أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - ومضات من سفر الكآبة و الرحيل















المزيد.....


ومضات من سفر الكآبة و الرحيل


اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 6942 - 2021 / 6 / 28 - 08:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


1/ لاتسمحوا لذاك السجان " الوهم " من التمكن منكم بعد تحرركم وشفاء جراحكم التي أدمت قلوبكم، لأنه سيأتيكم بشتى الصور وغايته الوحيدة هي دفنكم بعد قيامتكم، لاتقبلوا المفاوضات تحت أي إغراء يقدم لكم و أعلموا أن الإختبارات لن تنتهي مهما بلغتم من صعود، لذلك حافظوا على نقاء قلوبكم البيضاء.
2/ كما أن الجسم له جهاز مناعي يحميه من الميكروبات والفيروسات وتكون كحائط صد، كذلك هناك للنفس جهاز مناعي( الحيل الدفاعية) تسمى المتانة أو الصلابة النفسية يعمل كحائط صد ضد الضغوط والأزمات والمواقف والظروف الصعبة التي تواجهنا، وكلما ضعفت المناعة النفسية كلما تأثر الإنسان بسهولة بالضغوط والمشاكل المحيطة به وتصبح شخصيته ضعيفة وهشة ومهلهلة وينهار وتتفتت شخصيته أمام أضعف وأتفه الأزمات والصعاب ويشعر أنه في كارثة.
3/ توقف عن محاولة أن تكون كاملاً, فلن تَرضى أنت ولن تُرضي الجميع, فإن وجدت من الآخرين تصرفًا لا يرقى لمستوى توقعاتك، ستؤذي نفسك وتؤذي علاقاتك,أنت جيدٌ كما أنت بما فيه الكفاية، طالما أنك لا تؤذي أحد, محاولة الوصول للكمال في العلاقات، محاولة عقيمة، وستؤدّي بك إلى الفشل و السقوط.
4/ توجهك نحو الحياة يحدد توجه الحياة نحوك.
5/ حتى تنتميَ إلى مجتمع ما، عليك مشاركة أفكارهم و عاداتهم و تقاليدهم دون تفكير أو نقاش، و يكفي أن تُظْهِرَ بعض الإختلاف حتى يتم رفضك و مضايقتك، الحقيقة أننا خُلِقنا مختلفين كبصمات الأصابع، و لا يمكن أبدا أن نتشابه في أفكارنا و رغباتنا و أحلامنا و طباعنا، إذا أردنا التشابه في كل شيء، لا هروب لنا من إرتداء أقنعة نفاق موحدة تجعل منا ذلك المجتمع المثالي، لا تخف من أن تكون نفسك، فإذا كنتَ لا تُشبِه مجتمعك فأنت لست إنسان سيء، أنت فقط تحب أن تعيش على سجيتك دون إرتداء أقنعة زائفة لتُشبه الجميع، الإحساس بالرضا و القناعة الداخلية أهم بكثير من أن تعيش حياتك بأسرها غريب داخل جسدك، فقط ليرضى عنك مجتمع لا يفيدك بشيء.
6/ ‏فن التخلي، هو فن ترك كل شيء لم يعد يخدمك ولا يحسن حياتك إلى الأفضل، عادة، طبع، ردود أفعال ثابتة ومحددة، فكرة، إعتقاد، ومشروع يستنزفك ولم يتم إلى الٱن، قصة تظل تكررها على نفسك، وماضي لا تزل تعيش فيه، أحيانا تكون المسافة بينك وبين حريتك، هو أن تتخلى عن هذا العائق الذي يحجبها.
7/ مهما كان رأي الآخرين فينا، فذلك لا يعني حقيقتنا، فقد يحكموا علينا من خلال موقف أو من خلال رؤيتهم لنا من منظار قاصر بعين واحدة أو في إتجاه واحد فقط ممكن أن يتمثل بالمظهر الخارجي مثلاً و يبتعدون عن معرفة جوهرنا وما نحمل من صفات ومشاعر وطموحات وآمال، علينا أن نثق بأنفسنا ونضع حاجزاً أمام كل كلام أو مواقف سلبية ممكن أن تؤثر على حياتنا ومستقبلنا، فرأي الآخرون لا يمثلنا ولن يحدد لنا مصيرنا أبداً.
8/ كثيرا من الناس لا يعرف شيء عن مدى قوة الخيال ومدى تأثيره على حياته، بل أن البعض يظن أن التخيل والتصور مجرد مظيعة للوقت ولا فائدة ترجى منه، لكن الحقيقة المدهشة، عكس ذلك تماما، الحقيقة أن التخيل أو التصور لايؤثر عليك وعلى حالتك الشعورية (مزاجك) الآن فحسب، بل قد يؤثر على سلوكك وعلى مستقبلك وحتى على مصيرك ربما، وللعلم فإن أفضل الطرق لتعبئة العقل الباطن بما تريد تكون بواسطة التخيل، (إن التخيل يعمل كعمل السحر) وقادرا خلال (فترة زمنية قصيرة على قلب حياتك رأسا على عقب وتغييرها حسب ماتريد أنت)، لكن المشكلة تكمن في عدم معرفة أسرار هذه الموهبة، (القدرة على تعبئة العقل الباطن بالتخيل) وذلك نتيجة طبيعية لجهلهم النفسي والمعرفي بهذه القوة، والمشكلة الأكبر تكمن في جهلهم بالطرق العلمية الصحيحة للإستخدام هذه القوة.
9/ ‏كلما إرتفعت مشاعر الحب لديك كلما إرتفع استحقاقك، دائمًا وأبدًا الإستحقاق مرتبط بمشاعر الحب، ومن دون الحب سينخفض إستحقاقك. وأكثر أنواع الحب التي تزيد من مستوى إستحقاقك هو حب الذات، حبك وعنايتك وتقديرك الدائم لذاتك يرفع من مستوى مشاعرك وإمتنانك وبالتالي إستحقاقك.
10/ المؤمن لا يعرف شيئا إسمه المرض النفسي لأنه يعيش في حالة قبول و إنسجام مع كل ما يحدث له من خير و شر.
11/ الخوف من نظرة العالم إليك، تجعلك دائما قزما أمام نفسك، الجرأة في الظهور بصورتك الحقيقية أمام الملأ، ربما لن ترضي الملأ، لكنها ترضيك بتقبلك لذاتك و شخصك، عندما تدرك في قرارة نفسك أن مُجتمعكَ مشوَّه و منافق، فتجميل صورتك أمامه يصبح خيانة لكينونتك و ضياعا لوقتك.
12/ لتدرك أن أثقل القيود لم تصنع من الحديد,بل من العواطف والتوقعات والأفكار.
13/ عندما تدرك أن الموت تجربة رائعة لخوض حياة جديدة وشخصية جديدة، وأنه مجرد تبادل أدوار وإكتساب خبرات ومعارف، هنا ستخلع عنك الخوف منه والذي أوهموك به وستبدأ بإكتشاف الحياة لأول مرّة،لأنك ستكتشف ذاتك الإلهية الروحية العليا وستكتشف وهم الأنا الذي يعيشه الأغلبية وحتى وهمك أنت، وذاتك الحقيقية ستضرب أناك فتدمغها فإذا هي زاهقة،هنا ستبدأ حياتك الحقيقية لأنك إختبرت بوعيك تجربة الموت.
14/ الشعور بالشغف مرتبط بمشاعر الحب، فعندما تستشعر الحب ستشعر مباشرة بالشغف تجاه الحياة، فإذا كنت لا تشعر بالشغف تجاه الحياة كل ماعليك فعله هو أن تستشعر الحب، وحتى تستشعر الحب عليك أن تمنح حبك لأي شيء أو شخص أو حتى لنفسك، فعندما تجد شيء بعالمك يحرك فيك الشعور بالحب حينها سيرتفع شغفك.
15/ لا تحكم على الناس حسب ظنگ، فَـظنگ لا يعني شيئاً أمام حقائقهم، إستمع وتدبر، فلا تدرِي بأي ذنبٍ تلوم غيرگ، قد تخنقه وأنت لا تعيّ من الحقيقة شيء، إياگ أن تظنَّ يوماً بأنگ تعرف شخصاً ما تمام المعرفة وتتوهّم بأنگ مُلِمّ بجوانب شخصيته، و دوافعه، وأفكاره فتُفسِّر أفعاله وتصرفاته مِن منطلق تصوّرگ لا مِن منطلق حقيقته وتؤطّره في إطار لا يشبهه ولا ينتمي إليه، وكُن على يقين بأن في كل إنسانٍ تعرفه إنسانٌ لا تعرفه.
16/ توجد مرحلة في الحياه تدعى "المرحلةالملكية" (Royal level) عندما تصل لهذه المرحلة، لن تجد نفسك مضطراً للخوض في أي نقاش أو جدال، ولو خضت فيه لن تحاول أن تثبت لمن يجادلك بأنه مخطىء، فلسان حالك كأنما يقول له إذهب إلى الجحيم أنت وأفكارك، لو كذب عليك أحدهم ستتركه يكذب عليك، وبدل أن تشعره بأنك كشفته، ستستمتع بشكله وهو يكذب مع أنك تعرف الحقيقة، ستدرك بأنك لن تستطيع إصلاح الكون، فالجاهل سيظل على حاله مهما كان مثقفاً، والغبي سيظل غبيا، سترمي كل مشاكلك وهمومك والأشياء التي تضايقك وراء ظهـرك وستكمل حياتك، نعم ستفكر في أشياء تضايقك من وقت لآخر ولكن لا تقلق؛ سترجع للمرحلة الملكية مرة أخرى، ستمشي في الشارع ملكاً مبتسماً إبتسامة ساخرة وأنت ترى الناس تتلوّن وتتصارع وتخدع بعضها من أجل أشياء لا لزوم ولا قيمة لها، ستعرف جيداً أن فرح اليوم لا يدوم وقد يكون مقدمة لحزن الغد والعكس، سيزداد إيمانك بالقضاء والقدر، وستزداد يقيناً بأن الخيرة فيما إختاره الله لك، إذا وصلت يوماً لتلك المرحلة لا تحاول أن تغير من نفسك، فأنت بذلك قد أصبحت ملكاً على نفسك، واعياً جداً، ومطمئناً من داخلك.
17/ أنت لم توجد في هذه الحياة لمجرد ملئ فراغ أو لتكون ظلا لشخص آخر، فلا شيء يمكن أن يكون هو ذاتك، لو أنك لم توجد في هذه الحياة، فكل مكان ذهبت إليه، وكل شخص تحدثت إليه سيكون مختلفا في حال عدم وجودك،
18/ ‏حينما تتأجج نار الغضب في النفس، تتنكر الذاكرة للجميل، فهي تستحضر كل ذكرى بشعة مؤلمة، و تمحي كل ذكرى جميلة طيبة، فاحذر من هذه اللحظة.
19/ لا تلقي اللوم على إنسان جرحك فيما مضى، ولا تظلمه بأحكامك، فسيأتي يوم تكون في مكانه، ويكون لك شخص يحبك وتجرحه كما جُرِحْتَ في الماضي دون قصد، دون نية سيئة، كل ما في الحكاية أننا بشر، لا نشعر ببعضنا البعض إلا حين تدور الأيام ونكون مكان بعضنا البعض.
20/ ما نراه في الواقع ليس دائما هو الحقيقة، حتى ما نراه رأي العين و نلمسه لمس اليد، فنحن نرى الشمس بأعيننا تدور كل يوم حول الأرض، و مع ذلك فالحقيقة أن العكس هو الصحيح، و الأرض هي التي تدور حول الشمس. ونحن نرى القمر في السماء أكبر الكواكب حجما، مع أنه أصغرها حجما. ونحن ننظر إلى السماء على أنها فوق، و الأرض على أنها تحت، مع أنه لا يوجد فوق و لا تحت، و السماء تحيط بالأرض من كل جوانبها، بل فيزيائيا لا يوجد شيء إسمه السماء، بل يوجد فضاء، فما أصعب الوصول إلى الحقيقة وبرغم جهلنا يتعصب كل فريق لرأيه و قد تصور كل واحد أنه إمتلك الحقيقة المطلقة، و لو أدركنا جهلنا و قدرنا لأنفتح باب الرحمة و الحب في قلوبنا، و لأصبحت الحياة على الأرض جديرة بأن نحياها، فمتى نعرف أننا لا نعرف.
21/ لاتجعل حياتك معقدة بالحسابات والتحليلات فتفقد روحها، الذهن يحب الدراما لذلك يميل لتعقيد الأمور بشكل تلقائي، فهذه وظيفته، لكن الوعي الروحي يبسط الأمور لأن البساطة طبيعته، في هذا النمط من الوعي تصبح الحياة أسهل وأجمل، لا تطل الحزن والهم، ولا تكثر العتاب والنقد والجدال، إبتعد عن إقتناص الأخطاء، ليست كل الأشياء بحاجة للإثبات والبراهين، العمر أقصر من أن يستوعب كل ذلك، عش خفيفا، لطيفا، بسيطا، وأترك أثرك اللطيف في الآخر، وأعبر الحياة.
22/ ما أصعب أن يكون بداخلك آلاف الكلمات ولا تستطيع أن تعبر عنها، وما أصعب أن تموت الكلمات بين جوفك وحلقِكَ، وما أقسى أن تصرخ ولكن يظل صوتك مخنوق يموت بداخلك، وما أمر من أنك تتألم ولا يشعر بك من حولك، كم هي موحشة وقاسية غربة النفس، وما أصعب أن يطالبك البعض بالإبتسامة في الوقت الذي تعيش فيه الوجع، وأي وجع يعيش بين جوانحك.
23/ الحب لا يُمتلك، بل يتدفق، الحب لا يُفرض، إنه مجاني، الحب لا ينتقل، بل يتم توفيره، ببساطة الحب إتحاد روحي بين الإنسان و الكون، عندما يستقر الحب في الروح يكون مشع ويتألق بنفس معدل الشمس الروحية المركزية العظيمة كجزء من روح الخالق نفسه، الحب هو ما يحرك العالم، الحب هو الإنسانية والسرور، الحب هو الخلق الدائم دائما، ينتشر الحب مثل السماء، لا نهائي له، مليء بالبركات نحو الجميع على قدم المساواة، مثل الحرارة الشمسية، الحب هو روح العالم، يوقظه ويضيئه، الحب طريق المعرفة إلى النور، الحب الإله السامي للبشرية.
24/ قد تسامح لكنك لا تقبل التعامل مع الشخص مرة أخرى، تتجاوز لكن لا تتعافى من أثر الموقف، تتناسى لكنك تتجنب الأشياء التي تثير ذاكرتك من جديد، وترضى بوجود أشخاص في حياتك إحترامًا للذكريات والتفاصيل التي كانت تجمعكم في الماضي، هناك حواجز عتيقة تبنى بسبب كلمة، موقف، تفاصيل صغيرة، حواجز تجعلنا نفكر ونتردد بعد أن كنا نتحدث معهم بتلقائية وعفوية، تسلب منا شعور الأمان والطمأنينة ويتوقف عندها العطاء والمودة، بعض الحواجز تكون أكبر من قدرتنا,التسامح، التغافل والتجاوز، والحب.
25/ لا تحكم على نفسك من ماضيك، ولا تحمل نفسك مسؤولية ما وقع لك وما آلت إليه الأمور، في كل مرحلة من حياتك كان عليك الإختيار بين عدة إختيارات، وأنت كنت تختار بناء على ما يتوافر لديك وقتها من خبرة ووعي، خبرتك ووعيك الآن يخبرانك أن كثيرا من خياراتك كانت خاطئة، لكن عليك أن تدرك أنك وقتها لم تكن تمتلك ما تملكه الآن، وليس عليك أن تتمنى عودة الماضي لتعيد الإختيار، إختیاراتك الماضية حتى ولو كانت كارثية فهي صنعت ما أنت عليه الآن، لم يكن الأمر عبثا ولا هدرا، لقد كان ضروريا لتنضج وتصبح أنت، أنت.
26/ الحب هو من أوجد المحبوب وليس العكس، المحبوب هو إنعكاس للحب المتواجد داخلك والذي هو كينونتك الاصلية.
27/ لا تحسدوا الناس على نصيبهم من الفرح، لمجرد أن نصيبهم من الحزن لم يُرى.
28/ أحيانآ يتصاعد عطر لا تعرف من أين جاء، و لا ترى أجنحة الهواء التي تحمله، عطر غريب يتراوح بين الحنين و التوهج، عطر مدهش تحس أنك تعرفه قبل ذلك صافح حواسك في مكان ما، أو زمن ما، أو عصر ما، هذه رائحة الماضي و للماضي سحر لا يعرف تأثيره المسكر سوى الحاضر الشتائي البارد، ثمة خيط عطري يحرك داخلك آلة الكمان، فتسمع عزفها يذوب و لا ترى يد العازف و تتلفت حولك، من أين يأتي هذا العطر؟ أتراه قادمآ من غرفة الذكريات داخل أقداس القلب؟ و تذكر أنها كانت لحظة مدهشة، تذكر إحساسك باللحظة و لا تذكر اللحظة.
29/ إن عقاب أسر روحك بداخلك هو الحياة، وعقاب سراحها هو الموت.
30/ علم النفس علم يُفيد كل فئات المجتمع، ليس حكراً على فئة المرضى العقليين والنفسيين، يحتاجه الرجل والمرأة بحياتهم الشخصية والمهنية وحتى بالأمور التربوية للأبناء، يحتاجه كل شخص منا، يحتاجه الطفل والمراهق والشاب والراشد وحتى كبار السن، لهذا لا تتردد بالتثقف والتزود العلمي به سواء من خلال قراءة الكتب النفسية والتربوية أو من خلال طلب المشورة النفسية من المختصين به.
31/ أنت لست ضحية هذا العالم، بل أنت ضحية إختيارك لأفكارك، إن النظرة السلبية والمليئة بالكراهية لذاتك تنتج نظرة سلبية وملئية بالكراهية للكون وللآخرين، أما النظرة التي تتخللها المحبة والإحترام لذاتك فهي نظرة تعادل محبة للكون وللآخرين، أنت من يحكم عالمك, وعلاقتك مع ذاتك هي ما تحدد نوع الحياة التي تعيشها.
32/ إنّ الأفكار عبارة عن كائنات طاقية تعيش وتموت ولها حقل طاقي خاص بها، وهذه الكائنات تنتشر في الأجواء المحيطة بنا، فمثلاً، الشخص الذي يشكو من الشك والريبة فإنه ينشر حوله مجال طاقي مليء بالشحنات السلبية ويجذب إليه كل شيء يدعو للشك، وإذا كان الشخص يمتلك الإيجابية وحسن الظن وطيبة القلب فإنه يجذب إليه كل ما هو خير.
33/ لا خلاص من الشقاء إلا بالخلاص من البؤس و سحق ثعبان الفقر المسموم تحت سنابك الثراء أو تصفية الرغبة وقتلها، و الوصول إلى حالة من السكينة الداخلية التي لا يمكن أن تكون واقعا إلا من خلال كسب فائض الوفرة الزاخرة أو التشبت بالنزعة الصوفية الزاهدة في كل شيء، و العزوف عن جميع الرغبات.
34/ إن عالم الفكر أضيق بكثير مما يستطيع الوعي إدراكه، عندما تتوقف عن الوثوق بكل شيء تفكر به فإنك تبدأ في الخروج عن سيطرة الرغبة و تصبح ترى بوضوح أن أفكارك التي تعبر عن رغباتك هي ليست أنت.
35/ لا يوجد معنى للحياة، لا يوجد معنى للمنطق، لا يوجد معنى لأي شيء، فقط إجلس و تأمل في صمت كلي، حتى ينفجر بداخلك شيء أعظم من المعاني و التفكير.
36/ إن الملايين ممن يتوقون إلى الهجرة يكونون قد هاجروا نفسياً لحظة تقديم الطلب والبحث عن أسبابه و هجروا الوطن على المستوى الشعوري و يظل حالهم على هذا,حتى لو ظلوا سنوات ينتظرون الإشارة بالرحيل فتكون النتيجة الفعلية أن أوطاننا فيها الملايين من المهاجرين بالنية أو الذين رحلوا من بيننا بأرواحهم, ولا تزال أبدانهم تتحرك وسط الجموع كأنها أبدان الموتى الذين فقدوا أرواحهم, ولم يبق لديهم إلا الحلم الباهت بالرحيل النهائي من هذا الوطن حتى ولو للموت وهذا يفسر الهجرات الغير شرعية المحفوفة بالمخاطر فقد هاجرت أرواحهم بالكرة لأوطانهم وأصبح العيش فيه مساوي للموت فأصبحت كل امانيهم إما الخلاص أو الموت.
37/ معظم البشر غير حاضرون بشكل تام في اللحظة الآنية، لأنّهم و بدون وعي منهم مقتنعون أنّ اللحظة القادمة هي أكثر أهمية من هذه اللحظة، لكن بعدها تضيع الحياة كاملة والتي هي ليست الآن، نعيش من أجل لحظة قادمة، عندما تأتي تلك اللحظة لن تشعر بها لأنك ستكون مشغولا باللحظة التي بعدها وهكذا تنتهي الحياة وأنت لم تعش في الآن بل في مستقبل سيكون هو أيضا لحظة آنية ستضيع من أجل أخرى غير موجودة، لذا كن الآن فالحياة الآن وفقط.
38/ تغيير الأفكار يأتي من خلال البقاء مع أشخاص ترى افكارهم مناسبة لك، وأنت من تختارهم لأنك كلما بقيت وقت أطول وتكون بالقرب منهم ستتعود على أفكارهم مع الوقت حتى تصبح تفكر مثلهم وترى الأمور مثلما يروها هم وهكذا تتغير أفكارك بالتدريج.
39/ بعض العلاقات علاجها في هدمها، قد يؤذيك ذلك الهدم، قد يُشعرك بالندم والألم، قد يحرق صبرك وأيام من عمرك ولكن إنقاذك يبدأ من هنا.
40/ "فكيف تكف الروح عن الروح و الروح في الروح تقيم"
41/ ‏‏‏إستخدم كل شيء متوفر لك في هذه الحياة بحكمة دون أذى وجهل، لكن لا تدع الأشياء والأشخاص أن تستخدمك من خلال تعلقك بهم، وتذكر أن كل شيء أنت مفارقه حتى جسدك لن تأخذه معك، كل شيء هدية، فإما أن تحولها لنعمة تُغني بها روحك الخالدة في رحلتها هنا،أو تتحول إلى لعنة تجعلك تعاني بسبب إستخدامك السيء لها، وتعلقك الخاطئ بها.
42/ لا شيء يحدث صدفة في هذا الكون، كل الأحداث و الوقائع عبارة عن نتائج مادية تعود إلى أسباب روحانية المنشأ، متلازمة التوازن بين تأثير الوجود الروحي و المادي تخلق كينونة الإنسان، كما لا يوجد لقاءات عبثية في الحياة، كل أنسان تصادفه يكون الأمر إما إختبار، أو عقوبة، أو إستحقاق.
43/ إن الشعور عبارة عن إدراك واعي للترددات.
44/ إن الكون لا يعطي للمحتاجين لأن كونك منهم، أنت تملك كون غزير، معناه أنك لا تؤمن بالتحقيق المستحق من أجل نيل المطالب، لذلك يجب أن تطلب من وضع قوة وقدرة، أنت تطلب لأن هذا مزاجك، لأنك تحب الوفرة، لأنك تحب التنعم، لأنك تعشق السعادة، وليس تطلب وأنت تتسول فتات ما يجود عليك به الكون وتنتظر، أنت هنا المالك ولست المتسول، كل ما تطلبه هو مجرد حقوقك التي منحها لك خالقك، فلا تتسولها.
45/ لا تتدخل في عمل الكون، أطلب طلبك فقط، لأن آلية عمل الكون ليست من شأنك، تدخلك فيما ليس من شأنك يعطل عمل الكون ويحقق لك حلولك الجهنمية الفاشلة، المالك يطلب مواصفات الدجاجة المشوية التي يريدها ولا يدخل ليطبخها بنفسه.
46/ الكون يطبع كل ما يدور بخيالك، فالكون لا يفرق بين ما تطلبه وتريده أن يتحقق وما تتخيله حتى وإن كنت لا تريده أن يتحقق, فتخيلك للحادث الذي تخشي أن يقع لك بمثابة رسم هدف للكون لتجليه, إرسم في خيالك ما تشاء بشرط أن يكون واضح المعالم وسيتحقق.
47/ آلة الكون تعمل بوقود الإيمان, على قدر إيمانك يتيسر تحقيق ما طلبت بعدما رأيته في خيالك كأنه محقق، و على قدر تجلى طلبك بسرعة يكون معادلا لطاقتك من الإيمان، خاصة لو حجم ما تطلب كبير ويتطلب وقود إيماني أكبر.
48/ الكون يستجيب لعقلك الباطن مالم تسيطر عليه، و العقل الباطن هو صلتك مع الكون لأنه يدير أشياء هامة في حياتك فيعتقد أنه من يتخذ القرارات، قد تطلب من الكون تحقيق طلب ما وتضغط على زر خاص بتجلي طلبك، بينما العقل الباطن يضغط على زر إلغاء ظنا منه أنه حريص عليك ويحميك، لأنه يمشي بصرامة وفق معتقداتك وعاداتك التي قمت بتبنيها وإختيارها من أهلك ومن حولك حتى أصبحت برنامج، عندما يلحظ خروجك من مناطق الراحة سيحاربك بشدة حتى يتأكد أنك تعرف ما تفعل ومسيطر على الأمور، لذلك وقبل تشغيل آلة الكون إبحث عن قناعاتك المعرقلة التي تتسبب بالضغط على أمر الإلغاء ثم قرر الإستكمال و الإلتزام لتُعلم العقل الباطن أنك مصرا على الخروج من مناطق الراحة فترفع يده من الضغط على زر إلغاء.
49/ الكون بأكمله ليس سوى جزء من ذاتك، فالعقل لا يمكن له حتى أن يدرك حجم الكون، والكون كله لا يستطيع إدراك حجم الوجود، والوجود كله لا يمكن أن يدرك حجم ذاتك، أنت تحوي كل شيء، وإن بدى الأمر وأن كل شيء يحتويك، فهذا التناقض، مثال بسيط على لا محدودية عظمتك فاعرف ذاتك حتى تعرف الكون.
50/ ‏قد "يُصوّر" لك أنهم متقدمون عليك أو متأخرون عنك، أعلم أنك لست مُتقدّما على أحد، وفي ذات الوقت لست مُتأخّرا، أنت فقط تعمل في "توقيتك" الذي وقّته الله لك، عش مرتاح البال مُطمئن الحال مادام الزمن وسيلة بيد الله يسيره كيف يشاء ويمنحك ما شاء متى ما حان توقيته لك، فكل شيء عنده بمقدار.

___بقلم الماستر الأكبر سعيد اتريس___

9 _أيار _2021



#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشراقات في منتصف ربيع العرفان
- تأملات على هامش الغمرة و الرحيل
- مواعظ من تجليات الحكمة
- ومضات البصيرة و هتاف الشك
- قبسات من وحي الحقيقة
- الحرية ما بين الجوهر المفقود و الماهية المحدثة
- تأملات على هامش الحقيقة
- الفاتح نوفمبر:
- خيمياء الروح الكونية:
- (أغاني افريقيا)
- نوتات مجنونة في سيمفونية الجحيم
- العالم ضد إرادة الفرد
- مخاض الكورونا
- مصرع اليوتوبيا
- محنة الذات الوجودية
- لو ولدتني أمي بربريا لقتلت نفسي؟!
- من مزق مؤخرة الوطن...؟
- هل نحن وجوديين بالفعل..؟
- على قلبي المزنر بحلة البهاء
- أنا لا أنتمي إلى حظيرة الخنازير


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - ومضات من سفر الكآبة و الرحيل