أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - وليد سلام جميل - زيارة البابا فرنسيس إلى العراق.. جعجعة بلا طحين!














المزيد.....

زيارة البابا فرنسيس إلى العراق.. جعجعة بلا طحين!


وليد سلام جميل
كاتب

(Waleed Salam Jameel)


الحوار المتمدن-العدد: 6836 - 2021 / 3 / 10 - 13:18
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ماذا يحمل البابا فرنسيس للعراق؟
مرّت أيام والقنوات التلفزيونية والمواقع الخبرية ومواقع التواصل الاجتماعي، تتحدّث عن زيارة البابا إلى العراق، حتى أصبح كأنه لا يوجد في العالم غير زيارة (الباب فرنسيس)!. عندما أتابع هذا الإهتمام، أشعر بأن البابا يحمل في جعبته، مصباح علاء الدين، الذي سيفتح بئر العراق المظلم ويخرجه بشكل مختلف تماماً!. أتصوّر أن العراقيين سيعيشون في رغد ونعيم، بعد سنوات طويلة من الحروب الطاحنة والفساد والقتل وتدمير الدولة...
مَن هو البابا؟ ما هي قوته؟
الباب فرنسيس ليس أكثر من رمز ديني للمسيح الكاثوليك في العالم. يحكم دويلة الفاتيكان الصغيرة، التي لا يكبر حجمها عن حجم مقاطعة مجهولة في زوايا كوكب الأرض. لا يملك جيشاً عسكرياً قوياً ولا إقتصاداً فعّالاً ولا ثقلاً سياسياً معتد به... هو لا يملك سوى قوته الرمزية، القوة الروحية المؤثرة على أتباعه، بإعتباره يمثل السيد المسيح في الأرض.
يصوّر الإعلام لنا، أن زيارته فريدة وتاريخية وهذا غير صحيح نسبياً. لا فرادة في زياته، فالبابا الذي كان قبله، زار 127 دولة، وهذا البابا زار دولا كثيرة، منها، الأردن، مصر، المغرب، تركيا وغيرها الكثير من الدول. لم يغير شيئا في تلك البلدان. تلك مصر تأنّ والأردن في أزمات متتالية وتركيا في وضع لا تُحسد عليه.
هذه الضجة ستنتهي بعد زيارته للعراق بفترة وجيزة وينتهي كل شيء!. زقورة أور التي أنيرَت لاستقباله، سيتم إهمالها من جديد وتنطفئ أنوارها، وكل شيء يبقى كما هو، كأن شيئًا لم يكن!. تفاعل الكثير من العراقيين مع الزيارة من باب (صراع المحاور)، هذا يهاجم وذاك يدافع، بسبب زيارته لطرف دون آخر، ولو حدث العكس بالزيارة لربما تموضع الفريقان، كل واحد مكان الآخر.
ولو تحدثنا بلغة السياسة، فإننا نتساءل: ما هي عوامل قوة الدول؟ وما موضع دولة الفاتيكان من ناحية القوة؟
يقسّم المفكر الألماني Hans Morgenthau، عوامل قوة الدولة إلى: العامل الجغرافي، الموارد الطبيعية، السكان، التقدم الصناعي، درجة الاستعداد العسكري، الخصائص القومية، الروح المعنوية وشكل الدبلوماسية.
ماذا تمتلك دولة الفاتيكان؟
الفاتيكان عبارة عن مدينة إيطالية صغيرة، معروفة رسميًا باسم دولة الفاتيكان، أصغر دولة في العالم من حيث المساحة، وثالث أصغر دولة في العالم من حيث عدد السكان. تقع في قلب مدينة روما، أي أنها عبارة عن مقاطعة صغيرة في المدينة ليس إلّا. لا تمتلك أي مصدر من مصادر القوة، سوى أنها تُعتبر مركز القيادة الروحية للكنيسة الكاثوليكية في العالم. دويلة بلا تأثير ولا إنتاج. دويلة لا تحمل أي عامل قوة، عسكري أو إقتصادي أو سياسي، ممكن أن يؤثر في العالم ويؤثر في العراق، موضوع اليوم .
البابا فرنسيس ملك دويلة الفاتيكان، هو الرئيس الروحي الأعلى للكنيسة الكاثوليكية، ويُعتبر خليفة القديس بطرس، ونائب السيد المسيح على الأرض. لا تمتلك دويلته التي يحكمها، أي قوات عسكرية، وهي محمية من قبل الجيش الإيطالي. فلا تأثير لها بأي مكان في العالم، لأنّ النّظام الدّولي قائم على مبدأ القوة.
زيارة البابا للعراق، زيارة رمزية، لا تقدّم للعراق شيئاً ولا تُؤخر، ككل زياراته للدول الأخرى. يتجول البابا ويلقي التحايا ويقيم الصلوات ويغادر بعد ذلك إلى بلاده .
لا تتصوّروا زيارته كأنها زيارة المخلّص والمنقذ للعراق. يجب أن يكون كلّ شيء بحجمه الطبيعي. لن تغير زيارته الفاسدين والمجرمين ولن تأخذ حق الشهداء ولن تساعد الفقراء ولن تبني دولة محترمة للعراق. البابا لن يبلط شوارعنا أو ينصف مظلومينا أو يبني مستشفيات لنا أو يحسّن عمل وزاراتنا، لأنه ليس المعنيّ بذلك حقاً... لا يقوم سوى بزيارات رمزية وصلوات ودعوات.
نرحب به في بلاد ما بين الرافدين، كزائر داعم للسلام والمحبة، ونتأمل أن يساهم في رفع الإحتقان والتعصب من العالم، ليس أكثر، لما يملكه من رمزية دينية كبيرة كأكبر رجال الدين في العالم من حيث الأتباع...



#وليد_سلام_جميل (هاشتاغ)       Waleed_Salam_Jameel#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحراك الشعبي التشريني ... خطوط المعركة الثلاث
- ديخ مقراطية عراقية من فرن العم سام !
- أسباب ودوافع الأزمة بين أذربيجان وأرمينيا : قراءة عامة
- الحركة الطلابية: من ثورة مايو الفرنسية إلى الحركة التشرينية ...
- مصير قيادات الثورة بعد الوصول إلى السلطة: صدام حسين والخميني ...
- الإنتخابات المبكرة في العراق: الواقع والتّحديات
- البدايات والنّهايات المفتوحة!
- تظاهرات الخريجين في العراق... شمس حارقة ودولة مارقة... ما هو ...
- دولة -التغليس- والكشف العظيم!
- اصرخ يا بائس... فليحيا العدل!
- وماذا بعد إقرار قانون الإنتخابات؟!
- إلى متى ستبقى المعركة مُؤجلة؟ ألم يحن الوقت؟!...
- الحراك الشّعبي التّشريني في العراق... رؤية تنظيمية قبل فوات ...
- الحملة الوطنية لإكمال قانون الإنتخابات... ناشطون يطلقون حملة ...
- الإنتخابات البلدية في العراق: رؤية نحو بناء ديمقراطي تنافسيّ


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - وليد سلام جميل - زيارة البابا فرنسيس إلى العراق.. جعجعة بلا طحين!