أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن نبو - هل تأثر حزب البعث بالنازية والفاشية؟















المزيد.....

هل تأثر حزب البعث بالنازية والفاشية؟


حسن نبو

الحوار المتمدن-العدد: 6889 - 2021 / 5 / 5 - 23:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اذا مابحثنا فيما يسمى بالشبكة العنكبوتية عن الكتب والابحاث والمقالات والمحاضرات التي تتناول هذا الموضوع لظهرت لنا العشرات من الكتب والمئات من الابحاث والمقالات او ربما اكثر بكثير .

وبالتأكيد لايمكن استعراض كل الكتابات المذكورة. لذلك سأحاول الاجابة على السؤال الذي طرحته وهو : هل تأثر حزب البعث بالنازية والفاشية ؟ من خلال استعراض اهم الكتابات التي كُتبت في هذا المجال والتي اعتقد انها تلامس الحقيقة الى حد كبير  .

ولكن قبل ذلك لابد من اعطاء فكرة موجزة عن كل من النازية والفاشية .

النازية كما تم تعريفها عالميا هي ايديولوجية عنصرية صنفت البشر حسب أهميتهم ، حيث وضعت العرق الآري الجرماني في قمة الاعراق البشرية ، يتبعه البريطانيون وشعوب الفيكينغ القاطنة في اوروبا الشمالية ، ووضعت اليهود والغجر والروس وعناصر بشرية اخرى في اسفل التصنيف،  ورأت ان تحسين الجنس البشري يمر عبر القضاء على المعوقين والمشوهين والشاذين جنسيا والاجناس البشرية الدنيا وهم كما سبق : اليهود والغجر والروس وغيرهم ممن وضعتهم النازية في اسفل سلم التصنيف .

وعلى صعيد الدولة ، رفضت النازية نموذج الدولة الليبرالية الكلاسيكية التي سادت في اوروبا منذ اواسط القرن التاسع عشر والتي قامت على الحرية الاقتصادية والحرية الفردية والحرية السياسية والديمقراطية البرلمانية التعددية ، والاستعاضة عنها بالدولة القائمة على الهيبة والعنف السياسي، والرقابة الصارمة على المطبوعات والصحافة ووسائل الاتصال الاخرى، ومنع وجود المعارضة،  والحب الشديد للزعيم الاوحد ومنحه صلاحيات مطلقة في ادارة الدولة، ومنح البوليس صلاحيات غير محدودة لسحق اي مقاومة ومعارضة للايديولوجية النازية، وتربية الاطفال والشباب على  الافكار النازية من خلال منظمات خاصة للاطفال والشباب .

وقد شرع الحزب الاشتراكي القومي الالماني بعد وصوله الى السلطة بقيادة ادولف هتلر سنة 1933 بتنفيذ المبادئ التي تتضمنها الايديولوجية النازية على ارض الواقع، حيث ارتكب جرائم في غاية الخطورة ضد اليهود والغجر والمعوقين والمثليين ..الخ ، تمثلت في مطاردتهم ومضايقتهم واعتقالهم ومصادرة املاكهم وقتلهم وحرقهم ..الخ .

وتشير التقارير الصادرة عن الامم المتحدة بشأن ضحايا النازية منذ استيلاء الحزب النازي الالماني بقيادة هتلر على السلطة عام 1933 وحتى تاريخ القضاء على الحكم النازي سنة 1945 بأن النازيين الالمان قتلوا اكثر من خمسة وعشرين مليون شخص من اليهود والغجر والمعاقين والمثليين وجنود واسرى القوات السوفييتية والبولنديين وغيرهم .

اما الفاشية ، فرغم انها ايديولوجية مختلفة بالاسم عن الايديولوجية النازية ، الا انها تعتبر الوجه الآخر للنازية .

يمكن القول ان الفاشية تتقاطع مع النازية في ان كلتا الايديولوجيتين رفضتا نموذج الدولة الليبرالية الكلاسيكية او التقليدية ، كما ان كلتيهما وضعتا الجنس او العرق الاري في قمة الاجناس او الاعراق البشرية ، وطالبتا بالحفاظ على نقاءه وعدم تلوثه بالاجناس الاخرى الواردة في اسفل الاجناس البشرية، كاليهود على سبيل المثال . وبالنسبة لقيادة المجتمع فإن كلتا الايديولوجيتين آمنتا بأن قوة الحكم تأتي من الاعلى الى الاسفل ، اي تكمن في قوة الزعيم وهيبته الذي سمي في المانيا (الفوهرر) وفي ايطاليا ( الدوتشي ) .

اعود الى السؤال الذي طرحته كعنوان للمقال وهو : هل تأثر حزب البعث بالنازية والفاشية ؟

سأحاول كما ذكرت في المقدمة الاجابة على هذا السؤال من خلال اقوال بعض الباحثين والاكاديميين . يقول الكاتب العراقي عبد الخالق حسين : ان حزب البعث هو نسخة مشوهة من النازية الهتلرية والفاشية الموسولونية ، ويضيف : لقد مارس حزب البعث معاداة العناصر غير العربية مثلما عادى النازيون اليهود والغجر والشعوب السلافية وخاصة الروس ، ففي العراق مثلا تم ترحيل اكثر من مليون عراقي من الكرد الفيليين على ايدي البعث الفاشي بحجة تبعيتهم لايران، بعد ان جُردوا من وثائقهم التي تثبت عراقيتهم ، وقد اخذوا منهم حتى شهاداتهم المدرسية واجازات السياقة ، وصودرت ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة . ومنع النظام البعثي تعيين العراقي المتزوج من امرأة اجنبية في الوظائف العمومية وشجع الزوج على طلاقها ، كما ان البعث خلق الزعيم الديكتاتور الذي يجب ان يمجده كل الشعب ويدين له بالولاء ويتظاهر بالحب له .وان البعث هو النظام الوحيد الذي استخدم الاسلحة الكيماوية ضد شعبه .

ويقول الكاتب الكردي صلاح كرميان الحائز على شهادة الدكتوراة في فلسفة علم النفس : لقد تبنى حزب البعث مفهوم الاشتراكية القومية وفق مفهوم الحزب الاشتراكي القومي الالماني المعروف بالحزب النازي ، وكما ادعى الحزب النازي الالماني تفوق العنصر الآري على جميع الأقوام ورفع شعارات تمجيد الامة الالمانية ووحدتها ووحدة الاراضي الالمانية وصنع الزعيم الديكتاتور الذي حكم المانيا بقراراته الفردية ونزواته الجنونية، وخنق بوحشيةكل الاصوات المعارضة له ، كذلك ادعى حزب البعث تفوق الامة العربية على غيرها من الامم باعتبارها صاحبة رسالة خالدة، وصنع الزعيم الديكتاتور الذي حكم العراق من خلال قراراته الفردية ، ومارس ابشع واقسى انواع القمع بحق كل من عارض قراراته ...

وقد ادلى الكاتب العراق سيار الجميل الذي يحمل شهادة دكتوراة في "التاريخ الحديث للشرق الاوسط" من جامعة "سانت اندروز" البربطانية برأيه حول التشابه بين البعث وبين كل من النازية والفاشية ، حيث قال : لقد ترجم زكي الارسوزي وميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار وهم من مؤسسة حزب البعث ، جملة من الافكار الفاشية الاوروبية واسسوا من خلالها حزب البعث العربي على غرار البعث الايطالي ، لترسيخ التفكير الفاشستي عربيا باسم القومية العربية والذات العربية والرسالة العربية من دون اي شعور بالذنب ، وقد نجحوا في ذلك من دون ان يعي الفكر العربي بأن واقعا فاشيا عربيا بدأ يقف على قدميه . ويكمل الدكتور الجميل : لقد وعى ساطع الحصري ذلك الغثاء الذي مارسه البعثيون ولكن بعد فوات الاوان ، فقد انتقد الحصري ممارسات البعث الفاشي ، علما ان الحصري الذي قال بالعروبية والقومية اولا ، لم يكن عربي الاصل ، بل كان من اطراف ماردين في (الاناضول) كما تقول معلومات قديمة تعود الى مابعد الحرب العالمية الاولى . ويضيف : لقد اكد الفاشيون العرب على الفكرة القومية الفاشية وتفوق (الامة العربية) من دون احترام  الثقافات المختلفة ، وهذا مافعله النازيون عندما ادعوا ان العرق الآري الجرماني يتفوق على جميع الاعراق الاخرى . ويختتم الدكتور الجميل : لقد استخدم الفاشيون العرب في كافة انظمتهم السياسية ادوات القتل والاعدام والتهجير والتعذيب والملاحقات والتجسس والمخابرات واسلوب الاغتيالات واستلاب العقول واختلاق الازمات وتهييج العقول والخطب الرنانة ...الخ .

اجرى الباحث السوري اديب نصور الحائز على شهادة دكتوراة في الاقتصاد السياسي من جامعة اوكسفورد البريطانية ، مقارنات عديدة بين البعث وبين كل من النازية والفاشية ، وتوصل الى نتيجة مفادها تطابق بين البعث وبين النازية والفاشية في الافكار والمنطلقات والشعارات ، حيث يقول : ان احياء الامة العربية واعادة ولادتها من جديد على ايدي حزب البعث هي ترجمة حرفية للفكرة النازية في احياء الامة الالمانية ، وان كتاب "ميشيل عفلق" "في سبيل البعث" هي نصوص مفككة وخالية من اي جهد نظري ، كونها في غالبيتها خطبا حزبية منقولة بالنص والحرف من الادبيات النازية والفاشية ، ويضيف : ان ماجاء في الكتاب المذكور من قبيل القومية العربية والبعث قدر هذه الامة لقيادة الجماهير ماهي الا ترجمة حرفية لمقولة الفاشية قدر الامة الايطالية ولمقولة النازية قدر الامة الالمانية . وان القاعدة لدى البعث هي القاعدة نفسها بالنسبة للفاشية ، وهذه القاعدة التي اعتمدت جزء من من الطبقة المتوسطة في تجربة المانيا النازية وايطاليا الفاشية، اعتمدت في التجربة البعثية على الطائفة ثم العشيرة ثم العائلة لتنتهي الى الفرد المطلق او مبعوث العناية الالهية ومحيطه الضيق من اصحاب المكانة الاجتماعية الضعيفة والتعليم البسيط ومنتهزي الفرص والوصوليين والذين يجدون انفسهم عاجزين عن مقاومة اغراء المال والسلطة .

ان معظم الاحداث المأساوية التي عرفها تاريخ العرب الحديث يقول الدكتور نصور ارتبطت بالحركات القومية ، غير ان ماارتبط منها بحزب البعث كان اكثر دموية بسبب طبيعته الفاشية .

من المؤسف القول انه في الوقت الذي تُعتبر النازية والفاشية من الممنوعات و المحرمات في جميع دول اوروبا ويتم تجريم من يتظاهر علنا بتمجيدهما والدعاية لهما ، الا ان حزب البعث مازال يحكم سوريا رغم انه يعتبر نسخة قريبة من النازية والفاشية مع فارق الجغرافيا والاسماء ، ورغم ارتكاب النظام البعثي في سوريا على مدى خمسين سنة جرائم في غاية الخطورة وصلت الى حد استخدام الاسلحة الكيماوية في اماكن عديدة من سوريا مؤخرا ، الا ان المجتمع الدولي ساكت حياله ويغض الطرف عن كل مافعله ويفعله .



#حسن_نبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شبه الجزيرة العربية من عنف وتخلف القبائل الى عنف وتخلف الدول ...
- ذهنية تحريم الحضارة
- حول مفهوم الحضارة العربية الاسلامية
- قراءة في الهجوم على مطار اربيل
- رجل الدين ورجل العلم
- جدل حول هوية مصر بين شيخين ازهريين
- هل توجد مشتركات بين الديمقراطية وبين الشورى؟
- ملاحظات حول تجديد الخطاب الديني
- حسن نصر وتخويف اللبنانيين
- اين نحن من حقوق المرأة ؟
- حول تقرير المخابرات الامريكية في مقتل جمال الخاشقجي
- هل تعدد الزوجات محرم في الاسلام؟
- الحوار بعيدا عن التكفير
- ارهاب الاسلام ام ارهاب المسلمين؟
- ارهاب الاسلام ام ارهاب المسلمين؟
- الازمة السورية وافاق الحل
- كأنه كان ربيعا
- الزلزال السوري بعد عقد من الزمن
- الهوس بالعنف
- القوة العظمى الرائدة


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن نبو - هل تأثر حزب البعث بالنازية والفاشية؟