أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالواحد حركات - بيريسترويكا ليبية















المزيد.....

بيريسترويكا ليبية


عبدالواحد حركات

الحوار المتمدن-العدد: 6903 - 2021 / 5 / 19 - 13:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما دامت الضربة الأولى لم تعلمنا، فإننا نستحق الثانية..!

من الصعب المغادرة بهدوء، ومن الصعب الوصول بالوقت المحدد، ومن الصعب التزام الصمت حيال التغيير، ومن الصعب الصراخ في وجه الحياة، ومن الصعب جدا تصديق كل شيء، لكن الأصعب عدم الذهاب للمستقبل بشكل أنيق..!

لم يمت الاتحاد السوفييتي بشكل مفاجئ، فقد بدأ نيكيتا خروتشوف مسيرة الانهيار، وتفاقمت المشكلات الداخلية وفقدت السلطة قدرتها على إدارة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وكانت بداية البيريسترويكا سنة 1985 ضعيفة للغاية، وتخلفت الخطوات العملية كثيرا عن متطلبات مجتمع وحياة السوفييت، وتأخر تحديث الإدارة ففشلت المزامنة بين الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتحتم الانهيار، فهوى نجم السوفييت..!

مات الاتحاد السوفييتي ومات بوريس يلتسن وستموت الملكة إليزابيت الثانية قريبا..!

آليات وميكانيزمات موت الدول تبدو متقاربة، فتعطيل بيريسترويكا السوفييت لخمس سنوات قضى على اتحادهم، وتعطيل بيريسترويكا الليبيين لخمس سنوات قضى على جدواها أيضا، فقد كانت بليبيا نسخة بيريسترويكا محلية مشوهة بدأت ببطء وتردد العام 2005، حينما اتخذت نفس تغييرات السوفييت ونفس أخطائهم، ورسمت على عجل خريطة لتغيير المؤسسات السياسية الأميبية، وتراجع نفوذ اللجان الثورية على الإدارات لصالح مؤسسة القذافي وشركة الغد ومنظمة الشباب، وسحب البساط من تحت المؤتمرات الشعبية ومد للقيادات الشعبية، وحدث الخلل في الصلاحيات وآليات إصدار القرارات، وكانت العودة إلى القبلية عبر بوابة القيادات الشعبية مرتبكة وفاشلة بامتياز بعد عقود كان تفتيت القبائل واستبدال القيادات الاجتماعية بقيادات ثورجية الشغل الشاغل للجان الثورية، وظهر الإصلاح الاقتصادي في عمليات خصخصة المصانع والسماح بإنشاء مؤسسات تعليمية وعيادات خاصة، وارتكبت ذات أخطاء السوفييت فحدث النكوص والتردد والتراجع، وفشلت مزامنة الإصلاحات وفشلت بسببها البيريسترويكا الليبية..!

ليبيا مهدأة، لكن.. هل سيستمر هدؤها فعلاً..؟!

هنالك إدراك متزايد بأن الأمور لا يمكن أن تستمر على ما هي عليه لوقت أطول، والتهدئة ليست مجدية ولن تبقى إذا لم تجد فكرا وقوى ناعمة داعمة لها، وآتت أكلها سريعا، وأتيحت خلالها فرصة لتحقيق جزء من الآمال المرتقبة، وعملت الحكومة بشكل أفقي مع مؤسسات المجتمع المدني والمؤثرين على الرأي العام، وإدماجهم صراحة في توجيه وتسيير المرحلة باتجاه أهداف معلنة، وكشفت خارطة الطريق التي تسلكها للتقليل من حدة الأزمات ومنع إنتاج أزمات جديدة مركبة، فلا جدوى من استسهال إصدار قرارات مالية بأسلوب إداري بدائي لغاية إسكات الجموع بدل تلبية المتطلبات الأساسية، وإصلاح خلل الإدارة وضعف المؤسسات ورفع مستوى الكفاءة والفعالية، فالتركيز على تدعيم أساسات النظم وإعادة هيكلة المؤسسات لغرض زيادة فعاليتها من الأولويات، والتحول إلى توفير الخدمات وتقليل العوائق بدل سياسة تشريع صرف الأموال لزيادة فرص الفساد الإداري والاختلاس تحت غطاء جرت العادة على استخدامه مراراً ويعرف الجميع ما يجري تحته..!

برغم النبوءات السيئة عن المستقبل.. سنذهب إليه..!

كلنا قلقون بشأن المستقبل الفردي والجمعي، ونؤمن بوعي أو بدونه أن هنالك معركة سلام معقدة يجب خوضها، ويعلم الجميع أن العشائرية والمناطقية والقبلية هي أثواب عنصرية مزركشة لا تستر عورات مجتمع معوز، وأن السلبية وإعادة تدوير الأزمات وإطالة عمرها وحالة الجمود في السلطة التشريعية لا تبشر بخير ولا تبعث الطمأنينة، ويؤمن متعاطو السياسة أنه لا توجد تسويات سياسية كاملة وعادلة وشاملة وواقعية ومصممة لخدمة مصالح الشعب فعلا، وأن مرحلة إعادة اكتشاف القيم الوطنية العميقة للتكامل دقيقة وحاسمة وحتمية، ولا يمكن حل ومواجهة القضايا بعيدة المدى دون وضع استراتيجيات تكاملية حقيقية، فباستمرار الأزمة العميقة في انسيابية وتوافق العمليات التكاملية ستنمو مجددا رؤى متنافرة مدعمة بقوى مدججة بإغراءات الهيمنة على السلطة، وتتشابك المصالح بينها والمصائر بشكل سلبي لتعمل مشتركة على تقويض الأسس الديمقراطية الهشة في المجتمع، وتساعد على تأجيج الفشل المؤسساتي للدولة وتعطي الضوء الأخضر لتآكل السيادة الوطنية وغلبة نعرات ملوثة بأيدولوجيات سامة..!

قضيتنا هي أن نعانق شبيه المثالي ونقع في الخطأ..!

النخب السياسية (مع التحفظ) على دراية بالدراما المستمرة للأزمات المصطنعة، وحقيقة عدم كفاية الرافعات السياسية والأدوات الاقتصادية والدعم الاجتماعي لحكومة دبيبة لا تخفى على أحد، وفوضى المسؤولية واختلاط المهام وغياب التصميم المؤسساتي ذي الفعالية والمرونة، سيحدث عجزا وتناقضا في أداء الحكومة على جميع المستويات وسيعرقل تحركها وإنجازها، فالحكومة لا تزال غير آمنة وكاملة السيادة، ولم تجد فرصة لتتنفس الصعداء وممارسة مهامها دون محاذير وعقبات، وفوق هذا هي مطالبة بدفع ثمن الأخطاء والتأخيرات التي ارتكبتها الحكومات السابقة، ومرغمة على إصلاح استراتيجيات ومنهجيات أصبحت جزءا من واقع السياسة تأصل في ديناميات الفكر والحياة، ومتورطة بإدارة أزمة غير مفهومة محشوة بالتوترات الداخلية والتناقضات الخارجية، أزمة ذات تنوع كبير لها تداعيات اجتماعية واقتصادية تهدد الجميع بشبح نهاية مؤلمة..!

العجز.. يبدو كما لو أنه الخطوة الأولى نحو الكارثة..!

الأدهى.. لا تسمح الاشتراطات والاتفاقات وكذلك الوقت للحكومة بفتح مرحلة سياسية جديدة، ولا يمكنها الفرار من الوضع الصحي والاقتصادي والاجتماعي الخطير الذي يحيطها وتديره، وهي في خضم أزمة سياسية- اقتصادية بدأت تتحول إلى أزمة اجتماعية تزداد حدتها بسرعة مخيفة، ولا تملك دعما برلمانيا قويا يضمن مصداقية عملها لمواجهة التحديات الكبرى التي أمامها، والحكومة تعيش بحالة عدم يقين ويكمن الخطر في ضرورة اتخاذها لقرارات سريعة قد تؤدي إلى نتائج خطيرة وأضرار لا يمكن التنبؤ بها..!

من وجهة نظري، الطرق التي تعمل بها الحكومة على إحداث شيء من التعافي خاطئة، فالإصلاح لا يأتي بقرار مفاجئ ولا يسقط من السماء بل يحدث وفق استراتيجيات وعمليات هيكلة وتنظيم وتصميم وتخطيط وإدارة مستمرة، ووفق منهجيات دقيقة وبأدوات مؤسساتية وموارد بشرية ذات خبرات وكفاءة وفعالية حقيقية..!



#عبدالواحد_حركات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واجب الحكومة
- صناعة الفشل
- نقاط ضعف الحكومة الليبية
- الخطوة الاولى
- ليبيا - إعادة الهيكلة الادارية
- مفترق طرق
- تشوهات الفكر
- قناعات الشعبويين
- خلل النخبة
- فشل السياسة
- في السياسة
- ازمة ثقة
- مفهوم الفكر الديني
- تجديد مفهوم الهوية
- ماء ونار - نص شعري
- دراسة في تطوير اللغة العربية
- الجيل الداعشلوجي الثالث .. والاخير
- داعشلوجيا محاكم التفتيس الاسبانية
- داعشلوجيو اليهود حاكموا المسيح .. باسم الشريعة وبمباركة روما ...
- جذور الداعشلوجيا


المزيد.....




- بعد ظهوره بفيديو يركل ويجر صديقته.. هل ستوجه التهم للمغني شو ...
- الجيش الكونغولي يحبط محاولة انقلاب ضد الرئيس ويعتقل عددا من ...
- تعرض مروحية ضمن موكب الرئيس الإيراني لحادث إثر -هبوط صعب-
- أنباء عن تعرض مروحية رئاسية لـ-حادث- وغموض حول تواجد رئيسي ع ...
- وسائل إعلام إيرانية: -هبوط صعب- لمروحية الرئيس إبراهيم رئيسي ...
- لافروف يرد على مزاعم سوناك وشولتس بأن روسيا أوقفت إمدادات ال ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل -عنصر بارز- في -حماس- في غزة وينش ...
- الرئيس الجزائري يؤكد أن سنة 2027 ستكون حاسمة بالنسبة للبلاد ...
- جنرال بريطاني يسرد معلومات صادمة عن جيش بلاده
- لافروف: حان الوقت كي يدرك نظام كييف الحقائق على الأرض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالواحد حركات - بيريسترويكا ليبية