أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 5 )















المزيد.....

الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 5 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 6963 - 2021 / 7 / 19 - 23:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل حوالي عشرين سنة بدأت بعض المؤشرات تؤكد على تَشَكُلْ حلف غير معلن للتعاون بين روسيا و الصين في مجال العلوم و التكنولوجية .
اذ لا شك أن الصين كانت و لازالت بحاجة الى بعض المفاصل المهمة في تكنولوجيا الفضاء و قد وجدتها لدى روسيا كذلك حاجة الصين كبيرة للتكنولوجية العسكرية الروسية و كانت روسيا على اتم الاستعداد لمساعدة الصين في الإسراع بتعزيز قدرات الصين الدفاعية التي تتحقق ليس فقط من خلال وسائل دفاع متطورة و قوية و انما من خلال تنمية و تطوير قوتها الهجومية الرادعة ايضا و قد وجدتها لدى روسيا .... و روسيا بحاجة الى مفاصل مهمة في تكنولوجية المعلوماتية و الاتصالات الرقمية عبر الكوابل الضوئية و الصناعات الكترونية و البرمجيات المتطورة و تطبيقاتها على شبكة الأنترنيت و قد وجدتها لدى الصين .
لقد أخذ التحالف العلمي و التكنولوجي الروسي الصيني يتطور بسرعة و أصبح له مردود اقتصادي كبيرة للدولتين و يعزز من قدراتهما العسكرية الدفاعية ايضا .
بعد قوة العلوم و التكنولوجية كأهم ركن من اركان قوة الدولة الحديثة تأتي القوة الاقتصادية للدولة
القوة الاقتصادية لأمريكا و الصين في ميزان المقارنة :
الأسلوب المعمول به حاليا من قبل صندق النقد الدولي و البنك الدولي و مؤسسات اقتصادية أخرى أو من قبل مراكز بحوث عديدة في العالم لتحديد قوة اقتصاد كل دولة يتم من خلال احتساب اجمالي الناتج المحلي لكل دولة و يسمى ايضا بإجمالي الدخل القومي مقاسا بالقيمة التبادلية للسلع و الخدمات المنتجة محليا في الدولة المعنية و على هذا الأساس توصلوا الى استنتاج هو أن الناتج الإجمالي للولايات المتحدة الأمريكية لسنة 2020 يُشَكِلْ حوالي 24% من الناتج الإجمالي العالمي أما الناتج الإجمالي للصين لنفس السنة فحوالي 17% من الناتج الإجمالي العالمي .
السؤال : لماذا تتم الحسابات لدى المؤسسات الاقتصادية الدولية و معظم مراكز البحوث العالمية إن لم نقل جميعها للوصول الى حجم الناتج المحلي معتمدين على اساس القيمة التبادلية للسلع و الخدمات المنتجة محليا رغم أن القيمة التبادلية هي قيمة افتراضية و ليست حقيقة و أن القيمة الحقيقية للسلع و الخدمات هي القيمة الاستعمالية لها .... ؟

السبب الأول هو أن ليس هنالك اسس واضحة و معترف بها و متفق عليها لكيفية احتساب القيمة الاستعمالية , لذلك يختصرون المسافة و يلجؤون الى الوسيلة السهلة المتاحة و هي القيم التبادلية , رغم ما تحمله القيمة التبادلية من تناقضات كبيرة و متغيرات غير منطقية .
و هنالك سبب آخر في اللجوء الى استخدام القيمة التبادلية هو أن المدرسة السائدة حاليا في علم الاقتصاد هي المدرسة المنبثقة عن اقتصاد السوق الحر و قوانينه المرتبطة بشكل وثيق بالقيمة التبادلية المتحققة من خلال العرض و الطلب .
و لتوضيح التناقضات الكبيرة و المتغيرات غير المنطقية في اعتماد القيمة التبادلية و التي قد تقودنا الى استنتاجات غير واقعية يمكن تناول الأمثلة البسيطة التالية :
** لنفترض أن لسلعة ما قيمة استعمالية معينة و باعتماد و سائل دعاية ناجحة تزداد قيمتها التبادلية و كلما كانت وسائل الدعاية اكثر نجاحا كلما زادت قدرة هذه السلعة التنافسية في السوق , اي كلما زادت الدعاية قد تزداد معها قيمتها التبادلية ايضا رغم بقاء قيمتها الاستعمالية ثابتة دون تغيير ... !
** الصين تعمل على إبقاء عملتها الوان الصيني منخفضة كي تكون القيمة التبادلية للسلع الصينية المصدرة الى الأسواق الخارجية منخفضة لأغراض تنافسية , فهل يقابل هذا التخفيض في العملة الصينية تخفيض في القيمة الاستعمالية للسلع الصينية المُصَدَرة للخارج .... ؟
الجواب : بالتأكيد لا .
** بسبب انخفاض قيمة الأجور تكون كلفة الخدمات منخفضة فهل هذا يعني أن القيمة الحقيقية للخدمات منخفضة اذا كانت الأجور منخفضة ....؟! بالطبع لا .
و هنالك أمثلة عديدة أخرى تؤكد أن القيمة التبادلية هي قيمة افتراضية لأغراض اتمام عملية التبادل فقط و في كثير من الأحيان تكون غير منصفة و خصوصا بالنسبة للدول الفقيرة .
و على هذا الأساس نستنج أن القيمة التبادلية لا يمكن لها أن تعطي صورة حقيقية للواقع الاقتصادي و لا عن القيمة الحقيقية لأجمالي الناتج المحلي من السلع و الخدمات .

و بالتالي فأن استخدام القيم التبادلية لأغراض المقارنة بين قوة الاقتصاد الصيني و قوة الاقتصاد الأمريكي سيعطي نتائج غير حقيقية .
فباعتماد القيمة التبادلية ستكون قوة الاقتصاد الأمريكي في المرتبة الأولى عالميا و قوة الاقتصاد الصيني في المرتبة الثانية ... اما باستخدام القيم الاستعمالية فقد يكون الاقتصاد الصيني ليس فقط في المرتبة الأولى و انما قد يعادل عدة اضعاف قوة الاقتصاد الأمريكي ...!

الإدارة الصينية للاقتصاد لا تهتم لهذه الاعتبارات فأن تم اعتبار الاقتصاد الصيني في المرتبة الثانية أو المرتبة الأولى فهذا لا يعنيهم في شيء فهذه الأمور بالنسبة لهم هي مجرد أمور شكلية ليس لها أي دلالة .
للصين سياستها النقدية ذات الخصائص التي تتوافق مع النهج العام للدولة المتمثل بالتعامل مع الدول و الكتل الاقتصادية بعملاتها المحلية و سيحققون ذلك و على نطاق واسع , هذا شيء مؤكد لكن بشكل تدريجي , عندها ستتغير معايير كثيرة و سيكون الدولار عملة محلية امريكية مثلما الين عملة محلية يابانية و اليورو عملة محلية اوربية و الوان عملة محلية صينية ...و هكذا .

(( يتبع ))



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 4 )
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 3 )
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 2 )
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 1 )
- متى تتنحى أمريكا عن لعب دور شرطي العالم ...؟
- هل ستسيطر حركة طالبان على كابل عاصمة أفغانستان , و ماذا بعد ...
- هل ستسيطر حركة طالبان على كابل عاصمة أفغانستان , و ماذا بعد ...
- هل ستسيطر حركة طالبان على كابل عاصمة أفغانستان , و ماذا بعد ...
- هل هنالك مصلحة عراقية في قرارات القمة الثلاثية العراقية المص ...
- هل هنالك مصلحة عراقية في قرارات القمة الثلاثية العراقية المص ...
- هل هنالك مصلحة عراقية في قرارات القمة الثلاثية العراقية المص ...
- هل هنالك مصلحة عراقية في قرارات القمة الثلاثية العراقية المص ...
- التكنوقراط ... هل هم قادة المستقبل نحو مجتمع الرفاهية ..؟
- التنافس الأمريكي الصيني على قيادة العالم ( 2 )
- التنافس الأمريكي الصيني على قيادة العالم ( 1 )
- طاقة الاندماج النووي ... تداعياتها السياسية و الاقتصادية و م ...
- طاقة الاندماج النووي ... تداعياتها السياسية و الاقتصادية و م ...
- امريكا تنقل مركز ثقل تدخلاتها الخارجية الى بحر الصين الجنوبي ...
- امريكا تنقل مركز ثقل تدخلاتها الخارجية الى بحر الصين الجنوبي ...
- امريكا تنقل مركز ثقل تدخلاتها الخارجية الى بحر الصين الجنوبي ...


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 5 )