أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - منى نوال حلمى - انتصار 30 يونيو 2013 لن يميت الحلم الاخوانى














المزيد.....

انتصار 30 يونيو 2013 لن يميت الحلم الاخوانى


منى نوال حلمى

الحوار المتمدن-العدد: 6948 - 2021 / 7 / 4 - 19:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



البعض يقول أن يوم 30 يونيو 2013 ، هو يوم طرد الأفاعى والخفافيش الدينية ، التى خططت وتحالفت داخليا ، وخارجيا ، لبناء الحكم الدينى الاسلامى فى مصر .
وهم على قناعة راسخة ، أن الاخوان المسلمين ، وتوابعهم ، قد حفروا قبورهم فى مصر ، الى غير رجعة ، بالسنة التى تولوا فيها الحكم ، وفضحت وجههم الحقيقى .
لكننى رغم سعادتى البالغة بهذا اليقين ، وتمنياتى بأن يكون هذا هو الدرس المستفاد فعلا ، الذى تعلمه الشعب المصرى ، الا
أننى أختلف فى هذا التفاؤل .
ان الحلم الاخوانى لحكم مصر ، منذ 1928 ، والضربة القاصمة التى تلقاها بعد سنة أولى حكم ، لن تميت هذا الحلم ، بكل بساطة ، ولن تجعله فى خبر كان ، لأن الشعب المصرى هزمه شر هزيمة ، وكشف عن مؤامراته ، وكذبه ، وخيانته .
ان الحلم كبير ، ومتداخل الأبعاد ، والمصالح ، المحلية ، والاقليمية ، والدولية ، ولا أعتقد أن تنظيم الاخوان المسلمين ،بعمليات التكاثر التى أنتجت جماعات مدربة على السلاح ، فى المنطقة ، وبمشاعر الحقد والانتقام والغِل ، وفقدان مصداقيته أمام الدول التى كانت تدعمه بالمال والسلاح والاعلام ، وحرية الحركة داخل مصر وخارجها ، سوف يتخلى عن هذا الحلم ، أو يتنازل عنه .
بل ان المنطق يقول ، يدعمه تاريخ الاخوان ، أن الاصرار على الحلم ، سيكون أكبر ، ربما بطرق مختلفة ، لكن الحلم لنيموت . فى الحقيقة ، الأحلام لا تموت ، سواء كانت خيرة ، أو شريرة ، وانما تأتى أجيال جديدة ، تحسن من صورتها ، وتثرى حركتها ، وخداعها ، وتستفيد من أخطائها ، لتجعل الحلم ممكنا .
والا ماذا نقول عن الجدل الذى يثار من فترة الى أخرى ، عن امكانية اجراء مصالحات مع الاخوان ، وأنهم قد قاموا باعادة تحوير ، أو مراجعة لأفكارهم ، وممارستهم ؟؟.
وماذا نقول عن حزب النور السلفى ، الدينى الاسلامى ، الذى يقول أنه فقط " للدعوة " ، وليس مثل الاخوان المسلمين ، له أجندة سياسية ، فهو حزب مدنى بمرجعية دينية اسلامية ، أهذا منطق ؟؟. وهذا الحزب يملك مدارس ، وحضانات ، تعلم الفكر السلفى علنا ، لأن الحكومة تقول أنها غير مسئولة ، الا عن المدارس ، والحضانات التابعة لها .
منْ قال أن العمل الدعوى ، ليس سياسة ؟؟. ولماذا أصلا يقومون بالدعوى ، والدولة فى دستورها ، تنص فى المادة الثانية ، أن مصر دولة دينها الرسمى الاسلام ؟؟. وهذا مبدأ لابد من ازالته ، لأن الدول لا دين لها . وهناك آلاف من الجوامع ، والمساجد فى البلد ، تخطب يوم الجمعة بانتظام ، عن الدين ، والاسلام ، والاعلام الحكومى ، الأرضى والفضائى ، متخم بالرسائل الدينية الاسلامية ، التى تستشهد بمشايخ ماتوا ، أكثر سلفية من السلفيين ، وهناك برامج دينية تتدخل فى السياسة ، ودار الافتاء يصلها عدد هائل من التساؤلات عن الدين ، يوميا ؟؟. هل هناك حاجة للعمل الدعوى ، مع كل هذا ؟؟. انهم يمارسون " التقية " ، أى يظهرون ، ما لا يبطنون ، حتى يتمكنون من احكام السيطرة ، ثم تسقط الأقنعة المهترئة ، ونسقط جميعا معها ، فى ويلات الحكم الدينى ، وكوارث الدولة الدينية .
وما معنى " العمل الدعوى " ؟؟ . انه منطق " المسلمين " ، الذين يعتبرون المجتمع ، " دار كفار " ، و " دار كفر " ، تحتاج لمنْ يهديها الى طريق الايمان ، أى الجهاد فى سبيل الله . واذا كان الجهاد بالأسلحة ، والقتل ، غير ممكن ، لأى سبب من الأسباب ، فليكن الجهاد اذن سلميا ، بغسل العقول ، وترسيخ اللغة الدينية .
ان " الجهاد " ، فكرة أصيلة من الثوابت المعتمدة ، فى كل الأفكار ، والأنظمة " الفاشية " ، التى تحلم باستعادة أزمنة الامبراطوريات ، أو الخلافة القديمة .
وفى ذلك يتشابه ، ويتساوى ، كل من " حسن البنا " ، و" هتلر " ، و " موسولينى " ، و" الخمينى " ، و" أردوغان " .
نحن نعلم أن كل الجماعات الدينية الاسلامية ، مسلحة أو غيرمسلحة ، خرجت من رحم الاخوان المسلمين ، بما فيها حزب النور السلفى المدنى بمرجعية اسلامية . انه عنوان تجميلى متحايل ، لأن الدستور يمنع قيام الأحزاب الدينية . لكنه يقوم بتهيئة ، وتمهيد الأرض بطريقة مسالمة ، لغرز فكر الدولة الدينية ، وهذا هو الخطر الحقيقى .
أى عمل يستهدف التأثير فى الآخرين ، والسيطرة على عقولهم ، وتغيير حياتهم بدرجات ، وأشكال مختلفة ، هو فى صلب العمل السياسى .
لقد انهزم الاخوان يوم 30 يونيو 2013 ، وقال أحد قادتهم ،" على الأقل انتصرنا فى تحجيب فتيات ونساء مصر ".
لا أحد ينكر أن المزاج الوجدانى الشعبى ، هو مزاج سلفى ، اخوانى ، ليس بمعنى الرغبة فى حكم دينى ، ولكن الايمان بالتفسيرات الدينية الاخوانية السلفية ، والنظرة المهينة للنساء ، ورؤيتهم العنصرية المتغطرسة المتعالية ، للمصريين غير المسلمين .
لقد مرت ثمانية سنوات فعلا ، على الثورة التى زودتنا بمرآة جديدة ، نرى من خلالها ملامحنا ، وأحلامنا ، وقوتنا ، وانتصارنا .
لكن الأهم هو ما بعد الثورات ، وما بعد الانتصارات ، حتى يكون تفاؤلنا بنهاية الحلم الاخوانى ، حقيقة راسخة ثابتة ، تقطع كل خيوطه ، والتفافاته الثعبانية .
بعد توحد الشعب المصرى ، فى أعظم مشهد تاريخى ، ليثبت لمنْ يهمه ، أو لمنْ لا يهمه الأمر ، أن مصر لها " صاحب " ، وليست " عزبة " خاصة ، تُباع ، أو تٌورث . وليست أرضا على المشاع ، قابلة للمساومة ، والمفاوضات . والوطن له ، مالك " أصلى ، وعنده كل أوراق الملكية القانونية ، المعلقة على جدران أقدم الحضارات .
بعد هذا التوحد ، لنحذر لأن الاخوان يشتغلون فى كل مكان ، بجهد ، ودأب ، وصبر ، بالفلوس ، والتكنولوجيا ، والتدرب ، والاشاعات ، والقفز فوق الأزمات ، أو خلق الأزمات ، وتجنيد واستقطاب طوابير أخرى ، والتنسيق مع كل أنصار الخلافة الاسلامية .
هم لم ، ولن يتنازلوا عن الحلم ، بالسلم ، أو بالحرب .



#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بناء مصر الحديثة بين السلفية الساكنة والديناميكية المتغيرة
- عقد الزواج فى الأساس هو عقد نكاح طاعته واجبة
- النهضة الثقافية عندما يفخرالرجل العربى أن زوجته أو ابنته راق ...
- 21 يونيو اليوم العالمى للموسيقى .. وطنى وجسدى وبيتى وملاذى
- - نوال - أمى أين أنتِ ؟؟؟؟؟؟؟
- قصيدتان
- الحجاب ليس حرية شخصية - تحجيب المجتمع يبدأ بتحجيب النساء
- اعترافات كازانوفا زمن الدم والأوصياء
- أحدث وآخر رواية لنوال السعداوى تجاهل متعمد من الكهنوت النقدى ...
- المقارنة الهزلية بين الالحاد والفكر التفكيرى
- أزمة الكاتبات والشاعرات
- إحلال الأسرة المدنية بدلًا من الأسرة الدينية.. هكذا التجديد ...
- غناء القلم.. فى يوم البيئة العالمى.. حرق الغابات ليس أخطر من ...
- ذكورية اللغة العربية أخطر أنواع الختان للنساء
- رسالة إلى نوال السعداوي من إبنتها: يا نوال فين عيونك؟


المزيد.....




- رد فعل -wow- لبايدن خلال مؤتمر مع رئيس كينيا يثير تفاعلا
- انتمت لطائرٍ منقرض.. ريشة تُصبح الأغلى بالعالم في مزاد بنيوز ...
- أعاصير قاتلة بأمريكا تسوّي منازل وأعمال تجارية بالأرض في هذه ...
- العرجاني يعود للواجهة.. تفاصيل اجتماع وفد قطري مع رئيس -اتحا ...
- ألفا شاحنة مساعدات عالقة في رفح، والجيش الإسرائيلي يواصل عمل ...
- ضمن احتفال رسمي ضخم.. زعيم كوريا الشمالية يدشن صورة تظهره إل ...
- Oppo تعلن عن هاتف بقدرات تصوير فائقة
- ما الذي سيغيره اعتراف النرويج وإسبانيا وإيرلندا بفلسطين؟
- رصد جسم غامض ذي ذيل ناري فوق جنوب روسيا
- موسكو: الغرب يدرك تماما عواقب ضرب قوات كييف أراضي روسيا بأسل ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - منى نوال حلمى - انتصار 30 يونيو 2013 لن يميت الحلم الاخوانى