أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن نبو - انطباعات حول مابسمى بالزمن الجميل














المزيد.....

انطباعات حول مابسمى بالزمن الجميل


حسن نبو

الحوار المتمدن-العدد: 6520 - 2020 / 3 / 22 - 15:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نسمع كثيرا في هذه الأيام مصطلع او عبارة الزمن الجميل ، فهل مايسمى بالزمن الجميل كان جميلا حقاً؟
قبل الإجابة على هذا السؤال يجب طرح سؤال آخر أهم في اعتقادي يفرض نفسه في هذا المجال وهو : لماذا يتعلق الكثيرين من شعوب بلدان منطقتنا بالماضي ويعتبرونه مثالاً للحياة الجميلة بدلاً من المساهمة في بناء الحاضر وجعله جميلا ؟
قبل الإجابة على السؤالين المذكورين لابد من الاشارة او التطرق باختصار الى معنى عبارة الزمن الجميل ، والفترة التي استغرقها .
الزمن الجميل هو الزمن الذي انتشر فيه الفن من غناء ومسرح وسينما وظهور مطربين وممثلين كبار على الساحة في فترة بدايات ظهور التلفزيون، وقد كان للمرأة دور كبير في الحالة الفنية الصاعدة . ويتجسد هذا الزمن لدى البعض في فترة ماقبل انتشار الوهابية وظهور مصطلح الصحوة الدينية في الكثير من البلدان العربية التي حاربت الكثير من مظاهر المدنية الناشئة في المدن التي أدت الى رفع الكثير من القيود على المرأة .
ثمة زمن جميل آخر لدى الكثيرين بمعايير مختلفة عن معايير الزمن الجميل الأول، هذا الزمن قديم جدا ، تفصلنا عنه اكثر من الف سنة وهوزمن الخلافة والغزوات والرق والسبايا والغنائم والفيئ ورجم المرأة الزانية ...
اعتقد ان الحديث بالتفصيل عن الماض وهل كان جميلا أم قبيحا يطول كثيرا ويحتاج الى الكثير من من الصفحات وربما العديد من الكتب للإحاطة به .
اعتقد وباختصار ان الماضي الذي يوصف بالجمال بكلا قسميه هو المسؤول الى درجة كبيرة عن مشاكل ، لابل عن الكوارث التي نعيشها يومياً .
فبالنسبة للزمن الجميل القريب يمكن القول انه لم يكن جميلا في عمقه بل كان رديئاً الى درجة كبيرة ، ففي فترة الخمسينات التي تعتبر لدى الكثيرين بفترة المد القومي او فترة انتشار الشعور القومي لدى الجماهير العربية كانت صناعة الاستبداد ومعاداة الديمقراطية وانتهاك مبادئ حقوق الإنسان واستبعاد معايير المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات تجري على قدم وساق .
وبناء على ماذكرته يمكن القول ان ذلك الزمن الذي يوصف بالجميل لدى الكثيرين هو المسؤول بدرجة كبيرة عن مشاكل وكوارث الحاضر ، فمن رحم ذلك الماضي ولدت كل مشاكلنا ومآسينا الحالية
وبالنسبة للزمن الجميل القديم ، او زمن الاسلام المثالي الذي يحن إليه الكثيرين والذي هو زمن الخلافة والغزوات والرق والسبايا والغنائم والفيئ اعتقد أن المفاهيم والافكار التي كانت سائدة في ذلك الزمن هي المسؤولة الى درجة كبيرة عن ظهور التنظيمات والجماعات الاسلامية الراديكالة كالقاعدة وداعش وغيرهما .
ورغم العنف او الارهاب الذي تمارسه هذه التنظيمات والجماعات فإنها فشلت في تحقيق أهدافها ، وأعتقد أن فشل هذه التنظيمات هو فشل للتعاليم التي تستند إليها والتي تتمثل بقبول فكرة الغزو وإباحة السبي والرق وقتل المخالف في العقيدة والرأي والتصدي لكل مقومات الدولة الحديثة التي تستند مشروعيتها من الواقع لا من النص الديني، وهذا الفشل الذريع للتنظيمات والجماعات الاسلامية الراديكالية يطرح مسألة في غاية الأهمية وهي ان الهدف الذي تسعى هذه التنظيمات والجماعات للوصول اليها من خلال العنف الوحشي الذيي تمارسه لايمكن القبول به عالمياً وخاصة من قبل الدول العظمى التي تمتلك ترسانات هائلة من القوة الكفيلة بالقضاء على على هذه التنظيمات والجماعات خلال وقت قصير ، فحتى لو قويت هذه التنظيمات والجماعات في الاوساط التي تعمل فيها واستطاعت الوصول الى تسلم السلطة فإنها ستسقط وتندحر لامحالة بفضل مواجهة الدول التي تمتلك القوة لها وعدم السماح لها بتحقيق اهدافها .
وأخيراً ، يمكن القول ان التعلق بالماضي مهما كان نوعه وشكله لايقدم للحاضر أي فائدة ولايؤدي الى تخطي أزماته وكوارثه التي هي أصلا نتاج الماضي ، لابد من العيش في الحاضر وفق حاجاته وفلسفته وقيمه التي لايمكن القفز فوقها وتخطيها والتي تتمثل في إنشاء الدولة الحديثة المستندة الى منظومات : الديمقراطية وحقوق الانسان والقبول بالتعايش السلمي بين مختلف مكوناتها واديانها ومذاهبها وافكارها .



#حسن_نبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث
- كش ملك
- هل أعطى ترابك الضوء الأخضر لتركيا بغزو شرقي الفرات ؟
- الاسلام الذي يدعو اليه احمد القبانجي
- صناعة الديكتاتورية
- هل الاسلام دين ودولة ؟
- السؤال المطروح منذ اكثر من قرن
- الحوذي شاهين سوركلي
- لماذا لم ينفذ القرار رقم 2254
- وأخيراً
- هل كان قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا طعنة في ظهر الحلفاء ا ...
- الولايات المتحدة وسوريا
- حول ما قاله جيمس جيفري عن سوريا في مؤتمر أتلانتيك كاونسل
- نقد التاريخ
- الاسلام السياسي في ظل الثورات التي شهدتها منطقتنا
- في طريقي
- اين اصبح مجلس الوطني الكردي
- التعثر
- فيما مضى
- ذات مرة


المزيد.....




- تحويل الرحلات القادمة إلى مطار دبي مؤقتًا بعد تعليق العمليات ...
- مجلة فورين بوليسي تستعرض ثلاث طرق يمكن لإسرائيل من خلالها ال ...
- محققون أمميون يتهمون إسرائيل -بعرقلة- الوصول إلى ضحايا هجوم ...
- الرئيس الإيراني: أقل عمل ضد مصالح إيران سيقابل برد هائل وواس ...
- RT ترصد الدمار في جامعة الأقصى بغزة
- زيلنسكي: أوكرانيا لم تعد تملك صواريخ للدفاع عن محطة أساسية ل ...
- زخاروفا تعليقا على قانون التعبئة الأوكراني: زيلينسكي سيبيد ا ...
- -حزب الله- يشن عمليات بمسيرات انقضاضية وصواريخ مختلفة وأسلحة ...
- تحذير هام من ظاهرة تضرب مصر خلال ساعات وتهدد الصحة
- الدنمارك تعلن أنها ستغلق سفارتها في العراق


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن نبو - انطباعات حول مابسمى بالزمن الجميل