أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدن - ما أُنفق على (الجهاد)














المزيد.....

ما أُنفق على (الجهاد)


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6963 - 2021 / 7 / 19 - 10:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نضع مفردة «الجهاد» بين مزدوجين، لأنها باتت، ويا للمفارقة، من أكثر المفردات ابتذالاً وبعثاً على الخوف وقشعريرة الأبدان، لشدة ما اقترنت بممارسات وحشية وهمجية، أبعد ما تكون عن روح الجهاد في صحيحه، من حيث هو ذود عن أوطان يحتلها مستعمرون، ومن حيث هو تبشير بقيم نبيلة وأفكار تهذّب النفس الإنسانية وترتقي بها إلى مدارج الحضارة.
لن نذهب بعيداً في عمق التاريخ الإسلامي لنتحدث عن مضمون الجهاد ومغازيه، ونترك ذلك لأهل الاختصاص، ولكننا سنتحضر أمثلة من تاريخنا القريب جداً، ولنتحدث، مثلاً، عن المجاهد السوري يوسف العظمة الذي قاد جيشاً من المتطوعين في مواجهة الفرنسيين وهم يتقدمون لاحتلال وطنه، واستشهد في معركة غير متكافئة مع قوات العدو المدججة بالأسلحة المتطورة، ليغدو رمزاً وطنياً للسوريين حتى اللحظة.
ولنتحدث عن المجاهد المقدسي عبد القادر الحسيني الذي قاد بشجاعة، النضال الوطني الفلسطيني ضد الانتداب البريطاني، وضد المشروع الصهيوني لاحتلال فلسطين وطرد شعبها منها، ومثل يوسف العظمة استشهد الحسيني في معركة غير متكافئة عام 1948 بعد أن خذلته الدول العربية، بعدم مدّه بما كان يحتاجه من سلاح وذخيرة.
يمكن أن نستطرد فنشير إلى المجاهد عمر المختار في ليبيا، وإلى المجاهدين الجزائريين الذين قدّموا أكثر من مليون شهيد لتحرير وطنهم من الاستعمار الفرنسي.
أين «مجاهدو» اليوم، الذين وفّرت استخبارات الدول الأجنبية والعربية لهم التدريب والدعم، ومدتهم بأشد الأسلحة فتكاً، من مجاهدي الأمس الأبطال، الشرفاء، الوطنيين؟
وإذا فهمنا أن للدول الأجنبية مصالح وحسابات في منطقتنا، تجعلها توظّف هؤلاء القتلة المعتوهين في حروب ضد أوطانهم وشعوبهم، كيف لنا أن نفسر أن أموالاً عربية طائلة أنفقت على هؤلاء، منذ أن جرى ابتعاثهم إلى أفغانستان، لتتوالى الكرّة فيما بعد، فأرسلوا إلى العراق وسوريا وليبيا واليمن، وربما إلى الجزائر وتونس وغيرها؟
لنا أن نسأل ماذا لو أنفقت كل الأموال التي تلقتها الجماعات الإرهابية، لا بل نصف هذه الأموال وحتى ربعها، على إقامة المدارس في القرى النائية والنجوع المحرومة في بلاد العرب الشاسعة، لتنير بصيرة الأطفال والناشئة بنور العلم، وماذا لو أنفقت على بناء وتجهيز المستشفيات والمستوصفات هناك، لتأمين العناية الطبية لأهالي تلك المناطق، وماذا لو أنفقت في شق الشوارع وبناء السدود والجسور. لنا أن نتخيل، فقط، كيف ستكون أحوال أولئك العرب الفقراء المعدومين.
منذ البداية: ما شأننا نحن في افغانستان، لننفق ما أنفقنا من أموال ولنرسل ما أرسلنا من رجال وأسلحة، في معركة لا ناقة لنا فيها ولا جمل، ولنُخرّج، بالنتيجة، جيوشاً جرارة تتناسل من التكفيريين والإرهابيين، يجري نقلهم من بلد إلى آخر حتى الساعة؟.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الحلم والشعار
- ميكيس ثيودوراكيس نابذ العدوان
- صور بالأبيض والأسود في كابول
- الجوع أشد فتكًا
- في ذكرى أحمد الذوادي
- عن جاهزيّة شعوبنا للتقدّم
- تعبنا من الخوف
- سور الصين الفولاذي
- لكُل شيء تاريخه
- فكر متأمل وآخر مرتجل
- عبدالله الكوبي
- الترجمة والهيّمنة
- عقدة الأبيض المتفوّق
- الطبيب والمثقف
- في الذكرى السنوية لميلاده: جيفارا الذي عاش
- أمادو فارس الأمل
- غداً أو بعد غد
- على الهامش
- هشاشة الدولة العربية
- الحبر على الورق


المزيد.....




- “بدون تشويش أو انقطاع” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة 2025 ...
- بابا الفاتيكان يدعو لوقف ’وحشية الحرب’ في قطاع غزة
- الرئيس الروسي يلتقي في موسكو كبيرَ مستشاري قائد الثورة الإسل ...
- هآرتس: تصدع في دعم الإنجيليين الأميركيين لإسرائيل بسبب استهد ...
- بابا الفاتيكان يدعو لإنهاء -وحشية الحرب- ووقف العقاب الجماعي ...
- بابا الفاتيكان يدعو لإنهاء -وحشية الحرب- ووقف العقاب الجماعي ...
- تفاصيل خطيرة.. مصر تحبط مخطط -حسم- الإخوانية لإحياء الإرهاب ...
- الرئاسة الروحية للدروز تطالب بسحب -قوات دمشق- من السويداء
- الاحتلال يسرع السيطرة على المسجد الإبراهيمي
- نار السويداء وثلج الجولان وحلف الدم بين اليهود والدروز


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدن - ما أُنفق على (الجهاد)