أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد طولست - ظاهرة اختفاء القطط في العيد !!














المزيد.....

ظاهرة اختفاء القطط في العيد !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 6965 - 2021 / 7 / 21 - 14:47
المحور: المجتمع المدني
    


ظاهرة اختفاء القطط يوم العيد !!
رغم ما أسقطه غربال الزمان من تفاصيل ذكريات الأعياد ، المؤلم منها والطريف ، فإنني احتفظت منها بما يكفي لكي تبقي حية ، تستحضر ما تقادم منها مع مرور الزمن الطويل ، ومن تلك الذكريات الطريفة أسطورة " ذهاب القطط إلى الحج صبيحة يوم عيد الأضحى" والتي طالما رددتها الأمهات والجدات على مسامعنا ونحن أطفال صغار ، وشنفت مسامعنا اجاباتهن الجاهزة على أسئلتنا الطفولية البريئه حول ظاهرة اختفاء القطط في يوم العيد رغم ما تزخر به أجواء العيد بما تحبه كل القطط من لحم وشحم وروائح دم وشواء ، تلك الإجابات العجيبة المستوحاة من عالم الخرافة والأساطير ، والتي كانت وعلى مر عقود من الزمن ، تعزو غياب القطط يوم العيد إلى ذهابها للحج ، ولازالت تلفحنا الأمهات والجدات إلى اليوم ، بذات الإجابات الأزلية التي تجد لها صدى وقبولاً ، ليس لدى الأطفال في عمر الزهور وعموم بسطاء الناس فقط ، بل نجذ لها مصدقين من بين المتعلمين وحتى ممن هم على درجة عالية من التعليم ، رغم فارق الزمان والمكان ، وتغير ظروف العصر الذي ظننا أن الخرافة قد اندحرت معه وفيه ، أو على الأقل انحسرت مساحتها مع ما جاء به التطور المعرفي الشامل ، وانتشار تكنولوجيا المعلوميات الذكية ، لكن ومع الأسف ، لم يفتر وهج الخرافة ، ولم تتضاءل مساحتها ، ولم يقل عدد المؤمنين بها ، بل لازال عددهم غفيرا ، وفي تزايد ضدا في بديهيات العلوم الإنسانية المبنية على التجارب والاكتشافات والدراسات ، التي فندت الكثير من الأساطير ، ومن بينها على سبيل المثال ما يتعلق بهذه الاسطورة وغيرها كتلك التي تزعم أن " للقطط سبعة أرواح" والتي بين علماء بريطانيون، سبب اعتقاد الناس الراسخ بامتلاك القطط لـ”7 أرواح”، رغم أنها لا تعيش سوى حياة واحدة كباقي الكائنات الحية ، وأرجعوا ذلك إلى قدرتها المدهشة على الالتفاف في الهواء عند القفز من أماكن مرتفعة والهبوط بسلام على قدميها، إلى جانب تمتعها برد فعل سريع وتوازن كبير في بنيان أجسادها وعظامها، وامتلاكها عمود فقري بعدد أكبر من الفقرات مما يملك البشر نقلا عن “ديلي ميرور” البريطانية ..
بكل صراحة ، ورغم الطابع الفكاهي للتساؤلات الطفولية : أين تختفي القطط يوم العيد ؟ وما هو الشيء الذي يجعلها تهرب في هذا اليوم الذي يتوفر فيه ما تحب من لحم وعظم وروائح الشواء ؟ فإن ظاهرة اختفاء القطط صبيحة يوم عيد الأضحى الدائعة بين الناس منذ أمد بعيد ، تبقى أمرا محيرا ، وموضوعا يدفع لطرح نفس التساؤلات رغم فكاهيتها وطفوليتها ، والتي تزداد فكاهة وتسلية ، عندما يتدخل بعض من لديهم هوس موسوعية المعرفة ، والاعتقاد القاطع بأنهم يعرفون كل شيء ومطلعين على كل شيء – الذين لا مكان لمفردة "لا أعلم" في قواميسهم ، ولا يتورعون عن الإجابة على أي سؤال كيفما كان نوعه وموضوعه ، ولا مشكلة لديهم فيما يمكن أن يترتب على ادعائهم المعرفة ، من تزييف الحقائق وصناعة الأكاذيب حسب أهوائهم وإن خالف ذلك الحقيقة والواقع ، والتي إذا سئلوا عن برهانهم العلمي على ادعاءاتهم يحتارون في الإجابة ، ثم يتحججون قائلين بأن هذا ما تركه لنا الآباء والأجداد! تماما كما كان يحدث في عصور غابرة من عمر البشرية عندما كان يلجأ الإنسان لوصف الظواهر غير الطبيعية بالمعجزات ويفسرها بالقصص الخرافية ، وهذا أمر بديهي لأنهم كانوا يفتقرون للعلم والمعرفة ، وكلنا نعلم أنه كلما توقف المد العلمي ، أو تضاءلت مساحته ، لأي سبب ، إلا وتسيد الجهل وتفشت الخرافة ، وكلما عم العلم والمعارف ، وانتشرت والنظريات والمكتشفات الجديدة ، إلا وأزيحت غشاوة الخرافة عن العين ، وانحسرت مساحة الأساطير من عقل الإنسان وتقدم في كل المجالات ..
خلاصة القول ورغم الإجماع على أن القطط تختفي صبيحة العيد عن الأنظار فإني أشك في صحة هذه الأسطورة ، وأن حقيقة الأمر هو أنه ربما أننا في الواقع لا ننتبه ولا نبالي بوجود القطط من عدمه في صبيحة ذاك اليوم المشهود ، الذي ننهمك فيه بالذبح والسلخ والتقطيع وشي الرؤوس وافتراس بولفاف والدوارة واللحم، وعندما ننتهي من التمثيل بالخراف ونركن للراحة و "نشوفو فجنابنا " كما يقال بدارجتنا المغربية ، تظهر لنا القطط ، لتضايقنا حول موائدنا العامرة "بالشهيوان العيدية " وتزاحم الفتاشا والفلاسة والشمكارا على بقايا الاضحية في الحاويات المتخمة ببقايا قطع الأحشاء المنتشرة حولها في مناظر مأساوية مريع تبعث على الغثيان والاشمئزاز ..
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيد لكبير ولكريدي؟
- وداعا قيدوم العمل النقابي المحجوب رويميات.
- الحقيقة الحقيقية في ترييف فاس وبدونتها.
- اعادة بناء فاس رهين باعادة ساكنتها !
- من وراء النحوس المسلّطة بإستراتيجية ممنهجة على فاس ؟؟
- التوظيف السياسوي للبعد الديني للقضية الفلسطينية !
- لماذا تتفوق الأنثى على الذكر في الإمتحانات؟؟ !!
- مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس.
- دبلوماسية الصرامة المبتسمة !
- المسكوت عنه في استقلات السيد الوزير !
- من وراء استفحال ظاهرة الإرتدان عن الدين ؟
- إبتسامة بوريطا ونجاح الدبلوماسية المغربية !
- السترات الصفراء
- قضية عادلة يتولاها محاور فاشل ومتشنج !
- الأغنية المغربية الرمضانية!
- كورونا تحرم عشاق لذة شاي مقهى الناعورة*.
- الخطاب الديني واباطرة الفتاوى!
- ميلاد جمعية -فاسجديدية- بامتياز.
- عندما تنتفض الذكريات
- لكل ليلة قدر خاصة به!


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد طولست - ظاهرة اختفاء القطط في العيد !!