أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المهدي مالك - التخلف الايديولوجي 2














المزيد.....

التخلف الايديولوجي 2


المهدي مالك

الحوار المتمدن-العدد: 1397 - 2005 / 12 / 12 - 09:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


زمن التخلف الايديولوجي .2
و نحن نعيش اليوم على ايقاع العهد الجديد الذي بدء يدرك ان العالم اخذ يتغير من حيث المفاهيم و المصطلحات كفلسفة حقوق الانسان و رد الاعتبار للتعدد الثقافي و التنمية البشرية .
و هذا العهد المبارك اخذ يسير على خطى التغيير و الاعتراف بمجموعة من الاخطاء و ارتكبت في زمان سابق و الذي سماه الكثيرين بزمن الرصاص او زمن الخوف او زمن الاعتقالات السرية التي كانت تستهدف إسكات الاصوات و الاقلام و كانت تنادي الى اقامة دولة الحق و القانون و المؤسسات ذات اهتمامات مختلفة كحقوق الانسان و في هذا الاطار اهتم العهد الجديد بترسيخ مفهوم المصالحة مع الماضي و هذا الاخير يتحدث بكل مرارة عن انتهاكات لحقوق الانسان بمختلف اشكالها و ألوانها .
و جاءت هيئة الانصاف و المصالحة تجسيدا لهذا النهج الرشيد و الذي اراد ان يفتح ملف مصالحة الدولة مع ماضيها أسود و تعتبر هذه التجربة نادرة في عالمنا الاسلامي و حيث عملت هذه الهيئة الموقرة على قراءة هذا الملف الثقيل امام الشعب المغربي الذي لم يكن يحلم بهذا التقدم و الصراحة في يوم من الايام.
و جلسات الاستماع لضحايا سنوات الرصاص تجعلك تسافر عبر الزمن و تجعلك تتخيل تلك السنوات العجاف من تاريخنا المعاصر كشعب الذي اعتد الصمت و دفن احزانه و ماساته في نفسه او مذكراته الشخصية و هذه التجربة تعلمنا ان مغرب الاستقلال ارتكب مجموعة من التجاوزات في مجالات عديدة مثلا ترسيخ ثقافة الخوف في نفوس المغاربة الذين عاشوا كانهم بلا لسان يتحدثون به عن معاناتهم الكثيرة مع تلك الانتهاكات التي قمعت الاف و قتلت من يتكلم عن المقدسات التي كانت انذاك كالعروبة و التعريب و غيرهما من المقدسات.
و كما قمعت هذه الانتهاكات كل ما يتعلق بالمكون الامازيغي الذي عانى هو الاخر من هذا الماضي و الذي اعترف بمجموعة من الحقائق و تقول بوجود بعض الاحداث كاحداث الريف في اواخر سنة 1958 و بداية سنة 1959 و منطقة الريف معروفة بمقاومتها ضد الاحتلال الاسباني بقيادة قائد عبد الكريم الخطابي الذي يعتبر رمزا من رموز المقاومة المغربية لكن المقررات الدراسية لا تعترف بذلك كانها تتجاهله للاسباب التي
اصبحنا نعرفها جيدا و منطقة الريف عانت كثيرا من مظاهر التهميش و الاقصاء و القمع من طرف الذين لا يؤمنون حتى اليوم بمفهوم الحقيقي للتعدد الثقافي .
و إذا اردنا ان نسبح في بحور ذلك الزمان المتميز بتعدد الابعاد و الذي نتخيله الان بانه زمان لا يجد فيه الانسان المغربي حقوقه الاجتماعية و الثقافية بل يجد امامه مجموعة من الخطوط الحمراء التي تمنعه من مجرد الكلام عن القضايا و التي كانت تعد من المحرمات الخطيرة و ذلك الزمان كان لا يعترف بالحقوق المدنية او الثقافية بمفهومها المتكامل من حيث الحضارة المغربية التي علمتنا ادب الاختلاف و التعايش تحت ظل الاسلام و ليس العروبة و الذين يظنون بان العروبة مقدسة اكثر من الاسلام لم يقرؤوا تاريخنا الاسلامي قراءة فكرية صحيحة لان الدين الاسلامي يدعوا الى قيم الاختلاف و التعدد السلمي بين المسلمين و الذين يستعدون في هذه الايام المباركة لقيام برحلة العمر الى مكة قصد اذاء فريضة الحج و هذه الفريضة العظيمة تحمل رسائل عديدة و تعلمنا العديد من الدروس و من أهمها ان الاسلام يعترف باداب التعدد الحقيقي من حيث الثقافة و اللغة فالشعوب الاسلامية لا تتكلم كلها باللغة العربية كالشعب الكردي و الشعب الايراني الذي هو شعب اكثر محافظة على قيمنا الاسلامية و كذلك شعبنا الامازيغي الذي اعطى احسن النماذج عبر التاريخ على انه شعب محبا للاسلام و قيمه النبيلة و مدافعا عن ارضه اشد دفاع .
لكن البعض لا يريدون ان يفهموا هذا بل يستمرون في نهجهم القومجي الهادف الى اخفاء الحقائق و تزويق الاكاذيب التاريخية و هذا النهج لم ينجح في ايقاف النضال الامازيغي الذي انطلق منذ عقد الستينات من القرن الماضي مؤمنا بعدالة قضيته الامازيغية و حارب هذا النضال هذه الاتهامات السخيفة بالتي هي احسن عبر تنظيم ندوات فكرية و التي تهدف الى شرح الاهداف الحقيقية لحركتنا الثقافية الامازيغية .
و اعتقد ان النضال الامازيغي قد عانى هو الاخر من هذه الانتهاكات لحقوق الانسان حيث كان تحت الحصار و ممنوعا من مجرد الكلام عن مجموعة من الاشياء كالاعتراف بالامازيغية كمجرد لغة وطنية و كان هذا في بدايات عقد الثمانينات و للاشارة انا من موالد هذا العقد الذي عرف محاكمة تاريخية للمرحوم الاستاذ علي صدقي ازايكو في صيف 1982 بتهمة المس بامن الدولة بسبب صدور مقاله الشهير في سبيل مفهوم الحقيقي لثقافتنا الوطنية و انذاك تعتبر الامازيغية مجرد لهجات ليس الا و فكلورا شعبيا و انذاك من يتكلم عن حقوق الامازيغية العديدة يعتبر احياءا لمؤسسة الظهير البربري الخرافية و النضال الامازيغي عانى كثيرا من هذه الأسطورة التي ساهمت بشكل كبير في ادخال مغرب الاستقلال الى عصر التخلف الايديولوجي و الذي قمع صوت الحرية و الديمقراطية بكل ابعادها السياسية و التنموية .
و نحن اليوم مقبلون على دستور جديد و هذا الدستور يجب ان يتماشى مع ادبيات العهد الجديد الذي اعطى مؤشرات جديدة بخصوص القضية الامازيغية كانشاء المعهد الملكي للثقافة الامازيغية و الاعتماد على حروف تيفيناغ في تدريس هذه اللغة في المدرسة المغربية و مؤشرات اخرى و علينا كنضال امازيغي ان نحارب بالتي هي احسن الذين مازالوا يعيشون في سنة 1934 و لم يسمعوا جيدا خطاب اجدير و الذي فتح الابواب امام اللغة و الثقافة الامازيغيتان .
ان المثقف الامازيغي يستغرب من البعض الذين يحاولون الان احياء مؤسسة الظهير البربري و التي تسعى الان الى اقصاء الامازيغية من الاعتراف الدستوري كلغة وطنية و رسمية الى جانب أختها في الاسلام الذي خرج من بيت الحبيب ص و ليس الاسلام حزب الاستقلال المحترم .



#المهدي_مالك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن التخلف الايديولوجي 1
- المدرسة المغربية بين التقاليد و التجديد
- الخطاب الديني بين هموم المرحلة
- الذكرى الرابعة لانشاء المعهد الملكي للثقافة الامازيغية قراءة ...


المزيد.....




- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...
- DW تتحقق - هل خفّف بايدن العقوبات المفروضة على إيران؟
- دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين بعد مز ...
- الدفاع الروسية تعلن ضرب 3 مطارات عسكرية أوكرانية والقضاء على ...
- -700 متر قماش-.. العراق يدخل موسوعة -غينيس- بأكبر دشداشة في ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي يصادق على خطط المراحل القادمة من حرب ...
- زاخاروفا: روسيا لن تساوم على أراضيها الجديدة
- اكتشاف ظاهرة -ثورية- يمكن أن تحل لغزا عمره 80 عاما
- بري عقب لقائه سيجورنيه: متمسكون بتطبيق القرار 1701 وبانتظار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المهدي مالك - التخلف الايديولوجي 2