العتابي فاضل
الحوار المتمدن-العدد: 6941 - 2021 / 6 / 27 - 23:07
المحور:
الادب والفن
مشهد من رواية (موطن الخيبات)
فاضل العتابي
- من يقول لا رائحة للموت، أنا استنشقتها لمرات ومرات في غياهب الزنازين، أثناء كل جلسة تعذيب تشعر بالموت يطوف حولك وتستنشق رائحته.
من الصعب أن تصفها لكنني تجرعتها مرات ومرات
طعم المرارة في الفم ينسيك أنك على قيد الحياة وتتنفس رغم رائحة الموت التي حولك، رغم العصابة السوداء التي تغطى عينيك، لكنك ترى في تلك المسافة أشباحا تتراقص كأنها في حفلة موسيقية صاخبة، تتطاير ثم تسقط لكنها تنهض من جديد حتى تحسب نفسك أنك ضمن الجوقة، تحاول مسك الجدار أو السقف كي لا تتمايل أو تهوى،
الألم لا وجود له لأنك خارج حسابات الشعور الإنساني.
تشعر أنّ جلادك هو ملك الموت في كل لحظة يسلب روحك منك وتكون نسيا منسيا.
وبلا وازع إنساني يعيدونك إلى الحياة بإشارة من رأس الجلاد، كان حواره صامتاً معجوناً بالألم.
سمع صوتا يعتذر منه بلهجة وديعة ويقول له: إنك أنت عدو نفسك،
هل تريد من التاريخ أن يخلدك لأنك تحملت وتجرعت صنوف العذاب ولم تنطق؟
هل تتصور أنهم سيقيمون لك نصباً تذكارياً في يوم ما؟
رواية موطن الخيبات
فاضل العتابي
#العتابي_فاضل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟