هل يستطيع الكاظمي وضع حد للميليشيات في العراق

حسن نبو

الحوار المتمدن-العدد: 6738 - 2020 / 11 / 20 - 09:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بموازاة الاحتلال الامريكي المباشر للعراق ٢٠٠٣ ا بدأ إحتلال آخر خفي وعلني في آن واحد للعراق ، وهو الاحتلال الايراني / الشيعي لهذا البلد عبر الاحزاب الشيعية المرتبطة بنظام الملالي عبر قنوات عديدة . وبعد قيام باراك بسحب القوات الامريكية من العراق ٢٠١١ بدا للنظام الايراني ان الطريق سالك امامه لتحقيق واقع مماثل للواقع اللبناني في العراق الا وهو تأسيس مليشيات شيعية مرتبطة به او بالمرجعية الدينية على غرار ميليشيات حزب الله في لبنان ، وقد تحقق هذا الأمر لاحقا عبر ميليشيات الحشد الشعبي التي تسعى لأن تكون قوة لايمكن تجاهلها في الخارطة العراقية .
يحاول رئيس وزراء العراق الجديد مصطفى الكاظمي اتباع سياسة جديدة تتمثل في جعل الجيش هو القوة الشرعية الوحيدة في البلاد وهذه السياسة تقتضي تفكيك كل القوات المليشاوية وفي مقدمتها ميليشيا الحشد الشعبي .
لاأدري من أين يستمد الكاظمي قوته في مواجهة الشارع المليشاوي المتعاظم في العراق ، لنفترض انه يتلقى دعما من الجيش وقوى سياسية عديدة من داخل العراق ، ومن الولايات المتحدة الامريكية وقوى اقليمية ايضا. فهل يستطيع الكاظمي اقتلاع جذور هذه القوى المليشاوية ؟
اعتقد ان الأمر صعب جدا ان لم يكن مستحيلا ، لأن يد ايران غدت قوية وطويلة في العراق ولايمكن قطعها او حتى اضعافها وتقصيرها في ظل الوضع الطائفي المقيت الذي يحتل غالبية جغرافية العراق والذي يستفيد منه نظام الملالي الايراني اكثر من اي جهة اخرى .
وبهذا الصدد يمكن القول ان استهداف امريكا لقاسم سليماني الذي كان قائدا لفيلق القدس في الحرس الثوري الايراني وقتله في العراق اوائل العام الحالي لم يشكل في المحصلة اي تهديد للوجود الايراني في العراق الذي لايشكل فيه قاسم سليماني سوى غيض من فيض ، واعتقد ان الولايات المتحدة تعرف هذا الامر جيدا ، ومن جهة اخرى فإن الولايات المتحدة ليست بصدد وضع استراتيجية شاملة لمحاربة الوجود الايراني في العراق على كافة الجبهات سواء كانت الادارة جمهورية ام ديمقراطية ، ولن تفيدها هذه الاستراتيجية اصلا حتى ان وجدت لأسباب عديدة .
لااستطيع ان اتخيل بدقة ، مشهد العراق في الاعوام المقبلة كوني لست خبيرا في الشأن العراقي ، لكن مااستطيع ان اقوله ان البلد لن يشهد اي استقرار ، وسيشهد مزيدا من الصراع الداخلي ، لاأعرف بالضبط ماذا سيتمخض عنه .

#حسن_نبو (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل