أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - المشي في طريق الكلس














المزيد.....

المشي في طريق الكلس


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 6942 - 2021 / 6 / 28 - 08:36
المحور: الادب والفن
    


المشي في طريق الكلس ...
رايت حينها انه دلف بسرعة في مسلك حجري مابين جدارين من حجر الكلس بلون الورد في ارض قاحلة مبلطة بحجارة المسننة التي لا ترحم . ابدا لم يكن يوجد هنا ابواب ولا نوافذ على تللك الجدران المكلسة . هنا فقط اختناق سهل وهادئ وحر ساحر في وجود طيف تسربل قده بالجمال والفتنة طيف انثى تتختل في مشيتها امامه على المسلك المقفر ...الى اين ياترى تمشي؟ لماذا كانت تتمسك بمرأتها تنظر فيها وجهها الرهيب تلتفت اليه وتبتسم ؟
كانت تنورتها البيضاء تكسوها الازهار في كل الالوان .
هل رمقته حين التفتت ؟ هل تبسمت له وهي تتختل على المسلك المقفر.
من اين جاءت ؟ كلها تساؤلات خطرت له في البال ولم يجد لها جوابا مقنعا .كانا يمشيا في المسلك ولا يكلم بعضهم بعضا .
قالت على حين غرة ..انا هنا الابروس العشق الوحيد ؟
وفي نفسه كان يردد وانا اللغوس العقل العنيد ؟
لم يكن لقولها نبض ولا صوت
كما لم يكن لما حدث به نفسه سوط.
وقفا معا وجها لوجه في المنعطف الضيق وابتسما .
كانت شفتها العليا شديدة الاحمرار
والسفلى صفراء يتخللها الاخضرار والمكان تكمشة ايادي طويلة من الكلس المتحجر ..وغبار الاتربة وحرارة الشمس .وعند نهاية المسلك انفتحت فجوة رهيبة كبرزخ واسع كالسماء ..التي كانت حينها رمادية اللون..بداخل الفجوة يظهر وجه معام بلحيته البيضاء وعيونه الضيقة يحف به الصبيان بوزرتهم البيضاء من حين لاخر يرفع بيديه عصا طويلة كان يؤدب بها هؤلاء الصغار .وكان هو يرى ولا يسمع غوث وصراح الصبيان وهم يؤدبون بالعصا..زكانت حينها نظرات الطيف الانثى تتجول في المكان ثم تحدق فيه طويلا .كتنخت نظرات السحلية او الافعى .دزخه الصمت ولسعات النظرات المقيتة ..ولم يعد يدرك ما يجري حوله من احداث ..كل شيء هناك تحول الى قبضة الكلس اييادي طويلة من الحجارة تقبض روح المكان وعبار التراب وحرارة الشمس
اخد الفجوة الكبرى التي هي كالبرزخ تضيق وتضيق وتجدب اليها الاشياء ..جدبا لولبيا لا يترك شيئا امامه ولا خلفه .كان المعلم كانه يخاف من ظل التاريخ..وكان كل شيء في جلبة قوية وصراخ بلا صوت كانها اي الجلبة في عمق الماء حركات بطيئة وصامتة ..غرق في لحظة كل شيء في الماء ومات الفجر تحت همس الصلوات ..الله اكبر ..الله اكبر ..سمع اصوات الصبيان وهم يركبون السفينة التي صنعهتها لهم الطيف الانثى من سوالفها السوداء ..
حدث نفسه بهذا الكلام حين يموت الغبار والكلس سيبعثان في نهدين كبيرين .وكانت الماساة تجري فصولها بعيدا عن الكلس في صفحات التاريخ وفي شقوق الذاكرة المثقوبة بالرعب ..رعب الصبيان على السفينة المهترئة..فوق الماء ..وعبثا كان هو يبحث عن الابواب والنوافذ ليفتح فجوات للريح والبرد.يرى ولا يسمع الصبيان تصرخ وتحلم بالبكاء ولا دمع في عيونها ..
هل هذا واقع ام حلم ؟ عند الانتهاء من قراءة هذه الاسطر والخروج من هذا المسلك الكلسي المتحجر الذي صنعته بكلماتي ..اقتلني ايها الصديق ..ولا تكبر ولا تهلل لترك جسدي تنهشه الصقور ..
ع.س



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلب الفيلسوف
- فودكا....
- لجنة النموذجي التنموي.وتقرير اللاجدوى..
- سلاليم الريح
- تحشيش في الممكلة.
- في ساحة بطعم الغبار...
- غسلوا عقولنا..وتركوهاخاوية..
- سقوط في الفناء...
- الصمت اعتراض...
- في سوق العفاريت..
- زمن القناع.
- في القسم رقم 21
- طريق الخنزيرة.
- زمن الوحوش والذئاب.
- الفيضان..الفصل 7
- الفيضان...الفصل 6
- الفيضان..ف5
- الفيضان...الفصل 4...
- الفيضان...الفصل 2
- الفيضان (مابين الماء والدماء ) ف1


المزيد.....




- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - المشي في طريق الكلس