أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالواحد حركات - فشل السياسة














المزيد.....

فشل السياسة


عبدالواحد حركات

الحوار المتمدن-العدد: 6827 - 2021 / 2 / 28 - 16:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فشل السياسة..!
عبدالواحد حركات

المواعيد مع الفشل دائما محتومة!.
كيد الآخرين والمؤامرة مجرد وهم وشيطان أطلقه العروبيون من قمقمه وتورطت فيه الشعوب، إبان ترسيمهم لهوية ما بعد الاستعمار وانخراطهم الانفعالي في معسكر الشيوعية والتجند الطوعي في سرب الاتحاد السوفيتي، كتعميق لهوس رد الفعل ضد الدول الاستعمارية وأخذ ثأر معنوي لجرائم المستعمرين، فأذهان العروبيين وعيونهم السياسية لم تكن ترى سوى النصف الفارغ من زمن الاستعمار ..!
لا يفترض منطقيا صب جام سخطنا على العروبيين، وإن كان ذلك سيحدث فبسبب عبثهم الدعائي بقضية الشعب الفلسطيني وتحويلهم القضية إلى قميص عثمان لشرعنة عبثهم الثورجي..!
خلطة السياسة التي أعدها العربيون لم تكن متمازجة أو متناسقة ولا مفيدة، إذ كانت التبعية الثورجية والآيدلوجية والانخراط في القطبية الثنائية العالمية جوهر السياسة من الخليج إلى المحيط، ولم يطرح أي خيار آخر أو بديل للتعسكر خلف السوفييت أو خلف الأمريكان، ولم يتأتَ المجال لخلق مناخ سياسي مناسب لتكوين ساسة قادرين على استجلاء غموض المستقبل، أو وضع أسس جيدة لترسيخ مبادئ ونظم ناجعة..!
كان الفشل دائما سيد القواعد، وكان تخبط السلطات وزرا إضافيا على شعوب لم تجد من المدنية عدا رائحتها، ولم ترَ من الدولة والنظم والمؤسسات سوى راياتها وشعاراتها، فكل دول المنطقة في حقيقتها هي دول افتراضية، ما يميزها عن العشيرة هو تمثيلها الخارجي فقط، فالمؤسسات والشركات وكذلك كتائب الأمن والحرس بمختلف مسمياته ذات تكوين نجوعي عشائري قبلي بامتياز، فالدولة هي القبيلة التي تحكم في جوهرها وحقيقتها، بل تجاوزت العنصرية حدودها حيث تم التركيز على تشكيل نخب وتأهيلها وتدريبها وإعدادها من قبيلة الحكم لتكون نخبة الدولة وتكون هي النظام بمسمياته الإدارية..!.
لا جدوى من محاولات البدء من جديد والإصلاح، ولا جدوى من السعي وراء سراب التنمية والتطور، فكل ما يجري مجرد رقصات بهلوانية ساذجة واجترار هزلي لإخفاقات قديمة، فما حدث في الماضي سيحدث اليوم وغداً وفي المستقبل أيضاً، فالأعطال والعاهات والعيوب بنيوية متأصلة لا مناص منها، فقد ضاعت فرصة التمدن وعادت الجاهلية تتبختر في بدلة سموكن، والخيام لازالت منصوبة في الفكر وليست على ثرى الأرض القفرة..!.
عاهة غياب المدنية صاحبها وجود شوائب فكر مستورد ومدبلج، إذ تسبب الركض الولائي بين القوتين العالميتين الرئيسيتين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي خلال القرن الماضي في نشوء منظورين فكريين وثقافيين بينهما اختلاف جذري، مما أسهم في تشوه النخب وعطلها وانقسامها وازدواجيتها، فتشكلت منظومة سياسية بدائية متمثلة في سلطة متمترسة بجانب ومعارضة فارة متحفزة بالجانب المضاد، وفخخت المنظومة بشعارات واتهامات متبادلة بأسلوب جاهلي زيري (نسبة للزير) الرؤى، واستمر العزف والنشاز على الأيدولوجيات والعقيدة والانتماء والوطنية والقبلية والأممية والطائفية وغيرها، لتوطين الفشل ورهن المستقبل بالماضي واعتقال الحرية في حظائر الاستبداد الملون ..!.
إن التفرق الإقليمي والشتات بين بلدان المنطقة والانقسامات أضعف السياسة، وجعلها غير قادرة على مواجهة التحديات والأزمات الصغرى والكبرى، فالسياسة هي الخاسرة لأنها لم تجد مجالا لها بسبب سيطرة العروبيين وعسكرتهم للفكر السياسي، وهذا الوضع المتردي الذي نعيشه يشهد على الفشل التام للسياسة والسياسيين في العقود الأخيرة، وهو من أسوأ نتائج فترة حكم العروبيين وأكثرها تجذراً وعمقا وتأثيراً على مشروعات التنمية والتطور، فقد حفر الفشل قواعده على سقف الفكر وتغلغلت في الذائقة وأصبحت جزءا محوريا في ديناميكيات التفكير السياسي والاجتماعي كذلك، وفشل النقد لهذا الأسلوب من السياسة وحالة الجاهلية الفكرية التي تعاش سراً وجهراً وطوعاً وكرهاً في الخروج من الأزمات وتجاوزها، بل أصبح مضمار السياسة مغلقا ودائريا يتكرر ولا يتغير، وبات التغيير حقيقة افتراضية وليست واقعية يمكن عيشها..!.
ميراث الفشل ثقيل جداً وليس أمام ورثته الحاليين والقادمين سوى رمي هذا الميراث، والتخلي عنه وتركه مدفوناً في تراب الماضي ونسيانه كي يستطيعوا العبور للمستقبل فعلاً..!.



#عبدالواحد_حركات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في السياسة
- ازمة ثقة
- مفهوم الفكر الديني
- تجديد مفهوم الهوية
- ماء ونار - نص شعري
- دراسة في تطوير اللغة العربية
- الجيل الداعشلوجي الثالث .. والاخير
- داعشلوجيا محاكم التفتيس الاسبانية
- داعشلوجيو اليهود حاكموا المسيح .. باسم الشريعة وبمباركة روما ...
- جذور الداعشلوجيا
- فايروس الزير
- هويات سقيفة - طورابورا -


المزيد.....




- حرب أوكرانيا.. لماذا وضعت -مهلة الـ50 يوما- -صقور روسيا- من ...
- ما هي صواريخ “باتريوت” التي تحتاجها أوكرانيا بشدة لصد الهجما ...
- إسرائيل تعد بوقف الهجمات على الجيش السوري جنوبي البلاد
- مهلة -نهائية- لإيران لإبرام اتفاق نووي.. وتلويح بـ-سناب باك- ...
- إسرائيل تنشئ نقاطا جديدة وتُمهّد لبقاء طويل في غزة
- إسرائيل تفتح تحقيقا في عبور عشرات الدروز الحدود إلى سوريا
- ترامب: شحن الأسلحة إلى أوكرانيا -بدأ بالفعل-
- الطيران الإسرائيلي يستهدف مواقع بالسويداء.. وسقوط قتلى وجرحى ...
- رغم فوضى -إكس- و-غروك-.. ماسك يفوز بعقد قيمته 200 مليون
- -رجال الكرامة-: مقتل وإصابة 50 من عناصرنا في أحداث السويداء ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالواحد حركات - فشل السياسة