أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل حبه - فشل بايدن في الشرق الأوسط















المزيد.....

فشل بايدن في الشرق الأوسط


عادل حبه

الحوار المتمدن-العدد: 6921 - 2021 / 6 / 7 - 21:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم ديميتري مينين
المصدر: صندوق الثقافة السترتيجية الروسي
ترجمة عادل حبه
قد تمكنت واشنطن من تعقيد العلاقات مع طرفي الصراع
من نتائج التفاقم الحاد للصراع العربي الإسرائيلي التراجع الكبير في هيبة الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة ، والتي لا تزال تطالب بدور قائد الدرك العالمي. فجميع الأطراف غير راضية عن سلوك واشنطن. ويوجه الفلسطينيون ومعهم العالم العربي كله الإدانة له لأنه يعترض مراراً وتكراراً على قرارات مجلس الأمن الدولي التي تدين الاستخدام المفرط للقوة من قبل إسرائيل في قطاع غزة وتدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار. ويعتقد هؤلاء أيضاً أن بايدن كان بإمكانه بسهولة إيقاف دوامة العنف في المراحل المبكرة جداً من خلال الضغط على نتنياهو، الذي أشعل فتيل الصراع من أجل مصالحه السياسية الشخصية.
ويتهم الإسرائيليون الإدارة الأمريكية الحالية بالتراجع عن "صفقة القرن" التي طرحها ترامب حول مشكلة الشرق الأوسط، والتي أثارت "آمالاً زائفة" عند الفلسطينيين ودفعتهم إلى التمرد. وهم يجادلونه عندما يعلن دعمه علناً حق إسرائيل في الدفاع عن النفس وعند الاتصال معهم من ناحية، ومن ناحية أخرى يدعو البيت الأبيض إسرائيل إلى إنهاء الضربات على غزة لتجنب المزيد من زعزعة الاستقرار. وهكذا ، فإن فريق بايدن ، كما يقول قادة إسرائيل ، "يسرق" من جيش الدفاع الإسرائيلي "نصراً نهائياً" قد أضحى قريباً.
وتشعر جميع الأطراف بخيبة أمل مماثلة تجاه الغموض التام للاستراتيجية الإقليمية لفريق بايدن ، معتقدين أنها تساهم في الفوضى المتسارعة في الشرق الأوسط. يبدو أن الإدارة الأمريكية الجديدة قد ابتعدت عن مسار ترامب، لكنها لم تقدم أي برنامج خاص بها لتسوية الأزمة في الشرق الأوسط، مع التركيز على جزء ضيق للغاية من الأجندة العالمية.
ويحذر الخبراء من أن الهوس الذي ينتاب بلينكين – سوليفان (وزير الخارجية الأمريكي ومستشار الأمن القومي الأمريكي) في فرض خططهما على روسيا والصين، سيؤدي إلى إخفاق واشنطن في مناطق أخرى، حيث يفتقر بايدن إلى المصادر المعرفية والموارد عن تلك المناطق.
وفي إسرائيل، إن اليمين غير راض بشكل خاص عن سلوك وزير الخارجية بلينكين، الذي كان من المتوقع، بصفته يهودياً، أن يكون أكثر دعماً لإسرائيل بشكل ملحوظ. فعلى سبيل المثال ، تبرأ بلينكن علناً من التصريحات الإسرائيلية حول تبرير تدمير مبنى شاهق مع مكاتب وكالات الأنباء العالمية بضربة جوية في غزة، حيث كان مقر حماس هناك. وبحسب مجلة النيوزويك، أعلن بلينكين أنه: "لم ير أي دليل يدعم وجود عناصر من حماس في المبنى في قطاع غزة حيث كانت تعمل وسائل الإعلام". وقال بلينكين هذا بعد أن نقل نتنياهو مثل هذه البيانات للأمريكيين ، عن طيب خاطر أو عن غير قصد ، وقد فضح بلينكين أكاذيب رئيس الوزراء الإسرائيلي. واتصل مساعد الأمن القومي لبايدن جيك سوليفان بنظيره الإسرائيلي مئير بن شبات للتعبير عن "القلق الأمريكي" جراء إخلاء العائلات الفلسطينية من منازلهم في الشيخ جراح ، الأمر الذي أثار حفيظة الأخير.
ولا تتردد وسائل الإعلام الإسرائيلية في وصف استراتيجية واشنطن في المنطقة بأنها "خاطئة ومتفجرة" هذه الأيام. وإن تصريحات بلينكن وسوليفان ، حسب رأيهم ، "تدفع حماس إلى المزيد من العنف وتدفع إسرائيل إلى حرب إقليمية". ويصف ك. غليك في إسرائيل في صحيفة "ها يوم" النتائج الوسطية لسياسة بايدن في الشرق الأوسط بأنها "مشؤومة". ووفقاً للصحفي الإسرائيلي ، منذ أن سيطر الديموقراطيون على البيت الأبيض ومجلسي الكونجرس، "بدأ الشرق الأوسط بالتحول بسرعة وبشكل حتمي إلى برميل بارود". وقبل بضعة أشهر، كان هناك أمل في أن تنضم حتى السعودية إلى الإمارات والبحرين والمغرب والسودان بالتوقيع على "اتفاقات إبراهيم" للسلام مع إسرائيل. ولكن تغيرت الصورة الآن إلى عكس ذلك تماماً. "مع تنامي الشعور بأن الولايات المتحدة تتجه إلى الجانب الآخر" ، ولم يعد السعوديون يعتقدون أنه بمساعدة إسرائيل يمكنهم احتواء إيران. ويأمل السعوديون الآن في تسوية مشاكلهم مع آيات الله بأنفسهم من خلال المفاوضات والمساومة. بدأت العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، والتي تطورت بسرعة في الآونة الأخيرة ، في إظهار علامات التراجع.
ومع ذلك، فإن اليمينيين الذين يتربعون على السلطة في إسرائيل قلقون ليس فقط من مسار السياسة الخارجية لواشنطن، كما يؤكد اليمين الإسرائيلي، ولكن أيضاً من تطور الأوضاع في داخل أمريكا، والتي يخشون من أن تمتد إلى بلادهم. وإن استبداد الديمقراطيين، المدفوع بـ "سياسة الهوية" أدى إلى استقطاب اجتماعي وسياسي في أمريكا لم تشهده البلاد منذ الحرب الأهلية. فاليوم، تعيش أمريكيتان وشعبان أمريكيان جنباً إلى جنب في أجواء العداء والخوف. "وستواجه إسرائيل مصيراً ملحوظًا بنفس القدر بمجرد استبدال الليكود والكتلة اليمينية بما أطلق عليه اليسار نفاقاً "حكومة التغيير"، أي حكومة يسارية متحالفة مع أحزاب عربية معادية ومع الانتهازيين.
لقد تحدث الرئيس الفلسطيني محمود عباس عبر الهاتف مع بايدن وحاول إقناعه بضرورة الضغط على نتنياهو من أجل وقف إطلاق النار و "توسيع آفاق الحل السياسي لتحقيق حل سياسي للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي". ومع ذلك ، باستثناء نداءات "ضبط النفس" ووعود المساعدة المادية (متواضعة نوعاً ما بالمارك الألماني) ، لم يسمع عباس أي شيء ذي معنى وملموس من بايدن.
وتؤكد الصحافة العربية أن "الولايات المتحدة تغادر المنطقة خلال الفترة المقبلة وبشكل تدريجي، ووستحل روسيا محلها التي تعمل لصالح الفلسطينيين". وتشير صحيفة عرب نيوز ، على ما يبدو أن "واشنطن ليست حريصة على العودة إلى عملية السلام في المنطقة. على العكس من ذلك، تحاول روسيا جذب أقصى قدر من الاهتمام كبديلة للولايات المتحدة. إذ تستضيف الحوار الفلسطيني وتتواصل مع قادة الجماعات السياسية المختلفة في فلسطين". وتعتقد صحيفة "عرب نيوز" أن هذا الاتجاه، أي مغادرة الولايات المتحدة وقدوم روسيا، قد يؤدي إلى تحول نموذجي عالمي. لقد بدأهذا المسار بالعمليات العسكرية الروسية في سوريا عام 2015. والآن أصبحت روسيا شريكاً ووسيطاً في المفاوضات بين إسرائيل وفلسطين. إن موسكو، شأنها في ذلك شأن واشنطن، لا تتوقع أنه بمساعدتها سيكون من الممكن إنهاء هذا الصراع ، لكنها على عكس واشنطن تصر على أن التسوية يجب أن تستند إلى مبادئ الأمم المتحدة.
ويعتقد العرب حتى الآن ، أنه ليس من الواضح ما إذا كان سلوك بايدن هو علامة على أن إسرائيل والمنطقة بأكملها لم تعد ضمن أولويات الولايات المتحدة أم أن هذا مجرد تحذير لنتنياهو، الذي دعم ترامب لسنوات عديدة.
ويستغل دونالد ترامب هذا الموقف بشكل جيد. ويقول: "عندما كنت في السلطة، أطلق علينا لقب( رئاسة العالم ) لأن معارضي إسرائيل كانوا يعلمون أن الولايات المتحدة تقف بقوة إلى جانب إسرائيل. وتحت حكم بايدن، أصبح العالم أكثر عنفاً وعدم استقرار، لأن ضعف بايدن وافتقار إسرائيل إلى الدعم أدى إلى هجمات جديدة على حلفائنا ".
ليس هناك شك في أن مسألة التسوية الفلسطينية الإسرائيلية، بشكل غير متوقع بالنسبة للكثيرين ، قد تغدو أحد المواضيع المركزية قيد المناقشة على جدول أعمال قمة بوتين وبايدن. بالنسبة للأمريكيين، هذه ليست أخباراً سارة تماماً: فمناقشة هذه القضية ستعزز حتماً المواقف التفاوضية لروسيا في الاجتماع ككل.
وستحتاج واشنطن، التي تمكنت من تعقيد العلاقات مع طرفي الصراع، إلى الاستفادة من خبرة موسكو وقدراتها في الانتقال إلى عملية سلام بناءة. وبموجب هذا، يحق لموسكو أن تتوقع من واشنطن موقفاً أكثر اهتماماً بمخاوف موسكو حيال القضايا الأخرى. وعلى وجه الخصوص، فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط. فبالنسبة للوساطة الروسية في هذا الصراع، يمكن للمرء أن يطالب الأمريكيين باتخاذ موقف أكثر إيجابية في سوريا.



#عادل_حبه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكم الاسلامي و -الانتخابات- في ايران
- الذكرى العاشرة -للربيع العربي-: نتائج محزنة
- اليهود مدينون لستالين
- لماذا تشتري الولايات المتحدة النفط من الخارج، رغم أنها أكبر ...
- العراق على كف عفريت، وآن الأوان كي تتخذ إجراءات حاسمة لمكافح ...
- كيف انتقلت أمريكا من رأسمالية -العائلة- إلى الإقطاعية التقني ...
- اختارت إسرائيل مجتمعاً ذا مستويين، والعنف هو النتيجة الحتمية ...
- بيرني ساندرز - يجب أن تكف الولايات المتحدة في الدفاع عن حكوم ...
- حول السلام في أفغانستان
- العاقات الايرانية الصينية بين الأوهام والواقع
- عندما تهيمن الخرافات على الايمان الديني
- النضال العنصري لا يمكن أن يلغي النضال الطبقي
- رحيل رئيس حزب توده ايران الرفيق علي خاوري
- سنهد عليكم -أم كوزكينا-
- سياسة أمريكا في الشرق الأوسط خطيرة وعفا عليها الزمن
- مبادىء الاصلاح في النظام الاشتراكي في فيتنام
- -تدريب المدراء في الصين على الطريقة الأمريكية في الإدارة-
- رحيل رمز من رموز الوطنية والديمقراطية والتنوير والنزاهة في ا ...
- مدرسة جنيف والعولميون: مساهمة سويسرا في دعم النظام النيوليبر ...
- هل لا زال لدى الولايات المتحدة اقتصاد؟


المزيد.....




- إيران.. تصريح رئيس مجلس الشورى عن الضربة بالمنطقة ومصير البر ...
- رئيس الوزراء الأرمني يعلن إحباط -محاولة انقلاب-
- اليونان: الآلاف يحتجون على الضربات الأمريكية على المواقع الن ...
- بوتين يوقّع قانونًا لإنشاء تطبيق مراسلة بديل عن واتساب وتيلي ...
- شبكات التجسس تثير أزمة ثقة في إيران.. النظام يحذر من التفاع ...
- السودان ـ مقتل العشرات بينهم أطفال في هجوم على مستشفى
- ترحيب دولي بوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل ودعوات لتوسيع ...
- مجلس النواب الأميركي يحظر استخدام -واتساب- على أجهزته
- واشنطن تعرض 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن أميركي محتجز بأف ...
- منظمة تتهم علامات تجارية فاخرة بالمساهمة في إزالة غابات الأم ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل حبه - فشل بايدن في الشرق الأوسط