أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - سائق التكسي الثرثار














المزيد.....

سائق التكسي الثرثار


مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)


الحوار المتمدن-العدد: 6948 - 2021 / 7 / 4 - 16:36
المحور: الادب والفن
    


(1)
الثرثرة مع سائق التكسي كانت رشوة للخروج من جحيم المخيم..
يعبث السكون بذكريات الغرفة الأنيقة، والقبلات تحوم حول الفندق..
منذ شجرة آدم، والحبّ يبحث عن بقية أسمائه الضائعة..
زهور نهديك العاريتين، وشفتيك الشبيهتين بقارب سومري حكايات تظلل كلماتي..
كلانا كان متأخرا عن الموعد ولكن تجديده كان بمثابة تذكرة دخول لرائحتك..
تلك الرائحة التي تشبه رائحة ضراط الضربان، وهي نفس رائحة سائق التكسي الثرثار..
حكاياتك الآيروتيكية تخبئ نفسها جيدا في سراويلك الملونة خوفا من شظايا الشعراء..
من أجل قيمة الإبحار وقيمة الحروف سنتضرع لبوسيديون أن يمنحنا خمس دقائق إضافية..
لو لا دوران محيط خصرك لما بقينا في فراشنا ننتظر أن يرمى بنا في المزبلة، فمهما حاولت أن أتسلق طولك من الخلف أتزحلق في جدول ابتسامتك من الأمام..
آخر ما نملكه هو هذا الفراق، وتعلّم الإنصات لثرثرة سائق التكسي، فهو قربان مفروض علينا من عالم جليل يمازح الله في ملكوته بتمتمة كلمات مبهمة.

(2)
أنا من يلّحن لهذا المكان، وأرجو أن استحق التواجد هنا. الأماكن التاريخية تبدو مألوفة، فهي مثخنة بالنوتات الجارحة. الجميع مفعّمون بالطاقة، فقد أدركوا بأن المكان جزء من الأغنية الشعبية. هنا، الآن، ولكل تلك الأسباب هل عليّ الوقوف في حضرت الكلمات عندما تتحول علنا إلى نغمات علوية. قالت لي أمّ كلثوم: لا تنجذب للأغنية فلا تعلم أين سيذهب الباطل إذا ساد الحق بين فاصلة وأخرى، أو عندما يتسلل بين آهة وقفلة ساخنة. لم أكن أعلم إن السؤال موجه لي حين قال المايسترو: إذا امتلأ دار الأوبرا بضجّة السيمفونية، لما حضورك، ألا تستطعم المكان؟ ليتك معي في هذا اليوم الكئيب لترتب معي الأسئلة المتراكمة في الدرج الأخير من أيام العزوبية. لماذا يجب أن أكون أنا مع دندنة الطنبورة المتسلقة للظهيرة. يقسم الواشي بأرداف أمه إن الموسيقى هي التي عملت على التصاق الزمان بالمكان في غفلة من آينشتاين. الأخوة الأصدقاء تركوا جمع الأصداف الجبلية للمحاربين من الزمن الآتي.
شرطنا الأساسي هو الركون للطعم عند سماع الموسيقى من الجيل الصاعد.

(3)
الشبح الصحراوي الذي لا وجه له دخل إلى القرية؛ ليقوم بتبخير أكواخها الطينية. ربّة الجنس أدمنت الاضطجاع على جنبها الأيسر خوف هروب الحبّ. الدبكة الثلاثية الصفوف تغيض النهر فيفيض على مزارع القطن الأسود. البركان الخامد بحاجة إلى مشية منتظمة من قبل جيش النمل المهزوم؛ ليقيء ما بداخله من أحقاد على المدينة المقدسة. تعوّدت العاصفة السير بخيلاء في باحة دار الأيتام، ويذوب ثلج نيسان خجلا في أكمام الشمس من هول الصدمة. الأمواج الحائرة تعانق المهاجرين من أمثالي فيصبح الشهيق ترفا. كم توسلنا بالأمطار أن تنتشلنا من هذه البقاع فتقوم الريح برمي توسلاتنا في وادي الموت. رايات الغازين السود تلوّح بحقبة نتنة تشبه لحية مدهونة. يا صديقتي أريد أن أحلم في ظل عواصفك. أريد أن أزور مدن الأحلام الراقصة عندما يتم ابتلاع القمر. أخلّص القمر من مأزقه وأوّزع على أيتام أيزيدخان كسرات منه ليهنئوا بنوره ولو في أحلامي أنا أمير التنانين الهرمة، والأبراج الآيلة للسقوط، والمدن المحترقة، والقرى الضائعة.
أنا أسير نهديك المذبوحتين في نهاية يوم ما بعد عيد مربعانية الصيف.
***



#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرحك الأكبر من كَلي زاخو
- الرحلة الكبرى
- بومة جامع القمامة
- الأيام الهاربة من الموت
- الإداري الجلاق والأفعى المكورة
- سوق خضروات جم مشكو
- قيامة ما بعد الكارثة
- منظر من المدينة
- يرقان الكلمات
- الطفل المائت عطشا
- شهود على طفولة الأثداء
- مرثية متأخرة من شنكال إلى آل كابور
- العيد وخرج شنكال المثقوب
- رجل من الشمال وقصص أخرى
- رؤية خاصة
- المحارب
- في بابل ثانية
- لا تبكي يا أمي
- حوار مع مؤسسة أيزيدي 24 الأعلامية
- عبر القرى نحو شنكال


المزيد.....




- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...
- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...
- محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة ...
- الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز تتحدث عن حصولها عن الأموال ف ...
- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - سائق التكسي الثرثار