أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - قانون القومية العنصري يُرسّم اسرائيل كدولة أبارتهايد














المزيد.....

قانون القومية العنصري يُرسّم اسرائيل كدولة أبارتهايد


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 6944 - 2021 / 6 / 30 - 20:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن أقرار وتبني قانون القومية اليهودية الذي تبناه البرلمان الاسرائيلي كقانون اساس مجرد إجراء عدواني ضمن مسلسل الاعتداءات والممارسات والاجراءات العدوانية والعنصرية، بل هو تتويج لكل هذه الممارسات، قبل هذا القانون كان هناك أكثر من 40 قانون عنصري تمييزي أبرزها قانون العودة الذي يتيح لأي يهودي في العالم أن يكتسب الجنسية الإسرائيلية على الفور بمجرد أن تطا قدماه تراب فلسطين المحتلة، وقانون أملاك الغائبين (الفلسطينيين) الذي صادر أملاك الفلسطينيين المهجرين ووظفها لمصلحة دولة الاحتلال والمستوطنين. كما كانت هناك مئات أوجه التمييز في الممارسة العملية في مجالات العمل والتوظيف والسكن واستخدامات الأراضي والمياه والقبول في مؤسسات التعليم العالي ، والخدمات والموازنات، جاء قانون القومية ليضفي الشرعية على كل ذلك وليؤسس بشكل صريح ومعلن ودستوري لنظام تمييز عنصري صريح، وبالتالي الموضوع هو سياسي ومرتبط بالتحولات الجارية نحو اليمين المتطرف والفاشية في اسرائيل.
الاعتراف الفلسطيني ب"يهودية الدولة" مستحيل منطقيا لأنه يمثل إنكارا للنكبة والماساة الفلسطينية، وتخليا عن الرواية الوطنية الفلسطينية وتبنيا للرواية الاستعمارية الدينية الزائفة، كما أنه يمثل تخليا عن انتماء وهوية أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني في المناطق المحتلة عام 1948، من المهم ملاحظة أن المطالبة الإسرائيلية بالاعتراف بيهودية الدولة حديثة نسبيا ، لم تنشأ مع بدء تطبيق اتفايات اوسلو ولا حتى في عهد حكومات الليكود الأولى، وانما خلال الخمسة عشر عاما الأخيرة، وما ارتبط بها من تحولات عميقة في المجتمع الاسرائيلي أبرزها تراجع قوة ونفوذ ما كان يسمى معسكر السلام، وازدياد قوة المستوطنين ونفوذهم وتمثيلهم في كل الحكومات، وتنصل اليمين الحاكم من حل الدولتين، وهكذا فإن إقرار قانون الدولة اليهودية جاء منسجما مع الميل المتزايد نحو الفاشية ونظام الابارتهايد، وهناك قوى وشرائح اسرائيلية مهمة عارضت هذا القانون الذي صوت لصالحه 62 نائبا في الكنيست وعارضه 55.
الصهيونية تحاول إبراز اليهودية كهوية قومية، المعروف أن الصهيونية كحركة استعمارية مرتبطة بالتطورات التي وقعت داخل العالم الراسمالي الغربي في القرن الثامن عشر، وبالتحديد الظواهر التي ارتبطت بانتقال الرأسمالية إلى مرحلتها الامبريالية، وبالتحديد نشةء رأس المال المالي من خلال اندماج رأس المال الصناعي والبنكي، وبالتالي انحدار شرائح البرجوازية المتوسطة اليهودية التي اعتمد كثير منها على أعمال الصيرفة والوساطة المالية والربا، وكذلك نشوء الشركات الاحتكارية الكبرى، واعادة تقاسم العالم، لذلك ارتبطت دائما بالاستعمار والاستعمار الجديد دائما، اول من طرح فكرة الدولة اليهودية كان نابليون وبعده الانجليز، دائما اسرائيل ترتبط بالمركز الراسمالي البرز والآن بالولايات المتحدة، لذلك اسرائيل ليست دولة دينية واليهودية المزعومة هي صفة للقومية الصهيوينة الزائفة، الملاحظ ان من حضروا المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في بازل عام 1897 لم يحضره اي يهودي شرقي باستثناء شخصين من يهود القدس دعيا كضيوف، يهود المغرب والعراق واليمن وايران وغيرها من بلاد الشرق لم يكن لهم اي علاقة بالحركة الصهيونية الا بعد إنشاء دولة اسرائيل.
ورغم إقرار القانون وما تمنحه دولة إسرائيل لليهود من مكانة وامتيازات فإن اسرائيل ليست دولة دينية ولا تحكمها الشريعة من قريب او بعيد، فهي حكمت منذ تاسيسها حتى الآن من قبل علمانيين سواء من قبل حزب العمل أو الليكود أو كاديما، نفتالي بينيت هو اول رئيس وزراء متدين (لبس كيباه) لكنه ليس من المتدينين الحريديين، بل هو يحاول التنصل من صفته الدينية المتزمتة لكي يبدو كإسرائيلي عادي ومقبول من جميع شرائح المجتمع الإسرائيلي، النفوذ الوحيد لليهود المتزمتين (الحريديين) يقتصر على الطقوس والممارسات الحياتية الهامشية بالنسبة للدولة مثل تحليل الطعام واجراءات التهويد وهما موضوعان اشكاليان حتى الآن.
وحول علاقة إقرار قانون يهودية الدولة بما تواجهه اسرائيل من تحديات ، فإن اسرائيل تدعي دائما أنها تواجه خطرا وجوديا، احيانا من الدول العربية أو من الفلسطينيين، أو من إيران، كل ذلك لتبرير نزعتها التوسعية وأطماعها وتوجهاتها العسكرية وامتلاكها اسلحة غير تقليدية، والأهم لتبرير تهربها من استحقاقات عملية السلام والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، وتدعي اسرائيل ان اليهود وحدهم هم ضحايا جريمة الابادة الجماعية لذلك ينكر الاسرائيليون النكبة ويقللون من شأن اي عملية غبادة جماعية اخرى في العالم من أجل تبرير دعوتهم للتفوق العسكري وعدم السماح بتكرار المحرقة (الهولوكوست) لذك اقرار قانون القومية ياتي منسجما مع هذه الادعاءات بالخطر الوجودي ولتبيان ان اليهود واسرائيل هم حالة فريدة ومتميزة في العالم سواء من حيث خصائصهم الثقافية او الخطر الذي يتهددههم.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذي يتآمر على حركة فتح؟؟
- المحاسبة والإصلاح لا الفوضى والانتقام
- عن تصفية المعارض نزار بنات
- كابوس نتنياهو
- عن إعادة الاعتبار لحركة فتح
- عائلتنا : النكبة والشتات والخسارات المتتالية
- نقاط على حروف الانتصار
- أزمة اليسار الفلسطيني ومقومات نهوضه
- كنت شاهدا على المأساة
- صيغة جديدة تضم الجميع في فلسطين
- بيان للناس والرفاق والرفيقات والأصدقاء
- عن فيصل الحسيني في ذكرى رحيله: الزعامة مسؤولية!
- بعض صور الزهو الفلسطيني
- الكشف عن مجازر مروعة ارتكبتها العصابات الصهيونية خلال النكبة
- بعض دروس الحرب الرابعة على غزة
- معركة فلسطين ما زالت مفتوحة ومستمرة
- رسائل من السجن
- الحرب الإسرائيلية الرابعة على غزة وتغيير قواعد الاشتباك
- عن التحولات العاصفة في فلسطين واستحقاقاتها
- ثلاثة أطوار للحركة الوطنية الفلسطينية خلال قرن من الصراع


المزيد.....




- صاحب أكبر مجموعة من البراز المتحجّر في العالم يفتتح متحفًا
- ثور هائج يكسر سياج حلبة مسابقة ويقفز بين الجمهور.. شاهد ما ح ...
- بعد الهزيمة.. حكومة بافاريا تدعو شولتس إلى إجراء انتخابات مب ...
- سويسرا: نتطلع لعقد قمة دولية بمشاركة روسيا بشأن السلام في أو ...
- لافروف: عدد الراغبين في التعاون مع -بريكس- و-شنغهاي- في نمو ...
- الإعلام العبري: مصر ستزيد اعتمادها على إسرائيل لحل أزمة تؤرق ...
- زيارته الثامنة إلى الشرق الأوسط.. بلينكن في إسرائيل اليوم لب ...
- 9 قتلى في هجوم مسلح استهدف حافلة حجاج هندوس في كشمير
- ترامب سيحاول العفو عن نفسه
- إنقاذ أربعة رهائن لم يمنح نتنياهو الحصانة


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - قانون القومية العنصري يُرسّم اسرائيل كدولة أبارتهايد