أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نجيب الخنيزي - الإسلام السياسي والدولة المدنية














المزيد.....

الإسلام السياسي والدولة المدنية


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 4381 - 2014 / 3 / 2 - 23:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




تسنى لي، في الأسبوع الماضي، حضور فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 29)، وخصوصا النشاط الثقافي، والذي تصدره محور «حركات الإسلام السياسي والدولة الوطنية»، وقد خصصت له خمس ندوات جرى خلالها تداول عشرات المداخلات والتعقيبات من قبل باحثين وأكاديميين من المملكة والبلدان العربية والأجنبية، وقد اتسمت المداخلات والتعقيبات بتنوع وتعدد المراجع الفكرية/ السياسية، كما لم تخل من المماحكة والتهويش من منطلقات أيدلوجية ماضوية متشددة، تقف من حيث المبدأ والجوهر على النقيض للدولة المدنية، وذلك من خلال استحضار مفهوم الأمة والجماعة بالمعني التاريخي الضيق. استعرضت رؤية وموقف حركات الإسلام السياسي (بشقيه السني والشيعي) للدولة، وتسييسهم للدين خدمة لمصالحهم الدنيوية في الوصول إلى السلطة، وذلك من خلال طرح وتوظيف شعارات فضفاضة على غرار الإسلام هو الحل أو الحاكمية لله أو ولاية الفقيه. يتعين هنا التفريق بين الإسلام في نصه الثابت والمؤسس (القرآن الكريم)، وبين القراءة البشرية التالية له، وهي بالضرورة متعددة، وتصل إلى حد الاختلاف الحاد بين الفقهاء والمفسرين والمجتهدين، نظرا لتباين قدراتهم ومعارفهم وخياراتهم، ضمن سياق بيئة تاريخية متغيرة، بفعل العوامل السياسية والاجتماعية. منذ أواسط القرن التاسع عشر جابه رجالات النهضة والتجديد الديني، دعوات توظيف الدين في السياسة. وكتب شيخ الأزهر الإمام محمد عبده «المسلمون أدرى بشؤون دنياهم، وأن لهم أن يفعلوا بحياتهم ما شاؤوا ما ظلوا محافظين على إسلامهم»، وجاء في مؤلفه (الإسلام والنصرانية مع العلم والمدنية) علمت أن ليس في الإسلام سلطة دينية سوى سلطة الموعظة الحسنة والدعوة إلى الخير والتنفير عن الشر.. ثم يعود فيؤكد في كتابه «فليس في الإسلام ما يسمى بالسلطة الدينية بوجه من الوجوه». أما الشيخ عبدالرحمن الكواكبي، فقد أشار في كتابه طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد الصادر في 1902، أي مطلع القرن الماضي»، على أن الاستبداد السياسي متولد من الاستبداد الديني، والبعض يقول إن لم يكن هناك توليد بينهما، فهما أخوان أبوهما الغلب وأمها الرئاسة.. كما يشير إلى أن «كل المدققين السياسيين يرون أن السياسة والدين يمشيان متكاتفين، ويعتبرون أن إصلاح الدين هو أسهل وأقوى وأقرب طريق للإصلاح السياسي». جمال الدين الأفغاني الذي أقام في النجف، وتلقى العلوم الدينية في حوزتها، غير أنه اتسم بالانفتاح على كافة المذاهب الإسلامية من جهة، وعلى منجزات الحضارة الغربية من جهة أخرى، كما دعا إلى الابتعاد عن الفرقة والانقسام، والتأكيد على الوحدة الإسلامية والتآخي بين المسلمين، على قاعدة المشتركات الدينية والوطنية والإنسانية. ويرى الأفغاني أن إثارة قضية الخلافة بعد وفاة النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ أمر يضر المسلمين في الوقت الحاضر، ولا ينفعهم وقد كتب ما يلي «لو أن أهل السنة وافقوا الشيعة الآن على أحقية علي بالخلافة، فهل يستفيد الشيعة من ذلك شيئا، أو إن الشيعة وافقوا أهل السنة على أحقية أبي بكر فهل ينتفع أهل السنة؟. ثم يصرخ أما آن للمسلمين أن ينتبهوا من هذه الغفلة ومن هذا الموت قبل الموت. كما نستحضر أطروحات محمد باقر الصدر في دور المجتهدين كشهود، أي أن دورهم هو الإرشاد، لا الزعامة أو السلطة المباشرة للفقهاء. غير هذا الطرح غيب من قبل خط ولاية الفقيه الذي استأثر بالسلطة في إيران. هناك العديد من العوامل التي أدت إلى فشل وانتكاس مشروع التنوير والعقلانية والإصلاح والتجديد الديني، وبالتالي تصدر حركات الإسلام السياسي (السني والشيعي)، ذات المنزع الأيدلوجي الصارم والصدامي والمتزمت إزاء الآخر، الذي خلط الدين بالسياسة وحوله (الدين) إلى ثقافة وممارسات (شكلية) عامية تتسم بالخرافة والخزعبلات والأسطورة، ليس لها علاقة بجوهر الدين القائم على المحبة و التسامح والانفتاح. لنقارن ذلك الخطاب العقلاني بقول سيد قطب المنظر الشهير لحركة الإخوان المسلمين في كتابه «معالم على الطريق»، حيث كتب «المعركة بين المؤمنين وخصومهم هي في صميمها معركة عقيدة وليست شيئا آخر على الإطلاق، إما كفر وإما إيمان، إما جاهلية وإما إسلام.. وأن هناك دارا واحدة هي (دار الإسلام) التي تقوم فيها الدولة المسلمة، وما عداها فهو دار حرب.. وأن هناك حزبا واحدا لا يتعدد هو حزب الله وأحزابا أخرى كلها للشيطان والطاغوت». على نفس هذا الإيقاع قامت " جبهة النصرة " بعد إحكام قبضتها على بلدة معلولا السورية ، بخطف راهبات دير مار تقلا ، كما استبيحت كنائس وأديرة البلدة التاريخية ، و خير المسيحيين بين الإسلام أو دفع الجزية أو الرحيل . السؤال هنا: هل تتفق التصورات والممارسات الإقصائية المتطرفة، إزاء الآخر المختلف، مع مفهوم المواطنة المتساوية التي تطرحها الدولة/ الوطنية/ المدنية؟.



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع الأمريكي الروسي في أوكرانيا
- الهوية .. الثابت والمتغير
- منتدى دافوس .. تدوير الأزمة
- التعددية.. ضرورة الراهن!
- خطاب أوباما .. هل من جديد ؟
- أنسنة العنف
- -جنيف 2- ... ومعاناة الشعب السوري
- عناصر المشروع النهضوي الجديد
- مصر .. ما بعد الاستفتاء ؟
- إدوارد سعيد.. المثقف العضوي
- جنوب السودان .. تقسيم المقسم
- المسيحيون في المشرق .. بين الاندماج والهجرة؟
- جنوب أفريقيا وفلسطين .. التشابه والاختلاف
- دور الفرد في صناعة التاريخ
- تنويع القاعدة الاقتصادية .. ضرورة الحاضر
- هل من حلول جذرية لتفادي تفاقم البطالة؟
- الهويات المتناحرة .. والشرق الأوسط الجديد
- جريمة بدون عقاب !
- ليلى بالعراق ذبيحة !
- أفول الإمبراطورية !


المزيد.....




- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نجيب الخنيزي - الإسلام السياسي والدولة المدنية