أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد المسعودي - المدنية السومرية .. نظرة تاريخيّة في الأصالة والابداع (١١)














المزيد.....

المدنية السومرية .. نظرة تاريخيّة في الأصالة والابداع (١١)


وليد المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 6952 - 2021 / 7 / 8 - 23:15
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


المدنية السومرية .. نظرة تاريخيّة في الأصالة والابداع (١١)

الآداب والفنون السومرية

الغناء والموسيقى والرقص

اما عن الموسيقى السومرية ، فيمكننا القول ان بدايات اول نظام موسيقي اخترع في ارض سومر ، ولم يصل الامر الى مجال الاكتشاف فحسب بل تعداه الى مجال التأثير الخارجي على بقية الشعوب في مجال الموسيقى حيث تأثيرهم على الاغريق والمصريين والرومان ، واكثر داعم للموسيقى السومرية هي المعابد والقصور الملكية ، اذ كانت تقام فيها الحفلات والمناسبات الدينية والدنيوية ، وتنظم فيها الاناشيد والتراتيل والاغاني ، واشهر الالات الموسيقية المستخدمة هي القانون الافقي والقانون العمودي ذو الاوتار ( ٤ ، ٩ ، ١٢ ) والبزق ذو الرقبة الطويلة وبثلاثة اوتار ، يضاف لها الآت الطبل والناي والقيثارة ذات الاوتار في شكلها الذهبي والفضي والمعلق في مقدمتها رأس ثور (٩٥) فضلاً عن عدد من الالات الموسيقية الاخرى مثل " الكنارة والجنك والاجراس والخشخشات " وكل ذلك مدون في النصوص المسماريّة او من خلال الرسوم والنقوش التي تشرح طبيعة اسماء الالات الموسيقية سواء كانت صوتية منها او هوائيّة (٩٦)
وكما اسلفنا اعلاه ان المعابد والقصور الملكية كانت تقيم الكثير من الحفلات والاناشيد والتراتيل الدينية حيث تم اكتشاف اوركسترا كاملة في معابد اور ، ودائما ما يرافق مراسيم العزف الموسيقي اقامة الولائم الطقوسية ، اذ تتصدر القيثارة ورأس الثور هذه المركزية التي تؤكد تعاشق الديني مع الدنيوي في تلازم حياتي معاش .

ولا تكتفي الموسيقى السومرية بالاداء الفني او الطقسي من ولائم ، بل يضاف لها الاداء الحركي لفن الرقص ، وهذا الاخير كانت وظائفة تقوم كاسلوب لمحاكاة الطبيعة ومحاولة استرضاء الالهة من اجل الحصول على خيراتها وتفادي مخاطرها ، حيث هناك النساء الراقصات يظهرن وهن متشابكات الايدي ويؤدين رقصة الاستسقاء وهي رقصة توسلية للسماء من اجل الحصول على هبات وعطايا الماء والمطر ، تمارس بشكل طقسي وفني في غاية الاتقان والاتزان ورقصة الاستسقاء هذه ظهرت في الطبق الخزفي المكتشف في سامراء والذي يعود الى الدور او الطور الذي سمي على اسم المدينة دور سامراء ، حيث يشير هذا الطبق الى اربعة نسوة وهن يؤدين رقصة الاستسقاء بشكل متقابل مع تطاير شعورهن باتجاه عقارب الساعة وتطاير الشعر هذا لا يهدف بدوره سوى تحريك هواء العالم بالشكل الذي يجلب الغيوم ويجعل السماء تمطر (٩٧)

وهكذا هو الرقص السومري لا يقف عن جانب التكوين الطقوسي الديني للتوسل بالسماء من اجل المطر ، بل يتجاوزه سواء كان ضمن سياقه الفردي او الجمعي ، يتجاوزه الى حالات ومناسبات انسانية في السلام او الحرب على حد سواء ومع كل مناسبة رقص وموسيقى تقام هنالك الولائم الطقوسية الغذائية ، ففي كل مناسبة لها طابعها وطقسها الموسيقي ، الرقصي ، في الحرب يعلو الانشاد والغناء والتصفيق وتمثيل الحركات التي تظهر العدو دائما بالمنهزم والمتراجع ، وفي السلم ايضا هناك حفلات تمارسها العامة والخاصة في البيوت وفي القصور والمعابد الدينية ، والاخيرة كانت تمتلك غرف خاصة لتعليم التلاميذ فنون الموسيقى والغناء ، وكل ذلك يعد جزء من الطقوس الدينية ، حيث تشير الى ذلك الكثير من الاختام الاسطوانية ونقوشها التي تظهر بعض مشاهد الاداء الحركي كالتصفيق مثلا او الموسيقي كالعزف على الة ناي او قيثارة ، وهذه المشاهد تؤكد علاقة الانسان مع محيطه المعاش سواء كان في حالة حرب او سلم في مناسبات فرح وولادة او رحلات صيد .

المصادر والهوامش :_

٩٥ _ ان رمزية الثور في بلاد الرافدين وفي ارض سومر هي رمزية زراعية ودينية ، وذلك لما يمتلكه من اهمية غذائيّة و زراعية من حيث الاسخدام في حرث الاراضي ، ولما يمتلكه من اهمية دينية حيث يعد من القرابين المهمة جدا في تقديمها للالهة ، حول الالات الموسيقية وتعددها يراجع هنا . بشور ، وديع / سومر وأكاد / دمشق ، ١٩٨١ / ص ٨٦ .

٩٦_ البقلاوة ، محمود عبد الصاحب / موقع التاريخ البحراني / مقال بعنوان : مشروع اعادة تصنيع قيثارة دلمون الوترية ، ٦/٨/٢٠٢٠.

٩٧ _ هناك من يشير الى علاقة المراة بالخصب فالمرأة هي الارض ومن خلالها تتم جميع عمليات ارضاء الالهة حتى صورت المرأة في المجتمع العراقي القديم يشكل بدين مع أعضاء جنسية كبيرة ، ورقصة الاستسقاء هذه اخذت أبعاد وتأثيرات خارجية لدى حضارات كثيرة مجتمعات متتالية حتى تم اخراجها من بعدها السحري وهنا نشير الى رقصات الغجر " الكاولية " بشعورهن المتطايرة ، وكذلك رقصات " الجوبي " في بادية وريف العراق ماهي ابا امتداد لهذا الطقس السحر الخاص بعملية استنزال المطر . يراجع هنا . عطو ، وليد يوسف / طقوس استنزال المطر في العراق القديم / الحوار المتمدن ، العدد ٣٩٨٩ / في يوم ٣١/١/٢٠١٣ .



#وليد_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدنية السومرية .. نظرة تاريخيّة في الأصالة والابداع (10)
- المدنية السومرية .. نظرة تاريخيّة في الأصالة والابداع (¤ ...
- المدنية السومرية .. نظرة تاريخيّة في الأصالة والابداع (¤ ...
- المدنية السومرية .. نظرة تاريخيّة في الأصالة والابداع (£ ...
- المدنية السومرية .. نظرة تاريخيّة في الأصالة والابداع (£ ...
- المدنية السومرية .. نظرة تاريخيّة في الأصالة والابداع (  ...
- المدنية السومرية .. نظرة تاريخيّة في الأصالة والابداع (  ...
- الطريق المكسور بقصيدة شعر
- شهر مع الهايكو (١٧)
- نظرات في فلسفة غاستون باشلار (٢)
- مجتمع ابو البكرة وتاريخية الاستغلال والموت (٩)
- قصائد النهار الطويل
- مجتمع ابو البكرة وتاريخية الاستغلال والموت (٨)
- شهر مع الهايكو (١٦)
- اشكال ممارسة النقد الاجتماعيّ (١)
- السجناء السياسيين في العالم العربي _ الاسلامي _ نموذج السعود ...
- العالم العربي _ الاسلامي ومأزق الاستبداد
- مدي يديك
- مجتمع ابو البكرة وتاريخية الاستغلال والموت (٧)
- نظرات في فلسفة غاستون باشلار (١)


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد المسعودي - المدنية السومرية .. نظرة تاريخيّة في الأصالة والابداع (١١)