أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود السلمان - طاعون البير كامو وفايروس كورونا2 /2














المزيد.....

طاعون البير كامو وفايروس كورونا2 /2


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6900 - 2021 / 5 / 16 - 13:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتابتني حالة من التذمر والحزن معًا، وانا ارى بأم عيني، وفي كل يوم وفاة صديق لي هنا وآخر هناك تحت مذبحة كورونا، فضلا عن ابناء مدينتي وبلدي، هذا التذمر والحزن اصابني بحالات نفسية وحالات ضجر وقلق، وفتق عندي تساؤلات فلسفية واخرى وجودية: لماذا ظهر هذا الفايروس؟، ولماذا يغيّب هؤلاء الناس المساكين، وخصوصًا الفقراء منهم، من العمال والكسبة، ومن الذين يعيشون بأجور يومية ومن غيرهم، جراء الحظر الذي فُرض على العالم برمته وليس على ابناء بلدي فحسب. واقتصاديا فرط عقد مليارات الدولارات، وضاعت في مهب الريح وفي اشهر معدودة، بينما هناك ملايين الفقراء والمعوزين هم بحاجة الى تلك المليارات، لانتشالهم من جحيم الفقر ونار العوز.
كورونا هو من الاسباب الطبيعية، كالفيضانات والكوارث الاخرى، مثل التسونامي الذي ضرب عدد من المدن الاوربية. ومن السذاجة بمكان أن نوعز ظهور فايروس كورونا الى غضب الاله وانتقامه من العباد بسبب عصيانهم لأوامره وعدم الطاعة، كما اوعز ذلك قساوسة مدينة وهران التي اصابها الطاعون، وكما رأى ذلك بعض علماء المسلمين عند ظهور كورونا.
في مقال سابق لنا حول رواية "الطاعون" ذكرنا إن الاحداث، تدور حول مرض الطاعون، اذ راح هذا الفايروس يفتك بآلاف الناس، حتى كاد أن يقضي على الجميع، وقد استعملوا كافة القضايا الوقائية للحد من هذا المرض، فلم ينجحوا، حتى أنهم، اخيرًا، اتجهوا الى علاج آخر لربما يكون الافضل أو البديل، الا وهو العلاج الروحي أو نستطيع أن نقول الماورائي وهو الدعاء والتضرع الى الله، من خلال تلك الادعية والصلوات، والاستغفار، لعل الله يرفع عنهم هذه المحنة، التي عصفت بهم كما تعصف الريح العاتية بأوراق شجرة صفصاف في موسم الجفاف.
جاء نداء الكنيسة أنه على جميع المؤمنين وغير المؤمنين التوجه الى الكنيسة لسماع توجهات الجهة الدينية بخصوص هذه الكارثة (الطاعون). فخطب القيس خطبة وعظية اشار فيها الى أن هذه عقوبة الهية، لأن الناس ضعف ايمانهم بالله ولم يتمسكوا بالدين، وتفرغوا الى ملذاتهم الخاصة، فنسوا الله خالقهم، وفي نهاية الخطبة العصماء دعا الحاضرين الى العودة الى الايمان والتضرع للخلاص من هذا البلاء". وهذه هي لعبة رجال الاكليروس في كل زمان ومكان، فهم شطار بالعزف على هذا الوتر الحساس، لتهوي قلوب الناس الى الدين، وهو بذلك المستفيد الاكبر.
ففايروس كورونا اعتبره البعض حربًا اقتصادية يريد المتسبب من وراءها الحصول على مزيد من الدولارات والربح العاجل، لينتعش بذلك اقتصاد شعبه، وإن كان على حساب قتل الناس الابرياء في معظم دول العالم وخصاصًا الضعيفة منها وذات الاقتصاد الهش، وهو ما حصل بالفعل، حيث تعرضوا للموت العاجل إثر هذا الفايروس اللعين بشكل لافت. والدليل إن اربع دول راحت تنافس بعضها البعض لإنتاج لقاح ضد هذا الفايروس، وهي الصين وامريكا وبريطانيا وروسيا، وبالفعل هذه الدول، في غضون عام كامل، استطاعت أن تنتج، وبوقت قياسي، لقاح مضاد لهذا الفايروس، وكل واحدة من منها تدعي إن انتاجها هو الاحسن والافضل.
البير كامو في روايته الطاعون كأنه يناغم عصرنا هذا في رسم ملامح كورونا بصورة الطاعون، اذ الاحداث تكاد أن تكون متشابهة من حيث الكارثة والجائحة التي حلت بوهران، وحيث البُعد الانساني، كذلك، والرعب الذي عاشته الناس ولا تزال تعيشه الى حين كتابة هذا المقال.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية تولستوي بعد الاعتراف كأديب2 /2
- نهاية تولستوي بعد الاعتراف كأديب1 /2
- الغزالي يفضّل الشرع على العقل!
- قصة الجنس..دراسة علمية تاريخية
- الغزالي إمام التكفير
- العقل عند المعري1/ 2
- العقل عند المعري2/ 2
- علي شريعتي المفكر الثائر2/ 2
- علي شريعتي المفكر الثائر1/ 2
- شقشقة
- نعم
- هل الاسلام يحرّم الفنون الجميلة!؟
- شذرات
- سعدي الحلي صوت نشاز لخراب آخر
- عبد الجبار الرفاعي وخزعل الماجدي
- بعد طول انتظار
- برهان البعرة وابتسامة ايمانويل كانت
- من هو المثقف الديني الناقد؟
- (غبار الهذيان) قصيدة داود السلمان.. رؤية انطباعية
- غبار الهذيان


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود السلمان - طاعون البير كامو وفايروس كورونا2 /2