أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - ماركس لم يُقرأ بعد (5)














المزيد.....

ماركس لم يُقرأ بعد (5)


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 6885 - 2021 / 5 / 1 - 20:41
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ماركس لم يُقرأ بعد (5)

كنت سأكتب في الحلقة الخامسة من موضوعتنا "ماركس لم يقرأ بعد" عن خيانة الحزب الشيوعي السوفياتي للثورة الإشتراكية، ثورة البلاشفة بقيادة لينين وستالين مع بداية النصف الثاني من القرن العشرين، إلا أن نداء "الحوار المتمدن" اليوم يدعو كتّابه لأن يكتبوا عن الأول من أيارإحتفاءً بعيد العمال العالمي، وهو النداء الأعلى الذي يستحضر حقيقة أن الماركسيين لم يقرأوا ماركس بعد .

بعد النقد الحاد والصارم الذي وجهه كارل ماركس لقيادات الكومونة في باريس 1871 وكانوا بغلبيتهم من البلانكيين مما تسبب في هزيمة العمال المأساوية – خلافاً لما يدعي اليوم بعض المتمركسين المفلسين – مما دعاه إلى حل الأممية الأولى في العام 1873 دون أن يمارس العمل السياسي خلال السنوات العشر المتبقية من عمره، الأمر الذي يوحي بأن هزيمة العمال في باريس قد أشارت إلى أن عمال العالم وعمال باريس كانوا من طلائعهم لم يبلغوا بعد مستوى القيام بثورة اشتراكية .

فردريك إنجلز وهو الشريك والرفيق الأمين لكارل ماركس ظل يرقب باهتمام حراك العمال في أوروبا والولايات المتحدة فكان أن دعا 20 حزباً اشتراكياً وعمالياً للإجتماع في باريس في 14 يوليو 89، وهو الذكرى المئوية لتحطيم الباستيل، لتأسيس الأممية الثانية إحياءً للأممية الأولى بقيادة ماركس ؛ فكان أهم قرار اتخذه الاجتماع التأسيسي للأممية الثانية هو تخصيص الأول من مايو أيار يستذكر فيه العمال تضامنهم ونجاحاتهم في صراعهم المتواتر ضد النظام الرأسمالي وكان ذلك تخليدا لذكرى عشرات القتلى والجرحى من العمال المضربين في مواحهتهم الدموية مع الشرطة في ميدان “Haymarket” في مدينة شيكاغو من الولايات المتحدة في الأول من أيار 1886 .
منذ يوم الذكرى المئوية لتحطيم الباستيل 14 يوليو 1889 وعمال العالم يحتفلون فرحين بانتصاراتهم المشهودة ضد الرأسمالية العالمية ويؤكدون متانة وحدتهم التي كان ماركس وإنجلز قد دَعَوا إليها في المانيفيستو في العام 1848 .

القراءة الماركسية الصحيحة للتاريخ كما هو، منذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين وحتى اليوم تؤكد أن الأول من أيار لم يعد عيداً للفرح والتضامن لعمال العالم كما كان قبلئذٍ . ليس غير الشيوعيين الخونة هم الذين يتجاهلون بصفاقة لا مثيل لها خيانة الحزب الشيوعي السوفياتي لثورة أكتوبر االبلشفية واغتيال دولة دكتاتورية البروليتاريا في العام 53، ولم يعترف بذلك إلا في مؤتمره العام الثاني والعشرون في العام 1961 حين أعلن أن الدولة السوفياتية لم تعد دولة دكتاتورية البروليتاريا كما كانت في عهد لينين وستالين بل ”دولة الشعب كله" وهي الدولة المعادية للإشتراكية بطبيعتها تبعاً لتعريف لينين للإشتراكية كونها أساساً محواً للطبقات بينما دولة الشعب كله تحافظ على سلامة وأمن كافة الطبقات المشاركة في الدولة .

الهزيمة التي ألحقتها البورجوازية الوضيعة السوفياتية وعلى رأسها الجيش والمخابرات السوفياتية (KGB) ، التي يعود إليها تعيين كافة رؤساء الاتحاد السوفياتي وروسيا اليوم منذ خروشتشوف وحتى بوتين، وقد ساعدتها الخسائر الهائلة التي لحقت بالقوى الإشتراكية، بالعمال وبالمصانع، كانت هزيمة مصيرية أخرجت الطبقة العاملة السوفياتية من التاريخ وصناعته . انحطت جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا إلى دول دون مستوى العالم الثالث فالدخل السنوي للدولة الروسية اليوم ناجم عن تصدير المواد الخام كالنفط والغاز والفولاذ . قوى العمل العاملة في الإقتصاد الروسي هي اليوم أقل من قوى العمل العاملة في البرتغال علماً بأن سكان روسيا هم عشرة أمثال سكان البرتغال . النساء السوفياتيات واللواتي يعود إليهن الفضل في هزيمة النازية، وقد تطوعن لصناعة كامل الأسلحة السوفياتية وراء الأورال، يتعرضن اليوم لتجارة الرقيق . اليوم وهو الأول من أيار لم يذكر قادة الدولة الروسية المنحطون في إعلامهم أي ذكر للعمال . كانت موسكو فيما مضى تعج بالأفراح والأزهار والألوان في مثل هذا اليوم من كل عام . لكن موسكو اليوم تصمت صمت المقابر .
كان الرأسماليون سابقا وهم المعادون بنيوياً للطبقة العاملة يسمحون للعمال بالتعبير عن أفراحهم وتضامنهم في الأول من أيار، لكن الهزيمة التي لحقت بالبروليتاريا السوفياتية امتدت لتلحق بالبروليتاريا في الدول الغربية الرأسمالية وفي باقي أطراف العالم . البورجوازية الوضيعة الروسية اليوم هي أشد عداًء للعمال ولا تسمح حتى باستذكار يومهم .

ما معنى الإحتفاء اليوم بالأول من أيار الذي يدعو إليه "الحوار المتمدن" ويبث لذلك نشيد العمال الأممي؟ المعنى الأول الذي يمكن استخلاصه من هذا الإحتفاء والنشيد المرافق هو تجاهل خيانة الحزب الشيوعي السوفياتي للثورة الإشتراكية وهزيمة البروليتاريا المصيرية ليس في الاتحاد السوفياتي والمعسكر الإشتراكي فقط بل وفي كل أطراف الدنيا أيضا، وكأن شيئاً لم يكن .

الحقائق الصارخة تقول اليوم أن البروليتاريا العالمية كانت قد أخرجت من التاريخ بفعل الانقلاب على الثورة الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي في خمسينيات القرن الماضي واستُكمل ذلك في باقي أطراف الدنيا من قبل مؤتمر القمة لمجموعة الخمسة الكبار (G 5) حيث قرر زعماء هذه الدول الخمسة نقل قيمة قوى العمل وهي جوهر القيمة (Value) في البضاعة إلى النقد، وبقوة النقود الصعبة في تلك الأثناء والأموال الطائلة التي كان يمتلكها الخمسة الكبار تم طرد البروليتاريا في باقي أطراف الدنيا من التاريخ وبات الدولار الأميركي هو القيمة العليا التي تتحكم بالإقتصاد الدولي وليس قوة العمل .

كيف للعمال أن يحتفلوا بهزيمتهم المصيرية وطردهم من التاريثخ !!؟ صورة الشيعة الإماميين في يوم عاشوراء يدمون ظهروهم وصدورهم بضربها بالجنازير هي الأولى أن ترد إلى مخيال العمال منذ هزيمتهم التاريخية في خمسينيات ىالقرن الماضي في االاتحاد السوفياتي .



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماركس لم يُقرأ بعد (4)
- ماركس لم يُقرأ بعد (3)
- ماركس لم يُقرأ بعد (2)
- ماركس لم يُقرأ بعد (1)
- اليسار على حقيقته
- الغائب أبداً كارل ماركس (2/2)
- الغائب أبداً كارل ماركس (2/1)
- اليسار العار
- في الماركسية المعاصرة
- أهم المسائل في الماركسية المعاصرة (3)
- أهم المسائل في الماركسية المعاصرة (2)
- أهم المسائل في الماركسية المعاصرة (1)
- البورجوازية الوضيعة جماعات طفيلية (تابع)
- البورجوازية الوضيعة جماعات طفيلية
- قانون القيمة (Law of Value)
- فوضى الهروب من استحقاق الإشتراكية
- مأزق الحكم في لبنان
- أميركا .. والشيوعية (6)
- أميركا .. والشيوعية (5)
- أميركا .. والشيوعية (4)


المزيد.....




- فرنسا: القضاء يوجه اتهامات لسبعة أكراد للاشتباه بتمويلهم حزب ...
- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - ماركس لم يُقرأ بعد (5)