أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نجيب الخنيزي - جنوب السودان .. تقسيم المقسم














المزيد.....

جنوب السودان .. تقسيم المقسم


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 4326 - 2014 / 1 / 5 - 23:00
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


جنوب السودان .. تقسيم المقسم

تواجه جمهورية جنوب السودان أزمة داخلية متفاقمة هي الأشد منذ قيامها كدولة مستقلة عن شمال السودان في 9 يوليو 2011، حيث تنزلق سريعا إلى أتون مواجهة عرقية وقبلية مدمرة ذهب ضحيتها على مدى الأسبوعيين الماضيين الآلاف من القتلى والجرحى إلى جانب عشرات الآلاف من المهجرين، وكان الرئيس الجنوب سوداني سلفا كير الذي ينتمي لقبيلة الدينكا قد قال في تصريح له في وقت سابق إن الجيش تمكن من إفشال محاولة للانقلاب في 16 ديسمبر الفائت قادها أحد منافسيه السياسيين، ونائبه السابق رياك ماشار المنتمي لقبيلة نوير الأصغر حجما، في حين يتهم ماشار الرئيس ومجموعته بالاستئثار بالحكم وتهميش المناطق والقبائل الأخرى، بما في ذلك المناطق الغنية بالنفط، ومع أن طرفي الصراع في جنوب السودان أبديا استعدادهما للتفاوض بشأن تسوية سياسية للأزمة المتفاقمة، غير أنه حتى هذه اللحظة فشلت الجهود الأفريقية في إطار تجمع (إيقاد) في شرق أفريقيا إلى جانب الأمم المتحدة وقوى دولية أخرى في وقف فعلي لإطلاق النار، نظرا لتصلب الطرفين المتصارعين وإصرارهما على شروطهما، وفي سياق متصل، قرر مجلس الأمن الدولي إرسال 5 آلاف و500 جندي من قوات حفظ السلام إلى جنوب السودان، ليصل عدد القوات الدولية في البلاد إلى 12 ألفا و500 جندي، المعروف بأن الحركة الشعبية لتحرير السودان ورئيسها الحالي سلفا كير، والتي تقود السلطة في جنوب السودان تأسست في عام 1985 تحت قيادة العقيد جون قرنق، كما شكلت جناحها العسكري تحت مسمى جيش الحركة الشعبية، وأعلنت الحركة ذات التوجهات اليسارية في بيان تأسيسها بأن هدفها تأسيس نظام سوداني موحد جديد قائم على العلمانية والمساواة والعدل الاقتصادي والاجتماعي، وقد استمرت الحرب التي اندلعت بين القوات الحكومية وجيش الحركة الشعبية طيلة أكثر من عقدين من الزمن، إلى أن توصل الجانبان إلى «اتفاق مكاكوس» بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان برئاسة جون قرنق، والذي وقع في 20 يوليو 2005 ببلدة مكاكوس الكينية، تحت رعاية ومشاركة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا المعروفة بـ «إيقاد» ووسطاء أمريكيين وأوربيين، واعتبر بأنه يمثل خطوة تاريخية في الاتجاه الصحيح، وقد جاء الاتفاق في أعقاب تذليل عقبتين رئيسيتين كانتا مدار خلاف واسع وعميق بين الطرفين طيلة 18 جولة سابقة، بل إنهما كانتا في مقدمة أسباب تفجر الحرب الأهلية في السودان في عام 1983م، وهما علاقة الدين بالدولة، وحق تقرير المصير لجنوب السودان. ويدعو اتفاق التفاهم إلى إجراء استفتاء على تقرير المصير «الوحدة أو الانفصال» تحت رقابة دولية وإقليمية ومحلية محايدة بعد انقضاء فترة انتقالية مدتها ست سنوات، ويستند الإطار الهيكلي للتفاهم إلى ترتيبات الفترة الانتقالية لنظام الحكم الذي سيقوم على أساس الفيدرالية وحكومة مركزية إلى جانب وجود كيانين شمالي وجنوبي يتمتع كلاهما بالحكم الذاتي. وفي ما يتعلق بالدستور، فإن غموضا ونقاطا مثيرة للجدل في الاتفاق أثارت خلافات حادة في الجولات التالية للمفاوضات، حيث تضمن التفاهم المبرم الدعوة إلى قيام لجنة قومية لمراجعة الدستور أثناء الفترة الانتقالية الأولى «مدتها ستة أشهر» تكون مهمتها وضع مسودة إطار قانوني ودستوري يحكم الفترة الانتقالية «مدتها ست سنوات»، ويتضمن اتفاق السلام ويتم تبني هذا الإطار «الدستوري والقانوني» وفقا لاتفاق الطرفين، غير أنه نشأت خلافات جدية بين الحكومة «وفي داخلها» والحركة الشعبية حول علاقة الدين بالدولة أو موضع الإسلام ضمن الدستور القومي الجديد، قبل كل شيء، فإن فشل الحكم السوداني في تلمس المدخل الصحيح لإنهاء الحرب الأهلية وإصلاح الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، والذي لن يتأتى إلا عبر إنهاء احتكار الحزب الحاكم للسلطة وإقرار مبدأ التعددية والتداول السلمي للحكم، ومراعاة كون السودان بلدا متعدد الديانات والمعتقدات والطوائف والإثنيات، وبالتالي فإن وحدة الهوية السودانية لا يمكن فصلها عن احترام التعددية الاجتماعية والثقافية واللغوية والدينية باعتبارها عامل إثراء وغنى يعكس الواقع الموضوعي والتاريخي، إلى جانب الأخذ بعين الاعتبار ضرورة التقسيم العادل للسلطة والثروة والتنمية المتوازنة بين الجميع. ومع أن السودان بلد موحد منذ حوالي القرنين، لكن شعار حق تقرير المصير للجنوب أخذ يتصدر الخطاب السياسي السوداني (الفصائل الجنوبية والمعارضة الشمالية) وفي المحافل الإقليمية والدولية، وذلك كرد فعل تجاه ما وصف بالمظالم والتمييز الذي لحق بشعب الجنوب طيلة العقود الماضية، كما أدى الفشل الحكومي إلى تصويت غالبية الجنوبيين على قرار الانفصال في استفتاء شعبي أعلنت نتائجه النهائية في فبراير2011، والذي تكرس في الاستقلال التام في 9 يوليو 2011، غياب الحلول السلمية واستمرار المعارك الضارية الجارية في جنوب السودان بين المكونات العرقية والإثنية والقبلية المختلفة، من شأنه ترسيخ الانقسام الأفقي والعامودي، ما يمهد الطريق لتفتيت الوحدة الهشة للدولة والمجتمع وبروز دويلات وأقاليم متحاربة على أنقاضها



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسيحيون في المشرق .. بين الاندماج والهجرة؟
- جنوب أفريقيا وفلسطين .. التشابه والاختلاف
- دور الفرد في صناعة التاريخ
- تنويع القاعدة الاقتصادية .. ضرورة الحاضر
- هل من حلول جذرية لتفادي تفاقم البطالة؟
- الهويات المتناحرة .. والشرق الأوسط الجديد
- جريمة بدون عقاب !
- ليلى بالعراق ذبيحة !
- أفول الإمبراطورية !
- بين مطرقة الجوع وسندان الموت
- السودان .. أزمة نظام أم أزمة بديل؟
- حماس .. تحديات مصيرية
- أوباما ومأزق الخط الأحمر
- ليبيا إلى أين ؟
- تساؤلات حول مستقبل الفكر القومي
- الثقافة العربية في عالم متغير
- الصهيونية هي العنصرية بامتياز
- شاكر الشيخ .. الغائب الحاضر
- إلى أين تسير تونس؟
- روحاني .. بين ولاية الفقيه ورئاسة الدولة


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نجيب الخنيزي - جنوب السودان .. تقسيم المقسم