أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن نبو - تمجيد سلطة الاستبداد














المزيد.....

تمجيد سلطة الاستبداد


حسن نبو

الحوار المتمدن-العدد: 6541 - 2020 / 4 / 18 - 20:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعني بتمجيد السلطة المستبدة او السلطان المستبد ، اعتبار تلك السلطة او ذلك السلطان عاملا اساسيا من عوامل ضبط المجتمعات وعدم انفلاتها ووقوعها في مهاوي الفوضى والاقتتال الداخلي ، بمعنى ان السلطة المستبدة هي التي تؤدي الى الحفاظ على وحدة كيان الدولة وديمومتها ، ولولاها لما اقيمت دول وامارات وامبراطوريات على الأرض .
استمرت هذه الثقافة طويلا الى ان وصل العقل البشري الى مرحلة تمكنه من توجيه الملاحظات الى المنظومة التي تتأسس عليها سلطة الاستبداد ، ومع الايام تحولت الملاحظات الى انتقادات قوية، وتمكن العقل اخيرا من القيام بهدم سلطة الاستبداد وتأسيس سلطة مغايرة لها على انقاضها تقوم على مبدأ مشاركة عموم مواطني الدولة في تأسيسها . وبموازاة السلطة الجديدة تم انشاء منظمات وجمعيات مهمتها حماية جميع المواطنين في الدولة من تجاوزات السلطة وتمكينهم من مراقبة اداءها .
هذا التحول في مفهوم السلطة كان احدى واهم انجازات عصر النهضة الاوروبية ، لكن الامر لم يتم دفعة واحدة ، بل استغرق عقودا عديدة من الزمن ، وربما اكثر من قرن .
ماذا فعل الاوروبيون حتى تمكنوا من القضاء على السلطة المستبدة ؟
بالتأكيد لايمكن حصر الاجابة في عامل واحد ، فالعوامل عديدة وتحتاج الى الكثير من الصفحات ، بل الكثير من المجلدات للإحاطة بها ، ولامجال للبحث فيها في مقال قصير .ولكن يمكن القول ان اهم عامل ادى الى هدم سلطة الاستبداد في اوروبا الغربية يكمن في التصدي للكنيسة وتجريدها من جميع الامتيازات التي تخولها من ان تتحكم بالسلطة السياسية ، واصبحت للكنيسة وظيفة محددة تتمثل بنشر المحبة بين البشر والمطالبة بعالم خال من الحروب والفقر والامراض وحض البشر على التعاون فيما بينهم في مواجهة الكوارث الطبيعية المختلفة ...
ورغم انتهاء دور الكنيسة في الحياة السياسية في دول اوروبا الغربية رفع الاستبداد رأسه بين الحين والاخر ، فقد استطاع نابليون من تأسيس سلطة امبراطورية استبدادية تسببت باندلاع حرب امتدت لأكثر من خمسة عشر سنة في القارة الاوروبية، وتمكنت النازية من الوصول الى السلطة في المانيا ، وبموازاة النازية تمكنت الفاشية من الوصول الى السلطة في كل من ايطاليا واسبانيا ، تسببت باندلاع الحرب العالمية الثانية التي نتج عنها مقتل اكثر من ستين مليون انسان اكثرهم من قارة اوروبا، اضافة الى الخسائر الاقتصادية التي شملت كل القطاعات الانتاجية والدمار الهائل الذي لحق بمرافق البنية التحتية في الكثير من بلدان اوروبا وبلدان اخرى خارج اوروبا .
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تم طي صفحة الاستبداد نهائيا في دول اوروبا الغربية، لكن الحرب ادت الى ظهور انظمة استبدادية في بلدان شرقي اوروبا التي دخلها الجيش السوفييتي .
اما في العالم الثالث فقد بقيت سلطة الاستبداد قائمة بشتى صورها في غالبية دول هذا العالم ، وبقي معظم شعوب هذا العالم اسيرة الثقافة التي تمجد سلطة الاستبداد . ومن المحزن ان ثقافة تمجيد سلطة الاستبداد والشخص المستبد بقيت حتى بعد ازاحة بعض الانظمة المستبدة في العالم المسمى بالعالم العربي ، الكثيرون يعتقدون اليوم ان السلطة القوية (اي المستبدة) هي وحدها قادرة على ضبط الامن في الدول التي لم تتحقق فيها حالة الاستقرار كالعراق وسوريا واليمن وليبيا، ويحنون الى ايام صدام حسين والقذافي والاسد ، حيث الامن كان مستتبا في زمانهم ولم يكن هناك اي مجال للفوضى .
يمكن القول ان سبب الحنين الى الماضي الاستبدادي هو عدم تمكن الثائرين على سلطة الاستبداد من تأسيس سلطة قادرة على تحقيق الامن والاستقرار، وتحقيق ولو جزء بسيط من احلام غالبية المواطنين، وهذا الفشل له اسباب عديدة ، لكن اهم سبب في اعتقادي هو عدم قدرة الثائرين على الانظمة المستبدة من الخروج من عباءة ثقافة الاستبداد ، فسرعان ماتبين انهم ايضا مستبدون ولايختلفون كثيرا عن المستبد السابق، وهذا يعني ان القضاء على الاستبداد لايعني فقط القضاء على رموز الاستبداد، بل بل يعني ايضا الابتعاد عن اي ايديولوجية تؤسس للاستبداد مستقبلا مهما كان منبعها ومصدرها .



#حسن_نبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وباء كورونا والسياسة الدولية المستقبلية .
- مذا وراء الاتهام الموجه الى النظام السوري باستخدامه الاسلحة ...
- زيارة
- بمناسبة يوم المرأة العالمي
- عالم اقل أمنا واكثر اضطرابا
- هل سيتمخض نظام عالمي سياسي جديد عقب القضاء على فيروس كورونا؟
- انطباعات حول مابسمى بالزمن الجميل
- البحث
- كش ملك
- هل أعطى ترابك الضوء الأخضر لتركيا بغزو شرقي الفرات ؟
- الاسلام الذي يدعو اليه احمد القبانجي
- صناعة الديكتاتورية
- هل الاسلام دين ودولة ؟
- السؤال المطروح منذ اكثر من قرن
- الحوذي شاهين سوركلي
- لماذا لم ينفذ القرار رقم 2254
- وأخيراً
- هل كان قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا طعنة في ظهر الحلفاء ا ...
- الولايات المتحدة وسوريا
- حول ما قاله جيمس جيفري عن سوريا في مؤتمر أتلانتيك كاونسل


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن نبو - تمجيد سلطة الاستبداد