العتابي فاضل
الحوار المتمدن-العدد: 6386 - 2019 / 10 / 21 - 16:10
المحور:
الادب والفن
صف طويل للانتظار ويطول اكثر واكثر كلما تأخر الوقت يبدأ التزاحم ويكثر اللغو.
المكان: صالة صغيرة لتوزيع المساعداتو
الزمان: غفلة من زمن القهر في بلاد العهر
الوقت: الرابعة فجرا الجامع القريب لم يأذن لصلاة الفجر
الحضور: نسوة متشحات بالجوع
المقسوم: سلة صغيرة تحتوي حفنة كسكسي وعلبة زيت ونصف كيلو سكر تسمى "سلة الفقير"
ولي الأمر: للتو فرغ من سهرته مع العود والمداح واصناف كثيرة من الموبقات تشمل شيشة عدتها مزخرفة مرصعة بالجواهر محشوة بصنف غالي من التنباك المخلوط بأفخر أنواع الحشيش
يتأهب للوضوء من أجل الصلاة
امرأة مسنة تجاوز عمرها ونيف تحمل جرابها الفارغ من أجل السلة الموعودة لتطعم ولدها المقعد منذ ولادته
تقف خلف اربعينية جميلة وصالحة للاستعمال
والتي خلفها في الثلاثين مطلقة وأم لأربعة أطفال اكبرهم في العاشرة يعمل حمال في سوق الخضرة ويعود مساء كل يوم بما يجود عليه اصحاب البسطات من الخضرة الفاسدة غير الصالحة للاستهلاك الأدمي
قاربت الساعة الثامنة والصف الطويل يمتد لأكثر من المطلوب يفتح باب الصالة ليعم الهرج والتدافع والكل يتسابق من أجل السلة الموعدة، بعد عشرة دقائق حصيلة الموتى اكثر من خمسين امرأة والجرحى يفوق هذا العدد بأضعاف
يأمر امير المؤمنين بفتح تحقيق، تتكاثر الأوراق والاجتماعات ويزداد أعداد الموتى، وتخرج نتيجة التحقيق
تشكيل لجنة من أجل مراسم دفن جماعي ليلا
ولي الأمر في زيارة خارج البلاد من أجل جولة مصالحة بين قبيلتين في أحدى بوادي جزر الواق واق
يعود للبلاد وطائرته محملة بأطوال الأقمشة البيضاء من أجل توفير الأكفان للموتى الجدد.
#العتابي_فاضل (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟