أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - انتفاضة الأهوازيين وعموم الشعب الإيراني














المزيد.....

انتفاضة الأهوازيين وعموم الشعب الإيراني


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6968 - 2021 / 7 / 24 - 15:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بدأت الانتفاضة هذه المرة في (الأهواز) أو (الأحواز) ذات الأغلبية العربية، وامتدت إلى طهران ومناطق كثيرة من إيران، فوجدنا في تظاهرات الأهوازيين تشابها كبيرا بين هتافاتهم وهتافات التظاهرات العراقية، ومن هتافاتهم المركزية «بالروح بالدم نفديك يا أهواز»، أما الهتافات المركزية في المناطق الناطقة بالفارسية فهي «مرگ بر أصل ولايت فقيه» وتلفظ «مرگ بر أسل ڤلايت فقيه»، وتعني (الموت لمبدأ ولاية الفقيه)، وكذلك «مرگ بر جمهوريَ إسلامي» أي (الموت للجمهورية الإسلامية) وكذلك «مرگ بر دكتاتور» أي (الموت للديكتاتور).
وكانت الانتفضات السابقة ضد حكم المعممين أو الملالي قد انطلقت غالبا في طهران والمناطق الناطقة بالفارسية والركية الآذرية.
البعض من العراقيين راحوا يضفون صفة قومية عروبية على انتفاضة الأهواز، ويسمونها (الأحواز)، وسأتناول لاحقا موضوع الاسم، ويعتبرون الأحواز خاضعة للاحتلال الفارسي، ويدعون إلى عودة خوزستان (عربستان) إلى العراق.
صحيح بعض المنتفضين الأهوازيين ينطلقون من منطلق قومي، وأتصور هم أولئك الذين يحملون العلم بنفس ألوان أعلام العراق وسوريا ومصر، مع نجمة واحدة في الوسط، وهذا ما اعتمدته اليمن كذلك في مرحلة من المراحل، على ما أتذكر في فترة ما سمي بـ (الاتحاد العربي) كاتحاد فيدرالي بين الجمهورية العربية المتحدة واليمن في عهد جمال عبد الناصر.
وإذا كانت خوزستان تحت الاحتلال، فهكذا يمكن القول عن كردستان إيران وأذربايجان إيران وغيرها، ولذا دعا شريعتمداري بعد نجاح ثورة الخميني إلى جعل إيران دولة فيدرالية، على غرار الولايات المتحدة وألمانيا، لأنه اعتبر - وربما بحق إلى حد كبير - إن إيران تتكون من عدة شعوب، فجوزي بالإقامة الجبرية في داره حتى وافاه الأجل، وهذا ما فعله نظام خميني مع عالمين دينيين آخرين هما حسينعلي منتظري ومحمد الشيرازي.
وأسأل الذين يدعون إلى انفصال خوزستان عن إيران، لماذا ترفضون إذن انفصال كردستان عن العراق؟ فهل وحدة العراق مقدسة عندكم، ولا يجوز للإيرانيين، أقصد الشعب لا النظام، أن يعتبروا وحدة إيران هي الأخرى مقدسة عندهم؟ أقول هذا بالرغم من أني لا أرى الأرض مقدسة بقدر ما يجب أن يكون الإنسان مقدسا، هو وحرياته وحقووقه. ثم إن الشعب العراقي يعاني من الطبقة السياسية المهيمنة على العراق منذ 2003، والمفروض أننا نحب لسائر الشعوب ما نحب لشعبنا، فإذا كنا نتطلع إلى تحرير شعبنا من حكم هذه الطبقة، فلماذا نريد إخضاع شعب عربستان لها أيضا ليكونوا شركاءنا في المعاناة، أو ليتخلصوا من معاناة إلى معاناة من لون آخر؟ ثم ما زالت الطبقة السياسية لم نتخلص منها، وبقيت هي الممسكة بالشأن السياسي، ومعظمها من الولائيين، فحتى لو سلمنا بأن خوزستان جزء من العراق، وإن غالبية سكانها يريدون العودة إلى العراق، فهل سيسمح الولائيون بذلك، وهم الذين يشاركون الآن الحرس الثوري الإيراني في قمع الأهوازيين؟
ثم لو أوتي لخوزستان أو عربستان التحرر من نظام الجمهورية الإسلامية، فخير لشعبها أن يؤسس دولته العلمانية الديمقراطية، من أن يكون جزءً من العراق في وضعه الحالي، ونحن لما نزل متى سيتحقق التغيير الذي نتطلع إليه.
ثم أريد أن أناقش موضوع الاسم؛ الأهواز أم الأحواز، كما وأريد أن أناقش الذين يعتبرون عربستان جزءً من العراق، ويجب أن تعاد تابعيتها للعراق.
بالنسبة للاسم فليس هناك ما يرجح ما إذا كان الاسم الأصلي هو الأحواز (جمع حَوْز بمعنى الحيازة)، أو ربما أصلها (الأحواض)، وجعلها الفرس (الأهواز)، أو إن الاسم الأصلي الأهواز، جمع (هوز) وهي كلمة عربية أيضا بمعنى الموت، فحورها عرب المنطقة إلى (الأحواز). وفي كل الأحوال فهذا أمر ثانوي جدا، ولكن للأسف راح البعض يجعله قضية مركزية. فماذا لو قيل إن بغداد هي كلمة فارسية الأصل كما يذهب الكثيرون إليه وهناك ما يرجح هذا الاحتمال، وأصلها (باغداد) وهي كلمة مركبة من (باغ) بمعنى بستان بالفارسية، و(داد) مشتق من الفعل (دادن)، أي (أعطى، يعطي). فهل إذا ثبت أن اسم بغداد فارسي الجذر يبرر لاعتبارها مدينة فارسية؟
ثم حتى لو نسلم بأن عربستان أو خوزستان كانت جزءً من العراق، فالكويت كانت أيضا جزءً من العراق، بل يذهب البعض إلى أن دول الخليج كالإمارات وقطر والبحرين كانت عراقية، ومنطقة الحياد التي أهديت للسعودية غير محسوم كونها عراقية أم سعودية، والأسكندرونة كانت جزءً من سوريا، ويبدو أن البوكمال عراقية، ودليل ذلك عامية أهلها التي لا تختلف عن العامية العراقية، ويمكن القول إن الموصل ربما تكون سورية، لأن العامية الموصلية أشد شبها بالعامية السورية أو الشامية عموما منها إلى العراقية، باستثناء لفظ الموصليين للقاف بدل تحويله إلى الهمزة كالشاميين.
ثم الكثير من الإيرانيين يدّعون أن العراق هو بالأصل جزء من إيران، لأنه كان لمئات السنين تحت الحكم الفارسي.
لذا أقول إعادة النظر في حدود الدول، وتابعية أي جزء حدودي لهذه أو تلك الدولتين المتجاورتين، لا يعني إلا إشعال الحروب، كما حاول صدام احتلال الكويت وعدها محافظة تاسعة عشر، بينما عبد الكريم قاسم اعتبرها قضاءً من أقضية البصرة.
القضية ليست قضية منطقة عربية أو ذات أكثرية عربية خاضعة لاحتلال فارسي، بقدر ما هي قضية خضوع الشعب الإيراني، من فرس وآذريين وكرد وعرب وبلوچ ولور وبختيارية وطالش وگيلك ومازدرانيين تحت ديكتاتورية نظام إسلامي وطائفي متطرف قمعي دموي يضطهد كل القوميات بلا استثناء، وقضية معاناة المنطقة برمتها من تدخلات هذا النظام ومحاولات توسيع نفوذه على حساب مصالح الشعوب وحريتها وسيادتها وأمنها واقتصادها.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصحيح مسار الديمقراطية في العراق 2/2
- تصحيح مسار الديمقراطية في العراق 1/2
- وقفات عند لقاء المالكي الأخير على العراقية 2/2
- وقفات عند لقاء المالكي الأخير على العراقية 1/2
- مع جريدة المستقبل حول خلافة السيستاني 3/3
- مع جريدة المستقبل حول خلافة السيستاني 2/3
- مع جريدة المستقبل حول خلافة السيستاني 1/3
- كوكب الأرض مهدد بالفناء بالسلاح النووي
- العلمانية واللادينية مواطن الالتقاء والافتراق 3/3
- العلمانية واللادينية مواطن الالتقاء والافتراق 3/2
- العلمانية واللادينية مواطن الالتقاء والافتراق 3/1
- مخالفة القانون 372 للدستور
- حزب كركوكي عراقي عابر للقوميات
- المواطنة وما يترتب عليها 2/2
- المواطنة وما يترتب عليها 1/2
- السياسة والأخلاق
- ...بين فيدرالية العراق وفيدرالية ألمانيا
- بين فيدرالية العراق وفيدرالية ألمانيا
- شباب ثورة تشرين واختبار الانتخابات
- لماذا الانتخابات الأمريكية غير ديمقراطية


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - انتفاضة الأهوازيين وعموم الشعب الإيراني