أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لخضر خلفاوي - العار و الخزي: لا خير في أمة تُغتصب فيه معلّماته و تُعنّف!















المزيد.....

العار و الخزي: لا خير في أمة تُغتصب فيه معلّماته و تُعنّف!


لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)


الحوار المتمدن-العدد: 6911 - 2021 / 5 / 28 - 08:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عهد الكوارث و التسيّب الأخلاقي في الجزائر يزداد سوءا و تعقيدا … قبل أكثر من أسبوع اهتز الشارع الجزائري لحادثة غير مسبوقة من حيث عدد الضحايا في وقت واحد، لأن ( التعدي على الأشخاص و الممتلكات و الإغتصاب و العنف صارت عناصرا أساسية مُشكِّلة لوضع كاد أن يصبح نمطيا في عيش و يوميات الجزائرين. حيث منذ سنوات ، إن لم نقل منذ عشريتين وتيرة تصاعد العنف و الإجرام تعرف ـ انتعاشا ـ مخيفا و كأن السلطات المختصة أمنيا و قضائيا واقفين حائرين من أمرهم في وضع شبه عجزي لردع هذه السلوكات الإجرامية و محاربة المسؤولين عنها).
ـ الحادثة كما قلنا في البداية يندى لها الجبين و تشرئب لها الأعناق !
و هي التهجّم على سكن « مشترك وظيفي » في الطابق الأدني لعمارة تسكنه 9 مدرسات في الطور الأول بمنطقة « برج باجي مختار » جنوب الجزائر.
الأمر قد يكون متوقعا و عاديا أن يكون سكن مربيات النشء أو غيرهن مستهدفا من قبل عصابة أشرار تريد سرقة بالغصب و التهديد كل ما هو ثمين و قابل لإعادة بيعه في « السوق السوداء » .. لكن هؤلاء المجرمين تجاوزوا حدود المعقول في عالم الإجرام في البلاد العربية المسلمة بل وربما في البلاد الغربية. حيث استعملوا الأسلحة الببيضاء للإعتداء على المربيات التسع ـ حسب التقارير ـ من بينهم أم لرضيع و قاموا بممارسة و تسليط على الضحيات المربيات العاملات خارج ديارهن الأصلية كل أصناف العنف و الشيء الذي صدم الرأي العام و كل عاقل هو إقدام بإعتداء وحشي لا إنساني و ذلك باغتصاب بعض من المعلمات .
وفقا للمواقع المحلية للتذكير ،المربيات أو المعلمات، تعرضن في 18 أيار/ مايو2021 إلى « اعتداءات جسدية وجنسية وشتائم وسطو تحت إكراه السلاح الأبيض، داخل سكنهن الوظيفي ببلدة برج باجي مختار، التابعة لولاية تحمل نفس التسمية جنوب الجزائر، لمدة ساعتين وبحضور رضيعة إحدى المعلمات" (حسب موقع رصيف). ويضيف ذات المصدر أن: "الإعتداء كان متكررا » و أثارت هذه العملية الوحشية الإجرامية صدمة و غضب كبيرين في أوساط المجتمع الجزائري منذ اللحظة الأولى » خصوصا و قد تبيّن أن الضحايا المعلمات اللواتي « نُقِلنَ ـ وقتها ـ في حالة نفسية وجسدية كارثية و حرجة إلى المستشفى، تعرّضن للسطو والاعتداء الجسدي في الماضي، وناشدن المسؤولين مراراً و تكرارا لتوفير الأمن و الحماية لهن ولو كان ذلك بالاقتطاع من رواتبهن، دون أن تؤخذ شكاويهن و صفارات إنذارهن على محمل الجد."
ـ تأتي هذه الكارثة الأمنية الأخلاقية في أجواء مكهربة إجتماعيا في الجزائر و حتى سياسيا كذلك..النظام يسعي من خلال تمرير الإنتخابات الهروب نحو الأمام و الحراك المتواصل و الصدامات الأمنية مع المتظاهرين السلميين عند كل جمعة و الإعتقالات ـ الآلية ـ التي صارت فرض عين لدى الأجهزة الأمنية المطبقة لأوامر ـ سلطة الأمر الواقع ـ خصوصا في العاصمة الجزائرية بعد وضع نظام بوتبون حيز التنفيذ الواعد بإصلاحات و عهد جديد ؛ حيث في الآونة الأخيرة بدأ الشارع يفقد مصداقية الوعود يوما بعد يوم .. و الدخول في حملة إنتخابية برلمانية في جوان ـ بعد أيام ـ يقابلها اهتمام ـ باهت ـ من قبل الرأي العام مما أجبر أصحاب القوائم للمترشحين إلى الاعتماد على حملة إنتخابية ـ مُفيْسبَكة ـ على الشبكة الإفتراضية!. حادثة الإعتداء جسديا بالسلاح الأبيض و الإعتداء الجنسي على المُعلّمات يبين لنا للأسف الشديد مدى سير المجتمع الجزائري نحو اللاأمن الإجتماعي و مدى هشاشة الوضع برمته ما لم تُأتى بحلول سياسية و إجتماعية و إقتصادية جذرية و محو بالكامل لصورة و آثار « العصابة » التي خرّبت و زعزعت البنية ـ تحتية الأخلاقية قبل الإقتصادية لمجتمع ظل رهينة دوائر الضغط و أضحاب المصالح اللاوطنية! بأختصار يجب إحداث القطيعة مع ممارسات السابق قبل ثورة الحراك السلمي.
ـ الإضرابات بسبب سوء المعيشة و ضعف القدرة الشرائية للمعلمين و هشاشة المقررات البيداغوجية التي تركتها « رمعون » كإرث يشبه « القنبلة الموقوتة » ؛ هذه الحركة الإجتماعية (إضرابات) التي مست قطاع التربية بأسابيع قبل « زلزلة » الإعتداء الجنسي البدني على مربيات الأجيال كنا نعتقدها ستكون « شرارة » تنطلق منها بداية التصحيح و و إعادة استرداد مكانة المدرّس أو الأستاذ من خلال الحراك التحسيسي الشامل بدءا بشل مقاعد الدراسة من أجل إنقاذ مستقبل الأجيال القادمة . كأن تكون هذه الشرارة إضراب عام و المطالبة بعدالة فورية و عقاب صارم ضد مرتكبي هذه الجريمة في حق شرف « المؤسسة التربوية » برمتها؛ إلا أن الوزارة ـ عقب الحادثة ـ بقيت في مفاوضاتها مع ممثلي عمال التربية و تمنت الشفاء العاجل للمعلمات ضحيات التعنيف بالسلاح الأبيض و الإغتصاب الجماعي الوحشي بحضور رضيعة في ذات السكن الوظيفي المشترك !
إلا أنّ الإنقسامات داخل النقابات الممثلة لسلك المعلمين من جهة و تهديدات الإدارة بفصل المضربين و ضغوطات وزارة « واجعوط » قوّضت من « عزيمة » الكتلة التربوية المنادية و المطالبة بتحسين ظروف المربي و حل جملة من الإنشغالات التي تمس القطاع بالدرجة الأولى. يا « دين الرّب ! راني حَاير امنينْ يْجيبُوا هاذ الأسماء التي تثير الريبة ! »تهنينا من « بن غبريط »؛ تروح غبرة فالسَّما ، جابولنا واجعوط!.. فكروني في عَشَّة عيطْ ـ ليطْ أو بيطْ ـ ليطْ !
ـ و هكذا مرت و كأنها لم تكن « كارثة الإعتداء الجسدي و الجنسي » الجماعي على 9 معلمات من قبل عناصر أشرار مجرمين بأخلاق وحوش .. هذه عينة من فشل المشروع التربوي الذي بُيّت له منذ زمن بعيد و وضعته دعائمه سليلة « الصهيونية » العالمية الوزيرة « رمعون » قريبة العائلة العصابة البوتفليقية التي كلفوها بتدمير المدرسة الجزائرية بالكامل ، ما تبقى من « بن يوزيد » صرّفته في قنوات الصرف الصحي هذه العميلة بدعم العصابة التي استعمرت الجزائر لعشريتين كاملتين و ما زال أذنباها و بقاياها في دواليب السلطة! لأن -حملة مطاردة الخونة و الزج بهم في السجن انتهت مع صعود روح « القايد صالح ».
ـ عندما تفشل المدرسة الجزائرية في إعداد الناشئة و تكون ـ مختبرا غربيا صهيونيا ـ تخرّج حتما مجرمين منحرفين يعتدون لاحقا جسديا و جنسيا على معلماتهم بل يقتلونهم حتى ؛ ببساطة لقد نجحت « الأيادي الخارجية » الحقيقية في تسميم مشروع أمة بل تحريفه و الحكم عليه بالفناء !
العصابة الفارطة اغتصبت لعقود شرعية الشعب الجزائري و أشرار « فشل مشروع التربية » اغتصبوا معلمات أبناء الشعب!
لا يمكن أن ننهض بمشروع أمة و المدرسة مهملة و مغتصبة و مهانة !



#لخضر_خلفاوي (هاشتاغ)       Lakhdar_Khelfaoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاغ عاجل! بحث في فائدة « العميد » الأديب صالح جبار
- القيَّامة!
- ألواحُ الزُّور
- التنَيُّز » بالشّعر
- المخ!
- تعاويذ الألم!
- « النتن ياهو » .. و قصتي مع قادة و ملوك العرب..!
- الأعراف...
- قطوف و أقباس!
- كوفيد 19 ، الغابة والعصابة و أشياء أخرى …!
- مَمِّي ..
- راعي الأنفاس
- الله جلّ جلاله في الأرض على جمل - أفرق-!؟
- سرد واقعي: المُنازلة
- ثلاثية سردية ( ناصيتي الطاحونة وأد)
- السِّيامية التفاعلية الأدبية (الخلفاوية الإبداعية الحديثة)
- إصدارات أدبية جديدة: -إيمان سبخاوي تُطلق كلماتها الآبقة
- هنا .. و هناك !
- « أصلان » و الشقراء …
- من الدردشة التفاعلية  مع صالح جبار : قِططا كانوا أو بشرا ال ...


المزيد.....




- السعودية.. تداول فيديو -إعصار قمعي- يضرب مدينة أبها ومسؤول ي ...
- أبرز تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول غزة وهجمات إيران وال ...
- مصرع 42 شخصا بانهيار سد في كينيا (فيديو)
- رئيس الوزراء الإسباني يقرر البقاء في منصبه -رغم التشهير بزوج ...
- -القاهرة الإخبارية-: مباحثات موسعة لـ-حماس- مع وفد أمني مصري ...
- مستشار سابق في البنتاغون: بوتين يحظى بنفوذ أكبر بكثير في الش ...
- الآلاف يحتجون في جورجيا ضد -القانون الروسي- المثير للجدل
- كاميرون يستأجر طائرة بأكثر من 50 مليون دولار للقيام بجولة في ...
- الشجرة التي لم يستطع الإنسان -تدجينها-!
- ساندرز يعبر عن دعمه للاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ويدين جميع أش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لخضر خلفاوي - العار و الخزي: لا خير في أمة تُغتصب فيه معلّماته و تُعنّف!