أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المهدي مالك - السينما الامازيغية بين سؤال الهوية و قضايا المجتمع الامازيغي الجزء الثاني














المزيد.....

السينما الامازيغية بين سؤال الهوية و قضايا المجتمع الامازيغي الجزء الثاني


المهدي مالك

الحوار المتمدن-العدد: 1638 - 2006 / 8 / 10 - 10:12
المحور: الادب والفن
    


انني تطرقت في مقالي الاول ضمن هذا الملف الى فيلم تامغارت ؤورغ الذي كان من اخراج الاستاذ الحسين بيزكارن الذي لم يكن يحلم بهذا الانجاز التاريخي في ذلك الوقت و كما نعلم فعقد التسعينات لا احد يتخيل بان السينما الامازيغية ستظهر بهذا الشكل القوي و ذات حمولة ثقافية و هكذا بدات هذه السينما المناضلة بحكم انها لا دعم لها من طرف الجهات الوصية على القطاع الثقافي ببلادنا عكس السينما الناطقة بالعامية المغربية و انني اشاهد هذه السينما او تلك و لا فرق عندي لكن الواقع يتحدث على ان الفيلم الامازيغي لا يبث على قنواتنا الوطنية الا نادرا و لم يشارك هذا الاخير في مهرجاناتنا الوطنية كمهرجان مراكش الدولي الذي يقام كل سنة و السؤال المطروح لماذا هذا الاقصاء هل السينما الامازيغية دون المستوى و انني كمشاهد لا اعتقد هذا لان السينما الامازيغية تحكي عن خصوصياتنا و قضايانا الاجتماعية مثل الفقر و التخلف بكل ابعاده.

ان هذه السينما تحمل رسالة حضارية و التي تقول علينا ان نساير التطور بمفهومه الشمولي دون التخلي عن قيمنا و عاداتنا و بعض الناس يظنون بان التطور هو المشي
على خطى الحضارة الغربية بكل ادبياتها السلبية و نحن نسعى الى التطور ببعده الايجابي و الذي سيساعدنا على تحقيق اهدافنا النضالية و المجتمعية كمحاربة التخلف الاجتماعي الذي لا يعرف الا النميمة في مجالسهم و تحطيم فئات معينة في المجتمع كالنساء و المعاقين و خلاصة القول ان هذه السينما تخبرنا باننا قد دخلنا الى زمن العولمة الهادفة الى القضاء على خصوصياتنا باعتبارها قديمة و لا تتطور و اقول انني لا اؤمن الا بهويتنا العريقة التي علمتني الكثير من الاسس و المبادئ كالسعي الى إثبات الذات و محاربة التخلف الذي جعلني في الماضي ابكي كثيرا و جعلني ذلك التخلف امشي في متاهات الاقصاء بسبب كوني معاقا لا استطيع ان امشي او ان اتكلم مثل العاديين و جعلني ادرك بان النضال من اجل قضية ما يعد عملا مقدسا و منذ ذلك الوقت انطلقت في مساري الشخصي كانسان معاق و الذي ادرك ان التخلف يشكل احد المشاكل الكبيرة في مجتمعنا المغربي و خصوصا منه الامازيغي .
و تلك كانت مجرد تاملات و نعود الى موضوعنا المهم الا و هي السينما الامازيغية التي تناولت مجموعة من قصصنا الشهيرة كقصة حمو انامير و تحكي هذه القصة عن شاب اسمه حمو انامير الذي هو متدين و يذهب الى المدرسة العتيقة قصد تعلم القران الكريم و العلم الشرعي كما هي العادة في مجتمعنا الامازيغي منذ قرون عديدة و الذي يحب امه كثيرا لكنه تركها بهدف البحث عن فتاة احلامه و التي تسكن فوق سبع سماوات و هذا الاخير وجد في رحلته الطويلة العديد من العراقيل و المشاكل من اجل الوصول الى هدفه المنشود و هو ايجاد فتاة احلامه قصد الزواج بها و فليم حمو انامير يخبرنا بان الخيال الامازيغي كبير بافكاره و مبادئه و الانسان العادي يعتقد ان الادب الامازيغي لا قيمة له و هذا خطا كبير لانه ساهم في ترسيخ قيمنا العريقة كالتضامن و التسامح الديني و فيلم حمو انامير هو صورة صغيرة عن ادبنا المنسي منذ الاستقلال و الذي مازال يعيش اليوم بيننا بفضل الذاكرة الشعبية التي تحكي القصص او دمين في لغتنا الامازيغية و الذاكرة الشعبية هنا هي جدتك التي تجعلك تسافر الى الماضي بتجاربه و حمولته الثقافية و الاجتماعية.
و احيانا يعد الرجوع الى الماضي شيئا اساسيا بالنسبة لنا ولكن علينا ان ندرك ان هذا الماضي فيه مجموعة من الاشياء السلبية مثل استغلال الناس عن طريق الدين و قتل الفكر المتنور باعتباره خروجا عن الدين او مشروعا استعماريا و اقول ان كل عصر له خصوصياته الجدية و السيئة في نفس الوقت .
و خلاصة القول ان فيلم حمو انامير يجعلنا نشعر بالفخر و الاعتزاز تجاه تراثنا الامازيغي الذي استطاع ان يقاوم لغة التجاهل الثقافي و التي لم تستطيع ان تقضي عليه و قد فاز هذا الفيلم
المتميز بالجائزة الاولى في المهرجان الوطني الثاني للفيلم الامازيغي المنظم
بمدينة ورزازات من طرف الجمعية المغربية للبحث و للتبادل الثقافي بتعاون مع المعهد الملكي للثقافية الامازيغية اللذان يستحقان منا كل التشجيع و تعتبر الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي اول جمعية امازيغية في المغرب و هذا للتذكير فقط و هذا المهرجان فرصة لقراءة واقع السينما الامازيغية الحالي.
و كما تطرقت السينما الامازيغية الى مواضيع جديدة كالمشاكل الاجتماعية مثل البطالة و التمييز العنصري بين البيض و السود و هذا ما يجسده فيلم تاودا أي الخوف و الذي هو من افلامنا المتميزة لانه يتطرق الى زمن الخوف و احتقار السود و جعلهم في مرتبة دونية تفرض عليهم ان يكونوا عبيدا عند اسيادهم البيض و هذا يتنافى مع مقاصد الاسلام الصحيحة و تقول لا فرق بين البيض و السود او بين العربي و العجمي الا بالتقوى و العمل الصالح الذي اعتبره جوهريا بغض النظر الى تلك الاختلافات الفرعية و هذا الفيلم يحمل رسائل عديدة و معاني عميقة و يستحق منا كل التشجيع و التكريم .
و خلاصة القول بان السينما الامازيغية متعددة الاهتمامات بقضايا المجتمع الامازيغي و نحن كمناضلين نتمنى لهذه السينما ان تتناول تاريخنا الامازيغي القديم و المعاصر و اقصد هنا اعادة الاعتبار لذاكرتنا الشعبية التي تعد كنزا ثمينا و نتمنى من الوزارة الوصية على القطاع الثقافي بان تعطي الدعم الكافي لهذه السينما التي ستذهب بعيدا و اخيرا نتمنى من اعلامنا الوطني ان يعطي مزيدا من الاهتمام و الوقت الكافي لهذه الافلام التي تحكي عن خصوصياتنا و اخذت تموت شيئا فشيئا في ظل زمن العولمة الثقافية التي تعتبر تحديا كبيرا بالنسبة لنا كشعوب اسلامية.
و في ختام هذا الملف القصير عن السينما الامازيغية و ارجوا ان يكون هذا الملف مساهمة متواضعة مني في تنمية هذا الفن الجديد.



#المهدي_مالك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقال حول الذكرى الستينية لوفاة الحاج بلعيد
- السينما الامازيغية بين سؤال الهوية و قضايا المجتمع الامازيغي ...
- وجهة نظري الشحصية حول مسالة العلمانية و الحركة الثقافية الام ...
- السينما الامازيغية بين سؤال الهوية و قضايا المجتمع الامازيغي ...
- في بحور تاملاتي الشخصية
- المعاق و التخلف
- معاني الاحتفال باليوم الوطني للشخص المعاق
- قراءتي الشخصية لازمة الرسومات المسيئة لمقام رسولنا الاكرم ص
- تاهيل الحقل الديني في المغرب بين السؤال الثقافي و تطلعات الم ...
- تاهيل الحقل الديني في المغرب بين السؤال الثقافي و تطلعات الم ...
- الاسلام بين التطرف و الوسطية
- التخلف الايديولوجي 2
- زمن التخلف الايديولوجي 1
- المدرسة المغربية بين التقاليد و التجديد
- الخطاب الديني بين هموم المرحلة
- الذكرى الرابعة لانشاء المعهد الملكي للثقافة الامازيغية قراءة ...


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المهدي مالك - السينما الامازيغية بين سؤال الهوية و قضايا المجتمع الامازيغي الجزء الثاني