أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - في سوق العفاريت..














المزيد.....

في سوق العفاريت..


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 6742 - 2020 / 11 / 24 - 01:14
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة ..!
على الجدار وراء موضع الجلسة كتب مايلي (هذا قلبي مفتوح يحمل الكثير من الحيوانات وقليل من البشر..)..في الاصل صاحب الجلسة ليس هو كاتب هذا الشعار..ولا غيره من الفراشة المتناوبين على موضع الجلسة..وليس في مقدور احد منهم ان يحمل قطعة الجبص او الفحم ليكتب مثل معاني هذا الكلام..جل الفراشة ومنهم الرجل الكهل المسمى العم مبارك لايعرفون الكتابة ولا القراءة ويستحيل عليهم فك ورسم الحرف على اي شيء كان..ورق او حجر او تراب..في المكان تتفرق احجار واتربة وازبال تغزو ارضية السوق ..ويحتاج لكي يكون سوقا محترمة الى النظافة والتنظيم..
ولا شك ان الفراش في عالم التجارة المهمشة وغير المهيكلة هو التاجر الجوال بسلعته من زنقة الى اخرى ومن درب الى اخر..لايؤدي الضريبة ولا يمكت في المكان طويلا..فهو عرضة الى الطرد والتهجير من حين لاخر..في الوقت الذي ينتظر فيه قدوم الزبون فهو في توجس و انتظار محموم لقدوم المخازنيةالذين يطاردونه من ركن الى اخر. في ازقة المدينة ..
العم امبارك..من هؤلاء الفراشة الذين خبروا البيع والشراء في اسواق كثيرة..لكنه كان يفضل التجارة في سوق العفاريت..!
في بيعه يقنع بالقليل..وبضاعته غير محددة..قد تكون احياتا اشياء تافهة كمقص قديم..او سكين يسكنه الصدأ من قبضته الى راسه..او دزينة من الوقادات التي اكل الدهر عليها وشرب..بكم يبيع ..باي سعر ابتغاه الزبون..احياتا عندما تحتد المساومة..يرفع عقيرته الى السماء..ويرفع صوته عاليا في وجه الزبون ليقول له….خدها في سبيل الله...في سبيل الله خدها واعطيني التساع..لن يكون غضبانا ولا مشوشا ليتبع كلامه هذا بابتسامة عريضة...تضطر معها ان تشتري منه بالسعر المناسب التي يطلبه لبضاعته..يترك بضاعته ويذهب بعيدا الى جلسات الفراشة المجاورون له..واذا ما اعحبته سلعة ونالت رضاه..يشتريها وياتي بها الى جلسته ليعيد عرضها للبيع...اذاما حرز فيها درهم واحد كربح..جديد..!
لا علم لي براسماله لكن بضاعته قليلة الثمن...يردد على زملائه..( التجارة هي لليهود..يكتفون بقليل من الربح المداوم..اما عريبان..لهم فقط في فتح الدلقوش والثرثرة في الكلام…)..وهذا الكلام منه حكمة ليس مصدرها المدرسة ولادربة على الكتابة والقراءة..لكنها من صميم التجربة في الحياة...هذا السوق ظهر فجأة على قارعة طريق بجانب حديقة حديثة نمى كالطحلب في فترة الوباء الطويلة ..
ففيه يغلب الصنف الطالح من البشر على ذلك الصالح ولا سبيل للمرء كي يتجنب السقوط في حبال اللصوص والمنافقين سوى الاسلح بالذكاء والحذر من كل حركة..وان لا يبالغ في منح ثقته لمن هب ودب من البشر الذين يترددون على السوق فهو بحر تارة هادئ..واخرى هائج..تلطم امواجه الصخور البعيدة..تنختها بما يرضيها..الغالب الله يقول العم امبارك من سرق لك كانه خبأ لك..فالحساب سيكون عسير في يوم الحشر..وسوق العفاريث ينقلب الى يوم الحشر ايام العطل الاسبوعية وغيرها..
كان العم امبارك عميد الفراشة في السوق يقدف بعبايته السوداء القصيرة على كتفه..ويقسم بالله ان لا يعود الى السوق..لكنه سرعان ما يحنت ..ويظهر في الصباح الباكر يرتب سلعته القديمة التافهة على الارض..لايضيع الفرصة لكل من لقاه ان يتحدث عن ابنه الوحيد..الذي يسوق سيارة اجرة..وعن امله في الحصول على رخصة سياقة شاحنة كبرى ..رموك مهما كلفه ذلك من مال وتداريب طويلة..ينقل عليها السلع والبضائع بحق من الشمال الى الجنوب..حينها كما يقول..سيتاجر في بضائع حقيقية..ولما سئل العم انبارك عن الموضع الذي سيعرض فيه بضاعته القادمة من الشمال...يرد بلهجة ساخرة ومتعالية..
طبعا..طبعا..لن اعرضها في سوق العفاريث..!..
سابحث عن سوق ما اينما كانت فيها يتردد الادميين..
هنا.في السوق . كتب احدهم شعارا جديدا..اسفل الشعار القديم..مايلي .
(قلبي سفينة نوح تحمل جحافل من انواع الحيوان وقليل من البشر….)....
انتهى..
2020



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن القناع.
- في القسم رقم 21
- طريق الخنزيرة.
- زمن الوحوش والذئاب.
- الفيضان..الفصل 7
- الفيضان...الفصل 6
- الفيضان..ف5
- الفيضان...الفصل 4...
- الفيضان...الفصل 2
- الفيضان (مابين الماء والدماء ) ف1
- رأبت البحر هذا المساء..
- نظرية الكهف ...واراء الفلاسفة الصغار ..
- العاصفة والكلاب .
- انسحاق النهايات
- حلم بقرة..
- وهم السعادة ..هو الاغتراب.
- من الحجر الصحي الى العلاج النفسي
- الصيف ...ضيعنا اللبن .
- اوهام الاستقلال...!
- لن تصلح الدكاكين السياسية ما افسده المخزن...!


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - في سوق العفاريت..