أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - المهدي مالك - المدرسة المغربية بين التقاليد و التجديد














المزيد.....

المدرسة المغربية بين التقاليد و التجديد


المهدي مالك

الحوار المتمدن-العدد: 1381 - 2005 / 11 / 17 - 12:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


يستعد الشعب المغربي لاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال و هي مناسبة عزيزة في قلوب المغاربة كافة و الذين يستحضرون بكل اعتزاز و فخر امجاد مقاومة اجدادنا الكرام في سبيل تحرير هذا الوطن الكريم من الاحتلال الاجنبي و المغرب كبلد له تاريخ طويل من الجهاد و مقاومة الاستعمار منذ فجر التاريخ و اعني قبل الفتح الاسلامي و يذل هذا ان اجدادنا ايمازيغين كانوا دائما في موقع الدفاع على هذا الوطن العزيز و ليس العكس .
و نحن مؤمنون بان المدرسة المغربية التقليدية قد لغت هذه الحقيقة التاريخية بسبب اعتقادها انها تسير نحو التقدم او حب الدين الاسلامي و الانسان مهما كان يحتاج التعلم و معرفة ما حوله من العلوم كالتربية على الاسلام الصحيح و الذي يدعوا الى التقدم و المساواة بين المسلمين و ليس العكس و يدعوا الى الحفاظ على تراث الشعوب قبل اسلامهم الا ما يتعارض مع الاسلام كاخلاق و قيم و مصر هي خير مثال على ان الدين الاسلامي ليس ضد التراث الحضاري و التعايش السلمي و للاشارة فقط ان المسلمون فتحوا مصر في عهد عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين.
و المدرسة هي مكان لتعلم مجموعة من اشياء كالقيم او التاريخ الذي هو علم اساسي بالنسبة للانسانية و المدرسة المغربية التقليدية امنت بمرجعيات الحركة الوطنية المغربية و التي ارتكبت الكثير من الاخطاء في اتجاه الامازيغية ككيان حضاري و تاريخي الذي وضع الاسس و القواعد لبناء حضارة متميزة من حيث الشكل و من حيث العبقرية و يقول الاستاذ محمد شفيق في كتابه لمحة عن ثلاثة و ثلاثون قرنا من تاريخ الامازيغين بان امازيغ هو الاسم الذي يسمي به البربر أنفسهم و مؤنث امازيغ هو تامازيغت و يطلق هذا الاسم على المراة و على اللغة .
و يقول الاستاذ شفيق بان تسمية البربر انفسهم بايمازيغين هي ضاربة في القدم و بها عرفهم اقدم المؤرخون و عرفهم بها اقرب جيرانهم و هم المصرون القدماء و هذا يعتبر دليلا إضافيا على ان الامازيغين هم اصحاب حضارة راقية من حيث الكثير من الاشياء كالكتابة بحيث ان الامازيغين اسس لذاتهم الثقافية و اللغوية منذ قرون طويلة و تعتبر تيفيناغ شاهدا على العبقرية الامازيغية التي امنت بمفهوم العلم قبل الاسلام و للاشارة فقط فتيفيناغ هي اقدم كتابة التي عرفها التاريخ الانساني .
و المدرسة المغربية عرفت منذ الاستقلال المبارك مجموعة من المغالطات بسبب مرجعيات الحركة الوطنية و التي امنت بان الامازيغية او الامازيغين ساهموا في تقديس الاحتلال منذ صدور الظهير البربري في يوم 16 ماي 1930 و هو في حقيقة الامر ظهير لتنظيم المحاكم العرفية و الاعراف الامازيغية هي عبارة عن مجوعة من القوانين التي تتناسب بشكل دقيق مع الشريعة الاسلامية كاخلاق و قيم و الامازيغين منذ الفتح الاسلامي امنوا بجوهر الاسلام و عملوا على ترسيخه في القلوب قبل العقول .
و تعتبر مدرسة عبد الله بن ياسين المرابطية خير مثال على ان الكيان الامازيغي سعى دائما الى نصر الاسلام و نشره في الافاق و قامت الدولة المرابطية بدور مهم في ترسيخ الاسلام كمرجعية سامية في المغرب الكبير ببعده الجغرافي و التاريخي و الاندلس نعم الاندلس و التاريخ يخبرنا بصريح العبارة ان تلك البلاد قبل وصول المرابطون اليها كانت تسبح في بحور الجاهلية و الفساد بكل اشكالها و السبب في ذلك معروف و لا ارغب الدخول في متاهات لا نهاية لها.
و الطفل الامازيغي في العقود الماضية عندما يدخل المدرسة يجد عالم اخر غير عالمه العائلي الامازيغي و يشعر هذا الطفل بعدم الانتماء الى هذا الوطن العزيز كانه نزل من السماء الى ارض الفكر الإيديولوجي الذي ينادي الى اقبار كل ما هو امازيغي و ينادي هذا الفكر الى تشجيع او تقديس كل من جاء من المشرق ادا كان خيرا ام شرا .
و الطفل الامازيغي عندما يدخل الى مراحل المتقدمة من تعليمه و يتأمل في مناهجنا الدراسية فيجد مصطلح الظهير البربري سيطرح اسئلة حول نضالنا الامازيغي ضد الاستعمار مثلا هل فعلا كان
ما نستطيع ان نسميه بالنضال الامازيغي ضد الاستعمار و اقول نعم كان هناك نضال امازيغي مثلا في الريف الذي ناضل ضد الاحتلال الاسباني بقيادة عبد الكريم الخطابي و الذي يعتبر رمزا من رموز الشجاعة و المقاومة.
و كذلك الأطلس الصغير و الكبير المتوسط و الاستقلال عندما كان في سنة 1955 لم يشمل التراب الوطني حيث مازالت بعض الثغور خاضعة للاحتلال الاسباني كقبائل ايت بعمران المجاهدة و التي هي خير مثال للشجاعة و مقاومة الاستعمار الغاشم لكن لغة التجاهل الثقافي لا تعترف بهذا كله بل مارست سياسة طمس للحقائق و ترسيخ في عقول الاجيال الماضية مفاهيم بعيدة كل بعد عن تاريخنا الحقيقي الذي مازال لم يكتب بعد .
و نحن دخلنا الى العهد الجديد باسمى معانيه الديمقراطية و التجديدية و هذا العهد اعطى مؤشرات كثيرة على ان المغرب ماضي في طريق الاصلاح الشمولي في كافة الميادين السياسية و الاجتماعية و الثقافية.
و المدرسة المغربية يجب عليها ان تدخل الى غرفة الاصلاح و اعادة قراءة في بعض مناهجها القديمة و التي لا تتماشى مع ادبيات العهد الجديد الذي اعلن عن طي نهائي لصفحة سنوات الرصاص بكل معانيها .



#المهدي_مالك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب الديني بين هموم المرحلة
- الذكرى الرابعة لانشاء المعهد الملكي للثقافة الامازيغية قراءة ...


المزيد.....




- مصدر لـCNN: مدير CIA يعتزم زيارة إسرائيل مع استمرار مفاوضات ...
- بيروت.. الطلاب ينددون بالحرب على غزة
- أبو ظبي تحتضمن قمة AIM للاستثمار
- رويترز: مدير المخابرات الأميركية سيتوجه لإسرائيل للقاء نتاني ...
- البيت الأبيض: معبر كرم أبو سالم سيفتح يوم الأربعاء
- البيت الأبيض يعلن أنه أوعز لدبلوماسييه في موسكو بعدم حضور حف ...
- شاهد.. شي جين بينغ برفقة ماكرون يستمتع بالرقصات الفولكلورية ...
- بوتين رئيسا لولاية جديدة.. محاذير للغرب نحو عالم جديد
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لاقتحام دباباته لمعبر رفح
- بالفيديو.. الجيش الكويتي يتخلص من قنبلة تزن 454 كلغ تعود لحق ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - المهدي مالك - المدرسة المغربية بين التقاليد و التجديد