أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - تحشيش في الممكلة.















المزيد.....

تحشيش في الممكلة.


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 6909 - 2021 / 5 / 25 - 00:09
المحور: الادب والفن
    


تحشيش,,,, في المحكمة الشريفة...

لايهمك اسمه اكثر من رسمه..يطلقون عليه لقب ..( بو.).ولا صلة لهذا اللقب..بادغار الان بو..ولا السيد بو..قرفادة..ولا بذلك الملقب بالبوزبال..لذلك سيدي ..لا تتعب نفسك باعداد التاويلات الغير المجدية...كان تفهم مثلا ان( بو) هو البوجادي. الرجل الساذج.او ان (بو) هو مو مو بوخرصة. او أي شخص تافه وجاهل صادفته يوما في ردهات الوقت وثنايا المجتمع او حتى على الورق وليس على الطريق وتقول انه شخص ورقي لا اهمية له لكن صدقني فالسيد (بو ) قد يتطلع على خواطرك ويكشفها وانت تتصفح اوراقه .ويصتفك في اذنى مراقي التطور البشري ..لان له معرفة بكل شيء ويمنحك تعريفات دقيقة لما تحتاجه سواء في امور الانتروبولوجيا والاجتماع و الدين او السياسة المدنية وفي مناهج العلم ومدارج الروح والعرفان..,,وكذلك في مدارات الفيزيقا.و ومغاميض المتايزيقا.وفي علوم العرافة والنفس العميقة..ولايغرنك مظهره البيئيس..قد يبدوللبعض انه رجل دجال جهول اومعلم ممسوس ومفتون فقد يوما عقله بين جدران قسمه بين صراخ وعويل الرؤوس الصغيرة المحملقتة...فيه كل صباح...لكن عيب ..اذا حسبنا تجاوزا ذلك عيب ..ان ( بو) عيبه الوحيد هو شغفه بدخين لفائف الحشيش...الحشيش المغربي الاصيل ..وهو لا يعد ذلك عيبا بل نعمة من نعم الله في الارض .سخرها الله لبعض الادميين الاذكياء ..الذيين لا يقدرون على رؤية الاشياء الا وراء الغيوم الكثيفة لمسحوق الحشيش ..ويميزونها من وراء ضباب دوخة العقل .. فهو.يشرب اللفة الواحدة وراء الاخرى كلما كان متوثرا..او اعترته بعض الافكار او لنقل ارهاصات الافكار او الكشوفات النورانية..وهو يقبل على حديث ما في موضوع ما ذي صبغة دينية اوسياسية..ففي صباه وقبل ان يتم طرده من المدرسة..كان بو يحلم بيوم سيصبح فيه..شخصا مهما داخل دواليب الدولة..ولكنه لم ينكشف له في حلمه ذاك نوعية ذاك المنصب .. في دواليب الدولة تلك..اهو برلماني ام وزير ..اورئيس الوزراء..او حتى ملك...لما شب ونضج بما يكفيه من السنين العابرة به في برك ومستنقعات الحياة ..تعلم اشياء كثيرة على سبيل الاحتكاك والمحاكات مع الناس..وعلى سبيل التجربة..ومما تعلمه بو وزاوله بلا كلل اوضجر ارتداء معطفه الاسود الطويل في كل الاوقات والفصول فهو لا يستطيع خلعه يوما ..ومن جملة غرائبه ان المعطف لا تقوى عليه الاوساخ والاذران..ولا قوة من قوى الطبيعة كانت تستطيع قهره بخدشه او تمزيقه..قد يقول قائل ا ن بو يغسله ليلا ..او في اوقات مكوته في المنزل لاايام عدة ..لكنه قول لا يلامس الصدق ..امام يما يلمح له بو في بعض المناسبات بان الارواح تتكفل باغراضه الخاصة في لحظات الغياب ..ومن تلك اللحظات النوم سواء في الصندوق القصديري الصغير او تلك الغفوات امام ابواب محاكم قضاء الاسرة...ومعطفه الاسود من تلك الاغراض ..ومن الغرابة ان يكون معطفه اسود..وحقيبته المحمولة الحديدية سوداء كذلك..في بعض الفترات العصيبة سواء في المعاش اوعند تعامله مع واقعه السيء..يضيق المعطف الاسود. عليه.ويتعسر عليه غلق محفظته السوداء..ويرتد المعطف الى اعلى ركبتيه كانه انخسف الى الاعلى..وتسخر الحقيبة منه وتبرز الاله الكاتبة وتظهر لكل من يمر بهم من الناس...لكنه يظل نقيا في دواخله النفسية ويظل متماسكا على الطريق سواء الى عمله ..او الى منزله .. حتى في ساعات العنت والضيق تكون روح (بو) خالية من النعرات والتمزيقات النفسية المريضة . ..كان لمعطف (بو )روح قوية تحميه من كل الصعوبات في حياته التي قد تبدو لك تعيسة وحزينة ... فهو يحافظ عل بقاء ازراره مفتوحة حتى يظهر للناس والجيران زغب صدره الكث..ويسحر به نظرات نساء وفتيات الحي ..وهو يسير في طريقه الى المحكمة هاهو السيد (بو) يسير نحو عمله ...لكن عمله هذا الذي هو منحصر في رقن الطلبات والشكايات والمحاضر والرسائل والتقارير..واحيانا بحوث للطلبة والمعلمين .. لا يعني هذا العمل ا ن السيد (بو ) قد حقق حلمه في الحصول على وظيفة محترمة داخل دواليب الدولة ....فلا زال الامر بعيدا كل البعد عن تحقيقه.وقد لا يتحقق يوما كما لا تتحقق الكثير من الاحلام ..احلام الفقراء تظل منقوشة في جماجمهم الى اللحد.في هذا الزمن السيء.. ولربما في المستقبل قد يتوصل الانسان الخارق الى علم تحليل تلك النقوش ورموزها على عظام الناس الاموات ليكشف للعالم و للعلم مضامين تلك الاحلام..هذا الامرسيكون مذهلا حيث لم يستطع الوصول اليه نظريات فرود ولا تلويحات احد من تلاميذه من علماء نفس الاعماق .. مثلا ..هذا مما يعتقده .السيد. (بو).ويسر به في احاذيثه المشفرة..ولا شيء كثير يمكنك معرفته عن السيد ( بو) كلما غاب ودخل صندوقته القصديرية محملا باغراضه السوداء ..
كان( بو )كثيرا ما يكرر على نفسه كلما كان يستمتع بلحظة من الراحة هذه العبارة ..وهي ليست تلك العبارة القديمة التي تخلى عنها منذ اليوم الذي استقر فيه في عمله ..هذا المشين على باب محكمة قضاء الاسرة والناس تتحلق حوله وهو يقول ويكرر.. ( اعرف نفسك بنفسك ..اعرف نفسك بنفسك ..)..وهذه العبارة والتي لازلت لم اصرح بها اليك غالبا ما تعيد اليه السرور والانشراح ..ولا يدرك المرء حينها كم عدد الانذال والمنافقين الذين استطاع ان يتجنبهم الى حدود هذا الوقت من حياته ..تقول العبارة ..وهو الذي يرددها ...(من الافضل ان تحلق عاليا بين الغربان ..على ان تسقط بين المنافقين )..وكلما فكرت في العبارة وجدت الحكمة تفوح منها ..والتي يريدك( بو) ان تتلقفها بجد ..فالغربان لن تؤديك ولربما بحثت لك بعد موتك على حفرة تضعك فيها ..لتواجه مصيرك في الظلمة وحيدا ..مع اعمالك ..اما المنافقين ..فلن يتركوك ليلتهموا لحمك وانت حي ..وما عساك تحصل منهم وانت ميت ..سيلتهمون لحمك وانت لا زلت حي يرزق ..يسير بو وحده على الطريق الى عمله اليومي امام محكمة شؤون الاسرة .القريبة منه وقبل ان يستقر بالباب وبفرش كرطونته ويبدا في رقن الطلبات والشكاوى ..كان تلتوي به الطريق الى دكانة المعلم علي التي اغتاد ان يتناول فيها كاس قهوة وطبق صغير من البيضارة وهي لعلم الجميع حساء من الفول المسلوق مخلط بزيت العود اي زيت الزيتون ..وكان الحديث يتشعب بينه وبين المعلم علي على مشاغل الحياة .. وفي الغالب كان ينتهي بانحناءة وصمت مطبق حتى انه لا ينتهي بتحية ولا سلام ..قريبا من باب دكانة المعلم علي يقرفص بو الارض ويترك كيسه جنبه وهو يعد لصنع ملفوفة حشيش..يتربص بعيونه المكان حتى يتدنب فضول المارة ومن حين لحين ينفخ من فمه سحابة بيضاء ..ويتبعها بكحه عميقة من صدره ..في تلك اللحظات كانت مخيلته تنتقل من صورة لاخرى محلقة فوق ما تبقى منها من ماضيه التعس ..عموما الناس هي هكذا تتحمل ماضيها كانه اكلال ثقيلة تحملها من الخارج البعيد او انها تلال من الاحاسيس التي تسكنها من الداخل ..الا ان هذا الثقل للزمن ان هو تكالب على الادمي اي ادمي مهما كان شانه واصله وفصله لا بد ان يغلب عليه ويزيد من غمه وهمومه وكثيرا ما ينجح هذا الماضي المنيوك من دفع المرء الى العدم ..وهو صامت وما عنيه بالعدم الصامت ليس سوى الانتحار ..لم يفكر بو يوما في هذا الامر ..وكانما هو ذلك الرجل العتيد القادر على مواجهة قدره البغيض..يشرب حشيشة وهو يفكر في طرق معاملة زبنائه من النساء على ابواب المحكمة ..معطم زبنائه من النساء اللئيمات ...شوف اسيدي اكتب لي مقالة قاطعة قادرة على ذرف دموع القاضي..للطلاق من هذا الوحش...يرد بو دائما ...نعم..نعم..سافعل ما تريدين سيدتي ..اعطيني بعض الوقت لا فكر ...واصبري علي ..كانت النساء الراغبات في الطىق هذه الايام يزداد عددها يوما عن يوم ..الامر الذي دفع ب بو ان ينسخ بالليل اعداد لا يستهان بها من طلبات معدة قبلا لاصحابها من معطوبي الزوجات او الازواج...وهذه الطلبات لا ينقصها سوى تلك الحيثيات الخاصة كالاسم والعمر والعنوان وغيرها من ارقام خاصة واسماء بالخصوم زوج او زوجة الخ ...كانت تلك التفاصيل سهلة الادراج في الطلبات ..عند الانتهاء من تدخين حشيشه ..ووضع نقطة انتهاء لسيولة مخيلته في زمنه ذلك المنيوك كان يقف ويتمم طريقه الى مكان عمله ..
منذ مدة ليست بالقصيرة بدا يظهر له التغيير في الاسلوب ..وهذا التغيير كان يرضي الزبناء ..كان يكتب عوض سيدي الرئيس ..اجد يكتب سيدي صاخب السعادة والفخامة الرئيس المبجل للمحكمة ...او انه سيكتب هكذا..سيدي صاحب الفخامة وحامي العدالة الاجتماعية الموقر..وكان لا يكتب هذه التبجيلات فيما مضى ..كان بدا موصوعه بالسلام والصلاة عللى من اتع الهدى..او انه كا يكتفي بتحية صادقة ونبيلة ويدخل في صلب الموضوع مباشرة ..لكنه يجب القول انه من هؤلاء الناس الذين ينتمون الى الجيل الماضي ويسايرون هذا الحاضر كانه استمرار لما مضى وانه من اولئك الذين يعتقدون في ضرورة اعتبار الزمن قطعة واحدة ..وهم لاليميزون ما بين تلك التصنيفات الثلث في حسده صونا له من التقطيع والتعتيم ..ولكي يضللون الناس يشيعون المغالطات في كون اللاستمرارية والديمومة تجمع بين الحقب الثلاث ..ما يسمونه ماضي لايزال مستمرا وما يسمون حاضرا فهو حي يرزق اما القادم فهو لابد ان يكون متتوقعا وحاملا للاوصاف التي نعرفها في الحاضر وعرفناها من القديم من الوقت ..ولاجل هذا يقول اصحاب الجيل القديم انه لا جديد تحت الشمس وكل الاشياء في الديمومة متشابهة .....


2020



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ساحة بطعم الغبار...
- غسلوا عقولنا..وتركوهاخاوية..
- سقوط في الفناء...
- الصمت اعتراض...
- في سوق العفاريت..
- زمن القناع.
- في القسم رقم 21
- طريق الخنزيرة.
- زمن الوحوش والذئاب.
- الفيضان..الفصل 7
- الفيضان...الفصل 6
- الفيضان..ف5
- الفيضان...الفصل 4...
- الفيضان...الفصل 2
- الفيضان (مابين الماء والدماء ) ف1
- رأبت البحر هذا المساء..
- نظرية الكهف ...واراء الفلاسفة الصغار ..
- العاصفة والكلاب .
- انسحاق النهايات
- حلم بقرة..


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - تحشيش في الممكلة.