أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - أبناء آدم أصحاب المعرفة المتطورة















المزيد.....

أبناء آدم أصحاب المعرفة المتطورة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6946 - 2021 / 7 / 2 - 15:15
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لم يكن قبل آدم المتعلم إنسان
هذا الإنتاج الحضاري والمعرفي الذي أوجده آدم وبنيه على الأرض بالقصدية الإصلاحية والإعماريه ,لم يدركها المخلوق الذي سبق السكن على الأرض والذي قدر وجوده المتيقن منه بأكثر من مليون سنه بل جل ما اكتشف كان عبارة عن أدوات حجرية وخشبية وعظمية تستخدم للقتل والقتال ولم يكن لهذا المخلوق بالرغم من طول مدة مكوثه في الأرض لا أبجدية حرفية ولا صوتية مما ينفي عنه صفة التألف والتعارف والتواصل الجمعي والأجتماعي مما يدل على أنه كان يعيش حياة حيوانية بأمتياز لا تختلف كثيرا عما نشاهده اليوم في عالم الحيوان المعاصر.
لقد أورد الكثير من علماء الأثار هذه الحقيقة الحيوانية للمجموعات المخلوقة والتي سكنت الأرض دون دليل على أنها كانت إنسانية الطبع أو أن لها حضارة بشكل أو بأخر بل جل ما اكتشفوه عبارة عن مرموزات معينة تفيد التواصل بين القطعان الحيوانية التي نشاهدها اليوم((حيث يجثم عشرات الباحثين على الارض ويعملون ببطء ومثابرة في موقع اتابويركا الاثري في اسبانيا ،في حفريات سمحت في عام2007باكتشاف تاريخي لبقايا احفورية تعد الى"الاوروبي الاول".هذا الموقع القريب من مدينة بورغوس شهرته الواسعة والذي يعتبر من الاهم في اوروبا.
ويتذكر خوسيه ماريا برموديث دي كاسترو واودالد كاربونيل اللذان يشاركان مع آخرين في ادارة هذا المشروع، المراحل المهمة لهذا الموقع الغني جدا الذي عثر فيه على اكتشافات مهمة، اعطت فكرة عن نمط حياة انسان ما قبل التاريخ.ولفت هذان الباحثان الى ان سكان اتابويركا الاوائل الذين استقروا قبل اكثر من مليون سنة في هذه المنطقة الواقعة في شمال اسبانيا والممتدة على مساحة 13 كلم2،لقد افادوا من "موقع مهم" يحوي مغاور ويتمتع بمناخ جيد وبيئة غنية بالنبتات والحيوانات ويقع عند ملتقى نهرين.
ومن جهة اخرى قال دي كاسترو ان الحفريات الاولى تعود الى العام 1978,تلتها في العام 1984حفريات اخرى نتج عنها العثور على150بقايا بشرية صغيرة, وتابع "في العام 1992 عثرنا على بقايا كاملة سليمة من بينها الجمجمة الاكمل الوحيدة التي لم يعثر على مثلها لبشري من قبل وعمرها اكثر من300الف سنة.بعد سنتين اكتشف علماء الاثار بقايا عمرها 800 الف سنة وتعود الى الاوروبيين الاوائل وقد اطلق عليهم اسم اومو انتيسيسور واكتشف الباحثون العام 2007في الموقع المعروف باسم "هوة الفيل" فكان يعود تاريخه الى 1,2مليون سنة، وهو اقدم اثر بشري في اوروبا.
وأشار دي كاسترو "نعلم مثلا ان "اومو انتيسيسور" كان من اكلي لحوم البشر" وتابع "كبنية جسدية كان اقصر منا بقليل غير ان لديه شكلا خاصا مع قسمات وجه قديمة وعصرية في الوقت عينه.وقد تم العثور في هذا الموقع ايضا على بقايا"اومو سابيانس(الانسان العاقل)وبقايا اقدم منها تعرف باسم"اومو هايدلبرغنسيس(عمرها اكثر من 500الف سنة)ويعتبر هذان النوعان تطورا لنوع اومو انتيسيسور)) .
لم يكن المخلوق الشبيه بالإنسان الآدمي هذا عاقلا ولا منتج للمعرفة ولم يترك أثارا تدل على هذا الإنتاج أو تشير له بل كل ما هنالك هو مسلك حيواني يتمثل بأكل لحوم بعضهم البعض بل وتقطيع وتهشيم الأجساد والتهام ما يجود به صيدهم فقط مما يدلل على حالة الهمجية الحيوانية التي عاشتها تلك المخلوقات عبر ملايين السنين ,في حين أننا نشهد وفي بعض الأف السنين أنتج الإنسان من سلالة آدم الكثير من المعرفة والعلم والدين والقيم الحضارية التي تنبع عن إنسان سما بتصرفاته عن صفة الحيوانية المطلقة, وهذا ما يمكن أن يبرر لنا قول الله (إني أعلم ما لا تعلمون).
من المؤكد بأن الملائكة كمخلوقات عاقلة ومدركة ومتعلمة أنها كانت تعي ما يجري في الأرض من إفساد وسفك للدماء على يد تلك المخلوقات التي سكنت الأرض قبل آدم, وأن مرد قولها والقصد منه ليس نابعا بعلم ما لم يكن ,بل كان انعكاسا عن علم وصل لهم حسيا بمختلف الوسائل عن حالة الفساد والقتل المستشرية في الأرض من قبل هذه الكائنات التي جسدت الحيوانية السلوكية بأبشع الصور, وهنا كان مرد الأعتراض* .
لقد تصور الملائكة وبناء على المعطيات المتوفرة لديهم أن لخلق آدم من قبل الله تعالى وجعلة خليفة في الأرض سيكون كالخلق السابق وعلى نفس المنوال دون أن يلاحظوا حقيقة الوصف الملحق (خليفة)والخلافة بالنسبة للملائكة لم يكن لها مفهوم محدد ولا عنوان سابق وهنا حصل اللبس في الفهم وكان الأعتراض منصبا ليس على خلق آدم وجعالته خليفة الله في الأرض ولكن على الخشية من أن تكون التجربة تكرار لما هو في واقع حال الأرض من إفساد وسفك للدماء.
في التجربة الحسية التي أدركتها الملائكة خلصت إلى نتيجة مهمة مفادها أن الخلق الجديد والذي لم يكن بعد ولم تشاهده فهو لازال طور مشروع وخبر بالإمكان, ترا فيه من خلال تلك التجربة التي مرت بالأرض أن المخلوق الجديد لم يكن من المحتم بشاكلتها ولا من شاكلة الجن الذين تعاملوا معه من خلال وجود إبليس معهم ولا مما عرفوا من خلق الله السابق ,أنه مشروع بالنسبة لهم طارئ وخارج السياقات التي يدركونها, ولكن أثار هذا الخلق المتأخر الريبة في ظنهم أن لا يكون قادرا على الامتثال للمهمة الموكلة إليه وهي بلا شك ليست بالهينة, فهم أدوات الله لتنفيذ المهام في السموات والأرض, أذا لا بد أن يكون هذا الخلق أستثنائيا.
الأستثنائي في هذا الخلق كما ورد في الروايات النصية هو العقل الذي كيفه الله وكونه على الطاعة الأختيارية وليست على الطاعة المطلقة التي لا يمكن أن تنازعها نفس أمارة بالسوء, ففي الرواية نجد هذا التصور واضح جدا أنه أستثناء لم تعرفه الملائكة المطيعة((عن علي بن الحكم عن هشام قال :قال أبو عبد الله عليه السلام{لما خلق الله العقل قال له أقبل فأقبل ثم قال له أدبر فأدبر ثم قال وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك بك آخذ وبك أعطي وعليك أثيب})),لكن السؤال المثير هنا هل هو العقل المشترك لكل المخلوقات العاقلة أم فقط عقل الإنسان الذي أعطاه الله هذه الحيثية.
من معطيات الفهم الرسالي ومن خلال استقراء النصوص والروايات الواردة يمكن التيقن بأن هذا العقل الذي يشار له هو العقل التكليفي الخياري وليس العقل التكليفي المطلق الذي انطبعت حياة الملائكة عليه, فهي كمخلوقات عاقلة ليست لها أرواح متدرجة ومتوالية كما عند الإنسان فهي مأمورة بالإطاعة المطلقة وبالتالي فيكون موضوع المسائلة لا قيمة له في ضوء ما تتميز به الملائكة من معصومية{فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ }فصلت38,
إذا نستخلص من ذلك أن العقل المخلوق والذي خاطبه الله تعالى على سبيل الأمتحان هو العقل المكلف باختياره بين الطاعة والمعصية يستوي في ذلك الجن والإنسان باعتبارهما ممن ينطبق عليهم الوصف هذا, وبما أن الجن كما نعلم من النصوص أنه مخلوق قبل الإنسان, فيكون العقل هذا مخلوق قبل الإنسان, وعندما أخبر الله تعالى الملائكة أني جاعل في الأرض خليفة ,هذا يعني أن الخلافة لا بد لها من عقل يدركها ويدرك ما تحمل من معاني ومسئوليات وتكاليف وبالتالي فيكون شرط العقل هنا هو ما جعل الملائكة أن تبادر للسؤال الاستفهامي من الله عن سلوكيات هذا المخلوق النازل للأرض, وعن كيفية تعامل العقل مع الوظيفة بأعتبار أن العقل سلاح ذو حدين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*بالنظر إلى التحليلات الجينية فإن علماء الأحياء يعتقدون بأن اشباه البشر قد تطوروا من القرود قبل ثمانية أو سبعة ملايين سنة. حتى قبل عام 2000م والمعروف فإن أقدم أحفورة لشبية للبشر كان عمرها اربعة ملايين وخمسمائة الف سنة وسميت بأرديبيتيكوس. في عام 2000م اكتشفت احفورة تعود إلى ستة ملايين سنة وسميت بي Orrorin tugenensis. هذا المخلوق كان له اسنان صغيرة مثل الإنسان الحديث وطبقة كثيفه من الجير على الأسنان مما يعنى انه كان يتغذى على النباتات القوية كالجذور والبذور بدلا من النباتات الطرية الثمار. وبعد دراسة الأحفورة أقر العماء بأن هذا المخلوق من فصائل الشبة بشرية والتي كانت تمشي على قدمين. وفي شهر يوليو من عام 2002م اكتشفت أحفورة يعود عمرها إلى سبعة مليون سنة ولدرجة اختلافها عن باقي احافير اشباه البشر فقد خصصت لهذه الاحفوره نوع خاص من أنواع اشباه البشر وسميت بـ إنسان ساحل التشادي Sahelanthropus tchadensis.




#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آدم أبو الإنسان وأشباه الخلق
- المقومات المشتركة بين الأساطير وقضية بدء الخليقة
- صورة الخليقة في النص الديني من التوراة إلى القرآن
- ترييف بغداد وإشكاليات المدينة الرمز
- مكابدات أحرى
- مكابدات إنسان حائر
- رواية السيد حمار بعد التطوير ح4
- رواية السيد حمار بعد التطوير ح3
- نداء..... للشهيد مصطفى المعلق على جسر
- رواية السيد حمار بعد التطوير ح2
- رواية السيد حمار بعد التطوير ح1
- الصعود الحضاري للمجتمعات القديمة بين فاعل القيم مفعولية الفر ...
- الصعود الحضاري للمجتمعات القديمة بين فاعل القيم مفعولية الفر ...
- طبيعة الطرح الموضوعي في القرآن الكريم
- معادلة الوجود والعدم كما يفهمها النص القرآني.
- وهم القوة
- محنة
- فرات
- ماذا افعل؟....
- الخطة الأقتصادية... أداة نهوض وبناء حقيقي


المزيد.....




- حفل -ميت غالا- 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمر ...
- خارجية الصين تدعو إسرائيل إلى وقف الهجوم على رفح: نشعر بقلق ...
- أول تعليق من خارجية مصر بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطي ...
- -سأعمل كل ما بوسعي للدفاع عن الوطن بكل إخلاص-.. مراسم تنصيب ...
- ذروة النشاط الشمسي تنتج شفقا غير مسبوق على الكوكب الأحمر
- مينسك تعرب عن قلقها إزاء خطاب الغرب العدائي
- وسائل إعلام: زوارق مسيرة أوكرانية تسلّح بصواريخ -جو – جو- (ف ...
- الأمن الروسي: إسقاط ما يقرب من 500 طائرة مسيرة أوكرانية في د ...
- أنطونوف: روسيا تضطر للرد على سياسات الغرب الوقحة بإجراء مناو ...
- قتلى وجرحى خلال هجوم طعن جنوب غرب الصين


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - أبناء آدم أصحاب المعرفة المتطورة