أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - العقل عند المعري2/ 2














المزيد.....

العقل عند المعري2/ 2


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6819 - 2021 / 2 / 20 - 18:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


العقل عند المعري اداة قوية نضرب بها واقعنا لنفصل به ما بين الخير والشر، ما بين الواقعية والمثالية، ما بين العقل والجهل. العقل هو الطريق اللاحب والشر طريق التيه والضلال، وبحسب المعري إن اللادينيين هُم من يتبع العقل، واما الدينيون فهم رموا العقل وراء ظهورهم وآمنو بما قال الدين وما وضع من منهج وطريق رُسم لهم بريشة لا يمكن أن يشك في ابداعها من الدينيين. الدينيون ليس لهم الحق في أن ينتقدوا المنهج الذي وضع لهم او الشك ولو طرفة عين بمصداقيته، لأن النقد والانتقاد هو من شأن العقل ومن اولوياته، لذلك طفق العقلانيون ينتقدون منهج خصومهم من خلال منطق العقل فوجدوه، بحسب رأيهم منطق سليم، منطق يتفق والعقل.
آمن المعري بالعقل مُهتدي لا شريك له في عالم الواقعية، وابتعد عن شبح الغيبيات والماورائيات وبالحدس وسوى ذلك من القضايا التي لا يمكن لنا اثباتها عقلا ولا واقعًا، وراح يتبع القضايا الفكرية والانسانية والواقعية برؤية عقلية خالصة، نظرة حيادية بمنظار العقل، ليحل بذلك جُل القضايا التي عجز سواه عن حلها حلاً واقعيًا يرتضاه الجميع، نظرة بمنظار العقل ذلك لما يمتاز به العقل من قوة باصرة تجد الاشياء شاخصة امامه من دون لف حدسي، ولا دوران تجاه الماورائيات الغامضة التي تعطي النتائج مسبقًا، بدون حساب ولا نتائج يقرها العقل ويرتضاها المنطق، حتى اتُهم المعري بالدهرية وهي صفة اتصف بها كل من آمن بالعقل واتخذه ميزان يزن به الامور المعقدة، سواء كانت تلك القضايا دينية ام فكرية فلسفية، وتهمة الدهرية تعني الابتعاد عن الفكر الديني والميل الى المنطق واستشارة العقل. وبقياس الدينيين هي تعني التزندق فقالوا أن المعري كان يتزندق، بل وجعلوه من كبار الزنادقة، لأنه خالفهم بما يقولون وما يرون من حل للمشاكل التي كانت سائدة في عصره، وخصوصًا القضايا الواقعية والتي فسروها بحسب اهوائهم وما يمتلكون من ارث قديم هو بعيد كل البُعد عن منظومة العقل والوعي الذهني.
العقل عند المعري هو النور الذي يُسلط على الدياجي ويبددها، فتنقشع تلك الدياجي مهزومة مكشوفة عورتها ظاهر زيفها لجميع الملأ، هذا النور هو نور العقل نفسه، فالذي لا يتبع هذا النور سيبقى الظلام حليفه، ليسير معه خطوة بخطة، فلا يرى المطبات والحفر التي تعتري طريقه، وتقف في دربه، ويكون نظره غير ذي بُعد بل يتمتع بنظرة قاصرة، نظرة سطحية ليس فيها عمق. فالدينيون بنظر المعري هُم من لا يستنير بنور العقل حيث جعلوا العقل مقياس ليس ذو اهمية، وقالوا إنه قاصر في مواجهة القضايا الكبيرة التي تخص الوجود، واعتبروا انفسهم هُم من يمتلك معرفة تلك القضايا وحدهم، وهم من يمتلك الحق في التفسير، والسبب إن ثقافتهم ومعرفتهم دُقت اُسسها على بنُى ثابتة، بنُى لا تخضع في نفس الوقت الى منطق العقل، وبالتالي لا يمكن لهم انتقاد او شك في اطر تلك البنى، والشك فيها او نقدها يعتبر من زيغ الكلام، والتوجس من الحقيقة التي بمنطقهم هي حقيقة ساطعة لا يتسرب اليها الشك من بعيد ولا من قريب.
هكذا كانت نظرة المعري للعقل، إنها نظرة بُعد تعبر جميع الآفاق لتدرك قطرات ندى المعرفة القابعة وراء سحاب الجهل والتعلق بحبال الغيبيات والماورائيات التي لا تستند الى العقل بقدر استنادها الى افكار مستوردة من خارج اسوار المعرفة الحسية.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي شريعتي المفكر الثائر2/ 2
- علي شريعتي المفكر الثائر1/ 2
- شقشقة
- نعم
- هل الاسلام يحرّم الفنون الجميلة!؟
- شذرات
- سعدي الحلي صوت نشاز لخراب آخر
- عبد الجبار الرفاعي وخزعل الماجدي
- بعد طول انتظار
- برهان البعرة وابتسامة ايمانويل كانت
- من هو المثقف الديني الناقد؟
- (غبار الهذيان) قصيدة داود السلمان.. رؤية انطباعية
- غبار الهذيان
- نداء البحر
- ملامح الدهشة في نص(الغارقون بأحلام منفية)داود السلمان*
- جحيم ابيض!
- مكابرة غير يائسة
- حانة الدرويش
- لربما
- في فلسفة المعري: رأيان مختلفان1 /2


المزيد.....




- وزير الداخلية الفرنسي يزور المغرب لـ-تعميق التعاون- الأمني ب ...
- قطعها بالمنشار قبل دفنها.. تفاصيل جديدة تُكشف عن رجل قتل زوج ...
- فك شفرة بُن إثيوبي يمني يمهد الطريق لمذاق قهوة جديد
- الشرطة الهولندية: عصابات تفجير ماكينات الصرف انتقلت لألمانيا ...
- بعد موجة الانقلابات.. بقاء -إيكواس- مرهون بإصلاحات هيكلية
- هل يحمل فيتامين (د) سر إبطاء شيخوخة الإنسان حقا؟
- وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في مدينتي أوديسا وتشيرنومورسك ...
- الاحتلال يتحدث عن معارك وجه لوجه وسط غزة ويوسع ممر -نتساريم- ...
- كاتب أميركي: القصة الخفية لعدم شن إسرائيل هجوما كبيرا على إي ...
- روسيا تصد أكبر هجوم بالمسيّرات الأوكرانية منذ اندلاع الحرب


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - العقل عند المعري2/ 2