أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجيب الخنيزي - رحيل الشاعر العراقي والعربي الكبير سعدي يوسف














المزيد.....

رحيل الشاعر العراقي والعربي الكبير سعدي يوسف


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 6929 - 2021 / 6 / 15 - 09:23
المحور: الادب والفن
    


توفي الشاعر العراقي والعربي الكبير سعدي يوسف في 14 يونيو 2021 عن عمر ناهز 87 عاما في مدينة لندن حيث يعيش ، وبرحيله فقد الشعر العربي أحد أهم رموزه الكبيرة على مدى أكثر من نصف قرن ، حبث أسهمت أعماله الأبداعية والتجديدية الدؤوبة في بلورة مسار المشهد الشعري العربي المعاصر ، حيث زاوج باقتدار وجمالية ما بين شعر التفعيلة وقصيدة النثر .
يعتبر العديد من النقاد بأن الحركة الشعرية التجديدية ( شعراء الحداثة ) في العراق والعالم العربي تمثلت في الرواد بدرشاكر السياب ونازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي ، في حين يعد سعدي يوسف ضمن الحلقة التالية لجيل الشعراء الرواد ، والتي ضمت بلند الحيدري و يوسف الصائغ وعبد الرزاق عبد الواحد وفاضل العزاوي ومحمد الريكان ومظفر النواب وغيرهم
حافظ سعدي يوسف حتى لحظاته الأخيرة على التزامه الوطني والقومي والإنساني ، وعلى توجهاته التقدمية واليسارية والذي تجسد في ارتباطه بالحزب الشيوعي العراقي منذ الخمسنات ، وذلك إلى جانب بدر شاكر السياب ومعهما العشرات من الأدباء والشعراء والكتاب .
في جين تعتبر تجربة السياب قصيرة ومريرة مع اليسار العراقي وذلك لأسباب مختلفة ، غير ان سعدي يوسف التي ربطته بالسياب زمالة وصداقة قوية ظل ملتزما بقناعاته الفكرية والأيدلوجية والتي تعرض بسببها إلى السجن في العهد الملكي ، كما جرى اعتقاله مجددا مع المئات من الكتاب والأدباء والمثقفين في عام 1963 إثر الأنقلاب الأول لحزب البعث ، وأضطر بعد اطلاق سراحه في عام 1964 إلى مغادرة العراق والعيش في المنفى ، غير أنه عاد إلى العراق في عام 1979 لكنه لم يمكث طويلا وغادر مجددا العراق في أعقاب ملاحقة وتصفية قيادات وكوادر واعضاء الحزب الشيوعي العراقي من قبل النظام العراقي السابق ، وعاش سعدي يوسف حياة المنفى والتشرد على مدى العقود الماضية حيث تنقل ما بين مدن عربية وأوربية .
على الصعيد السياسي دخل في مواجهات حادة مع قيادة الحزب الشيوعي العراقي في اعقاب الغزو الأمريكي واحتلال العراق في عام 2003 ، وخصوصا فيما يتعلق بمعارضته مشاركة الحزب الشيوعي في العملية السياسية التي اعقبت االاحتلال ، ومع ان الحزب الشيوعي العراقي عارض الغزو والأحتلال الأمريكي للعراق ، غير أنه اعتبر ان عليه ان يتواجد في الساحة ، وان يتعامل ويتحرك سياسيا وشعبيا ضمن الواقع الموضوعي الجديد .
نشر سعدي يوسف أكثر من 40 مجموعة شعرية، من أهمها قصائد مرئية صدرت عام 1969، والأخضر بن يوسف وهمومه عام 1971 . و ديوانه " الشيوعي الأخير يذهب إلى الجنة " عام 2007 ، كما نشر عشرات الأعمال النثرية والنقدية والروائية إلى جانب الترجمات التي تزيد عن أربعين عملا تشمل شعر والت ويتمان، فيدريكو غارسيا-لوركا، يانيس ريتسوس، وقسطنطين كفافي، وغيرهم .
سعدي يوسف نال جوائز دولية عدة في الشعرمن بينها جائزة سلطان بن علي العويس التي سُحبت فيما بعد، جائزة كفافي من الجمعية اليونانية، جائزة أركانا من بيت الشعراء المغربي، وجائزة الأدب العربي في مونتريال. كما شغل عضوية مجالس إدارة العديد من المؤسسات الثقافية العربية والدولية،
وعمل سعدي يوسف أيضاً في مجال التدريس والصحافة كما شغل منصب عضو هيئة تحرير في صحف عربيّة وعالمية منها "الثقافة الجديدة" التي بصدرها الحزب الشيوعي العراقي .
كما أن كتبه تُرجِمت إلى الإنكليزية والإيطالية والألمانية، وكتبت عنه العديد من الدراسات والرسائل والأطروحات الجامعية.. العربي الحديث
بغض النظر عن بعض التباينات معه ، سيظل سعدي يوسف علامة فارقة في تأسيس وترسيخ الحداثة الشعرية والثقافية والفكرية ، والتمرد على تجليات النمطية التقليدية و القبح و القمع المادي والرمزي في العالم العربي ، كما ستظل تضحياته وانحيازاته للفكر التقدمي / الإنساني ودفاعه الذي لا يلين عن مصالح البسطاء والكاحين ماثلة في الذاكرة والوجدان .



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 22 أبريل .. اليوم العامي لأمنا الأرض
- رحيل الروائية والمناضل المصرية نوال السعداوي
- اليوم االعالمي للمرأة لعام 2021
- في ذكرى المفكر والمناضل المصري محمود أمين العالم
- رحيل إسحاق الشيخ يعقوب
- هزم ترامب .. لكن ماذا عن- الترامبية - ؟ ( 2 )
- هزم ترامب .. لكن ماذا عن- الترامبية - ؟
- قانون يكرس الانقسام الطائفي بالعراق !
- الثقافة .. جدل أم تبعية؟
- الإسلام السياسي والدولة المدنية
- الصراع الأمريكي الروسي في أوكرانيا
- الهوية .. الثابت والمتغير
- منتدى دافوس .. تدوير الأزمة
- التعددية.. ضرورة الراهن!
- خطاب أوباما .. هل من جديد ؟
- أنسنة العنف
- -جنيف 2- ... ومعاناة الشعب السوري
- عناصر المشروع النهضوي الجديد
- مصر .. ما بعد الاستفتاء ؟
- إدوارد سعيد.. المثقف العضوي


المزيد.....




- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجيب الخنيزي - رحيل الشاعر العراقي والعربي الكبير سعدي يوسف