مملكة البحرين قدوة للعالم في مكافحة كورونا!

محمد علي حسين - البحرين

الحوار المتمدن-العدد: 6958 - 2021 / 7 / 14 - 14:46
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    

بعد الإجراءات التي اتخذتها مملكة البحرين في مكافحة فيروس كورونا، قامت الجهات المعنية بالاستعدادات وفق الإمكانيات المتاحة، وأن جميع الإجراءات الاحترازية جاءت على قدر المسؤولية، وهذا الأمر شهدت به منظمة الصحة العالمية.

لقد حان الوقت لإدراك أهمية توافر المنظومة الصحية ذات الصلابة والتي تسهم بقوتها في التغلب على الأزمات الصحية المفاجئة وتجاوز ما قد يترتب عليها وينجم عنها من آثار ومخاطر صحية ونفسية متعددة. ونرى من الأهمية بهذه المناسبة أيضًا أن نشيد ونعرب ببالغ التقدير والامتنان بالدور الفعال والمؤثر الذي تقوم بها كوادرنا الوطنية الطبية والصحية في مواجهة هذه الجائحة وسط ظروف وساعات عمل طويلة ومرهقة من أجل العناية بمرضى «كوفيد-19» وتقديم أقصى السبل المتاحة والخدمات الصحية الممكنة للاهتمام بهم ورعايتهم طوال الوقت.

وقد ذهبت صباح يوم السبت 3 يوليو إلى مستشفى الملك حمد للحصول على الجرعة الثانية من لقاح فايزر، وشاهدت التنظيم الرائع والهدوء، وعملية التطعيم التي استغرقت نحو 30 دقيقة.

وبفضل جهود إدارة المستشفى الموقرة وجميع الموظفين والأطقم الطبية، يتمتع المرضى بالعناية الطبية الفائقة من خلال حصولهم على خدمات الرعاية الصحية العاجلة واللازمة بمختلف مستوياتها وأشكالها. وهذا يدل على أن مستشفى الملك حمد نموذج للخدمات الطبية المثالية.

كما شهدت زوجة ابني البولندية الجنسية والموظفة في إحدى المستشفيات الخصوصية، على التنظيم الرائع والعناية الطبية المميزة في مستشفى الملك حمد، عندما ذهبت إلى قسم الطوارئ في المستشفى لمعالجة الجرح في رأسها.

فيديو.. صباح العربية - عدد المتعافين إلى ارتفاع.. كيف تتعامل البحرين مع كورونا؟
https://www.youtube.com/watch?v=Ey_QOS4t6ao


البحرين تتحدى الأزمات.. فيروس كورونا مثالا

مما يثير الاعتزاز ذلك الحراك الرسمي والشعبي والمؤسسي الذي تشهده مملكة البحرين منذ ظهور بوادر لانتشار فيروس كورونا، والتي حظيت بدعم ومتابعة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وترؤسه اجتماع مجلس الوزراء في الثاني من شهر مارس الجاري، وتأكيد جلالته «أن مواجهة فيروس كورونا (كوفيد19) والتغلب عليه ليس بتحدٍ نواجهه محليا فقط، وإنما هو أزمةٌ يواجهها العالم بأسره، وكلنا ثقة في أن مملكة البحرين قادرة بتكاتف أبنائها على تخطي هذا التحدي»، هذه الثقة الكبيرة لجلالة الملك المفدى بشعبه وبالسلطة التنفيذية ليست إعلان لطمأنة المواطنين والمقيمين فحسب. بل هي تعبير وجداني عن حقيقة راسخة عبَّر عنها شعب البحرين في مختلف الأزمات التي واجهتها المملكة في الماضي والحاضر، ولا نريد أن نغوص في أعماق التاريخ، ولكن نذكِّر ببعض المحطات والتحديات الفاصلة التي لا تزال خالدة في أذهان المواطنين، والتي تلاحم فيها الشعب مع قيادته الحكيمة بشكل فاق كل الحسابات والتصورات، وكان ذلك سر الصمود والانتصار، بدءا من مواجهة التهديدات الإيرانية لاحتلال البحرين مطلع عقد السبعينيات من القرن الماضي، مرورا بتداعيات الأزمة المالية والاقتصادية 2008م، ومواجهة مؤامرة 14 فبراير 2011م، ومواجهة الأزمة المالية والاقتصادية «2016-2018». واليوم فإن التلاحم الرسمي والمؤسسي والشعبي يسهم بشكل كبير في نجاح سلسلة الإجراءات والتدابير المتميزة إقليميا وعالميا التي اعتمدتها المملكة لتوفير الوقاية والحماية للمواطنين والمقيمين على أرضها، وعلاج ورعاية المصابين الموجودين داخل البلاد، والتي نالت إعجاب منظمة الصحة العالمية التي أشادت بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي قامت بها المملكة لاحتواء ومنع انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) بما يسهم في حفظ صحة وسلامة المواطنين والمقيمين، ولم تكتف بهذه الإجراءات بل سارعت الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء إلى توجيه الدعم المالي للمواطنين الذين علقوا في إيران، وإقامة جسر جوي لإعادتهم إلى وطنهم ومعالجتهم من الفيروس الذي أصابهم هناك.

وعرفانا بحجم الجهود التي تبذلها السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية ومنظمات المجتمع المدني والقوات الأمنية والإعلام والقطاع التجاري والتعليم والقطاعات الأخرى بقيادة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين في مواجهة التداعيات المختلفة والمتعددة لانتشار فيروس كورونا فقد أثنى جلالة الملك المفدى على هذا المستوى العالي من التلاحم والأداء المتميز، منوها جلالته بأن «فريق البحرين أثبت جدارته وتفوقه أمام التحديات التي تواجهها المملكة بما يعزز من الجهود المخلصة التي من شأنها الحفاظ على صحة وسلامة الجميع، متطلعا جلالته إلى استمرار هذه الجهود المباركة لصاحب السمو الملكي ولي العهد لتحقيق الأهداف المنشودة». وإذا كان شعب البحرين الأبي الوفي، ومن خلال الحملة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا وبتلاحمه مع الحكومة، قد وفَّر المتطلبات الممكنة للوقاية الصحية والعلاج الطبي لفيروس كورونا كصفحة أولى من صفحات المنازلة الجديدة، فإن هناك صفحات أخرى لا تقل عنها أهمية إن لم تكن أهم منها، وهي الصفحة المالية والصفحة الاقتصادية والصفحة الإعلامية والصفحة الاجتماعية. فقد أدى الفيروس إلى تعاظم الإنفاق العالمي على الوقاية والعلاج منه، إذ إن من أبرز تداعياته تراجع النمو الاقتصادي وانخفاض الطلب على الطاقة، الذي ترافق مع الموقف الروسي غير المسؤول والرافض لخفض الإنتاج، فقد هبطت أسعار النفط إلى نحو (30) دولارا للبرميل، كما تراجعت وتضررت أغلب الأنشطة الاقتصادية والخدمية في العالم، وحدث تغير ملحوظ في أولويات الإنفاق الحكومي لدول عديدة بحيث ينصب على مواجهة متطلبات تداعيات الفيروس، وامتد ذلك إلى تغير أنماط الاستهلاك العائلي ليركز على قضايا الوقاية والعلاجات والمعقمات ومتطلبات النظافة وغيرها، واهتزت أسواق المال، وظهرت بوادر الركود الاقتصادي، بحيث بلغت الخسائر العالمية الأولية المقدرة الناجمة عن مجمل تداعيات فيروس كورونا حتى العاشر من شهر مارس 2020م نحو (3.5) ترليونات دولار. الأمر الذي دفع العديد من دول العالم والمنظمات الدولية إلى توفير حزم دعم مالي لحماية اقتصاداتها من الانحدار. فمثلا أطلق البنك الفيدرالي الأمريكي حزمة تحفيز مالي بقيمة «500» مليار دولار لتغطية نقص السيولة في النظام المالي العالمي. كما أعلنت مجموعة البنك الدولي بتاريخ 3 مارس 202م إتاحة حزمة تمويل أولية تبلغ (12) مليار دولار بفائدة منخفضة لمساعدة البلدان على التغلب على الآثار الصحية والاقتصادية لفيروس كورونا، فيما قدمت المملكة العربية السعودية دعما ماليا قدره (10) ملايين دولار إلى منظمة الصحة العالمية إسهاما منها لتطوير جهودها في مساعدة دول العالم لمواجهة انتشار الفيروس، ومن الآثار الاجتماعية التي سببها فيروس كورونا توقف الأنشطة والخدمات ذات الصفة الجمعية كالتعليم، والأفواج السياحية، والاجتماعات والمؤتمرات والأنشطة الرياضية وغيرها، والتوجه نحو البدائل القائمة على التقنيات الرقمية، بما في ذلك التجارة الإلكترونية.

كما تسود حالة من الهلع والخوف والترقب لدى أغلب شعوب العالم ما أدى إلى تغيير برامج وخطط الإعلام، لا بل حتى وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت وظيفتها متابعة أخبار وتداعيات الفيروس. إذا كان هذا حال أغلب دول العالم المتقدمة والنامية فكيف أوضاع مملكة البحرين؟ بالعودة إلى توجيهات جلالة الملك المفدى أثناء ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء دعا حفظه الله ورعاه «إلى أهمية أن تحافظ الدولة على مسيرة عملها وبرامجها دون إبطاء أو تأجيل بسبب هذه المشكلة العالمية»، ويعني ذلك بلغة المال مزيدا من الأعباء على الميزانية العامة، التي بدأت تتجه نحو التعافي خلال السنتين الأخيرتين بفعل ضغط الإنفاق وزيادة الإيرادات العامة غير النفطية وتحسن أسعار النفط ومشروع التوازن المالي المدعوم من أشقائنا في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت، وقد تتجه تداعيات الأزمة إلى التأثير سلبا على أسعار السلع والخدمات، فما المطلوب لمواجهة هذا التحدي الكبير؟ مثلما نجح الشعب في مواجهة التحديات السابقة التي ذكرنا قسم منها في مقدمة المقال بالمزيد من التلاحم والالتفاف حول قيادته الحكيمة والتعاون والتعاضد بين الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية، ينبغي اليوم تسخير كل الطاقات واعتماد جميع الوسائل الممكنة لتعزيز هذا السلاح الوطني المهم في مواجهة التحدي الجديد. وبدءا وفي ضوء توجيهات مصرف البحرين المركزي وجمعية مصارف البحرين ودعوتهم للبنوك والمؤسسات المالية لإعادة جدولة أو تأجيل أقساط القروض على الأفراد والمؤسسات والشركات، ندعو إلى ضرورة المبادرة بتأسيس صندوق وطني برأسمال لا يقل عن نصف مليار دينار بحريني تسهم فيه جميع البنوك والمؤسسات المالية والشركات الكبيرة ورجال الأعمال كل حسب إمكاناته المالية وأرباحه السنوية يخصص للأنفاق على متطلبات مواجهة تداعيات فيروس كورونا بأبعادها الصحية والاقتصادية والاجتماعية، ويكون منفصلا تماما عن تخصيصات الميزانية ومشروعاتها، ويدار من قبل هيئة مستقلة عن وزارة المالية، وتحدد أبواب الصرف الخاصة به بما يحافظ على الاستقرار الصحي والمالي والاقتصادي والاجتماعي للبلاد، ولا يجعل المملكة تلجأ إلى القروض الدولية.

كما ينبغي على القطاع التجاري المحافظة على استقرار أسعار السلع والخدمات وحجم المعروض منها، وعلى منظمات المجتمع المدني مسؤولية تعزيز الثقة الشعبية بالإجراءات الحكومية لمحاصرة تداعيات انتشار الفيروس، وضرورة عدم الاندفاع نحو زيادة الطلب على السلع لتخزينها. نسأل الله العلي القدير أن يحمى شعبنا ومملكتنا وجميع بلاد العالم من الأخطار والأوبئة، والله خير الحافظين.

بقلم د. أسعد حمود السعدون
أكاديمي وخبير اقتصادي بحريني

فيديو.. المؤتمر الصحفي للفريق الوطني الطبي لمكافحة فيروس الكورونا - 26 مايو 2021
https://www.youtube.com/watch?v=7KYV-X0jKyY


ضمن جهودها المتواصلة على كافة الأصعدة لمكافحة فيروس كورونا.. مملكة البحرين الأولى عربياً في الانضمام لـ (اختبار التضامن) لتجربة أول لقاح

بدأت منظمة الصحة العالمية تجربة أول لقاح لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد 19) في العالم تحت اسم "اختبار التضامن" منذ أن قدمت الصين معلومات عن السلسلة الجينية للفيروس قبل 60 يومًا.

وأكدت مملكة البحرين والأرجنتين وكندا وفرنسا وإيران والنرويج وجنوب إفريقيا وسويسرا وتايلاند وإسبانيا انضمامها لتجربة اللقاح، حيث سيتم تقييم العلاجات التجريبية بشكل ممنهج ومقارنتها حسب البروتوكول العلاجي لكل دولة بما يسهم في إيجاد اللقاح الفعال للقضاء على الفيروس بعد إعلانه جائحة عالمية، وبهذا تكون مملكة البحرين الأولى عربيًا التي تشارك في تجربة اختبار التضامن ضمن جهودها المتواصلة على كافة الأصعدة لاحتواء ومنع انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19).

وأثنى المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحفي عقد في القاهرة يوم أمس على الإجراءات الإضافية التي اعتمدتها مملكة البحرين لاحتواء ومنع انتشار الفيروس والمتمثلة في تنفيذ آلية لمعرفة تفاصيل أثر المخالطين وأماكن تواجدهم ومحاولة الوصول إليهم في الوقت المناسب حفاظًا على سلامة الجميع، كما يتم الإعلان عن تفاصيل تواجد كافة الحالات المخالطة فور توفر المعلومات واطلاع الجميع على مواعيد وأماكن تواجد هذه الحالات عبر موقع وزارة الصحة بشكل محدث، واستحداث مراكز مخصصة للعزل والعلاج تحت إشراف طاقم طبي متخصص حسب البروتوكولات العلاجية المعتمدة، كما أثبتت التقارير التزام المملكة بتطبيق الارشادات والتعليمات الصادرة من منظمة الصحة العالمية.

وقد حصدت مملكة البحرين في وقت سابق على إشادة المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة لتقديمها نموذجًا متميزًا عبر جهودها المتنوعة لاحتواء ومنع انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) لحفظ صحة وسلامة المواطنين والمقيمين، من خلال تشكيل فريق وطني لتطوير وتنفيذ استراتيجية وطنية شاملة لاحتواء ومنع انتشار الفيروس، واستعداد البحرين المبكر واتخاذها كافة الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية المتوائمة مع توصيات منظمة الصحة العالمية، إلى جانب وضع الخطط لتعزيز آليات التشخيص والرصد والمتابعة، وتأمين المنافذ من خلال آلية خاصة بمطار البحرين الدولي وجسر الملك فهد والموانئ ومنعها للقادمين من الدول المتفشي فيها الفيروس من الدخول إليها وتعليق وتقليل الرحلات الجوية من بعض الدول.

ونوه المكتب الإقليمي بالإجراءات النوعية التي قامت بها المملكة كإجراء الفحص لآلاف الحالات ورفع القدرة الاستيعابية لمراكز الفحص والحجر والعزل والعلاج، إلى جانب إنشاء فريق طبي متخصص يشرف على كافة الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية لجميع المواطنين والمقيمين يما يتماشى مع توصيات منظمة الصحة العالمية، كما قدمت وزارة الصحة عبر موقعها الإلكتروني ومختلف وسائل الإعلام حملة توعوية بلغات متعددة للمقيمين ضمن الحملة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد 19).

فيديو.. البحرين مركز الأخبار : المؤتمر الصحفي للفريق الطبي الوطني لمكافحة فيروس كورونا 28-02-2020
https://www.youtube.com/watch?v=IMn2pdHuFkc

#محمد_علي_حسين_-_البحرين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات