أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حميد طولست - الحقيقة الحقيقية في ترييف فاس وبدونتها.














المزيد.....

الحقيقة الحقيقية في ترييف فاس وبدونتها.


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 6956 - 2021 / 7 / 12 - 16:28
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


يقال أن كل حقيقة حقيقية تغضب، تماما كما هو حال الحقائق التي نشرت قبل أيام على الفيس بوك - انطلاقا من عشقي لمدينة فاس العريقة ، وحرصي على رقيها تأريخيا وحضاريا وثقافيا - في مقالة تناولت فيها ما استفزني من مظاهر الترييف وغزو مختلف اشكال البدونة ، جميع فضاءات هذه المدينة ، العريقة ، وحولتها إلى قرية كبيرة ، يلف الفشل والتهميش والتفقير كل مجالاتها ، ويطال الإهمال وتراكم الازبال وانبعاث الروائح الكريهة كافة ربوعها ، ويعم البؤس والتعاسة واليأس والسرقة والإجرام جل أطرافها ، وغير ذلك من النحوس التي لا يتطلب البحث في خطورة تأثيراتها ، لا الذكاء الفائق ولا الشطارة الخارق ولا التفكير الطويل ، ولا الاستدلال العميق ، لأنها مسببات واضحة وثابتة وبديهية وبسيطة ، لخصتها في مقالتي السابقة -إلى جانب دور بعض من لهم سلطة تسيير شؤون المدن ، الذي لا عاقل يمكنه نفيه أو التستر عليه- في سبب افتقار فاس إلى مجتمع متحضر، كالذي كانه مجتمعها في سالف الأزمان ، مجتمع متشبع بالوعي المدني الراقي ، متخلق بالسلوك البيئي المتقدم ، مهتم بنظافة دربه وحيه ومدينته ، منشغل بجماليتها ، غير مقصر في الحفاظ على سلامة بيئتها ، مستميت في مواجهة كل ما يلوث مجالاتها ، أو يشوه صورتها ، أو يضر بصحة ساكنتها ، أو يعبث بسمعة مجتمعها ، أو يسيء لمكانتها ، أو يحتقر ثقافة مجتمعها أو وتاريخها ، وغير ذلك من الصفات والسلوكات المشينة التي غدت خلال العقود الأخيرة ، سمة لغالبية ساكنتها والوافدين عليها، السلوكيات التي أثارت غضب الأسوياء والأكفاء من رجالها الحقيقيين ، الذين هم أكثر رجالها المنصفين المحبين الوافين بواجباتهم تجاهها ، الذين يشهد القاصي والداني بحسن وعيهم في التعامل مع أحوالها وكرههم لكل ما يمكن أن يكون يوما مصدر ضرر لحالها ، والذين يحرصون دوما على الرقي به إلى أفضل وأعلى المستويات ، بخلاف أولئك الذين يسكنون فاس دون أن تسكنهم ، من أشباه الفاسيين ، الذين لا يمتلكون من الشهامة والرجولة والإيثار والحسّ العالي بمسؤولية تدبير علاقة الإنسان الطبيعية بالأماكن التي تمتزج فيها الشوق والحنين والأحاسيس ، والتي من بينها"المدن والقرى" التي تدار طبقا للقاعدة الذهبية التي هي كالعملة ذات الوجهين لا قيمة لها من دون وجهيها معا ،والذان هما "الحق الواجب" التي تلخص فيأن "كل حق يقابله واجب والتزام" أي أن حق الساكنة على المدينة يقابله واجب الساكنة تجاه المدينة، وحق المدينة على ساكنتها يقابله واجب المدينة تجاه ساكنتها..
وفي الختام اعترف لقارئي الكريم ، أن ســروري بغضب أولئك الذين بنوا سكنهم بفاس على ذلك التواطئ المريب الذي لا يرى فيها سوى على الغنائم الريعية التي لا مكان فيها للواجب كان أكبر من الصلحاء الذين يتعاملون مع مدينتهم على هَدْي سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم :"كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته" ، وذلك لأن غضب اولئك هو مقياس لنجاح مقالتي ودليل على وصولها إلى عدد كبير منهم .
وفي الختام أعتذر عما يمكن أن يكون قد تسبب فيه انحيازي الإيجابي لمسقط للمدينة التي احبها ، الانحياز الذي لم يكن سوى اجتهاد - قد يصيب و قد يخيب - فرضته أوضاع الظلم التي طالت المدينة .
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعادة بناء فاس رهين باعادة ساكنتها !
- من وراء النحوس المسلّطة بإستراتيجية ممنهجة على فاس ؟؟
- التوظيف السياسوي للبعد الديني للقضية الفلسطينية !
- لماذا تتفوق الأنثى على الذكر في الإمتحانات؟؟ !!
- مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس.
- دبلوماسية الصرامة المبتسمة !
- المسكوت عنه في استقلات السيد الوزير !
- من وراء استفحال ظاهرة الإرتدان عن الدين ؟
- إبتسامة بوريطا ونجاح الدبلوماسية المغربية !
- السترات الصفراء
- قضية عادلة يتولاها محاور فاشل ومتشنج !
- الأغنية المغربية الرمضانية!
- كورونا تحرم عشاق لذة شاي مقهى الناعورة*.
- الخطاب الديني واباطرة الفتاوى!
- ميلاد جمعية -فاسجديدية- بامتياز.
- عندما تنتفض الذكريات
- لكل ليلة قدر خاصة به!
- الإجماع مخالف لطبيعة التجمع البشري !
- ليالي رمضان في فاس الجديد قبل كورونا.
- رمضان وحرفه الموسمية في ظل كورونا!


المزيد.....




- مصير الرهائن - الهجوم الإسرائيلي على رفح يؤجج غضب المتظاهرين ...
- الفصائل الفلسطينية تخوض الآن اشتباكات دامية مع الجيش الإسرائ ...
- فلسطين.. ستة أشهر من الإبادة الجماعية والمقاومة
- فيديو.. الجامعات الاميركية تخذل الطلاب المتظاهرين
- ماكونيل يدعو وكالة الخدمة السرية إلى إبعاد المتظاهرين عن الم ...
- على حافة حرب نووية: مقابلة مع فيدل كاسترو من أرشيف بي بي سي ...
- الرفيق جمال براجع يعزي الجبهة الديمقراطية في استشهاد القائد ...
- البيان الختامي للمؤتمر السابع للحزب الشيوعي العمالي العراقي ...
- الإسرائيلي يورام هازوني.. معبود اليمين المتطرف في العالم
- ادعموا “طلاب من أجل فلسطين” ضد قمع النظام


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حميد طولست - الحقيقة الحقيقية في ترييف فاس وبدونتها.