أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب عمران المعموري - الليل في -امرأة من جنوب القلب-















المزيد.....

الليل في -امرأة من جنوب القلب-


طالب عمران المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 6941 - 2021 / 6 / 27 - 23:52
المحور: الادب والفن
    


ليل في بعده الوجودي من خلال ثنائية الزمان والمكان، ذلك الهادئ الساكن الذي يعبر الشاعر من خلاله عن مشاعره وتارة يعبر عن مخاوفه من الموت ،او من خلال واقعه الاجتماعي ، والسعي للحرية ..
الليل في بعده النفسي ، من حزن ومعاناة وتأمل وتفكر ، وما اوحاه الليل بسكونه الثقيل من خوف ورهبة ..
مجموعة شعرية ، امرأة من جنوب القلب للشاعر جابر السوداني ، اصدار الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، بغداد ،2020 .
استهل مجموعته بعنوان استنباطي معجمي صريح ويقصد به ورود العنوان كما هو (صريحاً) داخل مجموعته الشعرية..
(امرأة من جنوب القلب ) وهو عتبة النص الاهم في مقاربتي ، بما له من فاعلية واشارة ايحائية يتسم بقدرته على تكثيف دلالة النص وتأويلها، حيث فاعلية الذات والمتلقي ستنصب اولا على العنوان الذي يمثل اعلى اقتصاد لغوي (1)
بعد اطلاعي على المجموعة وجدت انتشار واسع وحضور لفظة الليل ومرادفاتها ومتعلقاتها لأكثر من مئة مرة في معجم السوداني الشعري ، وما ينطوي عليه من تعبير عن تجربته الشعرية ، دفعني الفضول لقراءة المجموعة بمقاربة اسلوبية ، لموضوع الليل..
اعتمد الشاعر في اسلوبه الى استخدام صورة الليل للتعبير عن مشاعره واحاسيسه وارتباط هذه الصورة برؤيته للحياة واثرها على نفسيته وما سببه ظلامه من حزن ومعاناة وما اعطى سكونه من فرصة للشاعر للتأمل والتفكير وحب للمرأة التي تسكن القلب التي فيها رائحة الجنوب، وشهقة القداح في ليل الحدائقِ كما يصفها ، الذي نراه جليا ً في نصه : ص5
امرأة من جنوب القلب (2)
مطرٌ على الشرفاتِ وجهكِ
جاءت به ريح المساء
من يا ترى يهواك مثلي
ويجيء يطرقُ بابَكِ الموصد
في ليل الشتاء
قمرٌ على الشرفاتِ أنتِ
موعودةٌ بهواكِ أعوامي الاخيرة
حلمٌ يغازلُ صبوتي
وتصدني عنك انثيالاتُ المساء.
الدفءُ ملءُ أصابعي
ويداي تسكن في يديكِ
فيكِ رائحة الجنوب .
وشهقة القداح في ليل الحدائقِ
فيك حلم مستحيل
يا نجمة َ الشرفات ما جدوى
المساء بغير حلمٍ مستحيل؟
يا نجمة َ الشرفات
هان طموحنا المزعوم هوني
في البرق يبدو اللون ُ
طيفاً قرمزياً يتخطى في العراء
في البرقِ متسعٌ
لنبني حلمنا المزعوم أنى ما نشاء
تكرار حضور (الليل) ومرادفاتها من (مساء، النجمة ، القمر ) واستخدامه صورة الليل ومتعلقاتها برؤيته للحياة ، تلك الظاهرة الطبيعية الصامتة الزمانية التي ادركها بصفته جزءً من هذا الوجود المحيط به الذي ينتمي اليه ولا ينفصل عنه ، وما عبر عنه من مشاعر الحب عن طريق صورة الليل التي شكلها والذي يدركه بمشاعره المتوقدة واحساسه المرهف .
حيث ربط الشاعر الزمن الليلي والحيز المكاني اذ الزمان والمكان متلازمان ومقترنان لا يمكن عزل احدهما عن الآخر، يظهر هذا الارتباط في شعر السوداني في الكثير من قصائده منها :
امرأة من جنوب القلب ص5 ، عزيزة ص11 ،الرحيل ص 12 ، وقفة مع محمد الخطاط ص 19، اضطراب الخاتمة ص26 ،اشتهاء ص 29 ،الليل يأخذني اليك ص 37 ،الموت النصفي ص68 ، الليلة ص71 ،الليل ص73 ، زيف حلم ص76 ، ...
الاستخدام الفني لليل ومرادفاته في صور تشبيهية واستعارية فضلا عن المفارقة والتضاد بين الليل والنهار وملحقاتها مثل القمر والنجم والشمس وغروبها في دلالتها الرمزية .كما في نصه :
هي أمرأه تجيءُ مع الليل خلسةً
حين يكون مداه ُ البنفسجُ
عصيةٌ تشاكسُ هدأة الريح
تحت جناحيها طويلاً ولم تنطفئ
ترتقي أضلعي سلماً
وتنزل من الغيم ِ قطرةً
سافرت سراً بليل
اتكأ الشاعر على الليل ومشاهده كالقمر والنجوم وما يقابلها من صباح ونهار وشمس للتعبير عن حالة الاغتراب والوحدة كما في نصه:ص12
ميسان كانت حلوةً
كانت كصدر امرأة في
الاربعين
قالت وحاصرها النشيج
الضفة الاخرى اغتراب
قمرٌ على الشرفات يبكي
سرقت مصابيح الدروب بهاءَه
وكما يعبر عن الوحدة والاقصاء الى البعيد في نصه: ص38
كنت اقصتني الوجوهُ الى البعيد
بكيتُ وحدي
حين شيّعني الرصيف مغادراً
كل الدروب تقودني
بخطى وئيدة
نحو هاويةٍ مقلتيكِ
سيجارتي وقصائدي والليل
والكأس حتى حين أهربُ
للغناء تشاطرني سلوتي
وفي قصيدته (الليلة ) ص71 يقول :
ماذا لو أنصفت الليلة َ
والعمر بقيةُ كأسٍ
خلّفه الندماءُ
على طاولة الأمسِ
منسياً مثلي
ويقول في نفس القصيدة :
كم سيكون شهياً
لو أقطفكِ الليلةِ
نبتاً برياً
وظف الشاعر مفردات الليل ومرادفاتها ومتعلقاتها وبلغة انزياحية وخروج عن السائد والمألوف من حيث اللغة المباشرة في اجواء الحرب ، القتال ، الموت ، الحب ، المنفى ، الحزن ، الاغتراب ، المنفى ، الوحدة
يعد الليل من انسب الأوقات لدى الشاعر ليطلق الشاعر فيه اشجانه من مكامنها فقد اتخذ منه الشاعر وقتا يعبر فيه عن حبه وهواه لمحبوبته حيث عبر بصوره شعرية شفيفة في قصيدته (شهقة الآس) ص107
حفيٌّ هواكِ
حين يلامسُ برفقٍ
أوتار قلبي
ويعزف عليها
نشيد المنى
وروحي حمامةٌ
طارت مع الليل سراً
اليكِ
وحطت على شباكِ
بيتكِ البعيد
وحيداً أذوبُ
كحبَّة بَرَدٍ
وفي نص آخر وبهاجس سردي رومانسي وبتشكيل جمالي يصور لنا لوحة شعرية لحظات الشوق لمحبوبته بتوظيف احد مفردات الليل (المساء): ص108
أفيقي يا شهقةَ الآسِ
باردٌ هذا المساء
وعصفورك الحيُّ
وحيداً وراءَ الزجاج
يموتُ شوقاً لدفءِ
حضنكِ الوثير.
ففي الليل يعلن ساعة موته ، وفي الليل ينحت من حزن الكون المتآكل صخرة قبره ، او يجلس في الليل حتى الفجر ، وبلغة ومفارقة لفظية وهو يؤنسن الليل(وقح، يشاكس، يلمُّ ) معترفاً بممارسته الليلية والسقوط في متعة الليل كما في نصه قصيدة (الليلة ) : ص72
وببطءٍ
تنسل اصابعك المشط
تتراكض في أرجائي
عبر مسالك جوع صباي
وقحٌ هذا الليل يشاكسني
ويلمُّ غسيل ضفائركِ
معفرةً بأديمِ العشب ويرحل
يعبر الشاعر عن القلق الذي ينتابه ليلا فهو يكثر من استخدام (طول الليل) إحساس بطول الوقت وثقله فالوقت ثابت وانما احساسه الذي يجعل من هذا الليل موغلا في الطول بسبب حالة الترقب والارق تسيطران عليه، يشكوا حالة الحزن والوجع ، والانكسار، كما في قصيدته:
(وحشة الريح)
الريح تصفر لحنها
المفجوع في رئة القصب
والليل مدَّ جناحه
الكحلي منتشياً ونام
وعواء جرحي ظلَّ مستعراً
طوال الليل ينزف لا ينام
تعاقبت منذُ استفاق َ
على الاسى ستون عام.
قضيتها متسكعاً بين الفروض ِ
أجرُّ أذيال انكساري
وحين يتعمق القارئ العليم في النص السابق ونصوصه الاخرى بلياليها ومساءاتها الطويلة المؤلمة والحزينة ، فيما يتعلق بالنسق الثقافي المضمر في بنية النص القابع في اللاوعي من حيث بعده الايجابي يجد حضور الصوت الانساني (دلالة انكسارية)3 وهي صفة انسانية يتجلى فيها اقصى درجات الانسانية صادقا.. نرى ذلك جليا في عباراته: (أجرُّ أذيال انكساري، وانكسرت خاشعاً، سأبقى رغم انكساري ، بقايا انكسار، وأوغلنا في غمرة الانكسار مدبرين، واسلمت ناصيتي على يديك مرتين، بأني المهزوم الأسوأ حظاً /في تاريخ الظلم الشرقي ..



#طالب_عمران_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتجاهات الرمز .. في ما قاله الغيم للعراق
- تراسل الحواس في قصيدة (حنين) للشاعر ناهظ فليح الخياط
- الصورة السينمائية وخصوصية اللقطة السريعة في (ألوان بالأبيض و ...
- البعد الدلالي والايحائي في قصيدة (ظلك الارجواني) للشاعر مازن ...
- شعرية الوجع في (موت جماعي ) للشاعر قاسم وداي الربيعي
- النضج الجمالي .. رسم في الخيال و تحقق المعنى في (عادات سيئة ...
- آلية الاشتغال السردي في رواية (حبة خردل ) للروائي عامر حميو ...
- الايقاع ونسج الصور في الوميض الشعري في (مجرات ضوء ) الاديب ر ...
- سومرية بين جدلية حب الوطن والحبيب في... (وأقشر قصائدي فيك) ل ...
- بنية النفي ودورها في انتاج الدلالة( لا أودعها أسراري ... ) ق ...
- البنى الاسلوبية واثرها الجمالي في (غزل حلي ) للشاعر موفق محم ...
- المنولوج الداخلي وأسلوب التكرار وأثره في خصوصية التشكيل الشع ...
- .تصعيد الدلالة عبر تصعيد مشاعر المتلقي في (جدائل شنكال) للشا ...
- بين الصمت والكلام عتبة نصية مقاربة نقدية في (آنية الوجع) للش ...
- الشعرية في نص (من انثيالات السمفونية التاسعة لبتهوفن) للشاعر ...
- التلاعب في البنى الدلالية وأثرها الجمالي في (هاليوليا) نص لل ...
- الأنا ... والآخر في ( لحظة موج) قصيدة للشاعر رياض ابراهيم ال ...
- موضع التساؤل وانفتاح الدلالات للنسق الداخلي لقصيدة(نكوص) للش ...
- الإبدالات الايقاعية في قصيدة (سرُّ عطرِكْ) للشاعر طه الزرباط ...
- الإبدالات الايقاعية في قصيدة (سرُّ عطرِكْ) للشاعر طه الزرباط ...


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب عمران المعموري - الليل في -امرأة من جنوب القلب-