أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن نبو - الصراع على السلطة بعد وفاة الرسول















المزيد.....

الصراع على السلطة بعد وفاة الرسول


حسن نبو

الحوار المتمدن-العدد: 6905 - 2021 / 5 / 21 - 09:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بدأت اولى علامات الصراع على السلطة بعد وفاة الرسول مباشرة ، فبينما كان جثمان الرسول مسجى في دار عائشة بانتظار دفنه ، اسرع الانصار ( الاوس والخزرج ) الى سقيفة بني ساعدة لتعيين خليفة للرسول من بينهم ، وعندما سمع المهاجرون الخبر اسرع كبار رجالهم كعمر بن الخطاب وابو بكر وابو عبيدة بن الجراح وغيرهم في الذهاب الى السقيفة لسد الطريق امام الانصار وتعيين خليفة من المهاجرين ليكون خليفة للرسول في حكم الجماعة الاسلامية .

وهكذا وبدلا من انشغال الطرفين بمراسيم دفن الرسول تركوا الجثمان وانشغلوا بموضوع الخلافة . كان علي بن ابي طالب والعباس وفاطمة وبقية ال البيت هم الوحيدون الذين بقوا الى جانب الجثمان ، وتقول المصادر الاسلامية ان جثمان الرسول بقي بلا دفن لمدة يومين ، من صباح يوم الاثنين الى منتصف ليلة الاربعاء ، وعندما تم دفن الجثمان بدت عليه ملامح التعفن ، ولم يحضر ابو بكر وعمر وابنتاهما عائشة وحفصة زوجتا الرسول لحظة الدفن .

وتقول المصادر الاسلامية ان مناقشات عنيفة دارت بين الانصار والمهاجرين ، كل فريق ادعى انه الاحق باختيار الخليفة من جماعته ، فكانت حجة الانصار ان المهاجرين ليسوا من اهل البلد الاصلين بل هم ضيوف ولاجئين اتوا من مكة ، وليس من الطبيعي ان يكون الخليفة او الحاكم من الضيوف اللاجئين ، وان الانصار كانوا في الغزوات المختلفة هم الاكثر عددا وقد قتلوا عددا كبيرا من القرشيبن وان تولي احد القرشيين الحكم قد يؤدي الى قيامه بالثأر لمقتل قومه القرشيين . وهذا يعني شيئا خطيرا وهو عدم اقتناع الانصار ان اخوة الدين التي نادى بها الاسلام مقدمة على اخوة النسب .

اماحجة المهاجرين تمثلت في ان القبائل العربية لن تذعن وترضى ان تكون تحت سلطة قبيلة اخرى غير قريش التي هي وحدها قادرة على توحدهم لما لقريش من مكانة دينية في قلوب العرب قبل الاسلام بسبب خدمتهم للبيت الحرام رعايتهم للحجيج ، وفي غمرة الصراع طرح الحباب بن منذر وهو صحابي ينتمي للانصار فكرة مختلفة ، حيث قال : منا امير ومنكم امير ، اي تقسيم السلطة او الحكم او الخلافة بين رجلين احدهما من الانصار والثاني من المهاجرين ، لكن عمر بن الخطاب رد عليه قائلا : لايمكن وضع سيفين في غمد واحد .ووصل الامر الى تهديد الحباب بن منذر بطر المهاجرين من المدينة ، بينما هدد عمر بن الخطاب بقتل سعد بن عبادة زعيم الخزرج الذي كان مرشحا للخلافة من قبل الانصار .وفي النهاية بايع عمر بن الخطاب ابو بكر ثم بايعه بقية الحضور ، ثم تمت البيعة العامة في اليوم الثاني في المسجد النبوي .

وبعد مقتل الخليفة الراشدي الثالث على ايدي مسلمين من مصر والكوفة والبصرة ظهر الخلاف على السلطة بصورة اوضح ، وتجسد الصراع بين ال البيت في شخص علي بن ابي طالب وبين الامويين في شخص معاوية بن ابي سفيان .وحدثت بين الفريقين معركة قرب نهر الفرات عند مدينة الرقة سميت بمعركة صفين راح ضحيتها اكثر من سبعين الف شخص من الطرفين وكلهم مسلمون حسب بعض المصادر الاسلامية ، وقد قتل في هذه المعركة صحابيان من المبشرين بالجنه هما الزبير بن العوام وطلحة بن عبيدالله، وانتهت المعركة باتفاق الطرفين على قبو ل التحكيم . وجاء مقتل علي بن ابي طالب بمثابة فرصة ثمينة لانقضاض معاوية على الحكم بعد تسوية مالية اجراها مع الحسن بن علي ، وحوَّل الحكم الى حكم وراثي .

وبعد موت معاوية وتسلم ابنه يزيد الخلافةسنة ٦٨٠ م بدأ الخلاف حول شرعية خلافة يزيد التي اورثه اياها والده معاوية ، فقد تحركت جماعات  وتيارات اسلامية عديدة ضد حكمه ، ففي نفس العام الذي استلم فيه معاوية الخلافة خرج حسين بن علي بن ابي طالب من المدينة المنورة نحو الكوفة لأخذ البعة بالخلافة لنفسه من انصاره في الكوفة ، ولما وصل مع صحبه الى موقع كربلاء قرب بغداد حاصره اربعة الاف مقاتل من جند  يزيد ، وعرضوا عليه مبايعة يزيد خليفة للمسلمين مقابل حقن دماءهم ، وبعد فشل المفاوضات بين الفريقين تم قتل الحسين مع (٧٢) من صحبه من بينهم (١٧) قتيلا من بني هاشم وفق بعض المصادر التاريخية الاسلامية .

بعد مقتل الحسين استغل عبدالله بن الزبير نقمة السواد الاعظم من المسلمين ونصب نفسه خليفة للمسلمين في تحد واضح ليزيد بن معاوية ، فسيطر على مكة ومعظم الحجاز والبصرة والكوفة ، وعين اخاه مصعب واليا على العراق . ارسل يزيد اليه جيشا اشتبك مع جيش عبدالله بن الزبير في موقعة الحرة شرقي المدينة ، دخل جيش يزيد على اثرها المدينة واستباح المدينة مدة ثلاثة ايام وانتهك اعراض نساءها ، قتل خلالها اكثر من ٧٠٠ رجل ، لجا عبد الله بن الزبير الى مكة وتحصن في الكعبة ، فلجأ جيش يزيد الى محاصرة مكة ورمي الكعبة بالمنجنيق والنار مما ادى الى احتراق الكعبة . وبعد ورود الاخبار الى جيش يزيد ان الاخير تم وقف القتال ورجع الجيش الى دمشق .

وعندما تولى عبد الملك بن مروان الخلافة توجه على رأس جيش كبير الى العراق لقتال مصعب بن الزبير ، وانتهى القتال بمقتل ابن الزبير وضم العراق الى الحكم الاموي .

وبعد القضاء على مصعب بن الزبير ارسل عبد الملك بن مروان جيشا بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي الى الحجاز ، حاصر الجيش مكة وتمكن من قتل عبدالله بن الزبير سنة ٦٩٢ م وانتهت خلافة عبدالله بن الزبير التي دامت نحو تسع سنوات .

لم يكن حسين بن علي وعبدالله بن الزبير هما الوحيدان اللذان عارضا وثارا على خلافة الامويين ، بل ثارت على حكم الامويين جماعات وحركات اخرى ، ولامجال هنا لذكر التفاصيل المتعلقة بتلك الثورات .

في عام ٧٤٩ م هزم جيش مروان بن محمد اخر خليفة اموي امام جيش العباسيين في معركة الزاب ، وتابع جيش العباسيين سيره نحو دمش من شمال العراق ، وعندما وصل الى تخوم دمشق حاصر المدينة من جميع اطرافها لمدة شهر ونصف حتى تمكن من دخول المدينة ، وتقول المصادر الاسلامية ان الجيش العباسي هدم سور المدينة حجرا حجرا ، وكان الجند يجزون الرؤوس في الطرق وينهبون كل مايحصلون عليه من اموال ، ولم يسلم حتى قبور كبار الامويين ، حيث تم نبش القبور واحراق بقايا الجثث ...الخ .

وهكذا يتبين لنا ان اختيار الخليفة وانتقال الخلافة لم يكن يستند الى فقه ينظم مسألة هذا الامر، اذ لم يكن يوجد مثل هذا الفقه ، ولم ينجح رجال وفقهاء الدين الاسلامي في وضع اسس عقد اجتماعي شبيه بالدستور في زماننا الحالي يكفل حل اشكالية الصراع على السلطة السياسية رغم ظهور بعض الكتب لهذا الغرض مثل كتاب "الاحكام السلطانية" للماوردي ، وكتاب "السياسة الشرعية في اصلاح الراعي والرعية" لابن تيميه ، وكتاب " مرايا الملوك" الا ان هذه الكتب لم تقدم حلولا نظرية وعملية تساعد لتنظيم مسألة التداول على السلطة ، بل ان هذه الكتب عملت على شرعنة الاستبداد القائم كما يقول الكاتب الاردني سامي ابو داود .

ومن الغريب ان تعادي العديد من الجماعات والحركات الاسلامية في هذا الزمن قيم الديمقراطية والتعددية والانتخابات وتسعى ارجاع عجلة التاريخ الى الوراء من خلال احياء فكرة الخلافة وفق الصيغة التي تم ذكرها ، رغم دمويتها وعدم استنادها الى اي فقه ينظم اختيار الخليفة وانتقال الخلافة من السلف الى الخلف بطريقة سلمية .

ويمكن القول في نهاية هذا المقال ان الخلاف السني الشيعي هو خلاف سياسي مغلف بالدين وليس خلاف ديني كما يتصوره البعض .

المراجع

١ الصراع على السلطة من دولة الخلافة الى واقعنا المعاصر . سامي ابو داود

٢ الصراع على السلطة بعد وفاة الرسول . باسم مكي



#حسن_نبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مايسمى بالانظمة العربية العلمانية
- هل تأثر حزب البعث بالنازية والفاشية؟
- شبه الجزيرة العربية من عنف وتخلف القبائل الى عنف وتخلف الدول ...
- ذهنية تحريم الحضارة
- حول مفهوم الحضارة العربية الاسلامية
- قراءة في الهجوم على مطار اربيل
- رجل الدين ورجل العلم
- جدل حول هوية مصر بين شيخين ازهريين
- هل توجد مشتركات بين الديمقراطية وبين الشورى؟
- ملاحظات حول تجديد الخطاب الديني
- حسن نصر وتخويف اللبنانيين
- اين نحن من حقوق المرأة ؟
- حول تقرير المخابرات الامريكية في مقتل جمال الخاشقجي
- هل تعدد الزوجات محرم في الاسلام؟
- الحوار بعيدا عن التكفير
- ارهاب الاسلام ام ارهاب المسلمين؟
- ارهاب الاسلام ام ارهاب المسلمين؟
- الازمة السورية وافاق الحل
- كأنه كان ربيعا
- الزلزال السوري بعد عقد من الزمن


المزيد.....




- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان
- الشريعة والحياة في رمضان- مفهوم الأمة.. عناصر القوة وأدوات ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن نبو - الصراع على السلطة بعد وفاة الرسول