أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المهدي مالك - زمن التخلف الايديولوجي 1















المزيد.....

زمن التخلف الايديولوجي 1


المهدي مالك

الحوار المتمدن-العدد: 1390 - 2005 / 12 / 5 - 11:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انا اسمي المهدي مالك شاب معاق من مدينة اكادير و مهتم بالمسالة الامازيغية و اهذي هذا المقال المتواضع الى الاستاذ احمد عصيد بصفة خاصة و الى المعهد الملكي للثقافة الامازيغية بصفة عامة و اتمنى له مزيدا من النجاح


زمن التخلف الايديولوجي
احتفل الشعب المغربي بكل مكوناته بالذكرى الخمسين للاستقلال و الذي هو شيء مهم بالنسبة للشعوب كافة و اساسي بالنسبة لتقدمها نحو الديمقراطية و التعددية باسمى معانيها و أدبياتها و ليس نحو التخلف و قمع الحريات و التعدد الثقافي الذي يجسد معاني الوحدة و التنوع في نفس الوقت .
و المغرب كبلد ذو مرجعية اسلامية راسخة في وجدان المغاربة و كانوا لا يعترفون ببعض مفاهيم التي دخلت الى قاموسنا السياسي بعد الاستقلال كالعروبة و تعريب الشخصية المغربية التي شعرت كانها تعيش في كوكب النسيان او التجاهل الذي ظل الخطاب السائد في اتجاه مجموعة من القضايا كحقوق الانسان و القضية الامازيغية التي كانت تعتبر من الممنوعات الخطيرة في ذلك الزمان و
اسميه بزمن التخلف الايديولوجي .
و الحركة الوطنية منذ الاستقلال رفعت شعار العروبة و الاسلام او بمعنى اخر ان العروبة تعتبر مقدسة اكثر من الاسلام كدين و كمرجعية و كشريعة و غيرها من الاعتبارات و اعتقد كشخص معاق ان العروبة كإيديولوجية متطرفة في اتجاه التعدد الثقافي عموما و البعد الامازيغي خصوصا و انها لا تمثل المغرب كحضارة و كتاريخ وكمرجعية .
و اقول يجب علينا ان نفرق بين العروبة كايديولوجية متطرفة و اللغة العربية التي نحترمها كلغة القران و كلغة التواصل و الاداب و كذلك الجنس العربي الذي هو أخونا في الانسانية أولا ثم اخونا في عقيدتنا الاسلامية ثانيا.
و البعض يفهم ان النضال الامازيغي ضد الجنس العربي و هذا ليس صحيحا فالنضال الامازيغي ضد الفكر العروبي الذي يسعى حسب اعتقادي الى احياء الفكر الاموي و اعطاء هذا الفكر أسوء النماذج في التاريخ من حيث الفساد و التخلي عن مهمة الدفاع عن الاسلام و خصوصا في الاندلس و اعترف العرب أنفسهم بهذه الحقيقة في مسلسلهم التاريخي المرابطون و الاندلس و الذي يعتبر خطوة جيدة بالنسبة لاعادة قراءة التاريخ الاسلامي و اعادة الاعتبار لانجازات الخالدة للامازيغيين و ليس البربر .
و على اي يجب علينا ان نكون واقعين و نعترف بمجموعة من الحقائق و التي تقول ان سياسة الحركة الوطنية منذ الاستقلال هي تمجيد العروبة بكل ابعاده الثقافية و الاعلامية و حتى الدينية .
و البعض اعتقد و مازال يعتقد ان العربية هي لغة مقدسة و لغة اهل الجنة و هذا يعد نتيجة لسياسة متعددة الابعاد كترسيخ التعريب الذي كان يعد شعارا في التعليم منذ الاستقلال المبارك بدعوة ان المغرب يعتبر بلدا عربيا و انه ليس محتاجا الي مزيدا من التفريق و الامازيغيين انفسهم مؤمنون بهذا الكلام و اعتقد ان فقهاء سوس مع كامل الاحترام لمقامهم الكبير . امنوا اكثر من غيرهم برسالة الحركة الوطنية و من بين هؤلاء الفقهاء المحترمين الحاج محمد المختار السوسي الذي اعتقد ان خيار التعريب يخدم الاسلام كدين لكل المغاربة الذين ناضلوا تحت شعار مناهضة سياسة الاستعمار و المشي على خطى الحركة الوطنية التي امنت بمرجعيتها المشرقية و وضعت مشروعا ثقافيا كان يتناسب مع عصرها و اعتبرت الامازيغية بانها تشكل خطرا على وحدة المغرب.
و انني لا اتهم هؤلاء الفقهاء الذين ربما اعتقدوا بان المغرب في نهاية الامر بلد يعترف بالاسلام كدين رسمي و العروبة هي الخيار الأمثل لمحافظة على الاسلام و التاريخ يرى عكس ذلك حيث ان التاريخ يعلمنا دروسا و عبر كثيرة على امازيغين هم دعاة الى الحق و الخيرات و اسسوا دول في المستوى كالدولة الموحدية التي اعترفت بالاسلام الذي يدعوا الى الاجتهاد الديني و سأسال سؤال من اخترع الحزب الراتب و الجواب هو المهدي بن تومرت الذي يعتبر فقيها عظيما في تاريخ المغرب بصفة خاصة و تاريخ الاسلام بصفة عامة و هو المؤسس الروحي لاكبر دولة اسلامية عرفها التاريخ الا و هي الدولة الموحدية و هذه الحقيقة التاريخية تعطينا العديد من الدروس و أهمها ان العروبة لم تكن موجودة انذاك و بل ماتت بموت الدعوة الاموية في الاندلس و بني امية معروفون بايمانهم بعروبتهم اكثر من اسلامهم
و ثاني هذه الدروس ان الامازيغيين يحبون الاسلام و يسعون دائما الى الدفاع عن قيمه المتميزة كالشرف و سمو الاخلاق و المبادئ و استغرب من اتهام الحركة الوطنية الى الامازيغية بانها تسعى الى القضاء على الاسلام و قيمه النبيلة و لو فرضنا ذلك الاتهام كان صحيحا فما تفسير وجود المدارس العتيقة في سوس لتعليم القران الكريم و مبادئ الشريعة الاسلامية منذ قرون.
و يعتبر المجتمع الامازيغي في سوس خيار مثال على ذلك من حيث تقاليده المتميزة التي تدعوا الى الالتزام باذاء الشعائر الدينية كالصلاة و الصيام و قراءة الحزب الراتب بعد صلاة المغرب في المساجد و يعتبر قراءة الحزب الراتب تقليدا مغربيا منذ فترة الموحدين و يحمل هذا التقليد معاني عدة كتمسك المغاربة بالقران و تعليمه الى الاطفال في المساجد.
و تعتبر الفنون الامازيغية كاحواش الذي هو رقصة فريدة من نوعها و تتحدث هذه الرقصة بلغة الاحترام و الوقار المهمان في قاموسنا الامازيغي الذي لا يعترف بالاشياء التي تخدش الحياء للاشارة فقط انا انحدر من اسرة امازيغية سوسية .
و العالم قد تغير من حيث المفاهيم و المصطلحات كترسيخ الديمقراطية و ثقافة حقوق الانسان و التعددية و المغرب بفضل ملكه الحكيم استطاع ان يكون نموذجا فريدا من نوعه في عالمنا الاسلامي حيث بدء ينتصر على التخلف الايديولوجي الذي فرض سيطرته على عقول الناس العادين و الاحزاب السياسية التي بدات تدرك اخيرا بان المغرب متعدد مرجعيات الثقافية و اللغوية و يجب ان يسير نحو التعددية كخيار لا رجعة فيه في هذه المرحلة و انني استغرب حقيقة من التصريحات الاخيرة لحزب الاستقلال المحترم الذي لم يفهم بعد ان المغرب دخل الى فلسفة العهد الجديد و التي تدعوا الى تغيير العقليات المتخلفة و بناء هذا الوطن على اسس المساواة و الديمقراطية اللغوية و الثقافية و هذه التصريحات تعطينا ان التخلف الايديولوجي مازال يعيش في العقول



#المهدي_مالك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدرسة المغربية بين التقاليد و التجديد
- الخطاب الديني بين هموم المرحلة
- الذكرى الرابعة لانشاء المعهد الملكي للثقافة الامازيغية قراءة ...


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المهدي مالك - زمن التخلف الايديولوجي 1