أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد سلام جميل - هل ضعف التيار الصدري في العراق؟














المزيد.....

هل ضعف التيار الصدري في العراق؟


وليد سلام جميل
أستاذ جامعي

(Waleed Salam Jameel)


الحوار المتمدن-العدد: 6954 - 2021 / 7 / 10 - 20:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الحقيقة لم أكن أودّ الحديث عن هذا الموضوع في اللحظة الراهنة، ولكنّ لقاء السيد مقتدى الصدر مع قيادات التيار الصدري قبل أيام، الذي تحدث فيه معهم عن نقاط عديدة وصريحة، تمّ بثّها في فيديو قصير يقارب ال20 دقيقة، هو ما دفعني للتعليق على هذا الموضوع بعجالة. آمل إن أتمكن من تناول الموضوع المتعلق بالتيار الصدري ومستقبله في مناسبات أخرى قريبا...
بمشاهدة بسيطة ونظرة سريعة يتضح أن التيار الصدري هو اكبر قاعدة شعبية منظّمة ومطيعة لقيادتها بشكل تام في العراق. لكن يمكنني أن أدّعي أنّ هذا الكلام كان في الماضي، ووضحنا في مناسبات عديدة أن التيار الصدري كقاعدة جماهيرية بدأ بالتفكّك الداخلي، خاصة السنوات الثلاث الأخيرة. لن أطيل الكلام والتفصيل، بل سأكتفي ببرهان واحد، من شخص واحد، وهو قائد التيار الصدري مقتدى الصدر نفسه، وسأترك التفصيل لمناسبة أخرى...
في لقاءه (الودّي) قبل يوم أمس مع قيادات التيار الصدري، تطرّق مقتدى الصدر لمواضيع عديدة، أهمها التشظّي الحاصل داخل قاعدة التيار الصدري، والمسافة الفاصلة بين القاعدة الصدرية والقيادة والقيادات الوسيطة... ذكر الصدر مثالين حييّن للاستدلال بهما على ذلك، وهما لقاح فايروس كورونا ومشروع البنيان المرصوص، وهو المشروع الذي أسسه الصدر (بنفسه) وطلب من أتباعه التسجيل فيه، لكنّه تفاجأ بنسبة عزوف غير متوقعة، وهذا واضح من كلامه... قال فيما قال من مضمون الكلام: هل كان الصدريون بهذا الشكل قبل سنوات حينما كان مقتدى الصدر يوقّع على شيء أو يأمر بشيء؟! لو لقّح مقتدى الصدر -مثلا- قبل 15 عاما، هل كان يتردد الصدريون بهذا الشكل ويعزفون عن اللقاح قبل غيرهم؟!
كان الصدر منزعجا جدا من أتباعه الذين لم يطيعوه في مسألتين؛ الأولى وهي المتعلقة بمشروع البنيان المرصوص، وهذا لا يمكننا إثباته بالأرقام، لأن الأرقام غير متاحة، ولكن تصريح الصدر يدلّ على الإقبال الضعيف. المسألة الثانية، وهي واضحة قابلة للقياس، وأقصد بها المسألة المتعلقة بالتلقيح ضد فايروس كورونا.
عندما لقّح الصدر، أمرهم بتصوير فيديو له أثناء تلقيه اللقاح، ونشره لحثّ أتباعه على (مليونية) لقاحية، ولعلّه كان يريد أن يرى قاعدته الجماهيرية التي شكّك في تماسكها بأكثر من مناسبة سابقا، ولكن بمراجعة بسيطة للأرقام الصادرة عن وزارة الصحة العراقية بخصوص عدد الملقحين في العراق قبل دعوة الصدر وبعدها، يتضح أنّ العدد الكلي لا يتجاوز 950 ألف ملقح في عموم العراق، أي ما يقارب مليون شخص ملقح فقط!.
لو أزلنا عدد الملقحين في المناطق التي تخلو من القاعدة الصدرية، وهي المحافظات الشمالية والغربية، التي وصل فيها عدد الملقحين إلى ما يقارب 300 ألف ملقّح، فهذا يعني أن الوسط والجنوب، الذي تتواجد فيه القاعدة الصدرية، لم يتجاوز عدد الملقحين فيه عتبة ال 700 ألف ملقح، وبالطبع فنحن نعتمد هذه الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة العراقية حسب آخر تحديث لها!. بناء على ذلك، فلعلّ النصف منهم ليسوا من التيار الصدري قطعا، بالتالي لم يتبقى غير 350 ألف فقط، وهو عدد الملقحين من التيار الصدري على أعلى تقدير!.

والآن ماذا تمثل هذه الأرقام؟
تمثّل هذه الأرقام نكسة كبيرة في القاعدة الصدرية، وتظهر مدى ابتعاد القاعدة الشعبية عن قيادتها، وترك مبدأ الطاعة المطلقة. عليه يثبت ما قلناه سابقا من أن التيار الصدري يواجه ضعفا وتمزقا داخليا وعلى القيادة الصدرية أن تحافظ على الخط الصدري، الذي عرّفناه سابقا بأنّه مجموعة من الطلبة الذين درسوا على يدي السيد محمد صادق الصدر (رحمه الله)، وأن تعمل القيادة بجد للاقتراب من الجمهور الصدري، الذي يعيش غالبا في مناطق فقيرة وسيئة لا تصلح للمعيشة البشرية... لقد ثبت صحة كلامنا وانسجم مع كلام قائد التيار الصدري مقتدى الصدر نفسه...

ختاما: أتصوّر بأنّ السيد مقتدى الصدر إن أعاد حساباته وترتيب أوراقه وتأقلم مع التغييرات الحاصلة في المجتمع العراقي بشكل أفضل وقلّم أجنحة الكبار المتنفذين في تياره، فربما سيستطيع إعادة ترميم البيت الصدري بنسبة معينة، ولكن عليه أن لا يهمل التفكير الجاد بالقيادة التي تليه، فليس للتيار الصدري قيادة بعده، لأنّ هذا التيار مرتبط بالقائد وليس القيادة، أي ارتباطه بالشخص وليس الفكرة، والجماهير التي ترتبط بالشخص من دون الفكرة تنقرض سريعا بعد موت الشخص الذي اجتمعت حوله...



#وليدـسلامـجميل (هاشتاغ)       Waleed_Salam_Jameel#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد مقاطعة الإنتخابات العراقية المبكرة وأين ستكون الكيا ...
- الإنتخاباتُ القادمة: مشاركةٌ فاعلة أم مقاطعةٌ إحتجاجيةٌ عارم ...
- اللفياثان .. العالم بين أسنان الوحوش !
- بطاريات ( باتريات ) آبائنا المعضوضة والسياسة العراقية !
- زيارة البابا فرنسيس إلى العراق.. جعجعة بلا طحين!
- الحراك الشعبي التشريني ... خطوط المعركة الثلاث
- ديخ مقراطية عراقية من فرن العم سام !
- أسباب ودوافع الأزمة بين أذربيجان وأرمينيا : قراءة عامة
- الحركة الطلابية: من ثورة مايو الفرنسية إلى الحركة التشرينية ...
- مصير قيادات الثورة بعد الوصول إلى السلطة: صدام حسين والخميني ...
- الإنتخابات المبكرة في العراق: الواقع والتّحديات
- البدايات والنّهايات المفتوحة!
- تظاهرات الخريجين في العراق... شمس حارقة ودولة مارقة... ما هو ...
- دولة -التغليس- والكشف العظيم!
- اصرخ يا بائس... فليحيا العدل!
- وماذا بعد إقرار قانون الإنتخابات؟!
- إلى متى ستبقى المعركة مُؤجلة؟ ألم يحن الوقت؟!...
- الحراك الشّعبي التّشريني في العراق... رؤية تنظيمية قبل فوات ...
- الحملة الوطنية لإكمال قانون الإنتخابات... ناشطون يطلقون حملة ...
- الإنتخابات البلدية في العراق: رؤية نحو بناء ديمقراطي تنافسيّ


المزيد.....




- مصير الرئيس التنفيذي بعد كشفه بفيديو يعانق موظفة بحفل كولدبل ...
- العدل الأمريكية تتحرك لإصدار شهادة هيئة المحلفين بقضية إبستي ...
- من هو قائد الثورة السورية الكبرى ورمز الكفاح ضد الاستعمار؟
- جايير بولسونارو يرتدي سوارًا إلكترونيًا للاشتباه في تخطيطه ل ...
- واشنطن تعلن عن اتفاق بين إسرائيل وسوريا لوقف إطلاق النار في ...
- ترامب يرفع دعوى قضائية ضد قطب الإعلام روبرت مردوخ وصحيفة وول ...
- تحذير أممي من تطبيع الحرمان بغزة وإسرائيل ترفض دخول مسؤول إن ...
- قاضية أميركية توقف تنفيذ أمر ترامب بفرض عقوبات على موظفي الج ...
- ترامب يعلن الإفراج قريبا عن 10 أسرى إسرائيليين
- اتفاق سوري إسرائيلي لوقف إطلاق النار وتواصل الاشتباكات بالسو ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد سلام جميل - هل ضعف التيار الصدري في العراق؟