أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن نبو - الهوس بالعنف














المزيد.....

الهوس بالعنف


حسن نبو

الحوار المتمدن-العدد: 6800 - 2021 / 1 / 27 - 11:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في بلدان مايسمى بالعالم الثالث وهو تسمية لاتعكس واقع هذه البلدان ، الكل مهووس بالعنف ، الانظمة تعتقد ان العنف هو السبيل الوحيد لاستمراريتها وبقاءها رغم كل فسادها وعنجهيتها ، والنسبة الغالبة من انظمة الحكم في العالم المذكور ، اصلا قد وصلت الى السلطة من خلال العنف ، سواء كان عنفا خشنا او عنفا ناعما ، واقصد بالعنف الخشن : الوصول الى السلطة عن طريق وسيلة دموية كانقلاب دموي، وبالعنف الناعم الوصول الى السلطة عن طريق وسيلة اكراهية لم يهرق فيها الدم كانقلاب ابيض او تزوير الانتخابات ...الخ . لايهم ، مادامت الوسيلتان بعيدتان عن القواعد الديمقراطية التي يتم التعامل بها يتعامل في العالم المتحضر كأداة لاستلام الحكم وتغييره . وعندما يبني النظام مؤسسات امنية هائلة ويغذيها بعشرات الالوف من العناصر ويحدد لها الميزانيات الضخمة ويحصر مهامها الاساسية بمراقبة كل من يعارض النظام وقمعه بعيدا عن قواعد القانون ، فهذا يعني ان هذه المؤسسات ليس لها وظيفة غير ممارسة العنف ، من اجل تأمين استمرارية النظام اوالحفاظ على بقاءه . والى جانب الانظمة تلجأ المعارضات ايضا الى اسلوب العنف لتغيير الانظمة في اول فرصة تتمكن من استعمال العنف ، وقد يكون هذا العنف رد فعل على عنف الانظمة ، وفي الكثير من الاحيان لاتتردد في االجوء الى نفس العنف الذي كانت تمارسه الانظمة الذي يستند اليه  كأداة سياسية لتغيير السلطة او الانظمة الحاكمة القمعية (العنفية) . ولكم ان تتصوروا مدى الخراب والدمار والقتل والفوضة الذي يخلفه العنف والعنف المضاد عندما تبدأ المواجهة بين النظام وبين المعارضة بصورة مفتوحة .

تجربة السنوات العشر الماضية في بعض البلدان العربية (سوريا اليمن ليبيا) التي نشبت فيها القتال بين المعارضة والحكم ، وكذلك بين اجنحة المعارضة هي خير دليل على عبثية استعمال العنف سواء من طرف الانظمة او من طرف المعارضات ، فالأنظمة في البلدان المذكورة لم تتمكن من اعادة الامور الى سابق عهدها وجميعها سقطت باستثناء النظام في سوريا ، لكنها لم تعد كما كانت بل خسرت الكثير من المناطق . والمعارضات ايضا لم تتمكن من حسم الامور وخلق واقع مستقر من خلال العنف . بل استمر العنف مشتعلا بين اجنحة المعارضة . وهكذا يصبح العنف سيد الموقف والاداة او الوسيلة الوحيدة لدى الجميع لفرض خياراته وسياساته .

لننتقل الى العنف المقدس الذي تستخدمه الجماعات والتنظيمات الاسلامية للوصول الى تأسيس السلطة الالهية او مايسميه البعض حكم الله على الارض .

ورغم ان التطور الحياتي في كل ميادينها لم يعد يقبل الحكم الذي تنادي به هذه التنظيمات والجماعات الاسلامية السياسية ، الا ان التنظيمات المذكورة تتمكن من جذب العديد من الشباب الى صفوفها واستخدامهم كوقود في معاركها العبثية التي لامستقبل لها . ويمكن القول ان العنف الذي تستخدمه هذه الجماعات والتنظيمات تلعب دورا خطيرا الى حد كبير في اي تغيير قد يتحقق في لحظة تاريخية معينة، لأن ظهورها في الساحة يؤدي الى خلط الاوراق التي تستفيد النظام الحاكم غالبا .

مااريد استخلاصه من كل ماورد هو : ان العنف لايحقق اي تغيير نحو الافضل ، بل يخلق بيئة عنفية يسودها القتل والخراب وينتفي فيها اي عمل ايحابي للوصول الى مستقبل مشرق .

ماهو الحل للقضاء على العنف وخلق بيئة سلمية يتم فيها تداول السلطة بشكل سلمي ؟

للأسف لااملك الجواب ، وكل مااستطيع قوله هو ان مجتمعاتنا انظمة ومعارضات بكل اطيافها تحتاج الى ثقافة اللاعنف  ، ولكن  كيف يمكن الوصول الى ثقافة اللا عنف ؟

اعتقد ان مثل هذه الثقافة لايمكن ارساءها بسهولة وقد يحتاج الامر الى قت طويل لترسيخها ، وقد يكون هذا الوقت طويلا جدا .والى ان تتحقق هذه الثقافة يحتاج الامر الى تغيير الكثير من موروثنا الاجتماعي في مجالات عديدة ، وهذا ايضا ليس بالأمر السهل .



#حسن_نبو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوة العظمى الرائدة
- هل هناك مايسمى بالطب النبوي؟
- هل يستطيع الكاظمي وضع حد للميليشيات في العراق
- بعض الدروس المستخلصة من ثورات الربيع العربي
- مااسباب عدم سقوط النظام حتى الان ؟
- هل سيرحل نظام الاسد قريبا ؟
- عودة الى مصطلح النظام العالمي الجديد
- الحنين الى عصور الخلافة
- احلام
- الاديان وحروبها البينية والداخلية
- الاديان وحروبها البينية والداخلية
- تمجيد سلطة الاستبداد
- وباء كورونا والسياسة الدولية المستقبلية .
- مذا وراء الاتهام الموجه الى النظام السوري باستخدامه الاسلحة ...
- زيارة
- بمناسبة يوم المرأة العالمي
- عالم اقل أمنا واكثر اضطرابا
- هل سيتمخض نظام عالمي سياسي جديد عقب القضاء على فيروس كورونا؟
- انطباعات حول مابسمى بالزمن الجميل
- البحث


المزيد.....




- هل يعيد تاريخ الصين نفسه ولكن في الولايات المتحدة؟.. وما علا ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يناقش مشروع قانون ترامب للإنفاق وسط انق ...
- محكمة إسرائيلية توافق على تأجيل جلسات محاكمة نتانياهو في قضا ...
- يضم معارضين سياسيين ومواطنين أجانب... القصف الإسرائيلي يلحق ...
- فرنسا تعتزم أداء -دور محوري- في مفاوضات النووي وطهران تبدي - ...
- مشاهد للجزيرة توثق قصف مسيّرة للاحتلال فلسطينيا يحمل كيسا من ...
- ماذا تعرف عن إنفلونزا العيون؟
- الفساد يطيح بوزير يوناني و3 نواب
- غزة تنزف منذ 630 يوما.. إبادة ممنهجة ومعاناة لا تنتهي في ظل ...
- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن نبو - الهوس بالعنف