أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - وداعاً قدال.. ولا بواكي على الاخوان المسلمين!














المزيد.....

وداعاً قدال.. ولا بواكي على الاخوان المسلمين!


بثينة تروس
(Butina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 6951 - 2021 / 7 / 7 - 08:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين خرجت (الناس المادة عيونها تنادي الرحمة ** عيونهم جفن ** الناس الشادة بطونها الريقة ** الدخلت لا زال جوه** بطونهم خفن ** الناس الكادة الجوع ** اللاحسة الكوع ** الحاده علي الما مات ** الحي ومكفن) كان هتاف نشيدها يشق عنان السماء، ويرج ثبات الأرض، في تشييع ابن السودان البار شاعرنا الراحل المقيم محمد طه القدال (ماك الوليد العاق لا خنت لا سراق) من ابيات ملحمة صنوه شاعر الوطن محجوب شريف، وكليهما برفقة حميد رسل خير وحق، زرعا البسالة، والصمود، والقيم النبيلة في وجدان الشعب السوداني، ذاك الثلاثي الذي كجيل، ندين نحن لهم بالامتنان لرعاية وجداننا الثوري ما ظل فينا نفس حي.
لقد كان القدال عظيماً نبيلاً في اهاب التربالة والمزارعين، والرعاة، وأبناء الأرض والشمس، وفارساً، بعدسه فنان، شعراً أبدع في ان يصور احزان وفرح النسوان والأطفال والكادحين المتعبين، وجسوراً، رفع قوافي القصيد بقيم الثورة والتغيير والحلم بالحياة الكريمة للإنسان السوداني.
وعند رحيله لم يرجع الشعب للقدال ماعونه فارغاً، بل ممتلئ بالحب والوفاء، انه طيب من ارحام الطيبين، ومن انفاس الخلوق الهائمة ولهاً بحب هذه الأرض، فكان انتقاله استفتاء شعبي كيف تجزي الأوطان ابناءها البررة. ومن بداهة المعرفة انه لا شماتة في الموت، ولكن جله عظة، قوله تعالي (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ).. وكنا قد شهدنا في الفترة السابقة وفيات عديدة لبعض قيادي وزعماء الاخوان المسلمين، سبقت سيئات أعمالهم وعقوقهم للبلاد تشييعهم، وسطرت الأقلام سير فسادهم، لم ينطبق عليهم قصيد مادح القوم (دخلوا فقراء على الدنيا وكما دخلوا منها خرجوا).. لقد دخل الاخوان المسلمون على السلطة فقراء أبناء فقراء، يحملون وهم تحكيم الخلافة الإسلامية والمشروع القيمي الأخلاقي بشعارات (أصحاب الايدي المتوضئة) و (ما لدنيا قد عملنا)، ثم حكمونا ثلاثين عاماً لم يتركوا للفساد باباً الا وطرقوه، حتى انهم أكلوا أموال الزكاة والحج والعمرة والاوقاف، وكان فساد رجال الدين وعلماء السلطان، فوق المحاسبة، في حين زج بالمساكين في السجون وجلد الفقراء من سارقي قوت يومهم!
ومن ذا الذي يذرف الدمع على المجرمين من الاخوان المسلمين؟ اذ ما بين أبناء الوطن البارين والعاقين بون شاسع يوجب القصاص لدماء الشهداء.. الم يعترف امامهم المخلوع البشير كيف انهم ظلموا الناس حتى يئسوا من رحمة الله الرحيم (كيف يستجيب الله لدعائنا ونحن نسفك دماء المسلمين ودماء بعضنا البعض، ونحن نعلم ان زوال الكعبة اهون عند الله من قتل النفس) 23 يوليو 2013.. لقد استرخصوا دم الانسان السوداني في كل شبر من بقاعه ما بين القتل والتجويع والامتهان، بل اعتبروا أسره إذا استسلم باحثاً عن الامن عبء اداري (امسح اكسح قش ما تجيبوا حي)، و(صوب لتقتل shoot to kill) وكان لا يزعجهم قنص رؤوس وقلوب الشباب في التظاهرات السلمية.. كانوا ينامون ملء جفونهم متخمين بعد ان جوعوا الشعب، وهجّروه، ونفوا أعداد كبيرة من أبنائه للمنافي البعيدة وفاضت بالاَخرين معسكرات اللجوء وأطراف المدن.
ومن ذا الذي يبكي على نفس تألف نيران العنصرية والقبلية، والقبح الإنساني؟ وتفرح لانشطار الوطن بذبح عظيم؟ انهم اقوام فارقتهم الحكمة بمفارقتهم للرحمة.. فهم ليسوا من نسيج هذا الشعب الذي (سمرته وسواده من لهيب نار الكرامة) والذي احزنه ذهاب الجنوب، واصبح كما وصفه شاعرنا محمد طه القدال عيب يوجب السترة (وأصبحت زي الزول قادل بوسط السوق سروالو نصلوهو)! (انا مابجيب سيرة الجنوب ** فالسيرة كمين الف عام ** لوني المحرق مندكور ** وشكلي شكلين ** شكل منقة وشكل تور ** دمي المشتت من قبايل نوح وحام ** شعري المقرقد زي حصايا أتشتت فوق الدروب ** كتفي المهدل بالعيوب ** وأنا ما بجيب سيرة الجنوب ** أصل البقت ** من ساس وسايس أو يسوس ** ياها البقت ** خلونا من حرب البسوس) حين شاطر الشاعر الثائر المساكين لباس (طواقي الخوف) فهو منهم وهم منه.
اما اخوان الحركة الإسلامية من الذين يقولون انهم ليسوا مجرمين كجرم اخوتهم، وانهم بنصحهم اخوتهم أصبحوا مطرودين من رحمة التنظيم، عليهم في سبيل الحق بدلاً عن الدفاع عن دعاوي توجه المشروع الحضاري الإسلامي مجدداً، ان يتبرأوا منه ويبحثوا عن بديل ينفع انفسهم اولاً والناس من بعدهم. وقبل مناصحة السيد رئيس الوزراء حمدوك، يجب ان ينصحوا اخوتهم في الله بان يتطهروا بالقصاص العادل، وارجاع الأموال المنهوبة خارج البلاد وداخلها، والاعتذار لهذا الشعب بالتوبة النصوحة عن التخريب الذي لم يكفوا عنهم بعد الثورة! اما أكاذيب ايمانهم بالحرية والسلام والعدالة فتحكي عنها عدد الانفس التي وريت في ثرى الوطن بسبب عنفهم وحروبهم العبثية، والعوائق الاقتصادية، وسوئهم تحدث عنه جرائم الفساد الكثيرة التي ارتكبوها من غير أن يتعرضوا لمحاكمات رغم الاعترافات والبراهين لقادتهم!
فلترقد بسلام شاعرنا القدال فسوف تزفك قيم المكارم عريساً الي برزخك الذي سوف يبلل ثراه ندى العرفان والبر لهذا الوطن، وسيظل الشعب الحزين بعدك يتغنى برحيلك (من دمي لا لا لا ما فصلوه)..



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Butina_Terwis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هن النساء.. لسن بسوائم!
- حين أتانا جبريل!
- (سيداو) وثيقة تعري تناقض الفقهاء! (3)
- (سيداو) وثيقة تعري تناقض الفقهاء! (2)
- (سيداو) وثيقة تعري تناقض الفقهاء! (1)
- المصادقة على (سيداو) بين النصر وعرج المسير!
- شباب الإسلاميين إفطار ام إنذار!
- شباب المدنية و(المتكوزنين) الطغاة!
- أبريل وأزمة الضمير!
- السلام (الحلو) وعجز القادرين على التمام!
- لقد ولي خطاب (أضربوهن)!
- نوال السعداوي! رؤية شجاعة للجنس والدين
- إنها جناية الأخوان المسلمين!
- يوم المرأة! الهوس الديني يعوق حقوقهن
- إزالة التمكين والإخوان المجرمين!
- حمدوك! أكلت يوم أكل الثور الأبيض
- عودة (رامبو) وضعف القضاء!
- الإنتقالية بين أحزاب وأفندية!
- النساء ومواجهة (العهر السياسي)!
- حمدوك: من يهن يسهل الهوان عليه !!


المزيد.....




- مصدر لـCNN: مدير CIA يعتزم زيارة إسرائيل مع استمرار مفاوضات ...
- بيروت.. الطلاب ينددون بالحرب على غزة
- أبو ظبي تحتضمن قمة AIM للاستثمار
- رويترز: مدير المخابرات الأميركية سيتوجه لإسرائيل للقاء نتاني ...
- البيت الأبيض: معبر كرم أبو سالم سيفتح يوم الأربعاء
- البيت الأبيض يعلن أنه أوعز لدبلوماسييه في موسكو بعدم حضور حف ...
- شاهد.. شي جين بينغ برفقة ماكرون يستمتع بالرقصات الفولكلورية ...
- بوتين رئيسا لولاية جديدة.. محاذير للغرب نحو عالم جديد
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لاقتحام دباباته لمعبر رفح
- بالفيديو.. الجيش الكويتي يتخلص من قنبلة تزن 454 كلغ تعود لحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - وداعاً قدال.. ولا بواكي على الاخوان المسلمين!