عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 6944 - 2021 / 6 / 30 - 12:35
المحور:
الادب والفن
إذا الليلُ طالَ على عاشقٍ
وأنكَرَ هجــــــــعتَه وانتظرْ
وصالتْ عليهِ خيولُ الحنين
تثيرُ المواجعَ حتى السحرْ
وتاهَ بأروقةِ الذكــــرياتِ
يبثُّ الشجونَ لضوءِ القمرْ
وناجَى النجـومَ بأبراجها
فنامت علـى كفّهِ كالدُررْ
وقالت تباركتَ من عاشقٍ
ينادمُ بالحزنِ عين السَهَرْ
وقد شفّهُ العشقُ كهلاً وقد
تنكبهُ بالصِــبا و الصِغَرْ
ولما تقاطر دمع الشجون
تمرَّدَ لؤلـــــؤها وانتثر
وليس يراها كفيف الفؤاد
يراها ويفهمها ذو بصر
ليُشعلَ في القلب أحطابَهُ
ويُلهبُها بتــداعي الصور
ويسألها عن حبيــبٍ بعيد
ألمْ يأتِ منهُ إليـــكم خبر
شكا للثريا فمالتْ إليهِ
وقالت كـــلانا هنا ينتظر
كلانا يرتقُ ليـلَ الفراق
ويلظمُ بالشوقِ خيطَ الإبر
أفتشُ درب المجرّةِ عنه
فما لسُهيـــلٍ بها من أثر
إذا كان للصبرِ من حاجةٍ
فأيّ المجانين عشقاً صَبَرْ
وهوّنْ عليك الأسى مايزال
نسيج المُنى فوق نولِ القدر
بلى إن نيل المنى لا يُرام
ورب الذي نال قد لا يُسَرْ
وليس من العيب أن تُستفزَّ
ستنطفئ النـارُ إن لمْ تُثرْ
وإن الهوى قد زرى بالفؤاد
ولابد للمبتــــلى من حَذَرْ
فإما صعودا إلى الأمنياتِ
وإما انزلاقاً على المنحدر
وإما يكونُ خسارا مبين
وإما يكونُ نصيباً يَسـرُّ
ولا تبخس العشقَ أشياءَهُ
فإن قطّرَ الماءُ قدَّ الحجر
وما كانَ دربُ الهوى سالكاً
وليسَ لهُ نيْســـــــمٌ مختصر
ولابد للنفــسِ أن تَجْتـَـــويهِ
فإن الغرامَ عظيـــم الخطر
إذا ما تمَـــكّنَ من عاشـقٍ
تعاهده بالعنــــــــــا والكَدَرْ
ولولا الشــماتةُ من عاذلٍ
وقول الوشاة انكفى وانكسر
لأعلنتُ للناس ظلمَ الحبيب
وأن الجـفا والجحود انتصرْ
ولولا التجلّدُ طارَالصواب
ودمعيَ لولا الحياءُ انهمر
أحبك حب الحصـى للمياه
وحب العصافيرِ ظلَّ الشجر
وأشتاقُ للحزنِ في مقلتيك
وللخدّ يُحســنُ فنَّ الصَعَرْ
أعلّقْ قلبــــي بإرجوحتين
هواكَ وخوفي من المنتظر
إذا كان لابد مـــن عاذلين
فإن الملامةَ طبــــعُ البشر
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟