أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن نبو - الجنة والجحيم من الاديان الوثنية الى الاديان السماوية















المزيد.....

الجنة والجحيم من الاديان الوثنية الى الاديان السماوية


حسن نبو

الحوار المتمدن-العدد: 6955 - 2021 / 7 / 11 - 01:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحياة مابعد الموت او عقيدة البعث والحساب معتقد قديم وجد قبل الاديان السماوية الثلاثة (اليهودية والمسيحية والاسلامية) . ويعتقد الباحثون في هذا الشأن ان السومريين هم أقدم من تكلموا عن هذه الحياة ، فد كانت عقيدتهم الدينية تشير الى محاكمة الموتى ، يكافأ الاخيار بالجنة ويعاقب الاشرار بادخالهم الى النار او الجحيم . والجنة في العقيدة الدينية للسومريين هي مرحلة انتقالية يمر بها الميت قبل الانتقال الى الحياة النهائية في جنة الخلود والتمتع بنعيمها الابدي تحت عناية الاله، عن طريق التناسخ . اما الجحيم فهي مرحلة انتقالية يتطهر فيها الاشرار من ذنوبهم لينتقلوا بعدها الى جسد جديد ويعود الى الله .

اما المصريون القدماء - كما تأكد من خلال الكتابات الموجودة على جدران معابد الفراعنة وعلى الاهرامات - فقد اعتقدوا ايضا ان اقامة الموتى في القبور مؤقتة وان هناك محاكمة للموتى ونتيجتها اما دخولهم الى الجنة او الى الجحيم حيب اعمالهم في الحياة الدنيا. والجنة في العقيدة الدينية للمصريين القدماء عبارة عن انهار ماء لونها ازرق وبينها حقول يقوم الموتى بالتبحار فيها بحرية بمركب صغير يحمله وحده وتكون زوجته خلفه ، يأكل ويشرب (الخبز والفواكه والبصل واللحم والخس والبيرة والبط والاوز والرمان والعنب والتين ) . وقد تخيلوا ان هذه الجنة تقع تحت الارض . اما الجحيم فهو عبارة عن بحيرة ذات لون احمر يلقى فيها الاشرار فتحرق اجسادهم . وتحاط هذه البحيرة بسور اسود سميك ليس له مدخل ولامخرج يحيط بها من الخارج عسرة ثعابين من نوع كوبرا القاتلة .

وفي الديانة الزرادشتية فإن الجنه من نصيب الزرادشتيين المؤمنين بزرادشت يعيشون فيها خالدين الى جانب زرادشت . اما النار او الجحبم هو من نصيب غير المؤمنين بزرادشت يعيسون فيها خالدين الى جانب الشياطين .والجنة في الديانة الزرادشتية قريبة الشبه من جنة المسلمين ، تحتوي على حور العين والغلمان والقصور الفخمة المبنية من الذهب والحرير ، والخمر والحدائق والفواكه ..الخ . اما الجحيم فهو عبارة عن مكان مليئ بالحيوانات المتوحشة التي سوف تعاقب المذنبين بما اقترفوا من ذنوب في الدنيا . وبسبب تقديسهم لعناصر الحياة (الماء والتراب والهواء والنار ) لم يتقبل الزرادشتيون ان تستخدم احد هذه العناصر كأداة للتعذيب، كذلك لايدفن الميت في الارض كي لايختلط الجسد المادي بعناصر الحياة المذكورة ويلوثها. لذا يتركون جثامين الموتى للطيور الجارحة على ابراج خاصة وفق طقوس معينة يقوم بها رجال دين معينون ، وبعد ان تأكل الطيور حثة الميت توضع العظام في فجوة خاصة في هذا البرج دون دفنها.  ويتم الحساب من خلال الصراط والميزان كما هو الحال لدى المسلمين .

وفي الديانة الهندوسية فإن جزاء الحياة الدنيا تكون في الحياة الاخرى ، فإذا مات الانسان يفنى جسده وتحل روحه في جسد اخر بحسب ماقدم من عمل في حياته الاولى ، وتبدأ الروح في ذاك دورة جديدة .

تنفرد الكونفوشوسية من بين ديانات الهند والصين بعدم ايمانها بوجود البعث والجنة والجحيم ، بسبب تركيزها على اصلاح الحياة الدنيا .

نأتي الآن الى نظرة الاديان السماوية الثلاث الى الحياة مابعد الموت والى الجنة والجحيم . ففي الديانة اليهودية لايعتبر الموت نهاية الانسان ، ورغم هذا الاعتقاد لاتوجد في العهد القديم من الكتاب المقدس نصوص واضحة حول ماهية الحياة الاخرى التي وشكلها كما لاتوجد اي اشارة واضحة الى يوم القيامة او يوم البعث والحساب .

ورغم خلو اسفار التوراة القديمة من ذكر تفاصيل الحياة مابعد الموت، الا ان كتاب "التلمود" الذي يتضمن الشريعة الشفوية التي هي عبارة عن شرح الحاخامات للتوراة  تشير الى جنة عدن كمكان للارواح الخيرة التي ستبقى فيها بلا جسد حتى وقت القيامة الجسدية ، عندما يأتي المسيح المخلص .

وقد ورد وصف الجنة في السفر الذي كتبه "حزقيال" احد انبياء بني اسرائيل اثناء فترة السبي البابلي لليهود على انها داخل جبل عظيم ممتلئ بشجر الارز وتتدفق منه الانهار . واما مكان وجودها فهو محل اختلاف ، فهناك من قال انها في رأس الخليج العربي ، وهناك من قال انها في جنوب بلاد مابين الرافدين (العراق حاليا)،

ولا توجد في جنة عدن حور العين ، كما لا أكل فيها ولاشرب ولازواج ولا تناسل ولاحقد... . يجلس فيها الصالح وعلى رأسه تاج ويستمتع برونق السكينة . وقد قيل عن جنة عدن انها "لم تشهد مثلها عين" وهي ماتتوافق مع وصف الجنة في الاسلام :"مالا عين رأت.."

اما الجحيم في الديانة اليهودية فهو مكان تهبط اليه الارواح الشريرة لتتطهر فيها ، ويشار إليه باسم (جي هنم ) او (جي هنوم) وهذا الاسم مأخوذ من من واد اسمه (جي هنوم- وادي ااواقع جنوب القدس ، ويرى البعض ان هذا الوادي سيكون مكانا للتعذيب والعقاب بالنار . وبحسب المعتقد اليهودي فإن وجود الروح الشريرة في (جهنوم) سيكون لفترة قصيرة، تتطهر فيها قبل ان تأخذ مكانها في الحياة الابدية .

وفي الديانة المسيحية ثمة علامات لاقتراب الساعة وهذه الحروب هي : الحروب والمجاعات والكوارث الطبيعية وانتشار الفساد والظلم وتعرض المؤمنين الحقيقيين للاضطهاد ..

الجنة هي المكان الذي وضع الله الانسان فيه ، ولكن بعد ان اخرجه الله منها اغلقها واختفت من الارض تماما ، واصبح للمسيحيين وعود بملكوت سماوي يعيشون فيه كملائكة السماء . اما جهنم فهو المكان الذي سيلقى فيه الأشرار، وهو عبارة عن بحيرة من النار والكبريت في وادي الموت او (وادي هنوم) الذي ورد في التوراة ليتم تنقيتهم وادخالعم لاحقا في الجنة .

اما في الديانة الاسلامية يعتبر الايمان باليوم الاخر وبالجنة والجحيم من اصول الايمان بالاسلام ، وفي اعتقاد اهل السنة والجماعة ان الايمان بالجنة والجحيم هو الركن السابع الذي يقوم عليه الايمان بالاسلام .

الجنة غي الديانة الاسلامية مبنية من الذهب والفضة والمسك واللؤلؤ والياقوت والزعفران ، ولها ثمانية ابواب: وكل باب يدخل منه الى الجنة من نفذ احد اركان الاسلام . وفيها خمسة انهار : نهر الماء ونهر العسل ونهر الخمر ونهر اللبن ونهر الكوثر ، اوانها من الذهب والفضة ولباس اهلها من السندس والاستبرق . ولكل من يدخل اليها زوجتان واثنتين وسبعين من حور العين وفق ماذكر في اغلب الكتب التراثية ، يطوف عليهن في خيمة من لؤلؤ ، وقال البعض ان عدد الحواري هو اكثر بكثير . ويعطي الله لكل رجل قوة مائة رجل في الدنيا ، والجواري في الجنة في منتهي الجمال والحسان . هذا اصافة الى الغلمان او الولدان المخلدين وهم لخدمة الرجل الذي دخل الجنة .

اما الجحيم في الديانة الاسلامية هو المكان الذي يعذب فيه الله المشركين والكفار والملحدين والمضيعين لفرائض الله ..الخ . فيه سبعة ابواب وسبعة طوابق يتضاعف فيه العذاب عند الانتقال من طابق الى اسفل ، اما وقود النار في الجنة هو ما يلقي في النار لإضرامها كالحطب ونحوه، فوقود جهنم هم الداخلون إليها، فكلما دخلها فوج تأججت وازدادت لهيبا.

اما عمق الجحيم فهو مسافة سبعين سنة، اي : اذا ألقي حجر فيه سيستغرق سبعين سنة حتى يصل الى قعره .

اما حرارته فتعادل سبعين من مرة حرارة نار الدنيا

اما طعام وشراب اهل فهو الزقوم وماء يشوي الوجوه . قال سعيد ابن جبير: (إذا جاع أهل النار استغاثوا فأغيثوا بشجرة الزقوم، فيأكلون فيستغيثون فيغاثون بماء كالمهل، وهو الذي قد انتهى حره، فإذا أدنوه من أفواههم اشتوت من حره لحوم وجوههم)

ومن معتقدات أهل السنة والجماعة، أن الجنة والنار مخلوقتان وموجودتان الآن، ومكان الجنة فوق السماء السابعة وتحت عرش الرحمن، وأن النار في مكان يعلمه الله، والرسول رآهما بعينيه .

اما ثياب اهل الجحيم ثيابهم من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود. قال سعيد بن جبير: فصلت لهم مقطعات من النار من نحاس وهو أشد الأشياء حرارة إذا حمي وان الحميم ليصب على رؤوسهم فينفذ الجمجمة حتى يخلص إلى جوفه فيسلت ما في جوفه حتى يبلغ قدميه - وهو الصهر- ثم يعاد كما كان . وفي حديث نبوي تم تشبيه ضرس الكافر مثل أحد (أي جبل أحد) وفخذه مثل البيضاء(اسم لجبل) ومقعده من النار كما بين قديد ومكة. وأقل أهل النار عذاب (رجل في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل بالقمقم) .والقمقم ما يسخن به الماء من نحاس .

وبعد : فإن مااوردته عن الجنة والجحبم في الدين الاسلامي هو مجرد اختصار للتفاصيل الواردة في كتب التراث الاسلامي ، لأن ذكر التفاصيل يتطلب الكثير من الكتابة .

في نهاية المقال لابد ان انوه ان ما اوردته من معلومات لاترتقي الى مستوى البحث المستوفي لكل شروط البحث العلمي كوني لست متخصصا في علم مقارنة الاديان ، لذلك اعتذر عن اي خطأ او نقص ورد في المقال .

المراجع :

1 - موجز تاربخ العراق القديم/ د عبد العزيز حميد صالح

2- الجنة والنار ن الفراعنة الى الكتب السماوبة/ سارة علام

3- النعبم والجحيم في الاديان الابراهيمية/ علي وديع حسن .

4- مقالات اخرى



#حسن_نبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حد الرجم بين المؤيدين والمعارضين من المنظور الديني
- فيلم اسامة للمخرج صديق برمك
- مامعنى (ولن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم)
- الصراع على السلطة بعد وفاة الرسول
- مايسمى بالانظمة العربية العلمانية
- هل تأثر حزب البعث بالنازية والفاشية؟
- شبه الجزيرة العربية من عنف وتخلف القبائل الى عنف وتخلف الدول ...
- ذهنية تحريم الحضارة
- حول مفهوم الحضارة العربية الاسلامية
- قراءة في الهجوم على مطار اربيل
- رجل الدين ورجل العلم
- جدل حول هوية مصر بين شيخين ازهريين
- هل توجد مشتركات بين الديمقراطية وبين الشورى؟
- ملاحظات حول تجديد الخطاب الديني
- حسن نصر وتخويف اللبنانيين
- اين نحن من حقوق المرأة ؟
- حول تقرير المخابرات الامريكية في مقتل جمال الخاشقجي
- هل تعدد الزوجات محرم في الاسلام؟
- الحوار بعيدا عن التكفير
- ارهاب الاسلام ام ارهاب المسلمين؟


المزيد.....




- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن نبو - الجنة والجحيم من الاديان الوثنية الى الاديان السماوية