فيه أحداث الرّواية.
برزت طبيعة إكرام الضّيف، والاستقبال الحافل والتّرحيب، واحتواء الغريب في بلد عربي آخر. كما برزت العلاقات ما بين الخطيب وخطيبته، وبين الزّوج والزّوجة، ومدى قدرة الرّجل على اتّخاذ القرارات؛ كونه الرّجل الذّكر السّند لعائلته، وهو الّذي يحمل اسم العائلة وليست الأُنثى.
العلاقات بين أسرة وأخرى من خلال المصاهرة، والخطوات المتّبعة لتحقيق هذه العلاقة تبدو واضحة بالتّفصيل في رواية اليتيمة. منذ الموافقة - خلف الكواليس- حتّى اتمام الزّفاف، وليلة الدّخلة واظهار شرف الفتاة وفحولة الرّجل – العريس- وتدخّل الأهل من كلا الطّرفين؛ والصباحيّة ومساعدة الأهل للإبن لبناء أسرة جديدة، وحياة الزّوجين ضمن الأسرة الممتدّة؛ حتّى لو بعدت المسافات. يظهر مثلا تدخّل العائلة الّتي تعيش في فلسطين بعائلة ابنهم الذي هاجر مع عروسه إلى الكويت للعمل هناك.
يكثر في مجتمعنا الفلسطيني استخدام الأمثلة الشّعبيّة الّتي تعبّر عن غاية المتحدّث؛ لتمرير فكرته عن الحدث؛ حيث نجد أنّ الكاتب قد أكثر منها في روايته " اليتيمة" إِذ تبرز هذه الأمثلة المعتقدات الّتي يؤمن بها المجتمع، وفي أغلب الأحيان يعتبرها معيارا اجتماعيّا مهمّا لحياته؛ هنا تلعب الأمثلة دورا أساسيّا في البناء الأنثروبولوجي.
هناك العادات الاجتماعيّة نحو التّسليم بالأحضان، والتّقبيل كانت واضحة، إِذ من المعروف أنّ طرق التّسليم تختلف من مجتمع لآخر.
إِنّ استشهاد ببعض الآيات الكريمة؛ من أجل إِعطاء الشّرعيّة المطلقة للأحداث، هي ظاهرة واضحة وضروريّة في مجتمعنا، نحو استخدامها عند عقد القران مثلا، " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً" كذلك في بناء العلاقات ما بين الأفراد.
وظاهرة التّسرّع في عقد القران ظاهرة مألوفة في مجتمعنا، حيث لا يدع مساحة زمنيّة للعروسين؛ من أجل التّعرّف على بعضهما.
ومن الظّواهر الاجتماعيّة أيضا، إرغام المرأة الفلسطينيّة على تّحمّل الزّوج والبقاء في بيته، حتّى ولو كان الحقّ في صفّها؛ لأنّه من العيب أن تترك الزّوجة بيتها، وخاصّة في أوّل حياتها الزّوجيّة.
ظاهرة الحداد ولبس السّواد، وتحريم المرأة أيّ فرح على نفسها بعد الفقدان؛ قد ظهرت أيضا في الرّواية؛ وهي عادات تتّبعها المرأة الفلسطينيّة في المجتمع.
المهاهاة والزّغاريد هي أيضا من مظاهر التّعبير عن الفرح والبهجة في العروسين.
ومن العادات المألوفة للزّواج أن يختار الرّجل بمساعدة الأهل الزّوجة المناسبة، إِذ تظلّ الفتاة كسلعة يراد اختيارها، حيث رأينا في الرّواية نماذج مختلفة في طرق الزّواج على أساس هذا المبدأ.
إِنّ ظاهرة التّعاون ومساعدة أفراد المجتمع لبعضهم والألفة ودفء الحياة الأسريّة وإِغاثة الملهوف؛ بدت ظاهرة في رواية اليتيمة، الّتي بدورها تشكّل جزءا في البناء المجتمعي.
إِن تدخّل المحتلّ في حياة الأفراد الفلسطينيين المحتلين أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتهم الاجتماعيّة، من حيث تعاملهم وتسلّطهم، وطرق مقاومتهم له.
إِنّ أسلوب الكاتب السّلحوت التّقريري المباشر والواقعيّ، ساهم في بناء رواية تصنّف ضمن العلوم الانسانيّة.( الانثروبولوجي) بامتياز.



#نزهة_أبو_غوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية النّهر لن يفصلني عنك لرمضان الرّواشدة
- رواية -قبل أن يأتي الغرباء-والبحر المفقود
- قصّة اليافعين زغرودة ودماء لجميل السلحوت
- القبّعات الملوّنة والحالة النّفسيّة في القصّة
- السّنجابة والعقاب
- الخلطة السّحريّة لمرض الكورونا
- الكورونا الخرافة-قصة قصيرة
- هارب من الكورونا
- مسرحية-محاكمة السيدة كورونا
- خلاف غير نمطي-قصة قصيرة
- نهاية غير متوقّعة-قصة قصيرة
- نورس يبحث عن الأحباب-قصة قصيرة
- كنان يتعرف على مدينته والشخصيات المتشابكة
- على ضفاف الأيام وعاطفة الحب
- رواية الخاصرة الرخوة لجميل السلحوت
- قصة-الأرجوحة-والارتباط بالأرض
- تحليل كتاب -من بين الصخور-
- رواية الحائط وتحقيق الذات
- خلق الشّخصيّات الإيجابيّة في رواية -ليت-
- الصراع في رواية شبابيك زينب


المزيد.....




- اغنية دبدوبة التخينة على تردد تردد قناة بطوط كيدز الجديد 202 ...
- الشعر في أفغانستان.. ما تريده طالبان
- أكثر من 300 لوحة.. ليس معرضا بل شهادة على فنانين من غزة رحلو ...
- RT العربية توقع اتفاقات تعاون مع وكالتي -بترا- و-عمون- في ال ...
- جامع دجينغاربير.. تحفة تمبكتو ذات السبعة قرون
- حملة ترامب تطالب بوقف عرض فيلم -ذي أبرنتيس- وتتهم صانعيه بال ...
- ذكريات يسرا في مهرجان كان السينمائي
- فنانو مسرح ماريوبول يتلقون دورات تدريبية في موسكو
- محاكمة ترامب.. -الجلسة سرية- في قضية شراء صمت الممثلة الإباح ...
- دائرة الثقافة والإعلام الحزبي تعقد ندوة سياسية في ذكرى النكب ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزهة أبو غوش - تحليل رواية اليتيمة لجميل السلحوت