أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالواحد حركات - تشوهات الفكر














المزيد.....

تشوهات الفكر


عبدالواحد حركات

الحوار المتمدن-العدد: 6845 - 2021 / 3 / 19 - 18:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكاتب / عبدالواحد حركات

حياتنا وفكرنا وثقافتنا وأحاديثنا ومقالاتنا متخمة حد الثمالة بالتشوهات المعرفية.!
لا يفترض بالمرء أن يصدق كل ما يعن على باله من أفكار، بل ينبغي أن يشك بأفكاره ويعيد مراراً تفتيتها وبناءها وتنسيقها وتهذيبها، فالأفكار عموما تتولد من الرؤية الخاصة ومن حوار داخلي عميق يجري مع النفس في مستوى ما قبل الوعي، ويتحدد على أساسه هيكل الأنا والهوية والمشاعر والتصرفات وكل ما يكونه المرء!.
لا شيء يخدعنا أكثر من أفكارنا الدفينة!.
ذكريات زمن الغاب لازالت تسكننا وتخزنا علناً بالنثرة والعصعص، ولازال الإنسان كما كان منذ البدء يعمل بمعالج معلومات أساسي واحد، يضمن له بالدرجة الأولى أداء ردود الأفعال الرئيسية والغريزية، بالإضافة إلى وظائف بدائية تسمح بالتكيف مع البيئة بنمطية أولية شمبانزية المرتكزات، وبنظام تفعيل شبكي مستقر بجذع الدماغ، وهو أكثر أجزائه بدائية والمسؤول كليا عن إدارة عمليات الإدراك والوعي والتعود ورؤيتنا للعالم بالنهاية!.
الأفكار ظلال وسراب، ليست سوداء أو بيضاء بل طيف لانهائي ومتداخل!.
أخبركم.. أفكارنا ليست أنيقة ومنطقية وحقيقية دائماً كما تبدو، بل بها تناقضات وتشوهات وأكاذيب وتلوث وخرافات واعوجاجات نتجاهلها كما يتجاهل الجمل اعوجاج رقبته وانشقاق شفته، فمصادر ومنشآت تأسيس وتجميع الأفكار غير محددة وخارج نطاق الرصد والسيطرة والإدارة، فأكثر من 90% من الأفكار تولدت لا إراديا عن المعتقدات، وأغلب المعتقدات ترسخت ومدت جذورها وتوطنت في المرحلة الأولى للوعي قبل بلوغ سن السابعة، وأتت بتلقائية ودون فلترة من الجينات والبيئة التي عايشناها خلال السنوات السبع الأولى!.
للأسف.. لا توجد علامات على مفترق الطرق الأكثر أهمية في الحياة!.
يتورط المرء مبكرا في اتجاه فكري تقليدي مزدحم، وعادة ما يكون ضيقا وأشبه ما يكون بأزقة المدن القديمة، حيث لا خيار سوى السير باتجاه واحد تدفعك الجموع إذا لم تحملك ساقاك، وإذا سقطت تدوسك الجموع، وإذا تجرأت على تغيير الاتجاه لطمتك وهشمتك، فلا يمكنك التوقف أو التقاط شيء أو الاستدارة إلا إذا تنحيت جانباً وفارقت زحام الجموع، وهذا واقع المفكرين والمجددين والمثقفين التقدميين!.
لا يوجد شيء حتى يتم قياسه!.
هنالك شروط بدئية وجذور عميقة وتفاعلات وتحركات لا مرئية ولا محسوسة لم تؤخذ بالحسبان أسهمت جميعها في تكوين أفكارنا، فلا يعرف على وجه الدقة من أين بدأت الأفكار، كما يكتنف عمليات التفكير وميكانيزمات الأدمغة في ظلمات اللاوعي غموض كبير، حيث تعمل العواطف والمعتقدات في الخفاء لتنعكس على شكل أفكار لا تكون دائمًا عقلانية، فهنالك عنصر صغير لا عقلاني من التشوية متأصل في طبيعة التفكير ومنحاز للعاطفة، يجعلنا نرى الواقع بطريقة موغلة في الذاتية اللاواعية تزيد من التشوهات المعرفية، وتؤدي إلى اعتناق أفكار خاطئة كليا أو جزئيا ترتكز على المبررات وليس على المسببات، لا يمكن بأي حال فهمها إلا إذا أعيدت للبيئة الاجتماعية التي نمت فيها، فالمجتمعات الصغيرة الراكدة والمنعزلة لديها أسباب قوية لاعتناق الأفكار الخاطئة واللاعقلانية تحت تأثيرات التفكير العاطفي المرتكز على المعتقدات!.
الليبيون فكرياً.. عالقون ما بين يا ليت وآمين!.
يعتمد الليبيون على أسلوب تفكير عاطفي يعمل باستمرار على تأكيد أفكارهم عن أنفسهم وعن الآخرين، ويقيدون أنفسهم بسلاسل فكر جرى تحديثه بمبررات وشواهد ماضوية صدئة، ومطلي بتراث كامل من الحجج المغطاة بالعواطف المتطرفة لتبرير واقع لا منطقي مبتور عن زمنه، وذلك لعيش حالة فصام مربكة وتذبذب فاضح بين ثنائية الأسود والأبيض وتمثيلات الشيطنة والملائكية!.
في ليبيا.. الوعي مقيد بسلاسل سوء الفهم وأفكار لاعقلانية ملوثة بتأثيرات اجتماعية!.
في ليبيا أيضاً.. العيش في منظومة التشوهات المعرفية وأكوام الأفكار اللامنطقية واقع لا يمكن الفرار منه، وسماع صرير أدمغه تلوك أفكارا معتقة لغايات ملوثة قدر لا فكاك منه، فعادات العقل الجمعي والمعتقدات وطقوس الفصام وبراغماتيات أخطبوطية حطت من مستوى الوعي، وأعادت النخبة إلى زمن القبيلة وحمى المضارب والبكائيات السمجة!.
إن رقص الليبيين على لحنهم الغامض الذي يملأ تفكيرهم ويصمهم عن سواه ليس الكارثة الوحيدة في ليبيا، بل هنالك سلة كبيرة مملوءة بالكوارث يركض الليبيون بها من زاوية لأخرى ليخفوها، وهي كوارث لها تأثيرات مستقبلية على كل فرد في ليبيا!.
في ليبيا.. الحياة مأساة الفقراء البسطاء وكوميديا الأغنياء!.



#عبدالواحد_حركات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قناعات الشعبويين
- خلل النخبة
- فشل السياسة
- في السياسة
- ازمة ثقة
- مفهوم الفكر الديني
- تجديد مفهوم الهوية
- ماء ونار - نص شعري
- دراسة في تطوير اللغة العربية
- الجيل الداعشلوجي الثالث .. والاخير
- داعشلوجيا محاكم التفتيس الاسبانية
- داعشلوجيو اليهود حاكموا المسيح .. باسم الشريعة وبمباركة روما ...
- جذور الداعشلوجيا
- فايروس الزير
- هويات سقيفة - طورابورا -


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالواحد حركات - تشوهات الفكر