أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - صورة الخليقة في النص الديني من التوراة إلى القرآن















المزيد.....

صورة الخليقة في النص الديني من التوراة إلى القرآن


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6945 - 2021 / 7 / 1 - 18:46
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في النص القدسي نستكشف نقاط مهمة لا يمكن أن نمر عليها مرور الكرام دون أن نستدل على مقاصد في الجعل والخلق كلها تتصل بالكثير من المفاهيم التي نعيش انعكاساتها اليوم فيمن يدعون تعارض بين الفهم الرسالي وحقيقة تصويره لما هو اليوم محل جدال بين من يدعون العلم الوضعي وتعارض نتائجه مع ما هو مسطور في النص القدسي.
قبل الدخول في تفاصيل هذا المبحث علينا أن نفرق بين النص الديني الوارد في القرآن الكريم والمحفوظ من التحريف والتبديل وبين النصوص الواردة إلينا من خلال الرسالات الأخرى زما شابها من تحريف وتبديا وتأثر أيضا بالرؤية الأسطورية دون أن تؤثر هي في تلك الرؤية, والمرد الرئيسي لذلك هي العوامل ذاتها التي أكسبت الأسطورة ذلك اللباس الخيالي الانعكاسي بفعل تداخل في الفهم والتصور الإنساني مع ما هو ديني.
حتى في النصوص الدينية التي كتبها اليهود والنصارى عن كتبهم السماوية الأولى نجد الأثر الاسطوري متماثل مع ما وجد عند الشعوب القديمة ,أما الأسطورة العبرانية فقد تأثرت وبشكل واضح بأسطورة الخلق السومرية والبابلية وأكثر بالكنعانية وبالمصرية (الأتونية) بفعل الأختلاط الثقافي والنزعة المادية التي تبنتها الفكرة الذهنية لليهود,أنها الاشتراك في الصورة التي خلطت الوهم مع النص الديني ,أما لتقريب الصورة للأذهان أو لغرض تحريف وتفريغ النص من بعض الدلالات.
لكن يبقى الأصل التكويني الأول وهو الطين المؤشر الأول على أن الفرض التصويري واحد بين مجموع الرسالات السماوية وما يقاربها من تصور أسطوري نشأ في نفس الموقع الجغرافي التي نشأت فيه الديانة اليهودية ,فجاءت النصوص إلينا خليطا غير متجانس من الخيال الإنساني الخصب ومن محددات النص التوراتي.
النص الذي يشير إلى قصة الخليقة يمكن أجماله بهذه السطور دون أن نتدخل في التفسير أو التأويل ولكننا في الوقت عينه نتلمس الأثر الإنساني في سرد القصة وما جرى حلال الأيام الستة الأولى من عمر الابتداء(في البداية ،خلق الله السموات والأرض, البعض يقول أن الله خلق أيضا التوراة في هذا الوقت، وصوت عظيم البكاء "العودة، كنت أطفال الرجال". وقال الله «ليكن نور" وكان هناك ضوء. ورأى الله ذلك انه حسن ،فصل الله بين النور والظلمة، تسمية لهم اليوم و ليلة .جاء المساء والصباح - اليوم الأول .وقال الله: «لتقسيم المياه" وجعل الله قوس السماء لأبعاد المياه عن الأرض. وضعه فوق بعض القوس وفيما يلي بعض. بعض اقول لمياه الجدل حول هذا التقسيم، وبالتالي الخلاف دخلت الكون. من هذا اليوم الله لم يقل "إنه لأمر جيد". جاء-مساء وكان صباح اليوم الثاني .قال الله "، واسمحوا المياه تحت السماء معا ،وتظهر اليابسة" وهكذا نشأت الأرض ،ونمت النباتات والأشجار ,وشهد الله أن كان جيدا. جاء المساء وجاء الصباح - في اليوم الثالث .وقال الله "لتكن كبيرة وعلى ضوء ضياء صغيرة تظهر في السماء ليلا ونهارا تحكم رأى الله ذلك انه حسن جاء المساء وجاء الصباح -اليوم الرابع قال الله تعالى". واسمحوا المياه ملء مع والمخلوقات .السماء مع الطيور "رأى الله ذلك انه حسن، وأنعم الله عليهم جاء المساء وجاء الصباح - اليوم الخامس .قال الله "واسمحوا الارض تؤدي كل نوع من الكائنات الحية". رأى الله ذلك انه حسن .ثم عندما الأخير من كل الأرض مستعدة قال الله لنأخذ الغبار وخلق الرجل آدم ،ليكون سيد على جميع المخلوقات "لذلك تم خلق آدم على صورة الله نفسه .رأى الله أن آدم بحاجة إلى صديق - امرأة. يقول البعض أن كان قلقا الأرض وطلب. "كيف لي إطعام جميع أطفالها؟ "أجاب الله" لا تخف، معا سنجد الغذاء "وجاء ذلك ليليث من الغبار، وأيضا في صورة الله. ولكن لا يعيش يليث مع آدم وذهب طريقتها الخاصة. جعل الله ذلك امرأة أمام عينيه آدم، ولكن آدم تحول من وظيفته. وأخيرا ،وضع آدم في نوم عميق، استغرق واحدة من أضلاعه الله آدم وحواء التي وضعت الزوجين في الجنة. في اليوم السابع، وانتهت الله عمله واستراح. وكان الجنة هناء، حتى آدم وحواء أكلت الفاكهة من شجرة معرفة الخير والشر ،والله الذي منعتهم من القيام به .الله يعاقب عليها، ويلقي والدينا من الجنة في النضال في هذه الحياة الدنيوية) .
نلاحظ بوضوح في هذا النص المنقول عن خلاصة الأسطورة اليهودية عن قصة الخليقة نقاط مهمة تجمع بين الفهم الديني الرسالي وبين تأثيرات الأساطير الشرقية ويمكن أجمالها بالنقاط التالية:.
أولا_ تبلور عنصر الثنيوية في ابتداء الخليقة من خلال فصل النور والظلمة وبمحدد أخر الصباح والمساء, لكي يكون عامل الترتيب الزمني واضح في تعداد الأيام اللازمة للخلق ,وهنا نتساءل كيف يمكن لنا أن نحدد صباح ومساء بالنسبة للكون الأول ولم تخلق الشمس بعد ,ولا يمكن الجزم بأن المحدد لذلك التقسيم هي حضور الضياء لوحده كعامل مقياس صالح ,والمعروف أن الظلمة هي غياب النور, فهما متناقضان هنا وليس متضادان, بمعنى أن حلول أحدهم هو نقض لوجود الأخر, هذا التعاقب لا يمكن الجزم بحدوثه في وقت واحد وفي مكان واحد لأن طبيعة التناقض عند الأجتماع ينتج عنها التلاشي لكلا العنصرين.
ثانيا_ لم توضح القصة اليهودية كيفية إيجاد النور والظلمة والمياه والسحب ولا الشمس والقمر وما هي المصدرية التي جاءت منها عكس النص القرآني الذي أسهب كثيرا في توضيح هذه النقطة ,كما نلاحظ أيضا غياب تفسير مقنع لعلية الخلق هذا ,ولا تبرير حقيقي له.
ثالثا_ في النص التوراتي وما نشأ عنه يدور الحديث عن خلق آدم كأخر المخلوقات بعد أن فرغ الله من جعل الأنتظام الكوني متسقا مع ما يريد ,هذه الجزئية تتطابق مع النص القرآني لكنها تفترق في الإشارة لعلية هذا الأنتظام وسببه ,ففي النص القرآني نجد العلة محصورة بالتكريم والتسخير الذي هو مرتبط ليس بوجود الإنسان (آدم)بل لتنفيذ الأشاءة والجعل الرباني بالخلافة ,فالنص القرآني ربط بين المقدمات والنتائج ليقول أن علة ذلك علة مترابطة ومتكاملة تتصل بموضوع الرحمة الكلية والتي قرن فيها بين أسمه الرحمن قبل الخلق وقبل حتى تكوين الصورة الأولى للوجود.
خامسا_ لم يلحظ النص التوراتي هنا وإن كنت نشك أنه أصلي قضية خلق حواء من ظلع آدم وهو ما تفردت به هذه الأسطورة من تأثيرات إلحادية نشأت من الرؤية الفرعونية واليونانية التي تبيح زواج الأخ بالأخت والأم بأبنها, حيث أن الفهم الديني مبني أصلا على تحديد المحرمات بشكل واضح وأعتبارها قيمة تكوينية أبتدأ وأنتهاء أي لا يمكن كسرها أو التجرد منها لتبرير فعل ما, وحيث أن نكاح المخلوق العاقل المكلف لذاته أو جزء منه يلحقه عامل التحريم مسبقا ,نجد أن هذا التحريم غائب وبلا مبرر ويكشف عن تقول بعجز الله تعالى عن الفعل المستوجب بالأصول والسنن الربانية(وقالت اليهود يد الله مغلوله).
لقد تسللت هذه الأفكار الأسطورية عن طريق أو أكثر إلى بقية الديانات اللاحقة وأثرت في رسم الصورة الكلية عند المسيحيين وحتى عند المسلمين بالرغم من وضوحها تماما في النصوص القرآنية, ويمكن تعليل ذلك أن سردها بهذا الشكل القصصي الذي هو أقرب إلى المخيلة الشعبية البسيطة والتي تتناقلها الأجيال دون وعي بمردوداتها الفكرية وأثرها على مجمل الفكر الديني, فمن هنا لا نستغرب الكم الهائل من الروايات التي سميت فيما بعد بالإسرائيليات تنتشر في الأدب الديني الإسلامي لتعكس لنا تشويشا حقيقيا يتعارض مع النصوص القرآنية بل عمد البعض إلى لي النصوص الثابتة لتتوافق وتتجذر مع المنقول الإسرائيلي.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترييف بغداد وإشكاليات المدينة الرمز
- مكابدات أحرى
- مكابدات إنسان حائر
- رواية السيد حمار بعد التطوير ح4
- رواية السيد حمار بعد التطوير ح3
- نداء..... للشهيد مصطفى المعلق على جسر
- رواية السيد حمار بعد التطوير ح2
- رواية السيد حمار بعد التطوير ح1
- الصعود الحضاري للمجتمعات القديمة بين فاعل القيم مفعولية الفر ...
- الصعود الحضاري للمجتمعات القديمة بين فاعل القيم مفعولية الفر ...
- طبيعة الطرح الموضوعي في القرآن الكريم
- معادلة الوجود والعدم كما يفهمها النص القرآني.
- وهم القوة
- محنة
- فرات
- ماذا افعل؟....
- الخطة الأقتصادية... أداة نهوض وبناء حقيقي
- صوفيات 2
- لماذا التنمية الأقتصادية؟.
- الصيام شهر أم أيام معدودة


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - صورة الخليقة في النص الديني من التوراة إلى القرآن