أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب عمران المعموري - البعد الدلالي والايحائي في قصيدة (ظلك الارجواني) للشاعر مازن جميل مناف (اقتراب نصي )















المزيد.....

البعد الدلالي والايحائي في قصيدة (ظلك الارجواني) للشاعر مازن جميل مناف (اقتراب نصي )


طالب عمران المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 6916 - 2021 / 6 / 2 - 23:44
المحور: الادب والفن
    


لوحة شعرية ..بين الظل والضوء يرسم بريشة رسام ، ظِل يظهر من خلال حَجب الضوء ..
طيف من تدرجات اللون الواقعة بين الأحمر والأزرق لون (ارجواني) يعطي احساس بالبهجة و الانوثة و الرومانسية الحالمة و التصميم المريح للعين و المميز بجميع الوانه، هذا ما يتبادر في ذهن المتلقي من ظاهر العنونة كانطباع أولي ، فهل ينطبق افق توقعاته مع افق النص؟
لا يكون ذلك حتى نسبر اغوار النص والوقوف على اسراره وجمالياته..
عنونة مباغتة وبمفارقة لفظية اعتمد التضاد وهي العتبة الأولى ومن مناصاته المهمة، عنوان تبئيري و بمثابة استهلال فني يحمل تصورات الحداثة حيث يعد من العناصر المهمة ومفتاحا للنص فهو اشبه ما يكون ب (النواة المخصبة)1 وتلك التي ستتحول خلال العملية الابداعية الى جنين ومن ثم الى كيان كامل له رأس وأيدٍ وأحشاء (الوحدة العضوية في القصيدة)
اعتمد الشاعر في قصيدته وفلسفة بنائها على المفارقة (ظلك الارجواني ) ليس فقط على المفارقة المتضمنة في العنوان وانما المفارقة في فلسفة رؤيته المنتجة للنص ومن خلال التجريب الحداثي الذي يقوم على انتهاك الثوابت والبحث الدائم عن المغايرة
يرى صلاح فضل أن “قصيدة النثر تعتمد الجمع بين الإجراءات المتناقضة، أي أنها تعتمد أساسا على فكرة التضاد، وتقوم على قانون التعويض الشعري 2" ، القائم على توظيف الإبدالات الفنية تعويضاً عن العناصر الغائبة في قصيدة العمودية والتفعيلة وخاصة في مجال الايقاع الداخلي، الذي يحدث مسافة التوتر وتحقيق المسافة الجمالية وهي المسافة التي تفصل بين افق النص وافق توقعات القارئ او(المتلقي) ليتسنى للقارئ العليم ملء الفجوات ..
يستهل قصيدته وهو يعلن ختام المسير وقد أرهقه التساؤل يبحث عن حقيقة، في منولوج داخلي وصراع يعالج قضية ذاتية نفسية وفلسفية كما في نصه:
اعلن ختام المسير
سئمت وطأ اقدام قلبي
يهرول عند تلابيب الاسئلة
وفي نصه:
افتشت عن صراخ الحقيقة
ونوايا يحركها فحيح افعى
سلبت تواريخ نعاسي
انفتح النص على هموم الذات الشاعرة بنسق جمالي وفق معاير قصيدة النثر يستغلها لخلق مناخ يعبر عن تجربته ومعاناته من خلال صور شعرية فيها الشفافية والتكثيف يستفز المألوف الشعري
يقول: أُنسي الحاج (لتكون قصيدة النثر قصيدة حقا لا قطعة نثرية فنية أو محملة بالشعر شروط ثلاث: الايجاز والتوهج والمجانية)3
كما في نصه:
وجدتك احمق تعاقب نواقيس الاحتدام
خلف معركة تغزو مشيبي
تمزق صمت الخطايا
نحن الحيارى في مجارات الفشل
وزحام حكاياتنا الموبوءة
بستائر الجحيم
محال ان نشتري الفكر ...!!
من جدار الوهم
ابرز الخصائص الاسلوبية الجمالية التي امتازت بها لغة الشاعر جميل مناف الشعرية قدرته على تحويل اللفظة من معناها الوضعي الى معناها الشعري وبلغة انزياحيه خروج عن المألوف والسائد من اللغة ، الذي يزيد من المسافة الجمالية وبالتالي تنعكس على القيمة الجمالية للنص ، لان الشاعر خير من يمثل اللغة فهو يشتق وينحت جماليات وسمات فنية يملأ فضائه الشعري.
لذا أرى ان قصيدته حداثوية من حيث انها تتماشى مع روح العصر واعتماده في اشتغالاته (تكثيف الجانب الدلالي ) 4 الانزياح والدلالة لإنتاج ايقاع داخلي كما في جمله الانزياحيه :
ظلك الارجواني / اقدام قلبي / تلابيب الاسئلة / دروبي المتشنجة/ صراخ الحقيقة / تواريخ نعاسي / غيبوبة اوراقي / حلبات البوح / صمت الخطايا / بستائر الجحيم/ أرصفة محمومة/ حقائبي المتكاسلة / همهمة الغياب / وعطش الجبين/ مفاتيح الفجر /
شعرية نصه متأتية من صراع في أقصى مداه بين ذات المبدع ومحيطه ليعكس في جدلية بين هذه الذات والواقع يصدر عن حس عميق بالخيبة.. احساس بالقهر الذي يصهر الكائن المحكوم في ظل واقع طاحن وكذلك التواتر المتتابع في الاضداد بين حالتي الصوت والصمت الحركة والسكون النور والظلام القوة والضعف ، يكشف عن عذابات وتشظي فوضوي ، كما في نصه :
افتشت عن صراخ الحقيقة
ونوايا يحركها فحيح افعى
سلبت تواريخ نعاسي
وترقن قيدي
في غيبوبة اوراقي
وحلبات البوح
مفردات تحمل دقة في التعبير وشحنة ايمائية ودلالات مضمرة تتناسب مع حالة الالم المسيطر على الشاعر مفرغا آهاته المتتالية في حرف الهاء الصوت الانفعالي كما في مفرداته :
موبوءة / متشنجة /محمومة / متكاسلة / معطوبة / تائهة / تافهة
نص تشكل على أرضية الاحساس بالعبث والفوضى واللامعنى محكوم بالوحدة والفناء والخيبة المعطوبة محملا بالجراح كما في نصه:
احزم حقائبي المتكاسلة
لعليً أغفو على حلم مقيت
وراء هوة لا تتسع الريح
أنام على دكة الجراح
ووسادة الخيبة المعطوبة
لابدد ظلك الارجواني
اصالح اشيائي ببعضها
وحين يتعمق القارئ العليم في النص السابق فيما يتعلق بالنسق الثقافي المضمر في بنية النص القابع في اللاوعي من حيث بعده الايجابي يجد حضور الصوت الانساني (دلالة انكسارية)5 وهي صفة انسانية يتجلى فيها اقصى درجات الانسانية صادقا بعكس لو كان حضور الانا المتضخمة او(دلالة الاستكبار) الذي يعد من الانساق السلبية للكاتب .
ظلك الارجواني
اعلن ختام المسير
سئمت وطأ اقدام قلبي
يهرول عند تلابيب الاسئلة
وتفانين دروبي المتشنجة
كم كنت نزقاً ...!!
افتشت عن صراخ الحقيقة
ونوايا يحركها فحيح افعى
سلبت تواريخ نعاسي
وترقن قيدي
في غيبوبة اوراقي
وحلبات البوح
وجدتك احمق تعاقب نواقيس الاحتدام
خلف معركة تغزو مشيبي
تمزق صمت الخطايا
نحن الحيارى في مجارات الفشل
وزحام حكاياتنا الموبوءة
بستائر الجحيم
محال ان نشتري الفكر ...!!
من جدار الوهم
او نفتش عن رائحة الأجوبة
في دكاكين يقطنها التافهون
الغيت كل عناوين المدن
فوق أرصفة محمومة
احزم حقائبي المتكاسلة
لعليً أغفو على حلم مقيت
وراء هوة لا تتسع الريح
أنام على دكة الجراح
ووسادة الخيبة المعطوبة
لابدد ظلك الارجواني
اصالح اشيائي ببعضها
أعبر اراجيح قصصك التافهة
ووديان تمردك التائهة
بوحل قيد كاحلي
هواجس الغافلين
على همهمة الغياب
وعطش الجبين
يحاصر مفاتيح الفجر
بغياهب الخراب



#طالب_عمران_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعرية الوجع في (موت جماعي ) للشاعر قاسم وداي الربيعي
- النضج الجمالي .. رسم في الخيال و تحقق المعنى في (عادات سيئة ...
- آلية الاشتغال السردي في رواية (حبة خردل ) للروائي عامر حميو ...
- الايقاع ونسج الصور في الوميض الشعري في (مجرات ضوء ) الاديب ر ...
- سومرية بين جدلية حب الوطن والحبيب في... (وأقشر قصائدي فيك) ل ...
- بنية النفي ودورها في انتاج الدلالة( لا أودعها أسراري ... ) ق ...
- البنى الاسلوبية واثرها الجمالي في (غزل حلي ) للشاعر موفق محم ...
- المنولوج الداخلي وأسلوب التكرار وأثره في خصوصية التشكيل الشع ...
- .تصعيد الدلالة عبر تصعيد مشاعر المتلقي في (جدائل شنكال) للشا ...
- بين الصمت والكلام عتبة نصية مقاربة نقدية في (آنية الوجع) للش ...
- الشعرية في نص (من انثيالات السمفونية التاسعة لبتهوفن) للشاعر ...
- التلاعب في البنى الدلالية وأثرها الجمالي في (هاليوليا) نص لل ...
- الأنا ... والآخر في ( لحظة موج) قصيدة للشاعر رياض ابراهيم ال ...
- موضع التساؤل وانفتاح الدلالات للنسق الداخلي لقصيدة(نكوص) للش ...
- الإبدالات الايقاعية في قصيدة (سرُّ عطرِكْ) للشاعر طه الزرباط ...
- الإبدالات الايقاعية في قصيدة (سرُّ عطرِكْ) للشاعر طه الزرباط ...
- أثر السياقات الخارجية على البنية النسقية لنص ( انها تجري من ...
- سحر الأمكنة وجماليات الابداع في (أنامل الأمكنة ) للشاعر عادل ...
- الاستغراق الشعري في توظيف المثل (القشة التي قصمت ظهر البعير ...
- ثنائية الشعر والفلسفة في (صحيفة المتلمّس) للشاعر عبد الامير ...


المزيد.....




- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب عمران المعموري - البعد الدلالي والايحائي في قصيدة (ظلك الارجواني) للشاعر مازن جميل مناف (اقتراب نصي )