أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - هل الاسلام يحرّم الفنون الجميلة!؟














المزيد.....

هل الاسلام يحرّم الفنون الجميلة!؟


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6789 - 2021 / 1 / 15 - 23:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الفرق بين القديم والمعاصر، إن القديم بُني على نظريات وفرضيات اكل الدهر عليها وشرب، وبانت للواقع المعاش إنها نظريات وفرضيات مغلوطة، ولم تعد تفيد واقعنا الراهن. واما المعاصر فخضع للتجربة وللعلم ومس الواقع بالصميم، فظهر قربه الى العلم وارتضاه العقل. ولا نعني بالقديم الفكر الفلسفي، وإنما نعني الفكر الديني، وما يصاحبه من غيبيات وقضايا لا يستطيع العقل ان يفسرها، او يفهما على اقل تقدير، لكن الفلسفة تُبنى على التفكير والتأمل ومن ثم التفسير والايضاح، ويكون المعيار لذلك التفكير هو العقل والمنطق.
إذن الفرق بين الفكر الفلسفي والفكر الديني؛ الاول يعتمد العقل كمعيار، والثاني يعتمد الايمان المطلق والميل الى الغيبيات.
يمثل الفكر القديم رجال اللاهوت؛ وهنا نأخذ الشيخ شمس الدين الذهبي (673 هـ - 748 هـ) = (1274م - 1348م) مثالا، والذهبي هذا يعتبر من اهم علماء المسلمين (السنة)، وله الكثير من الكتب والمصنفات، وهو ثقتهم وعلم من اعلامهم، ويعتمدون على مؤلفاته اعتمادًا كبيرًا، فهو حجتهم وعلم من اعلامهم. ومن كتب الذهبي هذه كتابه المعروف بـ (الكبائر)، وثمة قضايا كثيرة اعتبرها الذهبي من الكبائر، وبمنطق الذهبي وغيره، من يرتكب من هذه القضايا فإن مصيره النار وسيخلد فيها!، وهنا نأخذ مثالا من هذه (الكبائر) التي تدخل صاحبها النار، أللا وهي: الـ "تَّصْوِير فِي الثِّيَاب والحيطان وَالْحجر وَالدَّرَاهِم وَسَائِر الْأَشْيَاء سَوَاء كَانَت من شمع أَو عجين أَو حَدِيد أَو نُحَاس أَو صوف أَو غير ذَلِك وَالْأَمر بإتلافها"!.
واذا اردنا أن نطبق نظرية الذهبي هذه، فأن الحياة ستتعطل، ستتعطل تماما، إذ لا علوم ولا تكنولوجيا ولا فضائيات ولا هندسة ولا طب ولا إعلام ولا سفر، الخ.. كذلك سنلغي المسارح والسينما وصالات التصوير والنحت والفنون الجميلة والفنون التشكيلية، ونشتري الحمير والبغال والابل، ونلغي الكهرباء والسيارات والقطارات والطائرات، ونتجه الى الصحراء حيث الرمال ولهيب تلك الاجواء، لنعيد امجاد اجدادنا الاوائل!.
ويستدل الذهبي بقول الآية: {إِن الَّذين يُؤْذونَ الله وَرَسُوله لعنهم الله فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَأعد لَهُم عذَابا مهيناً}. يعني الذهبي إن المخترعين والعلماء والمبدعين من الفنانين، الذين ابدعوا هذه الاشياء، من التي انارت لنا الحياة وجعلتنا نعيش الحياة التي ارادها لنا الله، هي تؤذي الله ورسوله!. لكن تلك الجاهلية والتخلف الذي عاشته تلك المجتمعات، يرضي الله ورسوله بحسب الذهبي وامثاله.
وتفسير هذه الآية ما ينسبه الذهبي الى عكرمة إنه فسرها " هم الَّذين يصنعون الصُّور".
عن النبي: إِن الَّذين يصنعون الصُّور يُعَذبُونَ يَوْم الْقِيَامَة يُقَال لَهُم أحيوا مَا خلقْتُمْ.
وليس هذا فحسب، بل وينسب حديث للنبي إنه قال: "كل مُصَور فِي النَّار يَجْعَل لَهُ بِكُل صُورَة صورها نفس يعذب فِي نَار جَهَنَّم"!. كذلك قال النبي، كما يدعي الذهبي: "من صور صُورَة فِي الدُّنْيَا كلف أَن ينْفخ فِيهَا الروح يَوْم الْقِيَامَة وَلَيْسَ بنافخ فِيهَا. وإنه قَالَ يَقُول الله عز وَجل وَمن أظلم مِمَّن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا حَبَّة أَو ليخلقوا شعيرَة أَو ليخلقوا ذرة.
ويعلق الذهبي: "وَأما الصُّور فَهِيَ كل مُصَور من ذَوَات الْأَرْوَاح سَوَاء كَانَت لَهَا أشخاص منتصبة أَو كَانَت منقوشة فِي سقف أَو جِدَار أَو مَوْضُوعَة فِي نمط أَو منسوجة فِي ثوب أَو مَكَان فَإِن قَضِيَّة الْعُمُوم تَأتي عَلَيْهِ فليجتنب وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق وَيجب إِتْلَاف الصُّور لمن قدر على إتلافها وإزالتها".
وهذا هو التخلف والجهل بعينه، كونه لا ينسجم والعقل والمنطق، والواقع الذي نعيش فيه الآن. فبدل أن يدعونا، الذهبي وغيره، الى العلم والمعرفة للارتقاء بالحياة الى آفاق واسعة، دعانا الى النكوص والتقهقر، وتعطيل الحياة.
إذن، فعلى المسلمين محو هذه الخرافات والترهات، من كتب الماضين الذين يطلقون عليهم "علماء" لأن فيها اساءه واضحة الى الله والى الرسول، وإنها تعطل عمل العقل، ولا تخدم البشرية في شيء.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شذرات
- سعدي الحلي صوت نشاز لخراب آخر
- عبد الجبار الرفاعي وخزعل الماجدي
- بعد طول انتظار
- برهان البعرة وابتسامة ايمانويل كانت
- من هو المثقف الديني الناقد؟
- (غبار الهذيان) قصيدة داود السلمان.. رؤية انطباعية
- غبار الهذيان
- نداء البحر
- ملامح الدهشة في نص(الغارقون بأحلام منفية)داود السلمان*
- جحيم ابيض!
- مكابرة غير يائسة
- حانة الدرويش
- لربما
- في فلسفة المعري: رأيان مختلفان1 /2
- في فلسفة المعري: رأيان مختلفان2 /2
- رفض
- مكاشفة
- مسامير الذهول
- أغنية الفقد


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - هل الاسلام يحرّم الفنون الجميلة!؟