أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالواحد حركات - خلل النخبة














المزيد.....

خلل النخبة


عبدالواحد حركات

الحوار المتمدن-العدد: 6830 - 2021 / 3 / 3 - 14:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبدالواحد حركات

تحتاج البيئة السياسية في ليبيا لفحص عميق ودراسة تشريحية دقيقة، لمعرفة حقيقة التفاعلات والانفعالات المتسلسلة في حلبتي السلطة والهيمنة..!
قبل كل شيء لنتذكر أن ليبيا منذ التحضير لاستقلالها اتبعت النهج الاجتماعي في تكوين وتوليد وتكاثر النخب السياسية، وإن خالطها بعض التكنوقراط لدواعٍ ملحة، وامتد واستمر النهج الاجتماعي في توليد النخب السياسية إلى يومنا هذا سراً وعلانية، وأرى أن هذا أس وأساس تكرار السقوط والدوران في أفق مغلق!.
إن فهم طبيعة ومناخ الفكر الاجتماعي والمنطق الذي تتم على أساسه صناعة الرموز السياسية وإبراز القيادات ضرورة ملحة وواجبة، فلا يمكن بأي شكل فهم السياسة والنخب السياسية وأثاث المطبخ السياسي الليبي وآليات صنع واتخاذ القرارات السياسية والتأثير عليها دون معرفة الخصائص الاجتماعية والبيئات الأولية للنخب، إذ تشكل البيئة الاجتماعية للسياسيين (ظاهريا) أرضية سياسة منخفضة لها تأثيراتها في السياسة العليا للدولة، وقد تكون هي السبب في عدم وجود مجال سياسي متجانس وتكاملي!.
لعنة الجغرافيتين البيئية والفكرية تلاحق الليبيين وترمي بهم في مزالق الردى، فالوحدة الإدارية لليبيا منذ عام 1952 ميلادي رغم وجودها، لم تنتج واقعاً وفكراً سياسياً موحداً ومقولباً لخدمة ليبيا كدولة، إذ ظلت القضايا الأساسية مشرنقة في قصر المنار ولم تغادره البتة، وظل قوس الأخوين فليني منتصبا في واقع السياسة الليبية رغم كل شيء، وحدثت انتقائية مريبة في النخب ووضعت معادلات كيمياء إدارية مفخخة بالمحاصصة العشائرية والتوارث البيروقراطي، وانهار سقف الاستقلال والحلم بدولة مؤسساتية على رؤوس الليبيين سريعاً، وعادت الأمور رويداً رويداً إلى ضرورات هندسة السياسة وفق خارطة ومزاج وذائقة الفكر العشائري!.
لقد تكون التوجه السياسي في ظروف استثنائية، ولم تكن هنالك فرصة لنشوء وتكون النخب في أوساط مدنية، بل حدث كل شيء في فترة مقاومة الفاشست تبعتها مضاعفات الحرب العالمية الثانية، وكان للحركة السنوسية اليد الطولى في خلق وإبراز القيادات الجهادية والسياسية، فقد أحدث السنوسيون تغييراً حقيقياً في العلاقات العشائرية ووضعوا أسسا تنظيمية لإدارة العشائر تحت قيادتهم، واستخدمت ذات الأسس في توليد مجال سياسي لخلق الاستقرار، ووضع لبنات الدولة وتنمية مؤسساتها، وإن كان هنالك عزم على تكوين إدارات تكنوقراطية إلا أن عدم توفر عناصر كافية لذلك أثر على البناء المؤسسي حينها!.
غاب السنوسيون وظل الفكر العشائري مرتكزاً ينتقى على أساسه وحسب هواه اللاعبين في حلبة السياسة، وعادت خيوط اللعبة السياسية لأيدي العشائريين وضاعت المدنية في الضباب، وأثر الركض السياسي في منطقة الشرق الأوسط وتبدل الولاءات على السياسة والإدارة الداخلية، وسقط القناع وانكشفت للعيان حقيقة زيف المؤسسات وزيف الإدارة وزيف القيادات، ولم يجد الليبيون من المؤسسات غير أسمائها، وتورطوا في خوض تجربة الاستقلال من جديد ولكن بتكنوقراط عشائريين خيارهم العشيرة بدل الوطن، والفرد بدل العشيرة!.
إن جوهر أزمة ليبيا يتمثل في وجود واقع معقد ومتنوع إلى حد ما، لم يتم تحديد معالمه بشكل أساسي ورصد ديناميكياته بدقة، ولم تفهم حقائق التغيرات الاجتماعية والسياسية فيه، بل إن العمليات والتفاعلات الاجتماعية والسياسية القديمة لازالت مؤثرة إلى جانب انتشار عمليات وتفاعلات جديدة، وقد أثرت سلبا على تجانس النخب السياسية فأدت بطريقة مربكة إلى إحداث تعبئة سياسية ظهرت كتمثيل سياسي للعشائر أركس مشروع الدولة، واحتفظ للمجتمع بحالة ما قبل الدولة التي لم يغادرها منذ زمن التحنو والتمحو!.
الحقيقة شديدة المرارة التي ينكرها الليبيون تتمثل في وجود نخب مزيفة، وعدم وجود موارد بشرية مؤهلة سياسياً وإدارياً في الإدارات السياسية العليا، بالإضافة لأنيميا حادة في الكفاءة لممثلي السلطة التنفيذية ومدراء الشركات، مع تفاقم أزمة استنساخ التكنوقراط عن أصل رديء يمتاز بجودة منخفضة لا تتناسب مع ما يفترض وجوده لأداء المهام، والمذهل أن عملية الاستنساخ والتبادل استشرت بين الأوساط الأكاديمية والأوساط السياسية دون مراعاة لحقيقة التناقض بينهما!.
أقول جازما.. إن حشو المجالين السياسي والإداري بالأكاديميين واستغلال الفراغ وتحويلهم إلى نخبة سياسية لن يجدي نفعاً وسيؤدي إلى تفاقم الأزمات!.



#عبدالواحد_حركات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فشل السياسة
- في السياسة
- ازمة ثقة
- مفهوم الفكر الديني
- تجديد مفهوم الهوية
- ماء ونار - نص شعري
- دراسة في تطوير اللغة العربية
- الجيل الداعشلوجي الثالث .. والاخير
- داعشلوجيا محاكم التفتيس الاسبانية
- داعشلوجيو اليهود حاكموا المسيح .. باسم الشريعة وبمباركة روما ...
- جذور الداعشلوجيا
- فايروس الزير
- هويات سقيفة - طورابورا -


المزيد.....




- شاهد مصير عشرات الكلاب بعد فيضانات مدمرة خلفها إعصار ألاسكا ...
- -بداية صفحة جديدة-.. رغد صدام حسين تعلق على إخلاء سبيل هنيبا ...
- تواصل الاحتجاجات بمدينة قابس التونسية مطالبة بتفكيك مصنع كيم ...
- الأمير أندرو شقيق تشارلز الثالث يتخلى عن لقبه الملكي
- -آبل- تعلن عن مجموعة من الأجهزة الجديدة
- هل يمهد اندماج قسد بالجيش السوري للوحدة أم يثير التوترات مجد ...
- جدل في الإعلام الإسرائيلي حول تصريحات أسرى فلسطينيين محررين ...
- زئيف أفني.. جاسوس سوفياتي تسلل إلى الموساد
- صحف عالمية: قيود إسرائيل مستمرة وتجب محاسبتها على انتهاكاتها ...
- واشنطن بوست: دبلوماسية ترامب الصاروخية التي أسيء فهمها


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالواحد حركات - خلل النخبة